الرد على: (يعلمكم حتى الخراءة) - شبهة نسف نظافة النبي الجزء الثاني
الرد على شبهة الزريبة العربية: نسف نظافة النبي محمد (حاشا لله) الجزء الثاني
شبهة : يعلمكم صاحبكم حتى الخراءة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كل يوم يثبت لنا النصارى أن ليسوا من ذوي الألباب ، وهذا هو الجزء الثاني من الشبهة المزعومة بنسف نظافة النبي صلى الله عليه وسلم ، حاشا لله. فلا هم ولا أهليهم ولا أهل الأرض مذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا يستطيعون أن يفعلوا ذلك ، فهو رسول الله، ويوم القيامة سيعرف كل منكر من هو رسول الله.
أما بعد ،
الشبهة الثانية في سلسلة نسف نظافة النبي
وتقوم الشبهة على رواية موجودة في صحيح مسلم وسنن الترمذي وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن ابن ماجة ومسند أحمد.
وجميعها مروية عن سيدنا سلمان رضي الله تعالى عنه والرواية عبارة عن حوار بين سيدنا سلمان و واحد من المشركين.
الرواية مسار الشبهة. مثلا ًعند الإمام مسلم حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش ومنصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال: قال لنا المشركون إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة. فقال: "أجل إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه أو يستقبل القبلة ونهى عن الروث والعظام وقال لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار."
ومجرد تعليق بسيط قبل بدء تفنيد الشبهة الساقطة ، لأن هذه الشبهة تذكرني هذا بافتراء الكفار كعادتهم على أهل الفضل فذكرني ذلك بما قاله قوم لوط الكافرين عن سيدنا لوط –عليه السلام- وآله كما جاء في القرآن الكريم ، قال تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }النمل56
أترون بماذا انتقد قوم لوط آل لوط عليه السلام ، انتقدوهم بالطهارة والتنزه عن إتيان الرجال ، وكانت الطهارة هي سببهم الداعي لطرد لوط وآله من مدينتهم التي تعمل كانت الخبائث!
فقال قتادة عن ما قاله المشركين عن آل لوط: "عابوهم والله بغير عيب" (1)
وأنا هنا لأقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عابوه والله بغير عيب.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كل شئ ، فحتى الآن لا توجد مسألة ليس لها أصل في الإسلام ، حتى وإن كانت مستحدثة جديدة في عهدنا ، فكيف بتعاملات البنوك على سبيل المثال والتي أثبتت التجربة فشلها كونها من الربا المحرم الذي قال الله تعالى فيه: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا}البقرة276
حتى على سبيل المثال لا الحصر قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي، المصرف المركزي الأمريكي، بخفض سعر الفائدة من صفر% إلى 0.25% .. فهذا هو ديننا .. كامل في كل شئ .. (2)
نعود أدراجنا إلى الرواية أساس الشبهة ، فإنه لو صاحب الشبهة ذا عقل لما قالها لأن المشركين قالوها حسدا ً من عندهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أمته كل شئ حتى آداب قضاء الحاجة.
والشبهة فيها وجهين:
الوجه الأول: كلمة (الخراءة) نفسها وأنها كلمة لا تليق.
والرد على ذلك يكون أن تلك الكلمة من كلام المشركين وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا من كلام الصحابة رضي الله عنهم ولا من كلام رواة الحديث رحمهم الله.
وهذا واضح لأي شخص يستطيع القراءة فقط دون الفهم حتى إذا اطلع على الرواية.
يقول الإمام السيوطي عن كلمة الخراءة: ((وإنما هو مكسور الخاء ممدود الألف يريد الجلسة للتخلي والتنظيف منه والأدب فيه)) انتهى. (3)
الوجه الثاني: الرد على شبهة المشركين ومن تابعهم من النصارى ، تشابهت قلوبهم!
شبهة المشركين كانت قائمة على أنه لماذا يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حتى آداب قضاء الحاجة ، وكانت الكلمة لها منطقين ..
أولا ً: حسدا ً من عند أنفسهم لهذا الدين وهذا النبي الذي يعلم أتباعه كل شئ.
وثانيا ً: أنهم يريدون النيل من النبي ودينه بأنه لا داعي لتعلم مثل تلك الأمور.
وهنا نرد ردا ً وافيا ً على تلك الأمور .. وهو تعريف بسيط بالطهارة في ديننا ..
إن في ديننا تنقسم أمور الإنسان إلى ثلاثة أفرع رئيسية وهي:
1- تعامل الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى.
2- تعامل الإنسان مع غيره من الناس.
3- تعامل الإنسان مع نفسه.
ولذلك ليس غريبا ً أن نرى أن هناك أشياء تتعلق بالإنسان نفسه فقط ومع ذلك نرى الدين قد تكلم فيها ، إذ أنه لو ترك للإنسان كل شئ حسب هواه لفسدت الدنيا ولأفسد الإنسان نفسه لأن أهواء الناس مختلفة ، وربما يكون هوى شخص في الخير وهوى الآخر في غير ذلك. فكيف نقنن ونهذب تلك الأهواء المختلفة ؟ والجواب بأن يعرف الإنسان الخير لنفسه من خالقه ، قال تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكم}الإسراء54
ولو علم الباحث الهزيل صاحب الشبهة الواهية أنه لو فتح أي كتاب فقه لعلم منه أنه كما يوجد مباحث للوضوء ونواقضه وهكذا لوجد أيضا ً مباحث في قضاء الحاجة والإستنجاء.
ولعلم أيضا ً أننا –نحن المسلمين- وفخرا ً أقولها أننا في مباحث قضاء الحاجة لدينا ما يدعو للفخر ولا يشين ، ولماذا يدعو للفخر ، سأترك الرد على هذا السؤال بعد ذكر بعض الأشياء البسيطة جدا ً عن آداب قضاء الحاجة والتي يرتضيها العقل ويتقضيها صحة الأبدان وسلامة الأنفس. (4)
1- الإستنجاء عندنا هو إزالة الخارج من النجاسات بعد قضاء الحاجة من أحد السبيلين بعد التأكد من إنقطاع الخبث.
2- يكون الإستنجاء بالماء أو بالحجر.
3- يندب الإستنجاء باليد اليسرى وليست اليمنى لأنها تستخدم في الطعام والسلام وخلافه.
4- ولذلك يسمى الإستنجاء بالإستطابة لأنه يترتب عليه طيب النفس والبدن بعد إزالة الخبائث والتخلص منها ، والتأكد من عدم علقها في ثوب أو بدن.
5- وبذلك يكون الإنسان طاهرا ً في بدنه وثوبه ، فلا تكون رائحته قذرة ولا يستقذر الإنسان غيره فلن تجد مسلما ً يقرف من السلام باليد على مسلم حتى بعد خروجه من الخلاء لما يعرف عن المسلمين في نظافتهم الشخصية.
6- ولو خالف أحد المسلمين هذا الأمر ولم يكن نظيفا ً في نفسه ، فليس حجة على الدين وإنما الدين هو حجة عليه.
7- من آدابنا أننا لا نقضي الحاجة فوق المقابر ، فبعد كونه تشريع في الدين ، فهو حق لما يأخذه الناس في هذه الأمكنة من العظة والتفكر في الآخرة ، فكيف التفكر في الآخرة إذا تعودج الناس قضاء الحاجة في المقابر فيسوء المنظر وتسوء الرائحة في هذه الأمكنة.
8- من آدابنا أننا لا نقضي حاجتنا في الماء الراكد ، فبعد كونه تشريع في الدين ، فهو حق لأن التبول في الماء الراكد من الممكن أن يسبب الكثير من المشاكل للبيئة المحيطة بهذا الماء كتجمع للحشرات وكذلك لكل من يتعامل تعامل مباشر مع هذا الماء.
9- من آدابنا أننا لا نقضي حاجتنا في الاماكن التي يستظل فيها الناس.
10- من آدابنا أننا لا نقضي حاجتنا في الطريق الذي يتخذه الناس.
11- من آدابنا أن لا نقضي حاجتنا في مهب الريح ، حتى لا ترجع الرياح على الثوب أو البدن شيئا ً من الخبث الذي خرج ، وهذا طبيعي وعقلي ومنطقي جدا.
طيب ، لو لم يقل لنا النبي صلى الله عليه وسلم كل هذا ، ولو لم يأمر الدين ويرشدنا إليه في كل هذا ، كيف كان الحال؟ وهل سيكون جميع المسلمون مجمعين على هذا؟
وأقولها مرة أخرى (عابوه والله بغير عاب)....
بقت نقطة واحدة وهي السؤال الذي أجلت الجواب عنه وهو لماذا يدعو للفخر ، هذا لأننا نحن معشر المسلمين أنظف الناس على الكرة الأرضية بتعاليم ديننا الحنيف ، ونحن المسلمين لو قمنا بجميع ما قام في الدين من طهارة لما وجدنا شيئا ً مستقذرا ً في حياتنا.
عابوه والله بغير عيب!!
وأنتهي بقول الإمام السندي في شرحه على سنن النسائي: ((قال الطيبي جواب سلمان من باب أسلوب الحكيم لأن المشرك لما استهزأ كان من حقه أن يهدد أو يسكت عن جوابه لكن ما التفت سلمان إلى استهزائه وأخرج الجواب مخرج المرشد الذي يرشد السائل المجد يعني ليس هذا مكان الاستهزاء بل هو جد وحق فالواجب عليك ترك العناد والرجوع إليه قلت والأقرب أنه رد له بأن ما زعمه سببا للاستهزاء ليس بسبب له حتى المسلمون يصرحون به عند الأعداء وأيضا هو أمر يحسنه العقل عند معرفة تفضيله فلا عبرة بالاستهزاء به بسبب الإضافة إلى أمر يستقبح ذكره في الإجمال والجواب بالرد لا يسمى باسم أسلوب الحكيم فليتأمل.)) انتهى. (5)
يــــتــبــــــــــع ........
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عبد الرحمن
"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ".
المفضلات