• د. بكر اسماعيل ممثل كوسوفا لدي الوطن العربي يحكي قصة صمود بلاده ضد حرب الابادة والجرائم الوحشية من الصرب.
• ماحدث في كوسوفا من أعمال قتل وتعذيب لم يشهد له التاريخ مثيلا.
• الصرب زرعوا الألغام في المدارس والمنازل وسمموا مياة الآبار.
• القساوسة سرقوا أطفال المسلمين وسلموهم للأديرة لتنصيرهم.
• ابادة شعب كوسوفا تؤكد تشبع الغرب بروح الحروب الصليبية.
• الجنود الصرب كانوا يرسمون الصليب علي جثث شهدائنا.
• لانريد من اخواننا العرب والمسلمين سوي الاعتراف باستقلالنا.


الوسط : اجري الحوار – احمد سعد

لم يسمع أي منا أي شيء عن كوسوفا او البوسنة والهرسك قبل بداية التسعينات وذلك حين اشتدت المجازر وبدأت عمليات القتل والابادة من قبل القوات الصربية ضد سكان الجمهورتين الذين تبين بعد ذلك انهم مسلمون وانهم امتداد لنا يشاركونا نفس الارث الذي اوصي به رسول الله صلي الله عليه وسلم منذ اكثر من الف واربعمائة عام ...اي انهم مسلمون لهم ما لنا وعليهم ما علينا .. ولكن هل أدينا حقهم علينا ؟ هل قمنا بدعمهم ومساعدتهم لصد العدوان الصربي ومساندهم حتي سياسيا واقتصاديا ...الآن نالوا استقلالهم وقامت اكثر من 52دولة علي مستوي العالم بالاعتراف بكوسوفا ولم تعترف بها من الدول العربية الا الامارات منذ ستة اشهر والسعودية منذ نحو الشهر ...فما هي نظرتهم الينا الان ونحن الاخوة الذين ينتظرون منا ابسط الاشياء ؟ وما هي قصة تلك الدولة ؟ كيف اسلم اهلها وكيف حافظوا علي اسلامهم خلال فترة الحكم الشيوعي ..هذا ما بحثت عنه في هذا الحوار الخاص لجريدة الوسد مع د . بكر اسماعيل الكوسوفي ممثل كوسوفا في مصر والوطن العربي .. الي تفاصيل الحوار : -

• هل لنا ان نعرف ما حدث في كسوفو خلال السنوات الأخيرة ؟

- تعرضت كسوفا خلال فترة التسعينات حتي مطلع الالفية الثالثة لكثير من الاحداث الدامية والمذابح المروعة ..بالاضافة الي الكثير من حملات الابادة والتطهير العرقي طوال سنوات تشبع فيها الصرب من اراقة دماء ابناء كسوفا ومطاردتهم وتشريدهم وذبحهم ودفنهم في المقابر الجماعية التي تحدثت عنها وسائل الاعلام و يعرفها الجميع والغريب ان وسائل الاعلام قد نقلت هذا الهول المخيف وقامت بمناشدة المجتمع الدولي ليتحرك وينقذ هؤلاء من ذلك العذاب الذي كانوا فيه لكنه لم يتحرك الا بعد ان اوشك الصرب علي افراغ كسوفا من سكانها ..فأحداث كسوفا كانت همجية ووحشية فالصرب قد نالوا من شعب كسوفا واذاقوه كل انواع التعذيب والقتل بمختلف صوره للرجال والنساء والاطفال واستخدموا في ذلك اساليب مختلفة لم تشهد لها البشرية مثيلا

• قلت ان الصرب قاموا باكثر الاعمال همجية علي مدار التاريخ لابادة اهل كسوفا هل تفصل ذلك بشكل اكثر للقارئ ؟

- ان الاحداث التي عاصرناها والتي رأيناها تؤكد ان الصرب قاموا باكثر الاعمال همجية علي مدار التاريخ وذلك لابادة الكوسوفيين فهم كانوا يعتقلون ويحاكمون ابناء كسوفا الابرياء بحجج ومزاعم واهية ...منها اتهامهم في قضايا سياسية وارهابية ..كما كانوا يقومون بزرع الالغام داخل القري والمدارس والمنازل لابادة ما يمكن ان يتبقي من شعب كسوفا ...بل كانوا يقومون بخلط مياه الابار بمواد سامة للقضاء علي كل من يشرب من مائها ودمروا المنازل ونهبوا الحقول واحرقوا الغلال ليعيش شعب كوسوفا جائعا ويسهل عليهم ابادته

• اتقصد ان الجيش الصربي هو من قام بمثل تلك المذابح ؟
- لم يقتصر عدوانهم علي قواتهم المسلحة فقط بل ان المدنين منهم الذين يقطنون مع ابناء كسوفا في وطن واحد قاموا باشياء اخري مثل اطلاق النار وقتل الكوسفيين وكانوا تدعمهم فرق الجيش يقومون باحتلال القري ..واذا احتلوا قرية يقومون بطرد اهلها منها عن طريق قتل بعضهم وتعذيب البعض الاخر ليهرب باقي السكان ثم يقومون بعد ذلك بنهب المنازل وسرقة ما فيها ...ولم يتركوا حتي الاطفال ..فقد لقي اطفال كسوفا من العدوان علي يد الصرب ابشع انواع القتل والتعذيب والتشريد بالاضافة الي قيامهم بعمليات كثيرة لسرقة وتهجير الاطفال حيث دأب الصرب وقساوسة الكنائس من دول اجنبيه اخري علي سرقة الاطفال المسلمين من شوارع كوسوفا وشوارع البوسنة والهرسك فمن افجع المأسي التي تقابل المسلمين في البوسنة والهرسك هي فقدانهم لابنائهم فكثير من العائلات فقدت ابنائها بسبب مطاردة الصرب لهم واخذهم وتسليمهم الي الاديرة والكنائس و قاموا بارسال عدد كبير منهم الي الفاتيكان

• لماذا قام الصرب بفعل ذلك في الشعب الكوسوفي؟
- للاجابه علي هذا السؤال لابد ان نعرف البعد التاريخي للازمة بين الصرب والالبان في كسوفا والبوسنة والهرسك ومقدونيا ...فكسوفا حتي الحرب العالميه الاولي كانت جزء لا يتجزء من البانيا فالالبانيون هم اول من استقر في منطقة البلقان وكان يطلق عليهم الالبريين ثم اطلق عليهم الترك بعد ذلك اسم الارناؤط ثم استوطنها اليونانيون ثم اتي بعدهم السلاف الصرب في القرن العاشر هربا من الطورانيين الذين طردوهم من مسقط رأسهم في حوض بحر القلزم وكان من الطبيعي ان يحدث اصطدام بين تلك الشعوب والالبان حتي انحصر الالبان في المنطقة المعروفة اليوم من البلقان ..وبعد ذلك حدث الاصطدام بين تلك الشعوب والاتراك الذين غزوا المنطقه واستطاعوا الانتصار في معركة قوصوه الشهيرة عام 1389ومن الغريب ان الصرب حاولوا قلب الحقائق واعتبروا تلك الهزيمة نصرا وادعوا ان تلك المنطقه صربية الاصل لان الجيش الذي حارب الاتراك هو جيش صربي وهذا غير صحيح لان الذي حارب الاتراك عدد كبير من القوميات وليس الصرب بمفردهم وبدخول الاتراك البانيا واستيلائهم علي كسوفا دخل الالبانيون الاسلام عن اقتناع ...ولكن التاريخ الحقيقي لدخول الاسلام البانيا بدأ قبل الغزو التركي للمنطقه عم طريق التجارة وخاصة ان الالبان كانوا يدينون بمذهب يسمي (بوجوميل )وهو اقرب ما يكون الي دين ابراهيم عليه السلام ...وانفصلت كسوفا عن البانيا بعد الحرب العالمية الاولي حين استولي عليها الصرب وبعد قيام الاتحاد اليوغسلافي اثر نهاية الحرب العالميه الثانية اصبحت كسوفا جزءا من هذا الاتحاد وان كانت قد حصلت علي ادارة ذاتية الا انه بعد انهيار الاتحاد اليوغسلافي قام الصرب بالسيطرة علي كسوفا وقاموا بالغاء الحكم الذاتي في 23مارس 1989 كما قاموا بالغاء كل المؤسسات السياسية للالبان في يوليو1990وكان من الطبيعي ان يرفض الالبان في كسوفا ما حدث وقاموا بانتخاب رئيس جمهورية واجروا انتخابات برلمانية وقاموا بعمل مظاهرات الا ان الصرب قاموا بقمع هذه المظاهرات ووصلت بشاعتهم الي انهم استخدموا في عام 1992نوعا من السموم يشبه التراب من يستنشقه يصاب باعرض الجنون والعقم والغيبوبه وبعد ذلك بدأت القوات الصربيه في قذف القري بالمدافع والدبابات وبدات المذابح

• كيف كان موقف الدول العربية من هذه المذابح ؟
- موقف سلبي للأسف .. فكثير من الدول العربية لم تكن تعرف ان هناك مسلمين في منطقة البلقان وبعد ان عرفوا ارادوا ان يتأكدوا من صحة وجود المسلمين ...وعندما قاموا باتخاذ اجراء كان الصرب قد فرغوا من تحقيق اهدافهم ...وايضا فالاعلام العربي كان يجهل الكثير من الابعاد الخاصة بقضية كسوفا ..فالبعض من اجهزة الاعلام كان يطلق علي كسوفا اسم كسوفو وهو الاسم الذي يتداوله الصرب كما ان معظم تلك الاجهزه الاعلامية كانوا يأخذون اخبارهم من بلجراد والبعض منهم ظل يردد ان قضية كسوفا قضيه صربية داخلية ونحن من ناحيتنا كنا نضع امالا كبيره علي مصر للاعتراف بنا ومؤازرتنا فان كانت الكعبه قبلة المسلمين فمصر والازهر قبلة العلم في العالم العربي والاسلامي

• هل تأثر الاسلام في كسوفا بسبب الاجراءات الصربية ؟
- بالطبع فقد هاجر الكثير من الالبان الي الخارج هربا من بطش الصرب كما ان هناك ضغوطا اقتصادية كثيره مورست عليهم ...كما انهم لم يسمحوا لنا بالتعليم او حرية العباده وكل ذلك اثر بالطبع علي الاسلام هناك ...ولابد الا ننسسي ان ما يقرب من نصف كوسوفي قتلوا علي يد الصرب غير الذين قتلوا في البوسنه والهرسك والشيخ يوسف القرضاوي قال قبل ذلك بالقاهره ان الشعوب الاسلامية وحكوماتها تتحمل المسئوليه كاملة تجاه ما يحدث لشعب كسوفا المسلم واعرب عن اسفه لما يحدث وقال ان المسلمين لم يقوموا بواجبهم لنصرة هذا الشعب المسكين وهم مشغولون بأنفسهم وبقضاياهم المختلفة ...والقوي العالمية تشغل الشعوب بأشياء حتي لا تفكر في مصائرها وما يهمها ...واكد الشيخ القرضاوي انه يجب ان نتنبه الي ان هذا الشعب شعب مسلم ومن حقه علي امة الاسلام في مشارق الارض ومغاربها ان يمدوا لهم يد العون بكل ما يستطيعون من مال ورجال
واشار د القرضاوي الي ان ما حدث في كسوفا دليل علي ان الروح الصليبية لا تزال قائمة عند الغرب تجاه المسلمين ..وقال للاسف كنا نظن ان الغرب قد نسي هذه الاحقاد القديمة ولكن خاب ظننا ومثال ذلك ما اكده الصربيون حينما قالوا نحن فرسان الصليب ونحن نقوم اليوم بما قام به الصليبيون من قبل

• انا من ضمن الذين ظنوا ان تلك الحرب التي شنت عليكم كانت حرب عرقيه ولكن بعد سماعي لكلام الشيخ القرضاوي الذي قرأته اقول انها كانت حرب دينيه في الاساس؟
- نعم ينبغي القول انها كانت حرب دينية والدليل علي ذلك ان السفاح ميلسوفتش ما كان ليصل الي منصبه السابق كرئيس لصربيا لولا دعم الكنيسه الارثوذكسية له ..وايضا نحن كنا نجد العداء الديني في ممارسات الصرب الوحشية ضد المسلمين فالحنود الصرب كانوا يقومون برسم صورة الصليب علي جثث القتلي من المسلمين ومن الخطْ وصف أي حرب في البلقان علي انها حرب عرقيه ..فيكفي التنكيل الذي تم في البوسنه فهي لم تكن حرب عرقيه فكلا من الصرب والكروات والبوسنه والهرسك من السلافيين ..فالخلاف كان خلاف ديني لذلك هم تخلصوا من المسلمين في البوسنه وحاولوا ان يتخلصوا منهم في كسوفا ايضا

• انت خريج جامعة الازهر بالقاهرة كيف كنتم تتعلمون تعاليم الاسلام في كسوفا ابان الاحتلال وهل هناك ترجمات للقرأن باللغة الالبانية؟
- هناك ثلاث ترجمات للقرأن باللغة الالبانية وهي ترجمات لمعاني القرأن الاولي ترجمة الاستاذ الدكتور فتحي المهدي وكيل كلية الاستشراق في جامعة كسوفا وهو من الشخصيات المعاصره في البلقان وقام ايضا بترجمة صحيح البخاري وله العديد من المؤلفات والبحوث في ترجمة القرأن الكريم ومعاني الايات والكلمات بالاضافة الي مؤلفات اخري في اللغه والادب العربي والثانية ترجمة الشيخ ناحي وهو داعية كسوفا وهو كان ضمن اول وفد طلابي تخرج من الازهر عام 1929وكان رحمه الله شخصية علمية فذة وله اياد بيضاء علي اهل العلم وفي بناء المدارس والثالثة ترجمة الشيخ الاستاذ احمد وهو مدير المدرسه الثانويه في بريشتينا عاصمة كسوفا

• اخيرا ماذا تنتظر من العالم الاسلامي والعربي بعد الاستقلال ؟
- انتظر انا ومن خلفي شعب كسوفا المسلم ان تقوم الدول العربية والاسلاميه بالاعتراف بنا كدولة مستقلة فهناك ما يقرب من 52دولة حول العالم اعترفت باستقلال كسوفا ولكن لم تعترف من الدول العربيه والاسلامية غير الامارات منذ ستة اشهر والسعودية منذ نحو الشهر لذلك نتطلع نحن الكوسوفيون المسلمون الي مساندة اخواننا المسلمين لنا عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم " المسلم للمسلم كالبنيان " فنحن لا نرعب في غير ان يمد اخواننا لنايد العون وان يقوما بالاعتراف بنا كدولة مستقلة

المصدر
http://www.el-wasat.com/details.php?id=55556159