أنفلونزا الخنازير والغموض المتعمد
الخميس6 من جمادى الأولى 1430هـ 30-4-2009م الساعة 08:07 ص مكة المكرمة 05:07 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة-> المسبار 5/5/2009 5:03:38 PM



الخبر: قررت مارجريت تشان مدير منظمة الصحة العالمية رفع حالة التأهب لمواجهة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير إلى الدرجة الخامسة، أي قبل درجة واحدة من إعلان حالة الوباء العالمي.

التعليق:

مفكرة الإسلام: انتشار أنفلونزا الخنازير هو الحلقة الأخيرة حتى الآن من سلسلة الأمراض التي تنتشر بصورة وبائية، فمن قبله كان نقص المناعة المعروف بالإيدز، ثم كانت أنفلونزا الطيور،و لم يعد من الممكن تصور ما يمكن أن يحدث أو يطرأ في هذا المجال.

وانشغل الجميع أو شغلوا بالمعنى الأدق والصحيح حينما تظهر هذه الأوبئة بالإجراءات الكفيلة بالمواجهة واللقاحات الواقية من المرض، وكيفية احتواء آثاره الاقتصادية والبشرية..
ولكن مرحلة ما قبل انتشار المرض والأسباب التي أدت إليه ما زالت حتى الآن غامضة،ويتم تجاوزها وإغفالها، ولا يسمع عنها إلا تمتمات سرعان ما يتم وئدها.

فقد انتشر الإيدز على نطاق واسع بين القردة في أفريقيا ومنها انتقل إلى الإنسان، ومات الملايين خاصة من الأفارقة جراء هذا المرض، فكيف أصيب القردة بهذا النوع، ما زال طي الكتان، وان كانت الهمهمات تشير إلى تجارب فيروسية قامت بها دول كبرى وخرجت عن نطاق السيطرة.

ومن بعد ذلك كان انتشار أنفلونزا الطيور بين البشر، في سابقة غير معهودة، ومرة أخرى لا نسمع إلا همسات عن شركات أمريكية عملاقة تحتكر المصل المضاد لهذا المرض تتبع كبار القيادات العسكرية الأمريكية، وعلى رأسهم وزير الحرب السابق رونالد رامسفيلد، وأنها كانت وراء إطلاق هذا الفيروس على نطاق واسع
.

أما أنفلونزا الخنازير، فقد تم التعامل معها وفق السيناريو السابق، حيث قفز العالم فوق الأسباب وبات يبحث عن سبل المعالجة والوقاية، وبقي السؤال غامضا عن الأسباب التي ترجع إليها انتشار هذه الأوبئة بين بني البشر إلى هذا الحد.


هذا الغموض المتعمد فتح الباب واسعا أمام نظريات متعددة، وفي مقدمتها نظرية المؤامرة التي رأت يد البشر الغربية العابثة وراء انتشار هذه الأوبئة على هذا النحو، وتلمس أصحاب هذه النظرية من الواقع ما يدعم توجهاتهم ورؤيتهم
.

فأصحاب هذه النظرية يربطون بين انتشار أنفلونزا الخنازير وخبر أوردته وكالات الأنباء قبل عدة أيام عن تحقيق للجيش الأمريكي في ملابسات اختفاء عبوات زجاجية من أحد المختبرات في قاعدة عسكرية في ولاية ميريلاند تحتوي على عينات من فيروس خطير.

وقال الخبر أن نوع الفيروس واسمه العلمي "التهاب الدماغ الخيلي الفنزويلي"يصيب الخيول ويمكن أن ينتقل إلى البشر
.

المثير في الخبر كانت إشارة المتحدثة باسم معهد الأبحاث الطبية والأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي، كاري فاندر ليندن، إلى أنه في 97 في المائة من الحالات يعاني الأشخاص المصابون بالفيروس من أعراض شبيهة بالأنفلونزا.

من المهم أن نبحث عن سبل العلاج ومواجهة هذا الخطر الداهم، وهذا لا يقلل من أهمية البحث عن اليد الآثمة التي تقف وراء هذه الفيروسات شديدة الخطورة على مستقبل البشرية
.