أهمية المال في الحياة الزوجية

[ronya]

إفلاس الزوج وكثرة ديونه..هل يعتبر سراً زوجياً؟

ترشدنا التربية الإسلامية إلى حفظ الأسرار وعدم استخدامها كوسيلة ضغط لتنفيذ الطرف الآخر تصرفات لا يرغب فيها، كما تستثمر المخابرات أسرار الناس في تحقيق أهدافها، فالنظرة الإسلامية بعيدة عن هذا، خاصة إذا علمنا أن الزواج في الأصل كاشف للأسرار، ولهذا فإن الإسلام حرم استثمار المعلومات السرية عن الزوج أو الزوجة لكسب المال أو التشهير، لأن الأسرار العائلية جزء من الإنسان وذاته.

هناك نساء لا تستحق من أزواجهن أن يصارحوهن لآنهن يكن سبباً من أسباب ديونهم وأفلاسهم
إن العلاقة الزوجية تقوى بين الزوجين كلما كانت الشفافية بينهما أكثر ودرجة الوضوح والصراحة أكبر

أهمية المال في الحياة الزوجية
المال له أهمية خاصة في الحياة الزوجية..من اجل هذا شرع المهر للمرأة.. وشرعت النفقة وقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على وجوب المهر،حيث قال الله تعالى (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة)النساء-4

وعن أهمية المال في الحياة الزوجية جاءت في تاريخنا هذه القصة المعبرة:
خطب المغيرة بن شعيبة وفتى من العرب امرأة وكان الفتى طويلاً جميلاً،فأرسلت إليهما المراة فقالت: إنكما قد خطبتماني،ولست أجيب احداً منكما دون أن أراه وأسمع كلامه،ففاحضروا إن شئتما،فحضروا فأجلستهما بحيث تراهما وتسمع كلامهما،فلما رآه المغيرة ونظر إلى جماله وشبابه وهيبته يئس منها،وعلم أنها لن تؤثر عليه.

فأقبل على الفتى فقال: لقد أوتيت جمالاً وحسناً وبيتاً،فهل عندك سوى ذلك؟
قال: نعم فعدد محاسنه ثم سكت؟
فقال له المغيرة: كيف حسابك؟
قال: ما يسقط علي منه شيء،وإني لأستدرك منه أدق من الخردلة.

فقال له المغيرة: لكنني أضع البدرة أين كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم في زاوية البيت فينفقها أهلي على ما يريدون فما أعلم بنفادها حتى يسألوني غيرها!

فقالت المرأة: والله لهذا الشيخ الذي لا يحاسبني أحب إلى من هذا الذي يحصى علي مثل صغير الخردل فتزوجت المغيرة.

ولعل هذه الرواية تبين أهمية المال في الأسرة إلا اننا نذكرها ولا نؤكد أن كل النساء يقدمن المال على القيم الأخرى،ولكنها تعبر عن الواقع الذي بدأنا نلحظه من تحول مجتمعاتنا بشكل عام إلى مجتمعات مادية حتى في الحكم على الأشخاصزز
وكما أن المال شقيق الروح كما يقال فإن كشفه يعتبر سراً من الأسرار.

[ronya]

هل يخبر الزوج زوجته بثروته؟؟

إن العلاقة الزوجية تقوى بين الزوجين كلما كانت الشفافية بينهما أكثر ودرجة الوضوح والصراحة أكبر حتى في القضايا المالية ولكن هذا لا ينطبق على الجميع الرجال وجميع النساء.

فكما أن هناك رجالاً لا يصارحون زوجاتهم بثرواتهم لأسباب ديونهم وإفلاسهم على أن القاعدة العامة والتي ينبغي أن يبنى عليها الزواج هي الوضوح والصراحة ثم ان كل حالة زوجية تقدر بعد ذلك بحسب النصوص بهذا الشأن هذا النص الذيورد في كتاب الفروع لبن مفلح المقدسي حيث قال:

وقال ابن الجوزي في كتابه السر المصون معاشرة المراة بالتلطف مع إقامة الهيبة ولا ينبغي له أن يعلمها قدر ماله فتتبسط في الطلب وإن كان قليلاً احتقرته وربما نفرت ولا يفشي إليها سراً يخاف من إذاعته ولا يكثر من الهبة لها فربما استوثقت ثم نفرت وقد رأينا جماعة أطلعوا نساءهم على الأسرار وسلموا إليهن الأموال لقوة محبتهم لهن والمحبة تتغير فلما ملوا أرادوا الخلاص فصعب عليهم فصاروا كالأسرى!

وإن كان هذا الذي ذكره ابن الجوزي ينطبق على بعض النساء فلا ينبغي التعميم فكم من رجل صارح زوجته بثروته وكانت هي سبباً في حفظها له واستثمارها ولولا زوجته لضاع هو وضاعت ثروته.


إفلاس الزوج وكثرة ديونه:

إن الزوج اذا أفلس تكالبت عليه الديون فإن هذا يعتبر سراً زوجياً لا بد من المحافظة عليه من طرف الزوجة وعدم كشفه أو فضحه ما لم يكن هذا الامر معروفاً ومشاعاً في المجتمع.

ويحق للزوجة الحديث في الموضوع نفسه وفق القواعد العامة التي ذكرناها للحاجة أو للمصلحة أو لو أرادت طلب الطلاق بسبب إعسار الزواج


إفلاس الزوج يعتبر سراً زوجياً لا بد من المحافظة عليه من طرف الزوجة ولا شك أن أفلاس الزوج وإعساره يؤثر على الحياة الزوجية ومستقبلها ولهذا ناقش فقهاؤنا هذا الأمر.

بل حتى الأمثال الشعبية وظفت لذلك كالمثل المصري المشهور
(كان جيبك مداري عيبك.. فضي جيبك ظهر عيبك )

ويقول محمد متولي في شرح قصة هذا المثال:
( يروي أن امرأة بعد أربعين عاماً من الزواج من رجل أعور قالت له : يا أعور!
فقال معاتباً عشتِ معي أربعين عاماً ولم تتفوهي بذلك،ثم تقولين بعد هذا العمر الطويل: يا أعور؟!

فقالت: (كان جيبك مداري عيبك.. فضي جيبك ظهر عيبك)وشاع المثل.

ونذكر هذا من باب الطرائف التي تجسد الواقع ولكن يبقى المفهوم الصحيح أن الزوجة ينبغي لها أن لا تكشف سر زوجها

دمتم في حفظ الله ورعايته