رجل أحيا الله به أمة اعداد مجد الغد /اجزاء

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

رجل أحيا الله به أمة اعداد مجد الغد /اجزاء

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: رجل أحيا الله به أمة اعداد مجد الغد /اجزاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    61
    آخر نشاط
    06-12-2011
    على الساعة
    03:49 PM

    افتراضي رجل أحيا الله به أمة اعداد مجد الغد /اجزاء

    صلاح الدين الايوبي



    هذا هو صلاح الدين الأيوبي، وهذه هي شخصيته الحقيقية كما أفصح عنها التاريخ، لم يكن مجاهداً إسلامياً، ولا بطلاً قومياً عربياً، وإنما كان مجرد طالبٍ لسلطة، وطامع بملك، وقد نالهما عبر مراحل طويلة من خداعه للمسلمين والعرب، فباسم الجهاد سالم الصليبيين بل وتحالف معهم، وباسم الجهاد قاتل شعوباً إسلامية، وقضى على دول إسلامية في مصر واليمن وسواهما، وكان قاسياً جداً لدرجة الوحشية مع المسلمين الذين يحكمهم، ومتسامحاً لدرجة مريبة جداً مع اليهود والصليبيين.

    ولا بأس أن ننقل حديث الدكتور حسين مؤنس عن سيرة صلاح الدين مع الشعب، والمعاملة السيئة والقاسية التي كان هو وعماله يعاملون بها الناس: (كانت مشاريعه ومطالبه متعددة لا تنتهي، فكانت حاجته للمال لا تنتهي، وكان عماله من أقسى خلق الله على الناس، ما مرّ ببلده تاجرٌ إلاّ قصم الجُباةُ ظهره، وما بدت لأي إنسان علامة من علامات اليسار إلاّ أُنذر بعذاب من رجال السلطان، وكان الفلاحون والضعفاء معه في جهد، ما أينعت في حقولهم ثمرة إلاّ تلقفها الجُباةُ، ولا بدت سنبلة قمح إلاّ استقرّت في خزائن السلطان، حتى أملق الناس في أيامـه، وخلّفهم على أبواب محن ومجاعات حصدت الناس حصداً)




    هذا هو صلاح الدين الأيوبي على حقيقته الكاملة، ولكن الناس خدّرتهم أنباء الفتوحات المزيفة والبطولات الموهومة، فلم يعودوا يميزون بين الغث والثمين، ولا بين الصدف والجوهر، وكل هذا بفضل التعتيم المستمر على حوادث التاريخ، والتزوير المخطط من قبل حواشي السلاطين.




    أضف إلى ذلك، أن الناس عندما يهبطون إلى درك من الضعف والعجز، يحاولون





    أن يفتشوا عن بطولات لهم في التاريخ، وعندما لا يجد هؤلاء لهم أبطالاً حقيقيين، لا يضيرهم أن يستظلوا تحت سقف أبطال مزيفين، ولا يكتفون بذلك بل يجعلون منهم أبطالاً أسطوريين، يقاتلون طواحين الهواء باسمهم وتحت راياتهم، ولله في خلقه شؤون، والحمد لله رب العالمين.

    قرأت هذا الموضوع وعجبني حقيقة لمعرفة حقيقة هذا البطل الاسطوري الذي طالما قلنا انه حقا بطلا والذي سنحاول ان نثبت صدقه وصفاء نيته فهل هو حقا كمايزعمون؟
    صلاح الدين إنسان بشر يخطئ ويصيب، ومحاولة اصطياد الأخطاء للتقليل من شأنه، هي دون مستوى إصابة كبد الحقيقة، فالتقييم الموضوعي يجب أن يكون هو المجال الذي نسعى إليه لإبراز السلبيات والايجابيات لأي قيادة سياسة، على أن يتم ذلك وفق معطيات ومفاهيم عصره لا عصرنا.

    وكان صلاح الدين الأيوبي رجل دولة، لذا جمع حوله شخصيات قوية، لها خبراتها أعانوه على الحكم، وناصروه في معاركه، فبهم حقق ما كان يصبو إليه.



    صلاح الدين إنسان بشر يخطئ ويصيب، ومحاولة اصطياد الأخطاء للتقليل من شأنه، هي دون مستوى إصابة كبد الحقيقة، فالتقييم الموضوعي يجب أن يكون هو المجال الذي نسعى إليه لإبراز السلبيات والايجابيات لأي قيادة سياسة، على أن يتم ذلك وفق معطيات ومفاهيم عصره لا عصرنا.




    وكان صلاح الدين الأيوبي رجل دولة، لذا جمع حوله شخصيات قوية، لها خبراتها أعانوه على الحكم، وناصروه في معاركه، فبهم حقق ما كان يصبو إليه.




    لقد بدأ صلاح الدين عهده كوزير لمصر بالإقدام على الإصلاح الشامل لأوجه الفساد التى كانت قائمة قبل توليه منصبه والتى شاهدها بنفسه بل وعانى منها مرات عديدة وبالتالى نخلص إلى أن محاربة التقصير والفساد فى المجتمع هى بالطبع مسئولية كل مسلم يهدف إلى نهوض الأمة وبلوغها المرتبة التى قدرها الله


    لها ولذلك فإن التصدى لأى منكر والقضاء عليه واستبداله بالمعروف يتصدر أولويات الإلتزام نحو الأمة والغرض من عرض ما قامه به صلاح الدين من إصلاحات هو حث كل منا على محاكاته محاكاة عملية نحول بها السلبيات إلى الإيجابيات حتى يتواجد من رجال وشباب الأمة صلاح الدين القرن الحادى والعشرون .



    كان وصول الحملة الصليبية



    إلى دمياط مفاجأة لصلاح الدين الأيوبى الذى كان يتوقع حضورهم إلى بلبيس أو الإسكندرية ولذا كان قد دعم تلكما المدينتين بقوات استعداد لمواجهة الصليبيين ولما كانت الظروف تقتضى بقاء صلاح الدين نفسه فى القاهرة أرسل قوات إلى دمياط تحت قيادة خاله شهاب الدين الحارمى وابن أخيه تقى الدين بن عمر لمساعدة المصريين على صد الهجمات الصليبية وبطبيعة الحال كان صلاح الدين فى موقف لا يحسد علي







    هذا من كتاب الدكتور مؤنسالدكتور مونس تجاهل ما حدث فى العصر الفاطمى الثانى من انهيار الدولة والقتال الداخلة فلقد تولى فى مده وجيزة 11 وزيزا كلهم ماتوا قتلا ولم ينجوا منهم الا بدر الجمالى الارمنى واول الوزراء الملوك وكان بدر الجمالى يلقب فى عهد المستنثر بالوزير المللك وورث ابنه الوزارة وقتل ثم طلائع بن رزيك فقيل حتى انتهى الامر بشاور وضرغام
    اقرا كيف استنجد ضرغام بحند الصليبين لتقوية جبهته ضد جند شاور الذى استعان بجند الشام لمعادلة القوه واصبحت مصر فى وضع كارثى
    ثم ان ما تتحدث عنه من مجاعات اشتهر بها اواخر عصر المسنتصر الفاطمى الذى ابتليت به مصر وفى عهده قامت اكبر مجاعه تقريبا حدثت فى تاريخ مصر



    ولقد تطرقت لهذه الشخصية الفذة بسبب بروز:
    كثيرٌ من الآراء حول بعض الأحداث التي ظهرتْ في عصره، وأخذ كل مؤرخ وكل باحث يفسِّر هذه الأحداث إما بتأثير سياسي أو فكري عقائدي، ولذا تعرَّض هذا القائد المسلم لبعض الجَوْر من خلال هذه الأحكام الموجَّهة، وتعرضت سيرتُه لبعضِ التشويهِ، وأُسيءَ الظنُّ بكثيرٍ من تصرفاته وأعماله.

    ومن هنا بَرَزَتْ لديَّ فكرة الكتابة في هذا الموضوع، متوخِّيًا تحقيق هدفين:الأول: هو دراسة أسباب النجاح والانتصارات التي أحرزها صلاح الدين، والتي تتمثَّل في الأعمال التي قام بها قبل جهاده ضد الصليبيين؛ أي: مرحلة بناء دولته وجيشه معنويًّا وماديًّا، – حيث استغرقتْ منه هذه المرحلةُ فترةً طويلةً جدًّا، هي أطول من فترة جهاده ضدَّ الصليبيين، هذه الأعمال أهْمَلَها بعضُ الباحثين، والبعضُ الآخر مرَّ عليها مرور الكرام، مركِّزين على دراسة النتائج فقط، وهي انتصارات صلاح الدين، مع أنَّ المُهِمَّ هو معرفة كيف وصل صلاح الدين إلى هذه النتائج، لا معرفة هذه النتائج فقط؛ لكي نَحْصُلَ على الدرس والفائدة من قراءة التاريخ، ومن هنا كان اختياري لهذه المرحلة التي لم تُوَفَّ حقَّها من الدراسة على الرغم من كثرة ما كتب عن صلاح الدين.
    التعديل الأخير تم بواسطة مجد الغد ; 15-04-2009 الساعة 06:36 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    61
    آخر نشاط
    06-12-2011
    على الساعة
    03:49 PM

    افتراضي

    وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس ويعتبر حلقه مهمه في سلسلة الحروب الصليبية والتي خرج منها السلاجقة والزنكيون والتي نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن تكون لوجهه خالصة ولعباده نافعة ويطرح فيها القبول والبركة ويرزقنا حسن القصد وإخلاص النية لوجهه العلي الكبير






    أن مسلك الإسماعيلية النزارية في ذلك الحين كان من أخطر معوقات حركة الجهاد ضد الغزاة نظراً لوجود عدوين في وقت واحد أمام القيادات المسلمة السنية على نحو عكس المشاق البالغة التي واجهت أولئك القادة في الدفاع عن عقيدة الأمة ودينها وأبرزت جهود عماد الدين التي استطاع من خلالها أن يحقق قسطاً كبيراً من برنامجه وأن يكون لنفسه مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي كسياسي بارع وعسكري متمكن ومسلم واعِ أدرك الخطر الذي أحاط بالعالم الإسلامي من قِبل


    الصليبيين، فقد استطاع أن يوجه الظروف التاريخية لصالح المسلمين وذلك بتجميعه القوى الإسلامية بعد القضاء على عوامل التجزئة والانقسام وتوحيد المدن والإمارات المنفصلة في نطاق دولة واحدة استطاع بمقدرته أن يستغل أقصى ما يمكن أن تقدمه من إمكانات في سبيل تحقيق برنامجه المزدوج من تشكيل الجبهة الإسلامية وضرب الصليبيين ويعتبر فتح الرها عام 539ﻫ من أهم إنجازات عماد الدين وكان لسقوطها في أيدي المسلمين ردة فعل عنيفة في الغرب الأوروبي




    وباعثاً على السرعة في إرسال حملة صليبية جديدة بعد أن أثار سقوطها الرعب في النفوس، فقد جاء سقوطها إيذاناً بتزعز البناء في الشرق الأدنى وقد تصدى نور الدين وسيف الدين غازي أبناء عماد الدين للحملة الصليبية الثانية على دمشق، وحققوا انتصاراً مع أهالي دمشق كبيراً على الحملة الصليبية الثانية ولقد نجح نور الدين في استغلال الظروف التي أعقبت فشل الحملة الصليبية الثانية في توحيد الشام تحت قيادته هذه المرة على حساب حاكم دمشق، ثم استأنف جهاد الصليبيين بنجاح مما شجع القوى الإسلامية الأخرى مثل سلاجقة الروم والآراتقة والتركمان على التقدم لمواجهة الصليبيين خاصة في الرها وأنطاكية بل وتحالفوا أيضاً في جهودهم حتى استطاع نور الدين زنكي أن يوحد بلاد الشام كلها تحت قياداته من الرها شمالاً حتى حوران جنوباً فقامت دولة إسلامية موحدة مركزها دمشق، وكانت هذه هي الخطوة الأولى نحو تكوين الجبهة التي امتدت من الفرات إلى النيل والتي تصدت بحق لهذا الخطر الصليبي،



    و فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية وعن جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية وعن جرائمهم البشعة في الشمال الأفريقي، كغلو بعض دعاتهم في عبيد الله المهدي، والتسلط والجور، وتحريم الإفتاء على مذهب الإمام مالك، وإبطال بعض السنن


    المتواثرة والمشهورة" ومنع التجمعات وإتلاف مصنفات أهل السنة، ومنع علماء أهل السنة من التدريس وعطلوا الشرائع وأسقطوا الفرائض، وإجبار الناس على الفطر قبل رؤية الهلال، وإزالة آثار خلفاء السنة، دخول خيولهم المساجد وتكلمت عن أساليب المغاربة في مواجهة الدولة الفاطمية، كالمقاومة السلبية والجدلية، والمقاومة عبر التأليف،



    ودور شعراء أهل السنة، وبينت كيف زالت الدولة الفاطمية من شمال إفريقيا وكيف انتقلت إلى مصر، وذكرت جهود المدارس النظامية في حركة الإحياء السني والتصدي للفكر الشيعي، وجهود الإمام الغزالي في دحر الشيعة، والحملات النورية العسكرية على مصر، كالحملة الأولى، والحملة النورية الثانية، والحملة النورية الثالثة على مصر، وتحدثت عن إلغاء الخلافة الفاطمية، والتدرج في إلغاء الخطبة للخليفة الفاطمي، والاعتبار والاتعاظ من زوال الفاطميين من مصر



    والوسائل التي اتخذها صلاح الدين للقضاء على المذهب والتراث الفاطمي، كإذلال الخليفة الفاطمي العاضد، ووضعه من مكانة قصر الخلافة الفاطمي وقطع الخطبة الجامعة من الجامع الأزهر، وإبطال تدريس الفكر الفاطمي، وإتلاف وحرق الكتب الشيعية وألغى جميع الأعياد المذهبية الفاطمية، ومحو رسوم الفاطمية وعملاتهم، والحفاظ على أفراد البيت



    الفاطمي، وإضعاف العاصمة الفاطمية، وأحياء الأيوبيين لقضية انتحال النسب الفاطمي إلى البيت النبوي، الاستمرار في ملاحقة بقايا التشيع في الشام واليمن، وذكرت فتوحات صلاح الدين في عهد نور الدين زنكي، جهاد الصليبيين وإخراجهم من بلاد المسلمين، وحقيقة الوحشة بين صلاح الدين ونور الدين وفي الفصل الثاني كان حديثي عن قيام الدولة الأيوبية، فذكرت أصول أسرته ونشأته وولادته ومتى بدأت الدولة الأيوبية والرصيد الخلقي لصلاح الدين، كتقواه وعبادته، وعدله،


    وشجاعته، وكرمه، واهتمامه وحلمه، ومحافظة على أسباب المروءة، وصبره واحتسابه، الوفاء، وعقيدة الدولة وتوسع الأيوبيين في إنشاء المدارس السنية، كالمدرسة الصلاحية، ومدرسة المشهد الحسيني، والمدرسة الفاضلية، ودار الحديث الكمالية، والمدرسة الصالحية وجهودهم العلمية في الشام والجزيرة، وعناصر الثقافة السنية في العهد الأيوبي، كالقرآن الكريم، والحديث الشريف، وأصول العقيدة السنية والدراسات الفقهية، واهتمام الأيوبيين بحماية طريق الحج والحرمين الشريفين، ومحاربة الأيوبيين للتشيع في مصر والشام واليمن وتكلمت عن مكانة العلماء والفقهاء عند صلاح الدين،



    كالقاضي الفاضل، الذي كانت له مساهمات في ديوان الإنشاء، وتطوير جيش صلاح الدين، والقضاء على المعارضة الفاطمية وإعادة التنظيم الإداري في مصر وجهوده في الأحياء السني في مصر وجهاده ضد الصليبيين وعن توظيف
    الأدب في خدمة الإسلام وحرصه على وحدة العالم الإسلامي، فقد كان القاضي الفاضل المتحدث الرسمي بلسان السلطان صلاح الدين في الداخل والخارج،


    وكان على قول ابن كثير أعز عليه من أهله وولده وكان السلطان يشيد بفضله فيقول: لا تظنوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل، وقد بلغ القاضي الفاضل مكانة سامية في الدولة، فكان الساعد الأيمن لصلاح الدين إذ جعله وزيره ومشيره بحيث كان لا يصدر أمراً إلا عن مشورته ولا ينفذ شيئاً إلا عن رأيه ولا يحكم في قضية الإ بتدبيره.

    وهذا العالم من فقهاء النهوض والأمة في أشد الحاجة لمثل سيرته فتعلمنا سيرته، أهمية عدم الانعزال في الشأن العام والعمل الاجتماعي والحكومي والحرص على كسب الخبرات، وأهمية التميز في أداء العمل والتمسك بمنهج أهل السنة والتعاون مع إخوانه في العقيدة الصحيحة، وتوظيف القدرات والأمكانات لخدمة المشروع السني، فقد قدّم لصلاح الدين النماذج السنية القيادية والخطط العملية، ولم يبخل على صلاح الدين برأي ولا مشورة ولا تجربة، كما أن حياة هذا الرجل مدرسة في فهم مقاصد الشريعة وفقه المصالح والمفاسد وبناء الدول وزوالها وترك لنا منهجاً في التعامل مع الشيعة




    وأهمية معاملة عامتهم بقوانين العدل ومحبة الخير لهم وعدم سفك دمائهم والحرص على تعليمهم وإنما يكون استخدام القوة ضد المؤامرات والتكتلات العسكرية ومع من لا يجدي معهم إلا استخدام القوة، كالدولة الفاطمية في مصر فقد ساهم في وضع الخطط والأساليب والوسائل للقضاء عليها سياسياً وعسكرياً وفكرياً، وبينت جهود أبي الطاهر السَّلفي وأبي الطاهر بن عوف المالكي في خدمة الإسلام في الإسكندرية




    وحرص صلاح الدين على زيارتهم والأخذ من علومهم، وتحدثت عن الفقيه عيسى الهكاري واسناده لصلاح الدين في وزارته، وإصلاحه بين نور الدين وصلاح الدين ومساهمته في الصلح مع أهل الموصل، ونجاحه في تنفيذ المهمات الخاصة الموكلة إليه وشجاعته في الحروب وقيادته الميدانية في المعارك، وترجمت للعماد الأصفهاني القاضي الإمام العلاّمة المفتي، الوزير، وبينت جهوده في خدمة المشروع الإسلامي السني، وخلاصة القول أن العلماء والفقهاء كانوا يحتلون مكانه عظيمة وحظوة كبيرة عند صلاح الدين ونالوا منه كل عطف ورعاية واحترام وتقدير من الناحيتين المادية،


    والمعنوية، وبينت الإصلاح الاقتصادي واهتمامه بالزراعة والتجارة والصناعات، وإلغاء المكوس والاكتفاء بالموارد الشرعية وبناؤه للمستشفيات، والخوانق "بيوت الصوفية" والخانات في الأماكن المنقطعة البعيدة عن العمران، وفي الطرق الموصلة بين المدن وذلك لخدمة أبناء السبيل والمسافرين، واهتمامه بالإصلاح الاجتماعي ومحاربته للعوائد والتقاليد المنحرفة والأخلاق الرديئة، وأشرت للإصلاحات العمرانية والإدارية ورجال الإدارة في عهده، وشرحت النظم



    العسكرية في عهده، كتطور الإقطاع الحربي، وديوان الجيش وزي الأجناد، والتموين والتعبئة العسكرية، والفرق الملحقة بالجيش، كالهندسية، والطبية وتنظيم البريد والاستخبارات، وإدارة شؤون القتال والسلم، والأسرى، ومجلس الحرب، وخطط وأساليب القتال، كأسلوب الحرب الخاطفة، وخطة القتال بالتناوب، وتخريب المدن، وتأمين الطرق، وتحصين الثغور والقلاع والحصون، والاستفادة من مواسم القتال، ومعاملة الأسرى والمعاهدات بين صلاح الدين والصليبيين، وأسلحة الجيش



    الأيوبي والبحرية الإسلامية، ودور المغاربة في الأسطول الصلاحي، وبينت جهوده في توحيد الجبهة الإسلامية ومحاولات الشيعة الإسماعيلية للقضاء عليه، عن طريق الاغتيالات ولكنّها فشلت بحمد الله وتوفيقه وأسلوب صلاح الدين لتأديبهم وعلاقته مع الخلافة العباسية والدولة البيزنطية والصليبيين قبل حطين، وترتيبه للأمور الإدارية والعسكرية ]






    وصد ق الله العظيم إذ يقول فى كتابه الكريم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23 الاحزاب





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    5,424
    آخر نشاط
    12-07-2013
    على الساعة
    02:24 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك أختي مجد الغد على الموضوع القيم والطرح العظيم
    سلمت يمينك وجزاك الجنة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    61
    آخر نشاط
    06-12-2011
    على الساعة
    03:49 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورا مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أختي مجد الغد على الموضوع القيم والطرح العظيم
    سلمت يمينك وجزاك الجنة
    بَأَرََكَ الله فيك وجَزَّاك خَيَّرَا
    وآن شاءََ الله يسَتفَيد مَنّه الَجََّمِيع ولك شَكَرَي وتَقْدِيرِيّ
    عَلَّى آلَمَوآصَلَة الرائِعَة مَعََنْا لخَدَمَة هَذَا الِصرحَ آلَمَُبَارَك سائِلَيِّن الله آن
    يوَفَّقَك ويحَفِظَك ويسَدَّدَ خَطَاك ويجَعَلَ كَلَّ عَمِلَ تقَوَّمَون
    به هَنّا في مُوازيِنّ حسَنَآتكم

    ودمت على طاعة الرحمن
    وعلى طريق الخير نلتقي دوما
    وبحفظ الله ورعايته
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    60
    آخر نشاط
    11-11-2011
    على الساعة
    09:00 PM

    افتراضي

    شكرا وبارك الله فيكي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    61
    آخر نشاط
    06-12-2011
    على الساعة
    03:49 PM

    افتراضي

    وفيك بارك واسعدك الله في الدراين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,554
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    10:29 PM

    افتراضي

    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    61
    آخر نشاط
    06-12-2011
    على الساعة
    03:49 PM

    افتراضي

    بَأَرََكَ الله فيك وجَزَّاك خَيَّرَا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    61
    آخر نشاط
    06-12-2011
    على الساعة
    03:49 PM

    افتراضي





    لقد تأثر الناس بوفاة صلاح الدين حتى المؤرخون الأوروبيون ترحموا عليه وأشادوا بعدله وبقوته وتسامحه واعتبروه أعظم شخصية شهدها عصر الحروب الصليبية قاطبة، وستظل بإذن الله تعالى سيرة صلاح الدين تمد أبناء المسلمين بالعزائم الصلاحية التي تعيد إلى الحياة روعة الأيام الجميلة الماضية وبهجتها وبهاءها وترشد الأجيال إلى أهمية استياعب المشروع الإسلامي الحضاري الكبير تحت راية أهل السنة والجماعة وقد طويت بوفاة صلاح الدين صفحة من أنصع صفحات التاريخ، وأنقاها، فقد عرف فيه التاريخ رجلاً فذاً من طراز نور الدين محمود الشهيد، لم يكن همُّه جمع المال، ولم تستهوه زخرفةٌ، السلطان ولم تمل به عن جادة الحقَّ سطوة الحكم، فقد كان همّه انتصار الإسلام وأعظم أمانيه سيادة الشريعة، وأقصى غايته تطهير بلاد المسلمين من الصليبيين، وأرغامهم على الهزيمة والرجوع من حيث ما أتوا.





    إن من الدروس المهمة من هذا الموضوع معرفة المشاريع المتصارعة في عهد صلاح الدين،



    اولآ:



    قد كانت ثلاثة تتطاحن على قدم وساق،



    وهي المشروع الصليبي والذي تتزعمه الكنيسة من عهد أوربان الثاني

    ثانيا:


    والمشروع الشيعي الرافضي بقيادة الدولة الفاطمية بمصر


    ثالثا:



    والمشروع الإسلامي الصحيح وحامل لوائه بعد نور الدين صلاح الدين، فكانت المحاور التي سار عليها أهل السنة دولة وشعباً،




    تعميق الهوية العقائدية السنية والإحياء الإسلامي الصحيح في نفوس الأمة والتصدي لشبهات المذهب الشيعي وإعداد الأمة لمقاومة الصليبيين،


    وكانت المحاور متداخله من حيث السير إلا أن تحرير بيت المقدس والقضاء على الصليبيين في معركة حطين لم يتم إلا بعد القضاء على الدولة الفاطمية سياسياً وعسكرياً،


    وقد سبقها الانتصارات العقائدية والفكرية والثقافية والتاريخية والحضارية للمذهب السني.

    إن الذين استطاعوا تحرير بيت المقدس وانتزاع المدن والقلاع والحصون من الصليبيين هم الذين تميزوا بمشروعهم الإسلامي الصحيح وعرفوا خطر المشاريع الباطنية الدخيلة فتصدوا لها بكل حزم وعزم إن أية أمة تريد أن تنهض من كبوتها لابد أن تحرك ذاكرتها التاريخية لتستخلص منها الدروس والعبر والسنن في حاضرها وتستشرف مستقبلها.



    إن قراءة التاريخ تضيف للباحث والقائد والزعيم والملك والرئيس أعمار السابقين وأما الوعي بالتاريخ فإنه يوظف ثمرات هذه القراءة في تغيير الواقع، واستشراف المستقبل ولذلك يستحيل التقدم وينعدم النهوض عند الذين لا يفقهون ولا يتعرفون على سنن الله وقوانينه وعبره وعظاته من خلال التاريخ.





    إن النهوض بوجه عام يحتاج إلى سلاح القلم، واللسان ولم ينجح مشروع نهضوي عبر التاريخ من غير أقلام قوية أو ألسنة تعبر عن قلوب صادقة تدعوا إليه



    وتنشر مبادئه بين الناس وإيجاد الكتب النافعة في هذا المجال من الضرورات في عالم الصراع والحوار والجدال وهذا يدخل ضمن سنة التدافع في الأفكار والعقائد والثقافات والمناهج،



    وهي تسبق التدافع السياسي والعسكري، فأي برنامج سياسي توسعي طموح يحتاج لعقائد وأفكار وثقافة تدفعه، فالحرف هو الذي يلد السيف واللسان هو الذي يلد السنان، والكتب هي التي تلد الكتائب.




    . والفضل لله من قبل ومن بعد وأسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل ويشرح صدور العباد للانتفاع به ويبارك فيه بمنه وكرمه وجوده




    إلا أن أقف بقلب خاشع منيب أمام خالقي العظيم وإلهي الكريم معترفاً بفضله وكرمه وجوده متبرئاً من حولي وقوتي ملتجئاً إليه في كل حركاتي وسكناتي وحياتي ومماتي، فلله خالقي هو المتفضل،



    وربي الكريم، هو المعين، وإلهي العظيم هو الموفق، فلو تخلّى عني ووكلني إلى عقلي ونفسي وتركني للقلم الذي بين أصابعي لتبلد مني العقل، ولغابت الذاكرة وليبست الأصابع ولجفت العواطف ولتحجرت المشاعر، ولعجز القلم عن البيان إلهي: إنك لتعلم أن لي مع كل واحد ممن تحدثت عنهم في كتبي وقفة لها قصة أو خبر وإنك لتعلم حرصي على إحياء سيرهم كوسيلة لنصرة دينك وأن أنال بذلك كريم مرضاتك يا أكرم الأكرمين،


    قال تعالى : "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم" (فاطر، آية:2)






    --------------------------------------------------------------------------------
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    61
    آخر نشاط
    06-12-2011
    على الساعة
    03:49 PM

    افتراضي

    الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية



    إن مما يجدر ذكره أن الحرب الصليبية بين المسلمين والنصارى الغربيين وغيرهم، لم تبدأ في نهاية القرن الخامس الهجري، ولم تنته في القرن السابع الهجري،



    بل هذه الحملات هي سلسلة في هذا الصراع الطويل، الذي بدا بظهور الإسلام ( )، واستمر بصيغ دورية متعاقبة كادت تغطي المدى الزمني ظهور الإسلام والعصر الحديث، ويمكن تقسيمه على ستة من المحاور التي استمر عليها هذا الصراع، ولم يكن أدوار الصراع على كل واحد من هذه المحاور يفتر قليل حتى يشب ثانية في محور جديد لا يقل عنه ضراوة وعنفاً واستنزافاً للطاقات الإسلامية في مساحات واسعة من الأرض ( ) وهذه المحاور هي:



    أولاً: البيزنطيون:

    ترجع بدايات التحرك البيزنطي المضاد للإسلام إلى عصر الرسالة نفسه، فمنذ العام الخامس للهجرة وعبر معارك دومة الجندل، وذات السلاسل، ومؤتة، وتبوك، وانتهاء بحملة أسامة بن زيد رضي الله عن الصحابة أجمعين، كان المعسكر البيزنطي يتحسس الخطر الإسلامي الجديد القادم من الجنوب لاسيما بعدما تمكنت الدولة الناشئة


    من فك ارتباط العديد من القبائل العربية شمالي الجزيرة من سادتهم القدماء الروم، وسواء كان البيزنطيون يتحركون ضد القوات الإسلامية بفعلهم ابتداء أو كرد فعل لتحرك إسلامي، فإن المحصلة الأخيرة هي أن هذا المعسكر بدأ يدرك أكثر فأكثر حجم التحدي الجديد ويعد العدة لوقفه، صحيح أن هذه العدة لم تكن –



    أحياناً – بالحجم المطلوب، ربما بسبب عدم دقة المعلومات التي كانت القيادة البيزنطية تبني عليها مواقفها إلا أن النتيجة هي أن النار اشتعلت عبر هذا المحور وازدادت اشتعالاً بُعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتدفق القوات الإسلامية في البلاد التي يسيطر عليها البيزنطيون ( )


    ، وبعد إخراج البيزنطيين من ممتلكاتهم في آسيا وأجزاء من إفريقيا على يدي القيادة الراشدة، التي شهدت المراحل التالية من العصر الراشدي، محاولات التفاف،


    ردود أفعال عديدة وهجمات مضادة نفذها هذا المعسكر في البّر والبحر، ولكنها آلت في معظمها إلى الخسران، تم مالبث البيزنطيون أن انحسروا عبر العقود التالية، وبفضل الملاحقة الدؤوبة التي قام بها الأمويون ( )-


    [ ابتداء من معاوية رضي الله عنه مؤسس الدولـة الأمـوية وعهد عبد الملك بن مروان وبنيه خصوصاً الوليد وسليمان – وقد تم شرح ذلك وتفصيله في كتابي الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الإنهيار –



    واستمرت الملاحقة النشطة للبيزنطيين بعد الأمويين في الشام ومصر وشمال إفريقيا،

    وانحسروا بالكلية عن الشمال الإفريقي ومساحات واسعة من البحر المتوسط، وانزووا هناك في شبة جزيرة الأناضول،


    فضلاً عن ممتلكاتهم في أوروبا نفسها، وهكذا وبمرور الوقت، أصبح خطر هجماتهم المضادة محدوداً لأنها تركزت عند خط الثغور في الأناضول والجزيرة الفراتية دون أن تتعداه إلى العمق إلا نادراً بسبب يقظة القيادات الإسلامية،


    وتحصينها خط الحدود من جهة، وقيامها بهجمات مستمرة ضد الدولة البيزنطية، وتوغلها بعمق باتجاه القسطنطينية نفسها من جهة أخرى، الأمر الذي لم يدع الإمبراطور البيزنطي – في معظم الأحيان –


    أن يأخذ زمام المبادرة وأن يوسع نطاق هجومه المضاد اللهم إلا عند مطلع القرن الرابع الهجري حيث كانت الدولة العباسية قد ضعفت إلا أن ظهور السلاجقة أعطى دفعة قوية لحركة الجهاد الإسلامي،



    وقد استطاعوا في عهد السلطان السلجوقي ألب أرسلان أن يحققوا نجاحاً ساحقاً ضد العمود الفقري للقوات البيزنطية في معركة ملاذكرد عام 463ﻫ وكان هذا الانتصار بمثابة نهاية لتحديات الدولة البيزنطية وهجومها المضاد، واستمر على تلك الحال حتى سقوطها بعد عدة قرون على يد العثمانيين

    المراجع:
    دروس وتأملات في الحروب الصليبية لأبي فارس ص 30.
    هجمات مضادة في التاريخ الإسلامي د.عماد الدين ص 26.
    المصدر نفسه ص 26.
    هجمات مضادة ص 56 ، 27.



    الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية



    إن مما يجدر ذكره أن الحرب الصليبية بين المسلمين والنصارى الغربيين وغيرهم، لم تبدأ في نهاية القرن الخامس الهجري، ولم تنته في القرن السابع الهجري،



    بل هذه الحملات هي سلسلة في هذا الصراع الطويل، الذي بدا بظهور الإسلام ( )، واستمر بصيغ دورية متعاقبة كادت تغطي المدى الزمني ظهور الإسلام والعصر الحديث، ويمكن تقسيمه على ستة من المحاور التي استمر عليها هذا الصراع، ولم يكن أدوار الصراع على كل واحد من هذه المحاور يفتر قليل حتى يشب ثانية في محور جديد لا يقل عنه ضراوة وعنفاً واستنزافاً للطاقات الإسلامية في مساحات واسعة من الأرض ( ) وهذه المحاور هي:



    أولاً: البيزنطيون:

    ترجع بدايات التحرك البيزنطي المضاد للإسلام إلى عصر الرسالة نفسه، فمنذ العام الخامس للهجرة وعبر معارك دومة الجندل، وذات السلاسل، ومؤتة، وتبوك، وانتهاء بحملة أسامة بن زيد رضي الله عن الصحابة أجمعين، كان المعسكر البيزنطي يتحسس الخطر الإسلامي الجديد القادم من الجنوب لاسيما بعدما تمكنت الدولة الناشئة


    من فك ارتباط العديد من القبائل العربية شمالي الجزيرة من سادتهم القدماء الروم، وسواء كان البيزنطيون يتحركون ضد القوات الإسلامية بفعلهم ابتداء أو كرد فعل لتحرك إسلامي، فإن المحصلة الأخيرة هي أن هذا المعسكر بدأ يدرك أكثر فأكثر حجم التحدي الجديد ويعد العدة لوقفه، صحيح أن هذه العدة لم تكن –



    أحياناً – بالحجم المطلوب، ربما بسبب عدم دقة المعلومات التي كانت القيادة البيزنطية تبني عليها مواقفها إلا أن النتيجة هي أن النار اشتعلت عبر هذا المحور وازدادت اشتعالاً بُعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتدفق القوات الإسلامية في البلاد التي يسيطر عليها البيزنطيون ( )


    ، وبعد إخراج البيزنطيين من ممتلكاتهم في آسيا وأجزاء من إفريقيا على يدي القيادة الراشدة، التي شهدت المراحل التالية من العصر الراشدي، محاولات التفاف،


    ردود أفعال عديدة وهجمات مضادة نفذها هذا المعسكر في البّر والبحر، ولكنها آلت في معظمها إلى الخسران، تم مالبث البيزنطيون أن انحسروا عبر العقود التالية، وبفضل الملاحقة الدؤوبة التي قام بها الأمويون ( )-


    [ ابتداء من معاوية رضي الله عنه مؤسس الدولـة الأمـوية وعهد عبد الملك بن مروان وبنيه خصوصاً الوليد وسليمان – وقد تم شرح ذلك وتفصيله في كتابي الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الإنهيار –



    واستمرت الملاحقة النشطة للبيزنطيين بعد الأمويين في الشام ومصر وشمال إفريقيا،

    وانحسروا بالكلية عن الشمال الإفريقي ومساحات واسعة من البحر المتوسط، وانزووا هناك في شبة جزيرة الأناضول،


    فضلاً عن ممتلكاتهم في أوروبا نفسها، وهكذا وبمرور الوقت، أصبح خطر هجماتهم المضادة محدوداً لأنها تركزت عند خط الثغور في الأناضول والجزيرة الفراتية دون أن تتعداه إلى العمق إلا نادراً بسبب يقظة القيادات الإسلامية،


    وتحصينها خط الحدود من جهة، وقيامها بهجمات مستمرة ضد الدولة البيزنطية، وتوغلها بعمق باتجاه القسطنطينية نفسها من جهة أخرى، الأمر الذي لم يدع الإمبراطور البيزنطي – في معظم الأحيان –


    أن يأخذ زمام المبادرة وأن يوسع نطاق هجومه المضاد اللهم إلا عند مطلع القرن الرابع الهجري حيث كانت الدولة العباسية قد ضعفت إلا أن ظهور السلاجقة أعطى دفعة قوية لحركة الجهاد الإسلامي،



    وقد استطاعوا في عهد السلطان السلجوقي ألب أرسلان أن يحققوا نجاحاً ساحقاً ضد العمود الفقري للقوات البيزنطية في معركة ملاذكرد عام 463ﻫ وكان هذا الانتصار بمثابة نهاية لتحديات الدولة البيزنطية وهجومها المضاد، واستمر على تلك الحال حتى سقوطها بعد عدة قرون على يد العثمانيين

    المراجع:
    دروس وتأملات في الحروب الصليبية لأبي فارس ص 30.
    هجمات مضادة في التاريخ الإسلامي د.عماد الدين ص 26.
    المصدر نفسه ص 26.
    هجمات مضادة ص 56 ، 27.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

رجل أحيا الله به أمة اعداد مجد الغد /اجزاء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 30-01-2012, 03:54 PM
  2. طريقة مفرش كروشية البجعات من المنتدى الصيني.اجزاء البجعة.تثبيت اشغال الكروشية بالسكر
    بواسطة ســاره في المنتدى منتدى التجارب والأشغال اليدوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-05-2010, 02:00 AM
  3. مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 12-03-2010, 01:28 PM
  4. من أحيا هذا الإله الميت ؟! إله غيره ؟!
    بواسطة مناصر الإسلام في المنتدى منتديات اتباع المرسلين التقنية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-01-2010, 09:38 AM
  5. هل جربت القسط الهندي في العلاج/اعداد مجد الغد
    بواسطة مجد الغد في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-04-2009, 10:41 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

رجل أحيا الله به أمة اعداد مجد الغد /اجزاء

رجل أحيا الله به أمة اعداد مجد الغد /اجزاء