كشف النقاب عن فضيحة جديدة تؤكد تواطؤ الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة مع مخططات إسرائيل لتهويد المدينة المقدسة، وتعزيز المشاريع الاستيطانية في محيطها. فقد قال مروان طوباسي رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الأرثوذكسي في فلسطين إن الكنيسة الأرثوذكسية وقعت على اتفاقية مع وزارة الدفاع الاسرائيلية تقضي بموافقة البطريركية على تأجير الوزارة 32 دونما من ارض تقع في المنطقة الفاصلة بين القدس والمداخل الشمالية لمدينة بيت لحم لمدة ثلاث سنوات، مقابل حصول البطريركية على مبلغ تسعمائة الف دولار. واشار الطوباسي الى انه جرى التوقيع على الاتفاقية في سبتمبر الماضي، وتعطي الحق لوزارة الدفاع الاسرائيلية في التصرف بالارض من دون أي اعتراض من قبل الكنيسة. وجاء الكشف عن هذه الفضيحة بعد اسبوعين فقط عن الكشف عن صفقة بيع عقارات للكنيسة في منطقة باب الخليل في البلدة القديمة من القدس المحتلة لمستثمرين يهود بغرض تخصيصها للمشاريع التهويدية في المدينة. ووقع على الصفقة المسئول عن العقارات في الكنيسة الذي يعمل بتفويض كامل من البطريرك ايرينيوس. وهزت الفضيحة الفلسطينيين، وبالذات المسيحيين الارثوذكس منهم الذين تظاهروا مطالبين باقالة البطريرك ايرينيوس وتعريب الكنيسة بتعيين بطريرك فلسطيني، علما ان مجلس البطريركية مكون من يونانيين.
ورغم نفي ايرينيوس حدوث الصفقة فقد اكد عدد من قادة المسيحيين الارثوذكس الفلسطينيين حدوث الصفقة متهمين ايرينيوس شخصيا بالمسؤولية عنها على اعتبار انه يتحمل مسئولية الممارسات التي يقوم الاشخاص الذين فوضهم بالتصرف بممتلكات الكنيسة. وقدمت صحيفة "معاريف" ثاني اوسع الصحف انتشاراً في اسرائيل العديد من الادلة التي تؤكد ثبوت التوقيع على الصفقة التي توصل اليها اكتيوس مساعد البطريرك ايرينيوس مع المستثمرين اليهود وباشراف المحامي غلعاد شير الذي شغل في الماضي مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق ايهود باراك. وسبق للكنيسة ان قامت في الماضي ببيع عقارات مهمة في المدينة للجمعيات الاستيطانية التي تهتم بتهويد القدس. ومن المفارقة ان اعضاء جمعية "عطيرات كوهنيم" اليهودية العنصرية التي تشرف بشكل اساسي على عمليات التهويد في القدس قاموا في كثير من الاحيان بالاعتداء على الكنائس التي تعود للكنيسة الارثوذكسية في المدينة، وعلى المواطنين الفلسطينيين من المسيحيين التابعين للكنيسة. وشكلت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومجلس الوزراء الفلسطيني لجنة خاصة للتحقيق في صفقة بيع العقارات. ونظراً لكثرة ما قامت به بطريركية الكنيسة الارثوذكسية في القدس بتسريب عقارات للجمعيات الاستيطانية فقد وصفها الصحفي الاسرائيلي في صحيفة "هاآرتس" داني روبنشتاين" بأنها اصبحت "قسما في الوكالة اليهودية"، التي تضطلع بدور أساسي في عمليات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.ومسئولة عن تهجير اليهود من دول العالم لاسرائيل.
المصدر: مركز الاعلام والمعلومات الفلسطينى 30 مارس 2005