"حضرة الأخ المحترم
تحية طيبة وبعد
أنت اكتفيت بهذا القدر من المناقشة، وأنا أحترم هذه الرغبة، ولكن أنت كتبت "قد أقمت الحجة عليك يوم القيامة..."، وموضوع يوم القيامة هذا موضوع مؤلم جدا لك كمسلم، فأول كل شيء، وعدك القرآن بأنك لابد وأن ترد النار في يوم القيامة: ( وإن منكم إلا واردها ، كان على ربك حتماً مقضيا . ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فبها جثيا ) . " مريم : 71 ـ 72 " فحتى محمد لابد وأنه واردها، فما بالك بوضعك أنت؟ ستقول ولكن بقية الجملة: سننجي الذين اتقوا... فهل أنت منهم؟ ومن أخبرك بذلك؟ أنت مسلم، لكن ليس كل مسلم مؤمن، وليس كل مسلم من الذي اتقوا! فهل أنت تقي في عين إلهك؟ وهل أنت تقي في عيني نفسك؟ ومن الذي يضمن لك نجاتك من النار؟ هل لديك وعد بذلك. القرآن يعد الذين اتقوا، ولم يعد كل المسلمين. رجاء البحث في النت على معنى وإن منكم إلا واردها، وستجد العجب العجاب.
وهذه قصة عن رجل في عصر محمد، حتى لا تتصور أنني اكتب من مخيلتي: " ولما نزلت الآية الكريمة عن نار جهنم وأن منكم الا واردها بكى ابن رواحه وبكت أمراته، فقال لها: مالك؟ قالت بكيت لبكائك . فقال: أني قد علمت أني وارد النار، وما أدري أناج منها أم لا؛ ولم ينبئني اني صادر عنها، فذاك الذي أبكاني" . فإذا كان هذا ما يقوله أحد معاصري محمد، فماذا تقول أنت وكيف سيكون بكاؤك؟ والعجيب أن أحدا لم يطمئن ابن رواحه بأي شكل من الأشكال، بل تركوه يبكي، لأن محمد نفسه ليس لديه أي حل، فقد صدر الحكم من القرآن: " كان على ربك حتماً مقضيا".
وإلى أن تصل إلى يوم القيامة سوف تمر بعذاب القبر، الذي كان يخاف منه محمد أيضا وهناك العديد من الأحاديث في هذا الشأن، مختصرها أن محمد كان يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر"، وهو حقيقي للمسلمين، ونبي الإسلام، ولا أدري ما هو نصيبك من هذا العذاب، فهل لك أن تخبرني بمقدار ما تناله من هذا العذاب؟ وإذا قلت أن عذاب القبر فقط للكافرين، فلماذا كان يستعيذ منه محمد؟ طبعا إذا بحثت في النت عن عذاب القبر، فستجد ما يكفي.
والأعجب من هذا أن الله في القرآن والإسلام مكار، حتى أن أبو بكر(أحد المبشرين بالجنة) كان يقول: "لو إن إحدى قدميّ في الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر ربي". فقد يرجع في كلامه في آخر لحظة، ويرجعه إلى النار. وإذا كان هذا رأي أحد المبشرين بالجنة، فما هو حالك أنت، وهل تأمن أنت مكر ربك؟
فإذا مررت بهذه الصعوبات جميعا، ووصلت إلى الجنة الموعودة، فسترى فيها الأعاجيب والملذات الغريبة وxxxx إلى الأبد: "إن أصحاب الجنة اليوم في شغل" بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون به كxxxxxxلا شغل يتعبون فيه لأن الجنة لا نصب فيها "فاكهون" ناعمون خبر ثان لإن والأول في شغل (تفسر الجلالان يس 55)، طبعا أنا لا أذكر كل ما قاله القرآن في هذا الصدد، هذه لمحة قصيرة، ثم أن محمد يعد المسلمين الذي يدخلون أخيرا الجنة xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx : حدثنا هشام بن خالد الأزرق ...عن قال رسول الله... ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه الله عز وجل ثنتين وسبعين زوجة ثنتين من الحور العين وسبعين من ميراثه من أهل النار ما منهن واحدة إلا ولها قبل xxxxxxxxx وهناك حديث آخر: " عن أبي هريرة رضي الله عنه xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx "
فهل هذا ما ترنو إليه وتتوق إليه نفسك في يوم القيامة؟ بعد موتك عذاب القبر، ثم لابد وأنك وارد النار، ولا تعلم إن كنت ستخرج منها أم لا، وأنت لا تأمن مكر ربك المكار، ثم أخيرا لو وصلت إلى الجنة الموعودة، تجد xxxxxxx وعدد من الحوريات يكفي لكي تقضي الأبدية فيxxxxxxxxxxxx وتلذذ جسدي وxxxxxxxxxxx (هذه ليست تعبيراتي ولكنها قرآنية سنية نبوية محضة).
أما ما وعدني به رب المجد يسوع، فهو جلي وواضح، وليس به لعل وعسى، بل كلها تأكيدات قوية وصادقة، وأعطيك هنا بعض الأمثلة:
قال لها يسوع أنا هو القيامة و الحياة من آمن بي و لو مات فسيحيا، و كل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد
الحق الحق أقول لكم ان من يسمع كلامي و يؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية و لا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة
الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية و الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله
لان هذه مشيئة الذي أرسلني أن كل من يرى الابن و يؤمن به تكون له حياة أبدية و أنا أقيمه في اليوم الأخير
الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية
أما من جهة الأمور الجسدية والجنسية وغيرها، فيقول رب المجد يسوع: "فأجاب يسوع و قال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله، لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء.
أخي أدعوك للتفكير في مصيرك الأبدي، وفيما تؤمن به، وأنت حر، ولكن الآن عرفت الحقيقة، وقرأت المقارنة البسيطة، وما عليك غير البحث عن الحق، هل هو في عذاب القبر والنار التي لابد وأنك واردها، ثم مواجهة الله المكار، الذي يمكن أن يغير رأيه في آخر لحظة، ثم إذا دخلت أخيرا إلى الجنة الموعودة، فإذا بالنكاح والحوريات والأمور الجنسية كلها تنتظرك، أم تأتي إلى رب المجد يسوع الذي يعد المؤمنين به بملكوت السماوات، الذي نكون به كملائكة الله لا ننشغل عن الله بالنساء والأمور الجسدية التي نتركها وراءنا، بل نسبح ونحيا مع الله القدوس، في نعيم روحي إلى الأبد. الاختيار أمامك.
الرب يباركك.
تحياتي،
المفضلات