بسم الله الرحمن الرحيم
أخى نجم ثاقب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك على هذه الفكرة ، وأحيطك علما بأننى قد بثثت مشاعرى عن السيد المسيح وأمه الطاهرة البتول فى موضوع ( رسالة الى السيد المسيح )
هذا عن المشاعر أو الانطباعات ، أما تفصيل القول فى السيد المسيح عليه السلام ، وبيان مبلغ العلم فيه فأمر يطول بيانه ويحتاج الى صفحات طوال
ولكن خلاصة رأيى الشخصى فى سيدى المسيح أنه دون الله جل شأنه فى القدر والمنزلة ، ولكنه عندى أسمى وأعلى قدرا من الملائكة المقربين
وعندى على هذا دلائل من القرآن الكريم ، وسأكتفى الآن بذكر واحدة منها فقط على سبيل المثال
فى سورة الزخرف عن السيد المسيح : " ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل ، ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة فى الأرض يخلفون "
فهنا أجد المقطع الأخير من الآية يوحى بأن رتبة السيد المسيح أقرب الى رتبة الملائكة ، وكأن الله عز وجل يريد أن يقول أنه لو شاء سبحانه أن يجعل ملائكة فى الأرض لقام بتكرار تجربة خلق المسيح ، فهو أشبه ما يكون بروح قدسية علوية فى جسد انسان
ولكنه فى النهاية ( عبد أنعمنا عليه ) فهو عبد لله جل وعلا
وفى آية أخرى نجد الله تبارك وتعالى يقرن السيد المسيح بالملائكة وللمرة الثانية ، بل بالملائكة المقربين ( وهم الأرفع درجة عند الله ) فيقول عنه :
" لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون "
مما يشير الى علو رتبته ورفعة درجته وسمو قدره عند الله تعالى ، ولكنه فى النهاية وكما نصت الآية نفسها ( عبدا لله ) جل وعلا
وعندى دلائل أخرى ولكن ليس هنا موضع بسطها وتفصيلها
يكفى فحسب أن يعلم الأخوة النصارى أن السيد المسيح وباللغة الدارجة غالى علينا جدا وعزيز جدا ، وكذلك السيدة العذراء التى هى عندنا رمز الطهر والعفة ، وعنوان الفضيلة والتقوى ، ولم تدانيها فى هذا أى امرأة أخرى , وعندى بشأنها دلائل مماثلة على علو قدرها ورفعة منزلتها عند الله تعالى ، ولكن لكل مقام مقال ، فليس هذا مقام البيان التفصيلى ، وكما قلنا عن السيد المسيح من قبل من أنه عبد لله فهذا ما نقوله كذلك بخصوص أمه البتول ، فانها فى النهاية ( أمة الله )
هل يكفى هذا أخوتنا النصارى ليعرفوا قدر السيد المسيح ومكانته عندنا ؟
أرجو ذلك
المفضلات