كتب / مجدى داود
بسم الله الرحمن الرحيم
هل آمن هؤلاء بأن المسيح هو الله ؟
المسيح عليه السلام لم يقل قط أنه ابن الله وكل ما جاء فى الكتاب المقدس من ألفاظ مثل ( ابن الله , ويارب ) كلها كانت ألفاظ متداولة على لسان بنى اسرائيل ولم تكن خاصة بعيسى عليه السلام , وعيسى عليه السلام لم يكن يقول أنه إله ولم يكن يقول أن هناك ثلاثة أقانيم .
اذا بماذا كان يؤمن أتباع المسيح حينئذ ؟ لا يوجد نص فى الناجيل يقول أنهم كانوا يؤمنون بالثالوث أو ببنوة المسيح لله – تعالى الله عن ذلك – وأسوق هنا بعض نصوص الكتاب المقدس للقارئ الكريم ليقرأها معى ويتدبر .

{ وفيما كان يسوع راحلا من هناك، تبعه أعميان يصرخان قائلين: «ارحمنا ياابن داود!». وعند دخوله البيت تقدما إليه. فسألهما يسوع: «أتؤمنان بأني أقدر أن أفعل هذا؟» أجابا: «نعم ياسيد!». فلمس أعينهما قائلا: «ليكن لكما بحسب إيمانكما!». } [ متى 9 / 27-29 ]
إن هذين الأعميين ينادون ابن داود عليه السلام وهو النبى المرسل من عند الله كما كان يقول لهم { «روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر الفقراء؛ أرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعميان بالبصر، لأطلق المسحوقين أحرارا،. } [ لوقا 4/18] , وكذلك فى { من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني } [ متى 10/40] , { من قبل واحدا من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني } [ مرقس 9/37] , والنصوص التى يؤكدج فيها المسيح عليه السلام أنه رسول من قبل الله عز وجل كثيرة لا يطول المقام لذكرها .
وكان يؤكد لهم انه نبى { ثم أضاف: «الحق أقول لكم: ما من نبي يقبل في بلدته }[ لوقا 4/24] ,
لقد كان الناس من أتباع المسيح عليه السلام يؤمنون بأنه نبى من انبياء الله تعالى لا يزيد على ذلك ولا ينقص { فأجابت الجموع: «هذا هو يسوع النبي الذي من الناصرة بالجليل } [ متى 21/11 ] , وانظر أيضا { فلما رآها الرب، تحنن عليها، وقال لها: «لا تبكي!» , ثم تقدم ولمس النعش، فتوقف حاملوه. وقال: «أيها الشاب، لك أقول: قم!» , فجلس الميت وبدأ يتكلم، فسلمه إلى أمه , فاستولى الخوف على الجميع، ومجدوا الله، قائلين: «قد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه !» .} [ لوقا 7/ 13-16 ]
هكذا ترى أيها القارئ أن بنى اسرائيل لم يكونوا يعتقدوا فى عيسى عليه السلام سوى انه نبى ورسول من قبل الله عز وجل وما تلك المعجزات التى يأتى بها الا من عند الله ايده الله بها كدليل من دلائل النبوة كما أيد موسى من قبل بكثير من المعجزات ( انظر سفر الخروج ) وكما أيد أنبياء كثيرين بمعجزات كثيرة .

{ ثم غادر يسوع تلك المنطقة، وذهب إلى نواحي صور وصيدا , فإذا امرأة كنعانية من تلك النواحي، قد تقدمت إليه صارخة: «ارحمني ياسيد، ياابن داود! ابنتي معذبة جدا، يسكنها شيطان» , لكنه لم يجبها بكلمة. فجاء تلاميذه يلحون عليه قائلين: «اقض لها حاجتها. فهي تصرخ في إثرنا!» , فأجاب: «ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة، إلى بيت إسرائيل!» , ولكن المرأة اقتربت إليه، وسجدت له، وقالت: «أعني ياسيد!» , فأجاب: «ليس من الصواب أن يؤخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب!» , فقالت: «صحيح ياسيد؛ ولكن جراء الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها!» , فأجابها يسوع: «أيتها المرأة، عظيم إيمانك! فليكن لك ما تطلبين!» فشفيت ابنتها من تلك الساعة . } [ متى 15 / 21-28 ]
إن المرأة تنادى ابن داود عليه السلام فلم تقل ( ياإلهى ومخلصى يسوع المسيح ) ولم تقل ( يايسوع أيها الإله المتجسد ) كلا بل قالت ما تؤمن به فنادته وقالت ياابن داود تأكيد على أنه انسان عادى يتميز عن باقى البشر بأنه نبى مرسل من قبل المولى عز وجل أيده الله تعالى بمعجزات من عنده .

{ وإذ سمع أن ذاك هو يسوع الناصري، أخذ يصرخ قائلا: «يايسوع ابن داود، ارحمني!» , فزجره كثيرون ليسكت، ولكنه أخذ يزيد صراخا أكثر: «ياابن داود، ارحمني» , فتوقف يسوع وقال: «ادعوه!» فدعوا الأعمى قائلين: «تشجع، انهض! إنه يدعوك!» , فهب متجها إلى يسوع طارحا عنه رداءه , وسأله يسوع: «ماذا تريد أن أفعل لك؟» فأجابه الأعمى: «ياسيدي، أن أبصر!» , فقال له يسوع: «اذهب ! إيمانك قد شفاك». وفي الحال أبصر، وتبع يسوع في الطريق } [ 10 / 47-52 ]
يالله , إنهم ينادون يسوع ابن داود الذى علموا أنه يشفى المرضى , لا يعتقدون فيه غير ما سمعوا عنه وما قاله هو نفسه أنه نبى من عند الله .
النصوص كثيرة والدلائل واضح يراها الأعمى ولكن الذين يغلقون عقولهم والذين يكتمون الحق وهم يعلمون مصرون على البقاء على الكفر .