لماذا لا نشجع صغارنا على الدعوة إلى الله ؟


أختي واخى فى الله, لو جربتم تعويد طفلكم على الدعوة إلى الله منذُ الصغر وبطريقة تتناسب
مع عمر الصغير وتفكيره إنك بذلك تغرس فيه أشياء كثيرة وجميلة لعل منها :

- تعلمه الامتثال لأمر الله تعالى الذي أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
, فيراه بالتطبيق العملي الواقعي , وأنت تعلم ما في ذلك من الأجر الذي سيأتيك بإذن الله في حياتك وبعد مماتك .

- تغرس في نفسه حب الآخرين والحرص على هدايتهم .

- تجعله يحمل همّ هذا الدين وهمّ تبليغه , وليس فقط قلباً لا يحمل سوى هم سيارة أو وظيفة أو متعة زائلة .
- تعوده على الجرأة وطلاقة اللسان وانتقاء الكلام المناسب عند محادثة الآخرين .

- تزرع الثقة في نفسه وأنها قادرة على العطاء والتغيير .
- إعداده وتهيئته منذُ الصغر ليكون فرداً إيجابياً له دوره في المجتمع وليس فرداً يواجه مواقف
الحياة بسلبية لا تقدم ولا تؤخر , فتعويد الطفل منذُ صغره على أمر ما أسهل بكثير من تعويده عليه حال الكبر .

إنّ الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا تلين إذا كانت من الخشب

- وهناك مواقف كثيرة لدعوة الصغار وما لها من أثر بالغ على الناس ومن تلك هذه المواقف :


يقول أحدهم توقفنا عند الإشارة وكان بجانبنا سيارة ترتفع منها أصوات الموسيقى الصاخبة ,
فقلت لابني الصغير : افتح السيارة وقل للرجل جزاك الله خيراً اخفض صوت الموسيقى , الموسيقى
حرام فتبسم ذلك الرجل ورفع يديه محيياً ابني وقال : شكراً لك يا حبيبي وأغلقه تماماً .

ويقول الآخر جاء إلى منزلنا عامل ليصلح شيئاً في المنزل فأخرج هذا العامل سيجارة وبدأ يدخن ,
ورآه ابني الذي يبلغ من العمر قرابة الخمس سنوات , وقال لا تدخن في منزلنا يا عثمان مرة أخرى
ألا تعلم أن التدخين حرام وأنت مسلم ؟ لا ينبغي أن تفعل محرماً وقد أعطاك الله الجنة وأعطاك النار ففرق
بينهما وأخذ يسرد الكلام له سرداً وعثمان يضحك ويعجب ووالده بجانبه يضحك أيضاً ويعجب من كلامه ..

فلما انتهى خجل منه هذا العامل وقال له لأجلك فقط يا عبد الله سأترك التدخين من اليوم فقال
الوالد بل قل لأجل الله تعالى ، لا لأجل أحد من البشر حتى يعينك ويأجرك ومنذ ذلك اليوم
لم يعد هذا العامل إلى التدخين أبدا .

أسأل الله أن يوفقنا لحسن العناية بأبنائنا وأن يقر أعيننا بصلاحهم انه ولي ذلك والقادر عليه .

من كتاب ( تجارب دعوية ناجحة ) .