السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثناء تجولي في صفحات النت شدني هذا العنوان:
(المسيحيون ليسوا كفارا و لا مشركين و عقيدتهم إسلامية قرآنية )
الكاتب مسيحي ومصري مقيم في امريكا ومجاله في
الدراسات و الابحاث الدينية "المسيحية - الاسلامية - اليهودية" مع الدراسات التاريخية المتعلقة بها
واثناْء قرائتي لمقاله العجيب كنت اضحك من تلك الخذعبلات التي
يتناولها مقالة وكم هي حيلتهم ضعيفه وفشلهم في اثبات عقيدتهم من
كتابهم فلجأوا الي القرآن الكريم لاستخرج ما يرضي اهوائهم ونفوسهم العليلة
من الايات الكريمة وتفسيرها حسب غايتهم ضاربين بعرض الحائط
الاسلوب البلاغي وقواعد اللغة العربية...........
وقد ذكر الكثير من آيات الذكر الحكيم وبها أخطاء متعمدة والتي فسرها حسب هواه الشيطاني
واذكر منها واحدة ليعرف الكل انهم جهلة ولا يفقهون حديثا:
اقتباس
و بما أن عيسي يجوع و يعطش و يموت و يحيا إلا أنه الوحيد من بني البشر الذي لم يمسسه الشيطان فهو قد بُعث و مهمته الاساسية هي إظهار الله الحال فيه للبشر, و العقيدة المسيحية السليمة عنه هي أنه هو صورة الله غير المنظور, و يؤيد هذا قول القرآن في سورة التوبة 31 "اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ و هنا يوبخ القرآن بعضا من شيع النصاري الذين كبّروا أحبارهم و رهبانهم الي درجة التأليه من دون الله و المسيح إبن مريم

فقد وضع القرآن المسيح إبن مريم مع الله في العبادة و هذا ليس شِركا بل إعترافا من القرآن بأن المسيح إبن مريم عبادته مع الله هي الجائزة قائلا أيضا و مثبتا وحدانية الله و المسيح بلا إنفصال ولا تجزئة و لا شِرك بالله "و ما امروا الا ليعبدوا الاها واحدا لا اله الا هو" فالله و المسيح إبن مريم بحسب النص القراني إلاها واحدا و ليسا إثنين لان المسيحيين يعبدون إله واحد
أرأيتم مدي الجهل الذي يغوصون فيه وأن الواو في الاية المذكور هي واو عطف
الكلمة التي بعدها (الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ) علي ( رُهْبَانَهُمْ) كما هو الحال في واو العطف التي بين (احبارهم) ورهبانهم
الفتوى :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {التوبة :31}.
وقوله تعالى: وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ: معطوف على (رُهْبَانَهُمْ) أي أن النصارى اتخذوا المسيح ابن مريم ربا من دون الله، ولهذا جاء لفظ المسيح منصوبا (الْمَسِيحَ) لأنه معطوف على منصوب (رهبانَهم)، وكذا لفظ (ابنَ) لأنه بدل منه، ولو كان كما يقولون ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ لجاءا مجرورين: المسيحِ ابنِ مريم، ثم إن بقية الآية ترد عليهم بوضوح، وهي قوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
قال الشوكاني في فتح القدير:
قوله : (وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ) معطوف على رهبانهم : أي اتخذه النصارى رباً معبوداً، وفيه إشارة إلى أن اليهود لم يتخذوا عزيرا رباً معبوداً .اهـ
وقد سأل عدي بن حاتم الطائي النبي صلى الله عليه وسلم ـ وكان قد تنصر في الجاهلية ـ عن هذه الآية مستشكلا بعضها فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم عما استشكله، لكنه لم يستشكل ما ذكره هؤلاء لكونه عربيا ويفهم لغة العرب، فعن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
ثم إن القرآن الكريم مليء بالرد على اعتقاد النصارى في عيسى عليه السلام وتأليههم له، كقوله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {المائدة: 17}.
وقوله سبحانه: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ {المائدة:72}.
وقوله تبارك وتعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73).
وقوله عز وجل: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {المائدة: 116و117}.
وقوله جل وعلا: وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا {الكهف: 4-5 }.
وقوله عز من قائل: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا {مريم: 88-93). وغيرها من الآيات التي لا يمكن حصرها في هذه الفتوى

وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 14742، والفتوى رقم: 9985