الفصل الأول

دعوة للتفكير

يقول صاحب الكتاب D. Hanzz
"
في تلك الدعوة سنحاول سويا التعرف من خلال القرآن وبعض أحاديث النبي عن ما هو الإسلام ومن هو المسلم‎‎‎‎؟ ما هو الأيمان ومن هو المؤمن؟ هل هناك فارق بين الإسلام والنفاق والإيمان؟
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (الأنعام 6 :125)
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم (الزمر39: 22)
أفغير دين الله يبتغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ...(آل عمران 3: 83)
من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران 3 : 85)
من كل ما تقدم من الآيات لا جدال أن القرآن أكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله للبشرية وغيره مرفوض ولن يقبل ، ترى ما هو الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده؟
جاء في كتاب اللؤلؤ والمرجان وهو ما اتفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم وهو من أصح الكتب بعد القرآن ؛ حديث ابن عمر الحديث رقم (9)
قال النبي (ص) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.
جاء أيضا في المرجع السابق حديث رقم (15)
قال النبي (ص) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله .
إذا كان الإسلام هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟
"

إنتهي قوله.
الرد ...
من الواضح جداً أن هذا الدجال مضغ سنين طوال في دراسة الإسلام كما ذكر في مقدمة كتابه ، وخير دليل على ذلك دقة الآيات القرآنية التي ذكرها ، فوجب علينا بداية تدقيق الآيات القرآنية أثناء الرد عليه (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام الآية 125

وجب عليك أولاً يا د .هانز أنت تعرف ما معني كلمة الإسلام لغة واصطلاحاً ، فالإسلام لغة هو الانقياد والخضوع والإذعان والاستسلام ،والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض .
وقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية تحمل في كلمة إسلام المعنى اللغوي لها ،ومن هذه الآيات ..
(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة البقرة الآية 131
جاء في تفسير بن كثير أي أمره اللّه بالإخلاص له والاستسلام والانقياد فأجاب إلى ذلك شرعاً وقدراً.

(أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) سورة آل عمران الآية 83
جاء في التفاسير أسلم أي إنقاد وأستسلم

(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) سورة المائدة الآية 44
جاء في كتب التفسير (الذين أسلموا) انقادوا لله

( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) سورة البقرة الآية 112.
جاء في تفسير الطبري { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } فَإِنَّهُ يَعْنِي بِإِسْلَامِ الْوَجْه التَّذَلُّل لِطَاعَتِهِ وَالْإِذْعَان لِأَمْرِهِ


وفي المعني الاصطلاحي للإسلام قال بن عبد الله السحيم في كتابه الإسلام أصوله و مبادئه عن معنى الإسلام " وقد سمى الله الدين الحق الإسلام لأنه طاعة لله وانقياد
لأمره بلا اعتراض ، وإخلاص العبادة له سبحانه وتصديق خبره والإيمان به ، وأصبح اسم الإسلام علما على الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم"

وبهذا يكون الإسلام في الاصطلاح يطلق على الدين الذي بُعث به رسول الله صلي الله عليه وسلم ، والعمل بأركانه ،وقد جاءت آيات في القرآن الكريم بهذا المعني من ضمنها ..
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) سورة آل عمران الآية 19
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85.
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة المائدة الآية 3
وما ذكره صاحب الكتاب من حديث صحيح رواه البخاري ومسلم " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان "
فهذه أركان دين الإسلام يجب الإتيان بها كاملة ، ومن أنكر منها شيئاً فليس بمسلم .

بعد التعرف على لفظ الإسلام لغة واصطلاحاً الآن نرد على سؤالك المذكور...
إذا كان الإسلام هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟
لقد جاء الإسلام ناسخاً لجميع الأديان السابقة فمن اتبعه صار مسلماً ،ومن أعرض لا يقال عنه مسلماً ، وبهذا يكون من انقاد وأذعن واستسلم وخضع لما جاءت به البعثة المحمدية أصبح مسلماً ، ومن أبى فليس بمسلم ، فمن اتبع موسى عليه السلام في زمنه كان مسلماً ، حتى جاء عيسى عليه السلام ، فمن تبع عيسي في زمانه كان مسلماً ، ومن لم يتبعه ليس بمسلم وان كان على ما كان موسى عليه السلام ، وبعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام من اتبعه كان مسلماً ومن لم يتبعه ليس بمسلم وإن كان على دين عيسى عليه الإسلام فقد كان الدين الإسلام ولكن الشريعة مختلفة وبالتالي من كان يؤمن بموسى في زمانه ويقيم التشريع الذي جاء به كان مسلماً حتى جاء عيسى عليه السلام فمن عمل بالتشريع الذي جاء به كان مسلما وبعد ما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالتشريع الذي إرتضاه الله لعباده فمن عمل به فقد أسلم ومن لم يعمل به لم يكن من المسلمين .

والله أعلم ..
يتبع