الفصل الثالث

نبي أم نذير





نبدأ بعون الله مع الفصل الثالث من الكتاب ويتحدث الكاتب في هذا الفصل عن أن محمد صلى الله عليه وسلم كان نذيراً في مكة نبياً في المدينة
وعلى الرغم من هذا القول لا يحتاج للرد لأن الكاتب الدجال يدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن نبي ويستشهد بالقرآن وهذا مرفوض ..
فمن إستشهد بالقرآن لابد أن يكون مؤمن به ..وإذا كان هاذا المدلس لا يومن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يؤمن بصحة القرآن ليستدل به ؟!!
ومع ذلك سوف أثبت لكل من قرأ كتابي هذا أن الكذب والتدليس كان شعار هذا الدجال ...

بداية دعونا نسأل ما هي وظائف الرسل ؟
وظائف الرسل فهي التبشر والإنذار
تبشير من ؟ .. تبشير من يتبعوا الرسول فيما يبلغ عن ربه
وإنذار من ؟ .. إنذار من يعصوا ما أتى به من وحي سماوي

وما هو الوحي السماوي ... هوالأمانة التي يبلغها الرسول عن ربه إن أمره الله بتبليغها والدعوة إلى الله وبالتالى يكون الله قد أقام عليهم الحجة فلا عذر لديهم قال تعالى : (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) سورة النساء الآية 165
وعلى هذا يكون الطاعة والعصيان
فمن سمع وأطاع بُشر ومن سمع وعصا أُنذر

ولكي نؤكد أن التبشير والإنذار هي وظيفة الرسل والنبيين وفي الآية حرف إلا الذي يستخدم للحصر على حد قول الكاتب نرجع إلى قول الله تعالى في سورة الأنعام الآية 48 (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
وأضاً سورة الكهف الآية 56 (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا)
وكلا الآيتين مكيتان ...

((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة البقرة الآية 213
وهذه الآية مدنية

وعن قول الكاتب بأن القرآن المكي خلا تماماُ من الإشارة إلى ان محمد صلى الله عليه وسلم كان نبياً وهذا خطأ وقع فيه الكاتب إما جهلاً منه ولا أعتقد ذلك أو قاصداً التدليس ليضل القارئ .. وهذه بعض الآيات التي فيها إشارة لنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مكية

(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) سورة النجم الآيات 3-5
هل يوحي الله لأيٍ كان ؟!!!
(وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا) سورة الفرقان الآية 41
ترى ماذا يكون هذا الاستنكار ؟!! أليس رداً من الكفار على قوله أنه رسول ؟!!

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ)سورة يوسف الآية 109
وما أرسلنا من قبلك الا رجال نوحي إليهم أليس هذا دليل على أنه مرسل مثلهم ؟!!!
ومثلها ( (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) سورة الأنبياء الآية 25


والجدير بالذكر أن القرآن لم ينزل جملة واحدة ولكن نزل متفرقاً وقد تم ترتيبه من النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله وعرضه عليه جبريل عليه السلام ووصلنا كما عرضه النبي صلى الله عليه وسلم ...
وقد احتاج الوحي في الفترة المكية أن يكون على اسلوب يختلف عن الفترة المدنية فالقرآن المكي له عدة خصائص فهو يهتم بقضايا ثلاث: إثبات توحيد والربوبية والألوهية لله. وذكر صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . والبعث والنشور وأهوال اليوم الآخر.
أما القرآن المدني:فإن أكثره تشريع وأحكام وفقهيات كما في سورة البقرة وآل عمران، وحديث عن السير والغزوات التي كانت في أيامه صلوات الله وسلامه عليه في المدينة


ومما لا يخفى على أحد أن الرسول فى العهد المكي وبداية الدعوة كان يدعوا قريشاً وهم وثنيون وهم أهل اللغة فكانت السور تبدأ بالقسم أو بحروف الإعجاز لهذا كانت تتسم الآيات بشدة الخطاب وقوة المحاجة لأن أكثرهم مستكبرون معاندون ومشاقون وكانت أغلب أياتها تأتي بيا أيها الناس وليس يا أيها المؤمنون كما في السور المدنية التى تنادي المؤمنين وتبين لهم التشريع والأحكام الفقهية ونجد فيها سهولة الخطاب لأن أغلبهم مقبلون منقادون.. ولهذا كان إسلوب الفترة المكية أشد من الفترة المدنية ..

وخلاصة القول إن كون الرسول صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً لا ينافي إطلاقاً كونه نبي فكما وضحنا أن هذه هي وظيفة الرسل وجاء في قول الله تعالي هذا التوضيح (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) سورة الأحزاب الآية 45 .

والأشارات بالوحي والرسالة فى العهد المكي أكثر مما يتخيل ذلك المدعي وقد أشرنا إلى بعضها على سبيل الماثل لا الحصر ..
قضي الامر الذي فيه تستفتيان .. وبان دجل الكاتب وأمانيه .


يتبع بعون الله ..