بسم الله الرحمن الرحيم


إخواني الأعزاء هذا بحث متواضع قمت بتأليفه عن تعدد الزوجات بالمسيحية


و خصوصا بعدما دأب كثير من المسيحين و غيرهم من إستغلال هذه النقطة بإعتبارها عيبا بالإسلام
فأبدأ على بركة الله و إن شاء الله رح يكون بحثي على حلقات نظرا لضيق الوقت
**********************


يعتقد كثير من النصارى أن المسيحية تحرم تعدد الزوجات و يستندون في ذلك إلى تفسيرات خاطئة للكتاب المقدس فسرها الأقدمون و إتبعهم المحدثون بغير تدقيق

فكما هو معروف فإن اليهودية تبيح التعدد بدون قيود و الإسلام أباح التعدد و لكن لأربعة فقط في وقت واحد
و لكن الشئ الجديد اللذي سأثبته في بحثي هذا هو ان المسيحية أيضا أباحت التعدد بدون قيد أو شرط !!!!



تحريم التعدد كما تقولون لم يوجد إلا في فقرة واحدة في العهد الجديد و هي التي تستدلون بها دائما

و هي

متى الإصحاح 19 عدد 5

وقال.من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.
و تفسرون جملة ( يكون الإثنان جسدا واحدا ) على أن الرجل يكون زوج لإمراة واحدة فقط

و لكن لكي نفهم الجملة جيدا يجب أن نضعها في سياقها الصحيح

3 وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلّق امرأته لكل سبب.
4 فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى
5 وقال.من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.
6 اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد.فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان.
7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلّق.
8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم ان تطلّقوا نساءكم.ولكن من البدء لم يكن هكذا.
9 واقول لكم ان من طلّق امرأته الا بسبب الزنى وتزوج باخرى يزني.والذي يتزوج بمطلّقة يزني.

إن الفريسيين عندما جاؤوا ليسألوا المسيح لم يسألوه عن تعدد الزوجات و إنما جاؤوا ليسألوه عن حكم الطلاق
و المسيح بالمنطق أجاب عن سؤال الطلاق من البداية للنهاية
فليس من العقل أن يسألك شخص ما عن شئ و تجيب انت عن شئ اخر !!!!
هذا ليس وارد بالنسبة لشخص عادي فما بالنا بالمسيح عليه السلام ؟؟؟

و لذلك قال المسيح اللذي جمعه الله لا يفرقه إنسان يعني لا يجوز لكم الطلاق فأجابوه مجادلين لأنهم من البدء أرادوا ان يختبروه إذن لماذا أذن موسى بالطلاق ؟؟
يقصدون انك تعلم عكس شريعة موسى ففسر لهم لماذا أذن لهم موسى بالطلاق في العدد اللذي بعده

إذن فكما نرى من سياق الحديث أن المحادثة من اللألف للياء هي عن الطلاق و ليس بها ما يمت بصلة للتعدد

و لكن المسيحيون يتوقفون عند جملة ( و يكون الإثنان جسدا واحدا ) و يعتبرونها النص اللذي يحرم التعدد

وهذا التفسير غير صحيح لعدة أسباب

أولا

كما قلنا إن المحادثة ليست فيها أي شئ عن التعدد و لو كان بها ما يعني تحريم التعدد لكان الفريسيون ما تركوا الموضوع و سألوا و قالوا فلماذا أوصى موسى أن يعطي كتاب طلاق و أن نتزوج أكثر من واحدة ؟؟؟

ثانيا

إن هذه الجملة إذا فسرت بهذا المعنى فإنها تناقض نصوص كتابية أخرى بالعهد الجديد منها على سبيل المثال

رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح 3 العدد 2
فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم
و في العدد 12
ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين اولادهم وبيوتهم حسنا

و في رسالة بولس إلى تيطس الإصحاح 1 الأعداد من 5 إلى 7
من اجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الامور الناقصة وتقيم في كل مدينة شيوخا كما اوصيتك.
6 ان كان احد بلا لوم بعل امرأة واحدة له اولاد مؤمنون ليسوا في شكاية الخلاعة ولا متمردين.
7 لانه يجب ان يكون الاسقف بلا لوم كوكيل الله غير معجب بنفسه ولا غضوب ولا مدمن الخمر ولا ضرّاب ولا طامع في الربح القبيح

من هذه النصوص السابقة نفهم ان التعدد محرم أو مكروه للأسقف و الشماس حتى لا ينشغل بإحتياجات زوجاته و أولاده عن رعاية المؤمنين بالكنيسة
و هذا يعني إنه يمكن للمؤمن العادي ان يتزوج أكثر من واحدة طالما انه ليس أسقفا و ليس شماسا
فلو كان التعدد محرم على المسيحين كما اوصاهم بذلك المسيح لما كان هناك داعي أن يؤكد بولس على تيطس و تيموثاوس ان يكون الأسقف زوج لإمرأة واحدة

ثالثا

مثال المسيح عن العشر عذارى الاتي كن ينتظرن عريسا واحدا في متى الإصحاح 25 الأعداد من 1 حتى 12

نفهم من هذا المثال أن المسيح ما حرم تعدد الزوجات و إلا ما كان إستعمله كمثال
فكان يمكن للمسيح أن يضرب مثال بعريسين و إثنين من العذارى لتوضيح نفس الفكرة
أو كان يمكن أن يضرب مثال بإثنين من العذارى و عريس واحد

مثلما فعل في المثال اللذي قبله عن العبد اللذي كلفه سيده بإعطاء زملاؤه الطعام في حينه حيث أنه ضرب المثال بعبدين فقط من العبيد و لم يقل خمسة و خمسة مثلما فعل في مثال العذارى

و لكن إستخدامه للعدد عشرة بالذات غير مبرر إلا بأن التعدد كان سائدا في عصره و بهذه الصورة و أنه موافق ضمنيا عليها و لهذا إستخدمها كمثال للتوضيح للتلاميذ

رابعا

كلمة ( واحد ) و التي لا طالما قامت عليها عقائد باطلة بسبب التفسير الخاطئ لهذه الكلمة بالعهد الجديد
هذه الكلمة لا تعني معنى إنهم واحد بالمعنى الحرفي للكلمة فلم نجد أبدا رجل و إمرأة تزوجوا و بعد ليلة الدخلة أصبحوا جسد واحد برأسين !!!!

فهذه الكلمة مجازية في معظم الوقت بل و تأتى بصيغة الجمع مثل

يوحنا إص 17 عد 20
ولست اسأل من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم.
21 ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الآب فيّ وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني.
22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحد كما اننا نحن واحد
انا فيهم وانت فيّ ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني

أعمال إص 4 عدد 32
وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة.ولم يكن احد يقول ان شيئا من امواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركا.

رومية إص 15 عد6
لكي تمجدوا الله ابا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة وفم واحد

كورنثوس الأولى إصح 1 عد 10
ولكنني اطلب اليكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تقولوا جميعكم قولا واحدا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد

كورنثوس الأولى إص 10 عد 17
فاننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لاننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد.

غلاطية إص 3 عد 28
ليس يهودي ولا يوناني.ليس عبد ولا حر.ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع.

أفسس إص 4 عد 4
جسد واحد وروح واحد كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد

فيلبي إصح 1 عد 27
فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح حتى اذا جئت ورأيتكم او كنت غائبا اسمع اموركم انكم تثبتون في روح واحد مجاهدين معا بنفس واحدة لايمان الانجيل

كولوسوي إص 3 عد 15
وليملك في قلوبكم سلام الله الذي اليه دعيتم في جسد واحد.وكونوا شاكرين

أعمال إص 1 عد 14
هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم ام يسوع ومع اخوته

أعمال إص 8 عد 6
وكانالجموع يصغون بنفسواحدة الى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الآيات التي صنعها.

من الأعداد السابقة نرى ان كلمة ( نفس واحدة ) أو ( جسد واحد ) لم تعني أبدا شخص واحد او حتى إثنين
بل إنها دلت على الجمع
فإذا كانت نفس الجملة التي يستدل بها النصارى على أنها لا تعني إلا إثنين موجودة في باقي العهد الجديد و تدل على الجمع فهل يبقى بعد هذا حجة لهم ؟؟؟

خامسا

من المحادثة السابقة فهمنا أن المسيح حرم الطلاق ( و إن كان في هذه المسألة نظر أيضا ) لكنى سأتماشى مع هذه الفكرة مؤقتا
المسيح حرم الطلاق و تعدد الزوجات
و اليهود كانوا يبيحون تعدد الزوجات
و التلاميذ و باقى المؤمنين كانوا يهود و وثنين و غيرهم

إذن فأكيد انه كان من بين هؤلاء المؤمنين من هو متزوج بأكثر من واحدة

فلماذا لم يسأله أحد من التلاميذ ماذا نفعل مع زوجاتنا الموجودين بالفعل ؟؟؟

تصوروا معي وثني متزوج بإثنين و يريد الدخول في الدين المسيحي فيفاجأ بأن المسيح قاله تزوج واحدة فقط فيقول طيب أطلقها فيأتى له المسيح أيضا ليقول له و لكنى حرمت الطلاق !!!!!!
سؤالي لجميع المسيحين ماذا تفعل لو كنت مكان هذا الوثني ؟؟؟

أظن أن هذا غير منطقي أيضا و لم أجد لهذا السؤال أي أثر أو تلميح من بعيد في العهد الجديد كله و بخاصة الأناجيل و اعمال الرسل

إذن فبالعقل المسيح لم ينكر تعدد الزوجات و بالتالي التلاميذ لم يسألوه عن هذا الموضوع و بالتالي أيضا لم يسأل عنه الوثنيون اللذين دخلوا في المسيحية على يد التلاميذ

سادسا

إن قبول فكرة أن المسيحية تحرم التعدد و في نفس الوقت نقول إن اليهودية تبيح التعدد
يجرنا هذا إلى فكرة النسخ في الشرائع بمعني أن حكم تعدد الزوجات اللذي أباحه الله في العهد القديم قد نسخه و بدله بحكم التحريم في العهد الجديد
و موضوع النسخ ترفضه المسيحية بل إنهم يتخذونها شبهه ضد القرأن و الإسلام

و انا أسأل أي نصراني إذا كنت لا تؤمن بالنسخ في الشرائع فلماذا غير الله رأيه كما يقول زكريا بطرس و غيره عندما يهاجم القرأن ؟؟؟
و إذا كنت تؤمن بالنسخ فلماذا تهاجم القرأن و تتهمه بالخطأ و التحريف لأن بعض احكامه منسوخه ؟؟؟



و للحديث بقية .......