قوله تعالى في بداية الإسراء(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)1 الإسراء

وقوله تعالى في بداية الكهف(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً) 1 الكهف

هل يوجد تناسب ما بين بدايتي السورتين المتتالتين---حيث الإسراء هي السابقة للكهف في ترتيب المصحف---والترتيب توقيفي من رب العالمين؟؟

نعم يوجد تناسب ما بين التسبيح في الإسراء والحمد في الكهف

قال في لسان العرب

((وسبحان الله: معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف، قال: ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له، تقول: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً، قال: وكذلك روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقال الزجاج في قوله تعالى: سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً؛ قال: منصوب على المصدر؛ المعنى أُسبِّح الله تسبيحاً. قال: وسبحان في اللغة تنزيه الله، عز وجل، عن السوء)

فالتسبيح هو التنزيه--وهو مفهوم يشير إلى كمال الله في ذاته--والتحميد يشير إلى كونه عز وجل قد كمّل غيره بنعمه التي أنعمها عليهم---فالتسبيح أول لأن الله كان ولا شىء معه والتحميد ثان لأن الخلق هم الذين يحمدونه لإنعامه عليهم --ومقام التسييح في الصدارة أو المبدأ ومقام التحميد هو النهاية أو التالي---لذا جاء التسبيح في الإسراء وجاء التحمّيد في الكهف .

والإسراء تسبق الكهف