رحلة الإيمان من المسيحية إلي إسلام

[الناصح]

وكنت دائما أقول ومن له إلمام بعلم صرف اللغة العربية واشتقاقها لا يسعه إلا الإعتراف بأن كثيراً من هذه الكلمات ليست من أصل عربي، ولم تُصَغْ من أصولها حسب قواعد اللغة العربية. مع أن هذه الأصول نفسها موجودة في العربية، كما هي موجودة في اللغات الأخرى المذكورة.




الشبهة الخامسة[1] :
ورد في سورة مريم أن مريم أتت إلى قومها بعد ولادة المسيح فقالوا لها " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}[2] فيتضح من هذا أن رسول الإسلام قال أن العذراء مريم هى أخت هارون وموسى. وما يزيد هذا الأمر وضوحاً ما ورد في سورة التحريم12 " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ " وهكذا فى سورة آل عمران 35 وجاء فى سورة الفرقان {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً }[3] فثبت من هذا أن عمران وموسى وهارون ومريم هم ذات الأشخاص الذين ورد ذكرهم بهذه الأسماء في أسفار موسى الخمسة ، وأن التوراة .......... كتبت قبل المسيح بـ1570 سنة ؟؟؟؟ فكيف تكون مريم أم المسيح أخت لهارون ؟؟؟؟
هذه بعض الشبهات التي أتذكرها من كم هائل من الشبهات التي تدرس لنا في الكلية
تخرجت في كلية اللاهوت وقد كان من المفترض أن أعين في القدس بعد تخرجي ......... لكن حرب فلسطين نشبت في ذلك العام فعينت في بلدة إسنا بالوجه القبلي في مصر ، وسجلت رسالة في العام نفسه عن طريق الجامعة الأمريكية في القاهرة وكانت رسالتي عن العمل التنصيرى بين المسلمين .... وفى عام 1952م حصلت على الماجستير من جامعة برنستون الأمريكية ، في الفلسفة واللاهوت وعينت أستاذاً بكلية اللاهوت في أسيوط ، وكنت أقوم بتدريس الإسلام والمغالطات والافتراءات والشائعات التي يرددها أعداؤه والمنصرون ضده ... وقد رأيت في هذه الفترة أن أتطرق في دراستي لكل جوانب الإسلام ، وقررت ألا أكتفى بالإطلاع على كتب المنصرين والمستشرقين التي تقتصر على الطعن في الإسلام ،وإنما ولثقتي الشديدة بنفسي وحبي للعلم قررت أن أقرأ وجهة النظر الأخرى ، وأدرس كتب المسلمين أنفسهم بل وقررت أن أدرس القرآن بعمق
وكان هدفي من هذا كله أن أصبح متمكناً في مادتي تماماً بحيث أستطيع دفع الحجة بالحجة وأكون قادراً على أن أضيف إلى حجج المنصرين ضد الإسلام حججاً وشبهات جديدة لم يسبقني إليهمأحد من خلال دراستي وتعمقي ... كان لابد علي أن أدرس الشبهات من مصادرها وأجمعها كل واحدة على حدها في دراسة مستقلة بحيث لا تكون فيها ثغرة لهدمها وعندما يستخدمها أى منصر سريعا ما ينهار المسلم ولا يستطيع الرد بل تهتز عقائده وبالتالي يصبح لقمة سائغة لنا لنكيل له كماً هائلاً من الشبهات لا يستطيع حتى لو لجأ إلى كبار علماء المسلمين أن يجد الإجابة الشافية [4].

[1]- من أراد التوسع في الرد كتابنا "المحاكة الكبرى لإعداء الإسلام" تحت الطبع

[2] - سورة مريم 27-28

[3] - سورة الفرقان 35

[4]- رجال ونساء أسلموا عرفات كامل العيشي الجزء 4 ص 80
يتبع

[الناصح]

[/URL]

[الناصح]

[/URL]

[الناصح]

[/URL]

[الناصح]

هذه بعض الشبهات التي أتذكرها من كم هائل من الشبهات التي تدرس لنا في الكلية
تخرجت في كلية اللاهوت وقد كان من المفترض أن أعين في القدس بعد تخرجي ......... لكن حرب فلسطين نشبت في ذلك العام فعينت في بلدة إسنا بالوجه القبلي في مصر ، وسجلت رسالة في العام نفسه عن طريق الجامعة الأمريكية في القاهرة وكانت رسالتي عن العمل التنصيرى بين المسلمين .... وفى عام 1952م حصلت على الماجستير من جامعة برنستون الأمريكية ، في الفلسفة واللاهوت وعينت أستاذاً بكلية اللاهوت في أسيوط ، وكنت أقوم بتدريس الإسلام والمغالطات والافتراءات والشائعات التي يرددها أعداؤه والمنصرون ضده ... وقد رأيت في هذه الفترة أن أتطرق في دراستي لكل جوانب الإسلام ، وقررت ألا أكتفى بالإطلاع على كتب المنصرين والمستشرقين التي تقتصر على الطعن في الإسلام ،وإنما ولثقتي الشديدة بنفسي وحبي للعلم قررت أن أقرأ وجهة النظر الأخرى ، وأدرس كتب المسلمين أنفسهم بل وقررت أن أدرس القرآن بعمق
وكان هدفي من هذا كله أن أصبح متمكناً في مادتي تماماً بحيث أستطيع دفع الحجة بالحجة وأكون قادراً على أن أضيف إلى حجج المنصرين ضد الإسلام حججاً وشبهات جديدة لم يسبقني إليهمأحد من خلال دراستي وتعمقي ... كان لابد علي أن أدرس الشبهات من مصادرها وأجمعها كل واحدة على حدها في دراسة مستقلة بحيث لا تكون فيها ثغرة لهدمها وعندما يستخدمها أى منصر سريعا ما ينهار المسلم ولا يستطيع الرد بل تهتز عقائده وبالتالي يصبح لقمة سائغة لنا لنكيل له كماً هائلاً من الشبهات لا يستطيع حتى لو لجأ إلى كبار علماء المسلمين أن يجد الإجابة الشافية [1].
بدأت أقرأ في المصادر الأصلية للمسلمين من كتب التفسير وكتب اللغة وكتب الحديث وكتب السيرة بدأت بالشبهات السابقة مثل القرآن أقتبس من امرئ القيس – نطق الشيطان علي لسان رسول الإسلام – السامري هو صانع العجل – القرآن به كلمات أعجمية – مريم أخت هارون .
فإذا بي أصدم بأن وجدت أن هذه الشبهات رد عليها علماء المسلمين قبل أن يتكلم عنها المنصرين والمستشرقين . بل تم تفنيدها والرد عليها لكنني لم يصبني اليأس وبدأت بأول شبهه .
1- القرآن اقتبس من شعرامرئ القيس[2] :-
وضعت خطة للبحث وكانت كالتالي :-
1- بدأت أبحث عن تاريخ ولادة امرئ القيس وحصلت علي تاريخ ولادته سنة496 ميلادي وتوفي 544 ميلادي رسول الإسلام ولد عام 571 ميلادي الفرق بين زمن وفاة امرئ القيس وولادة الرسول 27 عاما إضافة إلى أن القرآن بدأ بالنزول وهو في سن 40 عاماًفتصبح الفترة الزمنية 67 عاماً إضافة إلي أن فاطمة بنت الرسول ولدت والرسول ما يقارب 46 عام أي أن السيدة فاطمة عندما كان عمرها 10 سنوات امرئ القيس توفى قبل ذلك بـــ 83 عام فكيف يكون له بنت تعارض فاطمة بنت الرسول وأنى لها هذا العمر ؟ شيء آخر إن امرئ القيس كان مشهوراً بقتل كل بنت تولد له . أيقنت أول كذبة .
2- بحثت عن كل الشعراء الذين تسمو باسم إمرئ القيس وجدت 12 شاعراً منهم 10 في العصر الجاهلي و 2 في العصر الإسلامي يحملون اسم امرئ القيس وبالبحث في جميع قصائدهم لم نجد واحداً منهم ذكرت له هذه القصائد أيقنت ثاني كذبة .
3- بحثت في موسوعات الشعر العربي والعجيب بعد بحث طويل لم أجد أي ذكر لهذا الشعر ولا للرد عليه في أي مصدر أيقنت ثالث كذبة .[3]
[1]- رجال ونساء أسلموا عرفات كامل العيشي الجزء 4 ص 80

[2]- رددنا على ذلك في سلسة (المحاكمة الكبرى لأعداء الإسلام) تحت الطبع مكتبة النافذة

[3] - للمزيد إسطوانة الموسوعة الشعرية إنتاج المجمع الثقافي لدولة الإمارات العربية عليها 2.4مليون بيت من الشعر العربي من العصر الجاهلي إلى عام 1950م وكذلك موسوعة دار التراث الكبرى
يتبع

[الناصح]

4- والعجيب أن يظهر رسول الإسلام في قريش التي هي أفصح العرب وأحفظهم للشعر حتى أنهم يضعون أشهر سبع قصائد مطولات علي جدران الكعبة وتسمى المعلقات ، ويأتي رسول الإسلام يسفه دينهم ، ويكسر أصنامهم ، ويمحو باطلهم ، ولا يخرج منهم رجل حافظ للشعر ، واحد فقط ، ويقول له أنت يا محمد نقلت القرآن من أبيات امرئ القيس . أيقنت الكذبة الرابعة .
5- كذلك أيضا سورة القمر لا تتفق أصلا مع موازين الشعر العربي حتى يقال إنها من الشعر مما يدل علي جهل واضع هذه الشبهة والقرآن ينفى عن نفسه أنه شعر . أيقنت الكذبة الخامسة .
6- وقد أنكر الألوسى المفسر صاحب " روح المعاني " أن يكون ذلك من شعر امرئ القيس وكيف وهم في الجاهلية ينكرون أساساً يوم القيامة ، ولم ترد معجزة شق القمر في الجاهلية . أيقنت الكذبة السادسة .
7- أبيات الشعر المنسوبة إلي امرئ القيس بها أخطاء لغوية ونحوية وركاكة في التعبير فكيف تنسب إلي شاعر جاهلي مخضرم ، كذلك أيضا هناك أبيات مكسورة الوزن غير متناسقة مع بعضها البعض أيقنت الكذبة السابعة.
8- إن الوليد بن المغيرة والذي شهد هو وقومه أن القرآن الكريم ليس من شعر العرب ، فضلاً عن أن يكون مقتبساً منه أيقنت الكذبة الثامنة .
ما هذا الانهيار لقد سقطت أمام عيني كالفراش المبثوت إنها محاولة يائسة بائسة للتشكيك في إعجاز القرآن وبلاغته لقد اجتمع في كفار قريش أقوى عاملين للتشكيك في القرآن الكريم
العامل الأول : كونهم أهل اللغة العربية ، وبينهم فطاحل الشعراء والخطباء .
العامل الثاني : رغبتهم الجامحة في إطفاء نور الله تعالى والصد عن سبيله .
ومع ذلك لم يستطيعوا أن يخفوا أو يتنكروا لإعجاز القرآن وبلاغته وقوته ، بل نسبوا الإعجاز إلي السحر والكهانة فأي تشكيك بعدهم في بلاغة القرآن الكريم وإعجازه إنما هو ضرب من الكذب والهذيان .
بعدما جمعت الردود واطلعت شخصيا علي كل ما وصلت إليه كان لابد لي أن أستسلم ببطلان هذه الشبهة. ولكن عنادي جعلني أعاود الكرة وقلت في نفسي لعل هذه الشبهة واهية ولكن ماذا في الشبهة الثانية هيا لدراستها لعلى أجد فيها المراد فدخلت بكل قوة وحماس .




يتبع

[الناصح]

2- " أسطورة الغرانيق "[1]
انتقلت إلي شبهة الغرانيق لعلى أجد قشه أتعلق بها ، جمعت كل ما كتب في هذه القصة من كتب التفاسير المتاحة عندي وتابعت كل ما كتب عنها .
وجدت كتب التفسير ، وكتب الحديث تتكلم عن القصة بسند وهو ما يعرف ( فلان عن فلان ) كان لابد لي من دراسة علم الحديث لأعرف ، هذا العلم قرأت كتباً في علم الحديث . فوجدت شيئاً عجيباً لم أتصور في يوم من الأيام أن أرى ذلك وهو علم يعلمني كيف أحكم علي صحة ما وصل إلينا ( من سند ومتن ) ووجدت أن هذا العلم انتقل إلي الغرب ولم يستخدم إلا في القرن 18 وهو ما يعرف ( بالنقد الأعلى والنقد الأدنى ) وعرفت أن هذا العلم عرفه المسلمون قبل الغرب الذي استخدم هذا العلم في القرن الثامن عشر بينما المسلمون وضعوا هذا العلم في القرن 7 أو 8 الميلاديةأي قبل 1000 عام من معرفة الغرب به سبحان الله بهذا العلم تستطيع أن تمحص وتحكم هل قال نبي الإسلام هذا الكلام أم لا ؟ هل هو صحيح أم ضعيف أم موضوع ودائماً عندما كنت أناقش قصة الغرانيق مع أحد علماء المسلمين يقول لي هذه القصة موضوعة وضعها الزنادقة قصة مكذوبة .
لكن هذه المرة كنت أبحث عن سند قوى لهذه القصة ولذلك وضعت خطة عمل لي وهي :
1- وضعت خريطة أمامي لكل كتاب ذكرت فيه القصة حتى كونت شجرة أمامي بكم هائل من الرواة فتتبعتهم واحداً تلو الآخر لعلي أجد سنداً قوياً اجعله محل دراستي وكلما اطلعت علي حقيقة كل من ذكر من الرواة في السند أفاجأ بأنه اشتهر بالكذب أو أنه واضع الحديث أو كذاب أو مدلس ولم اكتشف أنا ذلك بل اكتشفه علماء المسلمين ويعرفون ذلك من أكثر من 1000 عام يالا العجب كلهم إما كذاب أو واضع للحديث ، أو من أتباع الزنادقة فلا يحتج بهؤلاء وكلهم مستبعدين فأيقنت الكذبة الأولي .
2- ثم عاودت الدراسة بإصرار وحماس فوصلت إلي أن معجزة الإسراء والمعراج سنه 621م ، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة ، وكان ليلة الاثنين ، حيث أسري برسول الإسلام إلي بيت المقدس ، ثم كان عروجه إلي السماوات ، وفرضت عليه في تلك الليلة الصلوات الخمس ، وبعد البحث والتأمل وجدت ذلك في شهر ربيع الأول في ليلة الثاني عشر من ليلة الإسراء وكانت قبل الهجرة بأكثر من سنه علي الصحيح [2]أسرى برسول الله صلي الله عليه وسلم وفرضت عليه خمسون صلاة ثم خففت إلي خمس صلوات [3]بتاريخ 5/10/621م يوم الاثنين ربيع الأول 12/3 قبل الهجرة.
ووجدت ابن عباس قال : وأسرى الله عز وجل به ليلاً إلي بيت المقدس قبل خروجه إلي المدينة بسنه ، فرض الله عز وجل فيها الصلاة ، يعني في الليلة التي أسرى بالنبي ، فقد صح أن الإسراء كان بمكة[4] ثم بعد حدوث الإسراء والمعراج نزلت سورتي( الإسراء والنجم ) التي تتكلم عن الإسراء والمعراج[5]ولا يمكن أن تكون قد نزلت قبل حدوث الحدث ، أي إنها نزلت قبل الهجرة وبعد أن إسري برسول الإسلام وهذا في العام 12 من الدعوة في مكة قبل الهجرة ، بينما الحدث وهو أسطورة الغرانيق الكاذبة ، تنص علي أنها وقعت في السنة الخامسة للدعوة في مرحلة الهجرة للحبشة ، وهذا يثبت كذب هذه الأسطورة الكاذبة الواهية من الناحية التاريخية . وأيقنت الكذبة الثانية .

[1]- رددنا على ذلك بالتفصيل في سلسة (المحاكمة الكبرى لأعداء الإسلام) وعلى موقع بن مريم والمواقع الإسلامية على النت. تحت الطبع مكتبة النافذة

[2] - فتح الباري ج3 ص22

[3] -التمهيد لابن عبد البار ج8ص49

[4] - ناسخ الحديث ومنسوخة ج 1 ص178رقم 185

[5] - تفسير بن كثير ج4 ص481
يتبع

[الناصح]

1- ثم واصلت البحث بإصرار وتدبر وبالبحث في المراجع وجدت العجب (إقرأ معي المراجع) وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول ( اللات والعزى ومناه الثالثة الأخرى ، فإنهن الغرانيق[1] العلي ، وإن شفاعتهن لترتجى ).[2] إنها النشيد القومي لقريش فأيقنت الكذبة الثالثة .
2- ثم واصلت البحث لأجد المخترع لهذه القصة الأسطورية الكاذبة هم قريش انتصاراً للات والعزى فنزلت هذه الآيات التالية من سورة النجم في مكة بعد مرحلة {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }[3] ، وبعد مرحلة {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }[4] وإعلان رسول الإسلام دعوته لجميع الناس ، ودخول عدد من المستضعفين في الإسلام ، وتضييق قريش عليهم وتعذيبهم ، وهجرة بعضهم إلي الحبشة .
ومن الواضح أن الصراع في تلك المرحلة كان يتفاقم بين الإسلام والمشركين وكان أهم ما يتسلح به المشركون ويطرحونه سبباً لمقاومتهم الإسلام هو ( أن محمداً قد سب آلهتنا وسفه أحلامنا ) وقد كان موقف رسول الإسلام من آلهتهم موقفاً صريحاً قوياً لا مساومة فيه ولا مهادنة ، وقد اتضح ذلك من السور الأولي للقرآن ، وآياتها القاطعة في مسألة الأصنام ، ولم تكن سورة النجم إلا استمراراً لذلك الخط الرباني الصريح القوي ، بل هي الحسم الإلهي النهائي في المسألة ووضع النقاط علي الحروف بتسمية أصنام قريش المفضلة (اللات والعزى ومناة) بأسمائها ، وإسقاطها إلي الأبد .. ومن الطبيعي أن تكون هذه الآيات شديدة جداً علي قريش ، وأن تثير كبرياءها وعواطفها لأصنامها ، وأن تقوم برد فعل بأشكال متعددة .
ووصلت إلي أن قصة الغرانيق الأسطورية الكاذبة ما هي إلا واحدة من رد الفعل القرشي ، لكن متى اخترعت ومن اخترعها ؟
إن المشركين عبده هذه الأصنام الثلاثة ، لما سمعوا ذمها في آيات السورة حرف بعضهم الآيات ووضع بعد أسماء الأصنام الثلاثة عبارة ( تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجي ) فأعجب ذلك القرشيين وخصوصا أن هذا نشيدهم أساسا وتمنوا لو يضاف هذا المديح لآلهتهم في السورة ولكن كيف يمكن ذلك ؟ وكيف ينسجم مع السياق ؟ والسياق كله حملة شديدة علي فكر الأصنام وأصلها ؟ وهكذا ولدت قصة الغرانيق علي ألسنة القرشيين ولكنها كانت هذيانا ولغوا في القرآن من مشركي قريش لا أكثر ، ولكن الجريمة الكبرى عندما حولالزنادقة والمنافقون هذا الكلام إلى اللغة القرآنية ألا وهي كذبة الغرانيق واتهموا بها النبي بعد وفاته صلي الله عليه وسلم ، لإثبات أنه لم يكن معصوما عصمة مطلقة ، ولاتكون كل تصرفاته وأقواله حجة ، بل كان يخطئ حتى في تبليغ الوحي. أيقنت الكذبة الرابعة .
3- وعاودت الكرة فوجدت أن المستشرقين والمستغربين والمنصرين والمشركين تتلقفها أقلامهم ونسجوا حولها خيوط كخيوط العنكبوت ومن راجع كلمات المستشرقين ومحاور تركيزهم يجدها تدور في الأغلب حول تلك الإشاعات الكاذبة التي روجتها أفواه الحاقدين علي رسول الإسلام ، ثم دخلت في كتب التاريخ ، عبر أي إشاعة تكتب في كتاب دون أن يكون لها أساسامن الصحة وهي من نسج خيال أصحاب القلوب المريضة الذين تظاهروا بالإسلام ، وهم ينوون النيل منه . لقد أرادت قريش أن تستخدم ما يعرف بالإعلام المضاد ، محاولين إخفاء الحقيقة المرة لهم ، لسجودهم عندما سمعوا سورة النجم ، وتهوى جباههم علي الأرض مع المسلمين سجودا ، ماذا يفعلون وهم ينظرون إلي بعضهم البعض ، يتساءلون فيما بينهم لماذا أنا سجدت ؟ ولماذا أنت سجدت ، ولماذا هذا سجد ، فكانرد الفعل الشيطاني ، والتكبر ، بابتكار وتأليف وإخراج هذه القصة ، لكي يتم إخفاء الحقيقة المرة ، وسرعان ما حاولواإتهام الرسول بأنه سحرهم ، هذا ما فعلته قريش ولا تخرج القصة الأسطورية الكاذبة عن ذلك . وأيقنت الكذبة الخامسة .

[1]- الغَرانيق ها هنا الأصْنام وهي في الأصْل الذكور من طَيْر الماء واحِدها غُرْنُوق وغُرْنَيْق سُمِّي به لبياضه وقيل هو الكُرْكِيُّ والغُرْنُوق أيضا الشَّابُّ النَّاعِمُ الأبْيَض وكانوا يَزْعمون أن الأصنام تُقَرِّبُهم من الله وتَشْفَع لهم فشُبِّهَت بالطيور التي تَعْلُو في السَّماء وتَرْتَفع ( النهاية في غريب الأثر ج 3/364 رقم 2586)

[2] - كتاب الأصنام – ابن الكلبي ص7 – معجم البلدان م4 ص116

[3] - الشعراء214

[4] - الحجر94

يتبع

[الناصح]

يا رب لقد خرجت من هذه القصة أنها أسطورة وأنها كذب وأنها إفتراء ولو أنها حدثت بالفعل لارتد كل من أسلم بل إنها كانت ستقلب موازين القوى لصالح كفار قريش وخصوصا أن المسلمين كانوا مستضعفين إنها من السخافات حقا يا له من كذب يدرس في الكنائس وفي كتب مفتراه علي الإسلام .
إبتداء إحساسي يتسلل له الإحباط لما توصلت إليه .
إنتقلت علي الفور إلي شبهة أخرى ....؟جلست أقلب كتاب ( مصادر الإسلام ) أبحث عن شبهة لعلى أجد مرادي شبهة ليس لها رد من قبل المسلمين ومن داخلي تصميم علي أن أحصل علي ما يقهر المسلمين بالحجج القوية كما كنت أعتقد أنه من السهل أن يهزم المسلم ولكنى لا أخفى أننيأهتزت عزائمي وصدمت بالردود المتتالية من علماء المسلمين والتي لا غبار عليها ولكن إصراري علي البحث في الإسلام وكتبه دفعني إلي البحث والاستمرار .
يتبع

[الناصح]

3- شبهة السامري [1]
أخذت شبهة تاريخية لعلى أجد فيها مخرجاً لما أنا فيه ماهى ، إنها قصة صانع العجل من هو ؟؟ وبدأت أقرأ ما عند المسلمين ، فوجدت العجب
1- إننا ننصب الكتاب المقدس حكماً علي القرآن ، وهذا أمر خطير للغاية لأن الدراسات المحايدة للكتاب المقدس تثبت أن نصوصه ليست قطعية الدلالة أو قطعية الثبوت ، إذ أن نصوصه تحتمل الصحة وتحتمل الخطأ وهذا مرفوض من الطرف الإسلامي أساسا لقتناعهمبأن الكتاب المقدس (محرف) .
2- العبارة القرآنية التي تفيد الاستفهام ( ما خطبك يا سامري) أي ما هذا الذي فعلته أيها المضل ؟؟؟ لأن كلمة (سامري) من المحتمل أن تطلق علي المضلكصفهولا تطلق علي شخص كإسم من الأسماء وبهذا المعنى لا يكون الذي أضلهم رجل سمي بالسامري ، وقد قال اليهود الكلمة (السامري)على المسيح بوصفه مضل (فأجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسناً إنك سامري وبك شيطان )[2] فهذه الكلمة ليست من أسماء المسيح.
3- وجدت في سفر الملوك الأول 16 : 24 " وإشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضة وبنى على الجبل ودعا إسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب الجبل السامرة. " .
فمن هنا نستخلص الآتي :-
أن اسم السامرة لم يوجد لأول مرة زمن وجود مدينة السامرة، بل كان هذا الإسم موجودا قبلها وهو شامر ، وطالما أن هذا الإسم موجود قبل وجود مدينة السامرة ، فلا يمنع أن يكون هذا الإسم قديما وأن يكون هناك قبل شامر صاحب الجبل بمئات السنين من تسمى بهذا الإسم . فمن هو شامر.. ؟؟

1الأخبار 6:46 بن امصي بن باني بن شامر


1الأخبار 7:34 وبنو شامر اخي ورهجة ويحبّة وارام.

إذا السامري الذي في القرآن هو من حميم أسباط بني إسرائيل في التيه لا شأن له بالسامريين الساكنين السامرة في فلسطين لم يسمه القرآن بل نسبه إلي بني أبيه من قبائل بني إسرائيل وهذا يرجح أن فاعلها واحد منهم في سبط لاوي من أبناء شامر احد أحفاد لاوي والإسم كان معروفا قبل بناء المدينة .
وهناك تعليل أن السامري تعلل ( بياء النسب ) في السامري ، فقد تكون ياء أصلية من أصل الكلمة وليست للنسب " كالشافعي " فالياء فيها ليست نسبة إلي مدينة ولا إلي الآباء ولكنها ياء أصليه فكذلك الياء في السامري .
4- وأيضا في الكتاب المقدس تنسب صناعة العجل إلي هارون والقرآن ينسبها إلي السامري وتعجبت كيف ينسبون الكفر لنبي كبير من بني إسرائيل ونصدق كاتب سفر الخروج ونكذب القرآن الذي يعطي شهادة براءة لنبي من أنبياء الله هارون عليه السلام .
5- لو أن هارون فعلا هو الفاعل وهو كاهن كبير في بني إسرائيل فلماذا يعاقب غيره وهو لم يعاقب ؟ جلست أفكر لعلي أجد سبباً فلم أجد ......!!!!!!
6- تسألت ما الذي يجعل القرآن إذا كان من عند غير الله كما كنت أزعم أنه ينقل من الكتاب المقدس لماذا لم يقل القرآن أن الذي صنع العجل هو هارون ...!!!. ولماذا يبرئ النبي هارون ....!!!!!
7- تسألت أيضا...!!!! الكتاب المقدس ممتلىء بالنصوص التي ترشدنا أن الله كلم موسى وهارون فهل الله يكلم من يصنع العجل الذهبي لكي يعبد من دون الله ؟؟؟؟
لماذا يخالف القرآن الكتاب المقدس ويضع الذنب كله علي السامري ؟؟ جلست أراجع هذه الشبهة لأصل إلي سقوطها كما يسقط بيت العنكبوت أمام الريح العاصف وجدت نفسي أتسأل لماذا لم يعاقب هارون ؟؟ ولماذا الإتهام لهارون ؟؟ ولماذا يبرئ القرآن هارون ؟؟ .
بعدما كنت أفتخر بهذه الشبهة أصبحت تشكل لي ذعراً بل إنقلبت الشبهة إلي تهمة لنا بالطعن في نبي من الأنبياء وتوجيه الإتهام له وهو لم يصنع العجل لكي يعبد بل انه اتهم لكي تسقط العصمة عنه وعن جميع الأنبياء وإذا سقطت العصمة عن النبي أصبح هناك من هم أفضل منه لأنهم لم يرتكبوا أية معصية أبداً من المعاصي التي تخدش الدعوة وتبعد الناس عنهم وهذا يتنافى مع العدل الإلهى ويتنافى مع الإنقياد لهم بناء علي تعليمات الله .
بدأ يتسلل إلى نفسي الإحباط وبدأت أشعر بمدى الكذب الذي يوجه للإسلام لكنى ما زلت مصرا على أنني سوف أجد ما أتعلق به أصبحت بين شد ومد فقدت توازني أصبحت مثل الذي يأخذ لكمات متتالية على حلبة المصارعة بدأت أترنح من شده الإحباط . أمسكت شبهة جديدة .

[1] رددنا على ذلك بالتفصيل في سلسلة (المحاكمة الكبرى لأعداء الإسلام) تحت الطبع مكتبه النافذة

[2] -إنجيل يوحنا 8 : 48
يتبع