. .. تمر الأيام والسنون منذ أن افتقدنا علم الأعلام وفارس المناظرة والافحام ،من ألبس النصارى ثوب الصغار ،وأراهم أحلك الأيام . . . إنه شيخ الإسلام أحمد ديدات رحمه الله . . .

ومن الأسئلة الكثيرة المعلقة بلا جواب والتي طال انتظار الإمام رحمه الله ليجد لها جوابا عند النصارى :"أين قال المسيح أنا الله أو اعبدوني ؟؟ " وهكذا يبقى السؤال معلقا والنصارى كذا ... معلقين يجرون أسباب الخذلان والخيبة في طلب الجواب وهيهات !! وقد راهن الشيخ رحمه الله بوضع رقبته على المقصلة بل بتعميده إن عثروا على الجواب!!

وفي ما أنقل اليوم للفضلاء من موقع ( الخراب شارش) محاولة من بعض الخراف الهزيلة الاجابة عن سؤال أسد الإسلام ،وقد وضعت بعض التعليقات اللطيفة في ثنايا كلام الخروف دون كثرة الاستطراد لثقتي في القارئ النبيه في عدم نفاق هذه الشقاشق ورواجها عليه لتهافتها الشديد وغايتها في السقوط . . .


بسم الله القوى! (الخروف غضبان اليوم على ما أظن!!)



السؤال:



أرنى أين يقول الكتاب المقدس أن يسوع قال أنه الله لنعبده كما يعتقد المسيحيون فيه؟



إجابة:



لقد سئلت هذا السؤال و بنفس الصيغة عدة مرات قبل ذلك وأتمنى أن توضح هذه الإجابة بعض النقاط الهامة فى هذا الموضوع.



لم يقل يسوع فى أى مكان : "أنا الله فأعبدونى." ( الحمد لله خرجت من فمك!!)



تخيل فعلا شخص ما يأتى إليك ويقول:



" أنا الله فأعبدنى"



هل تصدقه؟

هل تعبده؟



إن رد الفعل الطبيعى المتوقع من أى مؤمن بالله الواحد سوف يكون إعتبار من يطلب ذلك محتالاً ومجدفاً على الله( ولأن الفطرة السليمة تقتضي أن الرب ليس شبيها بالخلق ، ومن التهويش والجنون اعتقاد أن الله العلي العظيم ينزل من عليائه ليخاطب الناس في هكذا صورة !! ، ولو التزمتم هذا المنطق السليم لما تماديتم في اعتقادكم المصادم للعقل والفطرة السليمة والذي لا تتقبله الفطرة ولا تستسيغه . ومن المتقرر شرعا وعقلا أن الرسل جاءوا بتقرير الفطرة وتكميلها لا بتغييرها وتحريفها). إذا كان هذا هو رد فعلك أنت أيضا فلماذا تطلب من المسيح أن يقول ما سوف ترفضه فى كل الأحوال؟ معظم الناس سينعتون من يقول مثل هذا الكلام بالجنون. كان يسوع يدرك مثل الجميع أن هذا هو رد الفعل الطبيعى ولم يجد ما يستدعى أن يعلنها بهذا الشكل الأهوج. ولكنه أعلنها بطرق غير مباشرة ولكنها واضحة ومحددة.



ربما تكون إنسانا حذراً ولكنك منفتح الذهن ولا ترغب فى رفض الفكرة تماما… ففى النهاية، إنكار قدرة الله على التجسد فى هيئة إنسان يضع حد لقدرة الله وأنت تؤمن بالله القادر على كل شئ … ( هذه الشبهة الواهية هي عمدة هؤلاء المفاليس ... وبحمد الله وتوفيقه فقد كتبت مقالة مفيدة في منتدى نصرانيات بعنةان "أين يقف المسلم والمسيحي بين الحكمة والقدرة؟؟" تنسف هذه الشبهة من الأساس ) و لكنك على الأقل سوف تطالب بدليل حاسم على هذه المقولة، أليس كذلك؟ لأنك إذا عبدت أحدا سوى الله فسوف تكون خطيئتك هى الوثنية ولكن الخطيئة المساوية لذلك هى رفض عبادة الله كما طلب منا.



إن ما يعنينا فى النهاية ليس وجود هذا الكلام حرفياً ولكن وجود الدليل القاطع على أنه الله حقاً وكيفما كانت الطريقة التى أعلن بها ذلك( نفس الشبهة تماما). فإذا وجد دليل واضح على ألوهية المسيح ( أيــــــــــن؟؟ ثبت العرش أولا ثم انقش : ثبت الدليل ثم استدل)فعليك إذن أن تعبده حتى وإن لم تكن تعاليمه تتوافق حرفيا مع توقعاتك أنت عنها. نحن لا نستطيع أن نفرض على الله الطريقة التى يكشف لنا بها عن ذاته حتى نقبله.( نفس الشبهة السابقة ولكن بأسلوب آخر والمعنى: هذا الإله يفعل أشياء مناقضة للحكمة ولا يقبلها العقل وفي منتهى الجنون!! لكن هو الله فليفعل مايريد ولو العبث)



فعلى سبيل المثال، فى إنجيل يوحنا، قال يسوع فى حديثه عن الحياة الأبدية: "أنا هو القيامة والحياة من آمن بى و لو مات فسيحيا" (يوحنا 11: 25). وبذلك جعل عطية الحياة الأبدية مشروطة بالإيمان بشخصه. إنه إدعاء غير معقول ويعتبر تجديفاً لو صدر من أحد سوى الله( الأصل في ظهور المسيح عليه السلام كبشر وهومانعتقده نحن المسلمون ونجزم به يجعل ما ورد من كلامه هذا -إن صح- دليلا على النبوة والرسالة ، ولاشيئ في هذا من الإلهية أن يبلغ الرسول ويعلن أنه السبب في حياة السعداء وهلاك الأشقياء ، لكن موازين الألوهية عند النصارى مختلة جدا فينسبون الخالق لأعظم النقائص، ويرفعون قديسيهم وباباواتهم إلى صفات الألوهية). فهل أعطى أى دليل يخوله السلطان لقول مثل هذا الكلام؟ الكتب تعطى تفاصيلا كثيرة لما حدث فى هذا اليوم بالذات ولكننا نقرأ فى النهاية: "و لما قال هذا صرخ يسوع بصوت عظيم، لعازر هلم خارجاً، فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل، فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب". (يوحنا 11 : 43-44)



و إذا قرأت الإنجيل بعناية سوف تجد باستمرار أن:



* يسوع يتكلم وكأنه الله( لا نسلم بهذا ... ويتكلم كأنه بشر!!)

* يسوع يتصرف وكأنه الله( بل يتصرف بشرا أيضا وبوضوح : يأكل ويشرب وينام ويبكي ويحزن ووو )

* يسوع يعطى الدليل لتأكيد أحقيته لهذا السلطان من خلال عمل المعجزات ( ليست حكرا عليه وقد جرت الخوارق على أيدي كثير ين من الصالحين والطالحين فهل هذا يكفي دليلا للالهية والربوبية ؟؟)



و يخبرنا الكتاب كيف أنه بعد أن قضى يسوع ثلاثة سنوات مع هؤلاء التلاميذ سأله أحدهم و طلب أن يرى الله الآب.

و أجاب يسوع : "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفنى يا فيلبس. الذى رآنى فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب …

صدقونى إنى أنا فى الآب و الآب فى، وإلا فصدقونى لسبب الأعمال نفسها". (يوحنا 14 : 10-11)



لقد إنتظر يسوع من تلاميذه والمحيطين به أن يعرفوا حقيقته ويتعرفوا على ماهيته من خلال أعماله وكلماته التى يمكن أن تصدر فقط من الله. يسوع يعطى البراهين ويتركك لتصل إلى إستنتاجاتك بنفسك. إن أى إنسان يستطيع أن يدعى أنه الله، و كثيرين عبر العصور إدعوا ذلك. و لكن وحده الله يستطيع أن يعطى البرهان الحقيقى وبالتالى لا يحتاج إلى جانب هذا البرهان أن يعطي أمراً مباشراً بعبادته. عبارة "أنا الله" لا تضيف شيئاً جديداً فيما يخص التساؤل عن ماهيته. هؤلاء الذين يفتحون قلوبهم للحقيقة سوف يتعرفون على البرهان أما الذين يتجاهلون البرهان فلن يقنعهم بهذه الكلمات التى تطلبونها منه. و إذا تعرفتم على ماهيته فإن عبادته ستكون هى الرد الأمثل والحتمى.



أنا أدرك أن هذه كلها أفكار صعبة التصديق و غير معقولة( وهكذا هدم الخروف الهزيل ما تقدم من كلامه وأتعبننا معه في الصعب واللا معقول)، لهذا السبب أيضا إستغرق التلاميذ كل هذا الوقت ليفهموها. لقد بدأوا فقط يفهمون مغزى كل ذلك بعد موت المسيح وقيامته عندما تقابلوا مع الرب القائم من بين الأموات.



نقرأ فى إنجيل يوحنا نهاية الإصحاح عشرين وفى إنجيل متى فى نهاية الإصحاح الثامن والعشرين أن يسوع تقبل أن يعبدوه وأكد على ذلك. و بالرغم من أنه لم يطلب أبدا أن نعبده إلا أنه قبل وأكد أنه الصواب.



أنتم تقولون:



لم يقل يسوع فى أى مكان : "أنا الله فأعبدونى."



وإذا نظرنا إليها حرفياً فأنتم على حق ( اعتراف آخر) إذ لم يقل هذه الكلمات ذاتها، و لكنه يعلن عن ذاته بوضوح بطرق أخرى كثيرة. إفتحوا عيونكم وسوف ترون أن يسوع قال: -بما أستعرضناه مسبقاً- بأنه هو الله.