رئيس مركز بيت المقدس في حوار حول دورالدعوة السلفية فى نصرة القضية الفلسطينية

طالعتنا الأنباء الأخيرة عن محاولات حثيثة من جانب الكيان الصهيوني لتهويد القدس عموماً والمنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك خصوصاً، وتدنيس المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة. ففي الوقت الذي تم بناء معبد يهودي على بعد خمسين متراً فقط من المسجد المبارك طالعتنا أنباء أخرى عن محاولة صهيونية تهدف إلى تحويل مسجد في يافا إلى ملهى ليلي!
في هذا السياق تقوم العديد من المؤسسات الإسلامية بجهد كبير في مواجهة محاولات التهويد المستمر، بعضها يجتهد في فضح الممارسات الاحتلالية عبر وسائل الإعلام، والبعض الآخر يقدم الجهد التوثيقي للقضية حتى لا تضيع من ذاكرة أجيال قادمة. وتعتبر قضية فلسطين هي قضيتها المركزية على نحو ما يقدمه مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية –قبرص.
ويستضيف موقع الإصلاح (الإمارات) الأستاذ جهاد العايش – رئيس المركز – في حوار تفاعلي مع زوار الموقع حول الدور الشعبي والمدني لحماية مقدساتنا في فلسطين المحتلة.



ضيف الحوار: جهاد العايش - مدير مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية


الموضوع: حوار تفاعلي حول الدور الشعبي في حماية المقدسات في فلسطينالمحتلة


المحرر: كريم محيي الدين


الوقت: الواحدة من ظهر يوم الثلاثاء 28/10/2008


السؤال:
مثمنين لكم جهودكم راجين الله أن يبارك فيكم، الرجاء تعريفنا بطرق تمويل المؤسسات الشعبية الفلسطينيةخارج فلسطين، مثال مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية.
السائل:باسم – قطر.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرفالمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، المؤسسات الأهلية لبيت المقدس وفلسطينإجمالاً هي مؤسسات كثيرة، ولكن يبقي الأمر هو كيفية إبقائها مراكز للدفاع عن فلسطين والقدس، وقد أدرك اليهود خطورة هذه المؤسسات فقاموا بإغلاقها واعتقال القائمين عليها، أما بخصوص بيت المقدس للدراسات التوثيقية فله نشاطات ميدانية داخل فلسطينبما يتناسب مع أهدافه وسياساته، والمركز – كذلك - يدعو كل من يهتم بفلسطين أن يعملعلي دعم المركز ليواصل نشاطه في الداخل والخارج، وللمركز عدة حسابات مصرفية خاصة به منها حساب رقم 261382 بنك فيصل الإسلامي فرع القاهرة الرئيسي.

السؤال:
لماذا لا يتماتفاق بين مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بشأن القدس والمسجد الأقصى في الدولالعربية والضغط على المجتمع الدولي لضرورة الاهتمام بالمسجد الأقصى وتفعيل دور هذه الجمعياتلإبعاد إسرائيل من تهميشها معالم المسجد؟؟ وشكراً.
السائل: عدنان المنصوريالإمارات.
الجواب:
هناك بعض التنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني ونوع من التواصل المتواضع مع المؤسسات الرسمية، وإن كنا نقول أن أصل الدعم أن يكون رسمي وحكومي، ولكن لما كان التقصير الكبير من كثير من الجهات الرسمية انتفضت الجهات الشعبية تحمل هذهالمسئولية، ونقول من هذا الباب أننا لسنا بصدد انتظار المؤسسات الرسمية لتقومبواجبها وإن كانت هي المكلفة بداية لهذا الواجب الكبير لأن واجب القدس وفلسطين كبير لا يقوي عليه جماعة أو مؤسسة أو فرد، و من هذا المنطلق نقول إننا مطالبون - كلٌ فيمكانه- أن نتولى هذه المسئولية وأن نحاول جاهدين تأسيس المؤسسات الخاصة بنصرة قضيةفلسطين والقدس والالتحاق بركب المؤسسات العاملة في هذا المشروع دون النظر إلى تقصيرالمقصرين أو تخذيل المخذلين.

السؤال:
هل تملكون برنامجعملي لحماية المقدسات في فلسطين؟
السائل: محمد – غزة
الجواب:
إذا قلنا لكم أننا نملك برنامج عملي لحماية المقدسات في فلسطين فإننانبالغ لأن هذه القضية لا يقوي عليها مركز أو هيئة أو جماعة بل هي مسألة منوطةبإمكانيات وصلاحيات ضخمة لا تتوفر إلا بيد الحكومات، ولكن نقول إننا نحاول جاهدينوبالتنسيق مع المؤسسات المثيلة والمهتمين بهذا المشروع.

السؤال:
هل يملك السلفيونرؤية واضحة لتحرير فلسطين؟ أرجو توضيحها.
السائل: خالد الحلوالأردن
الجواب:
كيف لا يملك السلفيون رؤية واضحة لتحرير فلسطين وهم يستقون هذه الرؤيةالواضحة الجلية من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة المصطفي (صلى الله عليه وسلم)، لأنصراعنا مع اليهود هو صراع عقدي ومن هذا المنظور نؤكد أن السلفيين يملكون رؤية واضحةحول الصراع مع اليهود وحول تحرير فلسطين.

السؤال:
كيف يساهم الدورالتوثيقي في تحرير المقدسات؟ وهل برامجكم تقتصر على هذا الأمر؟
السائل: أبو أنوار - لبنان
الجواب:
الدور التوثيقي هو دور معرفي وهي المرحلة الأولي التي تنبغي في كل عمل،وهي التي بها نعرف الحقوق والواجبات ونعرف العدو من الصديق ونعرف المؤامرة منالمصالحة، ولأن هذا الدور غاب، وهذا الدور التوثيقي المعرفي في قضية فلسطين واكتفت الأمة بالتعاطي مع قضية فلسطين بالطرق العاطفية وأهملنا اليهود بالتشكيك عبر كلوسائلهم المتاحة بأحقيتنا في فلسطين وأحقيتنا في المسجد الأقصى بل واستطاع اليهود أن يخترقوا عقولنا لتبرير كم هائل من المصطلحات وبتبرير كثير من مشاريعهم ودون أنيلتفت لها المهتمون بقضية فلسطين بل ينظر إليها البعض للأسف الشديد لهذه المشاريعالتوثيقية ليست ذات قيمة مقابل جهادنا ضد اليهود، ولكني أقول هي الجهاد الأوللمدافعة اليهود لأن انتصار الفكرة هو الانتصار الحقيقي ثم بعدها يتم الانتصار بالحسم العسكري. أما نحن اليوم فقد قام اليهود باختراقنا بجيوش من الأفكار وجيوش منالعسكرونحن الآن وقفنا عاجزين عن كلا الجيشين. و إذا ما نظرنا إلي ما قام به قبلهالمجاهد نور الدين زنكي نجد أنه نشر الفكرة بداية فتيسر له تحرير البلاد بعد ذلك.

السؤال:
هل تطرحون أنفسكمكبديل في الساحة بعد انحراف كثير من الشعارات الموجودة أم تعتبرون أنفسكم جزء مماهو قائم؟
السائل: عتبة - الضفةالغربية
الجواب:
لا يستطيع أي كيان فلسطيني مهما علا شأنه أن يطرح نفسه بديلاً وحيداً لقيادةمسيرة الجهاد الفلسطيني لأن الجهاد الفلسطيني - أو أي جهاد كان عبر التاريخ- ما قامإلا على أكتاف الأمة التي آمنت بالله رباً وبمحمداً (صلى الله عليه وسلم) نبياً ورسولاً، أما نحن فنرى أنفسنا جزء من الأمة مكمل للمشاريع العاملة في الدفاع عن فلسطين.

السؤال:
هل يعتبر المركزطرح جديد للمفهوم السلفي حول فلسطين؟
السائل: مجاهد – غزة
الجواب:
المركز يطرح نفسه في القضية الفلسطينية انطلاقاً من رؤية فهم سلف الأمة الأقدمين وعلماء الأمة الثقات المعاصرين في توضيح الرؤية السليمة في إرجاع تحريرفلسطين.

السؤال:
موقعكم يطرح رؤيةمميزة تخالف ما نراه على الأرض من واقع السلفيين اليوم؟ ما هو تعليقكم، أم أنكم غيرذلك...
السائل: عبد الله – الأردن
الجواب:
إن ما يطرحه مركز بيت المقدس من رؤية شرعية حول قضية فلسطين هي ليست بدعاً من القول، ولا يعني اختلاف وجهات النظر حول بعض النوازل الفقهية الخاصة بقضيةفلسطين .. لا يعني هذا التنازل أو التثاقل عن تحرير فلسطين.

السؤال:
هل أضحى السلفيون وسيلة للتنظير أكثر منها للعمل؟ أم أنهم لا يملكون مشروع حقيقي من أجل فلسطين؟
السائل: محمد - الأردن
الجواب:
لن نقبل أن نكون أمة تنظر ونرى حولنا الديار تسلب والأعراض تنتهكوالأموال تسرق ونقف مكتوفي الأيدي أو نكون من فئة المنظرين أو السفسطائيين الذينيناقشون لأجل النقاش فقط بل نحن وإن كنا مركز للدراسات الفلسطينية فإننا نبحث حتى نصل للحقيقة العملية التي توصلنا إلى واقع ملموس عاجل على الميدان.

السؤال:
لماذا غاب المشروعالجهادي السلفي عن أرض فلسطين؟ وأقصد القتالي بالتحديد.
السائل: أبو عرب
الجواب:
الجهاد في الميدان متعدد الجوانب وثغرات الشعب الفلسطيني كثيرة ، وفئاتالشعب الفلسطيني تناغمت في توزيع مهام العمل الجهادي الفلسطيني على الأرض، فمقارعة اليهود هو جهاد أساس وإغاثة المنكوب هو درب من دروب الجهاد وتعليم الناس وتثقيفهم وتعليمهم الدين هو جهاد لا غنى عنه.

السؤال:
كيف يسهم المركزفي تحقيق الوحدة على الساحة الفلسطينية؟ وما هي البرامج العملية التي قدمها من أجل تحقيق حراك شعبي على الأرض لحماية المقدسات؟ وما هو دوره في الشتات ووسط الجالياتالفلسطينية في الغرب؟
السائل: طارق - فلسطين
الجواب:
يسهم المركز في تحقيق الوحدة الفلسطينية من خلال التواصل مع المؤسساتالفلسطينية من خلال البرامج العملية ومن خلال اللقاءات التنسيقية ، أما من ناحيةبرامج حماية المقدسات فقد قام المركز بعمل برامج في عدد من أقطار العالم الإسلاميمنها الندوات والأسابيع الثقافية والمسابقات والحوارات الحية عبر القنوات الفضائية،وكلها كانت تصب مباشرة في تعريف الأمة الإسلامية بقضية فلسطين والقدس، بالإضافة إلى أن المركز يعد دراسة متكاملة بتنسيق مع هيئات شعبية ورسمية لتفعيل مشروع "القدسعاصمة الثقافة العربية لعام 2009".

السؤال:
السلام عليكمورحمة الله ، شكر الله لكل من يسعى لحماية المقدسات في كل مكان .. شيخنا الجليل ربمانجد تحركاً من بعض المؤسسات الأهلية وحرصاً على الدفاع عن المقدسات ولكن لماذا لا نجد ضغوطاً شعبية سلمية وبرلمانية على الأنظمة العربية لاتخاذ سياسات مناصرة للمقدساتوحامية لها؟ وجزاكم لله خيراً .
السائل: عبد الحكيم بحيري -مصر
الجواب:
على صعيد المركز فقد تواصلنا مع بعض المؤسسات الرسمية ومع بعضالبرلمانيين والسفراء والإعلاميين ليكونوا منبراً إعلامياً وتعبوياً لقضية فلسطين. ونقول – ولله الحمد – لقد تم التعريف والتنبيه في بعض القضايا الخطيرة، والمطلوب منالمؤسسات الأهلية، وحتى الأفراد، أن يتواصل – كل منهم في مكانه – مع المسئولين منخلال الاتصالأو الزيارة أو المراسلات الإلكترونية ونحوها لتنبيههم لأي خطر محدقبقضايا المسلمين، وسوف نرى – إن شاء الله – النتائج الإيجابية لهذا التواصلالمنشود.

السؤال:
السلام عليكم.. فضيلة الشيخ نسمع كثيراً عن التهديدات والانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى فهل يمكنأن تصل إلى هدم المسجد ! وما هو المطلوب من شعوبنا المسلمة للدفاع عن المسجد الأقصى؟
السائل: عامر- مصر
الجواب:
إن بقيت غفلة المسلمين بهذا المستوى فلن يتوقف تجرؤ اليهود على مسجدناالأقصى وعلى حرمات أخرى للمسلمين، ولكن إن تعالت الصيحات والأفعال الإسلامية في كلالقنوات والوسائل المتاحة فسوف تكون رادع فعلي لليهود، فهم قوم جبناء يحسبون كلصيحة عليهم.

السؤال:
السلام عليكم .. أيندور المؤسسات الشعبية مما يحدث للمسجد الأقصى سواء بتعريف الأمة بالخطر أو تحفيزهاللدفاع عنه وإلى متى سنصمت؟
السائل: أحمد محمد عمر
الجواب:
إن اليهود – وبالتعاون مع قوى الغرب يسعون بكل قوتهم في تكميم أفواه المؤسسات الشعبية العاملة للإسلام والمسلمين بشكل عام، ولفلسطين والقدس بشكل خاص،وما يدل على ذلك هو الإغلاقات المستمرة لكل عمل خيري ناجح مؤثر ، فسعت هذه القوىإلى سحب تراخيص هذه الأعمال وزج القائمين عليها إلى السجون واتهامهم بالإرهاب.
رابط المقال من الموقع
إضغط هنا