هل تتخيل معي :

الصلاة الواحدة في المسجد النبوي تعدل الصلوات الخمس لمدة مائتي(200 )يوم في أي مسجد في العالم, سبحان الله , هذا فضل عظيم .

والصلاة الواحدة في المسجد الحرام في مكة تعدل الصلوات الخمس لمدة اثنين و خمسين ( 52)عاما, يا لرحمة الله الواسعة و فضله العظيم .

= و هكذا , عدنا نصلي في المسجد النبوي , المسجد الذي لا يمكنك أن تتخيله , لأن حقيقته فوق كل الأوصاف =انه مسجد مذهل , في حجمه و جماله و نظافته طوال أربعة و عشرين ساعة يوميا , و في الهدوء و الأمان و الأمانة , و كل الصفات الحميدة التي تخطر على بال أي إنسان , انه مسجد متكامل على صفات الإسلام الصحيحة , بدون زينة كبيرة, كالتي نراها في مساجدنا الكبيرة في مصر حيث تصل الزينة إلى حد البذخ و الإسراف و البهرجة المذمومة و المخالفة للشرع , حتى أنها تلهي عن الصلاة , و الفقراء أولى بثمنها , وهم يفوقون نصف هذا الشعب .!!!

= و أول ما يقابلنا على الأبواب الفخمة كأبواب القصور , وكأنها أبواب الجنة من كثرة ثواب الداخلين منها , يقابلنا الشباب و الشيوخ من العلماء و من الحرس و رجال النظام السعوديين .كلهم علماء , و كلهم وقار و أدب و حزم و احترام , يقومون بعملهم على أكمل وجه بهدوء و عدم إحراج للزوار . تجد كبيرهم يمد يده إليك بأدب يشير إلى حقيبتك لكي تقربها إليه , ليفحصها في ثانية واحدة , فإذا كان فيها ما يخالف يطلب منك أن تتركها خارجا , ولن يلمسها أحد سواك , و إن سألتهم عن أي استفسار يجيبونك بكلمات قليلة كافية بليغة , ولا يتحاورون مع أحد ,و يعرفون لغات كثيرة أهمها لغات المسلمين سواء الباكستان و إيران والهند و الفلبين .

= و النساء الحارسات بأبواب النساء في قمة الجدية و الالتزام .ولا يسمع أحد صوتهن .وكلهم لا يتكلمون فيما بينهم إلا نادرا , موقرين لرب المعبد الذي يقفون ببابه , نسأل الله لهم ولنا العفو و العافية .

= و المسجد يمتلئ بكل جنسيات الدنيا , و كلهم يقرؤون القراّن و يصلون باللغة العربية , وهذا من إعجاز القراّن و صدق رسالة محمد أن تسعى الأمم إليه , وهذا واضح في بشارات الكتب السابقة بالإسلام ( انظر موقعي ) .

= و إذا وقفت ببابه فلا يمكن أن يبلغ بصرك إلا إلى منتصفه فقط , فإذا أردت أن ترى القبلة فلا يمكنك ذلك إلا إذا تخطيت منتصف المسجد .هل تتخيل هذا ؟

= و لا يمكنك أن تعد المصلين , ولا ترى بقعة خالية لقدم إذا أقيمت الصلاة . اللهم زد و بارك .

= وترى العلماء في المسجد النبوي بعد كل صلاة يلقون دروس العلم بلا انقطاع حتى بعد صلاة الفجر .و يحيط بهم الشباب و الشيوخ من كل الجنسيات , و الأغلبية العظمى من السعوديين ثم المصريين . و مستوى العلماء عال جدا , و المتعلمون يجلسون عند أقدامهم يملؤهم الخشوع و التوقير و الخضوع للعلماء و للعلم , ومعهم الكتب التي يشرحها العالم , يتابعون الدرس و يدونون ما يسمعونه باهتمام بالغ .

= و معظم السعوديين يعرفون أسماء العلماء و مواعيد دروسهم و أماكنها على مدار الأسبوع.

= و أحيانا يكون درسان أو أكثر في نفس الوقت , فالمسجد متسع بصورة لا تتخيلها , ويتم بث الصوت إلى أماكن محددة في أماكن صلاة النساء.

= فإذا نودي للصلاة التالية استدار الكل إلى القبلة يرددون الآذان و يدعون بعده , ثم يعودون إلى معلمهم ليكمل درسه حتى تقام الصلاة فيقف الجميع تلبية للنداء ( حي على الصلاة , حي على الفلاح ) .

=== و الله : إني لأغبطهم على ما هم فيه من الطاعة و حسن الثواب .

=== و الله : إني على يقين أنكم أحق أهل الأرض بهذا الحرم النبوي الشريف , وهذا القبر الطاهر و صاحبه الذي هو أشرف خلق الله , صلى الله عليه وسلم .

= = = حقا . إن الله عليم حكيم .

= انه عليم بطبائعهم فاختارهم من بين كل البشر ليكونوا أهل هذا الخير , فيصونوه للمؤمنين و يخدمونه , فكانوا و ما زالوا أهلا لذلك الخير و هذا الشرف العظيم .

= و هو حكيم في خليقته , فخلقهم يحتملون هذا الطقس الشديد الحرارة , في هذا المكان القاسي المعيشة , و يقومون بالجهاد في سبيل الله , فكانوا على أكمل و أجمل ما يكون البشر , و ناصروا رسول الله ونشروا دعوته وحافظوا على سنته و يسروا العبادة لكل من يأتيهم حاجا أو معتمرا .

=== والله : لقد رأيت بعض ما تنفقونه على الحرم و خدمة المعتمرين , إنها والله لثروات ضخمة , تنفقونها عن طيب خاطر في سبيل الدعوة و الدين , تستثمرونها عند الله في الآخرة , و لو كانت دولة غيركم ما كانت تنفق جزءا من مليون مما تنفقونه إلا و تطلبه من ضيوف الرحمن , و كانت تفسد لأن المال مفسدة .

= = = هذه حقا هي أرض الأنبياء , إنها خير من أرض الشام التي ولد فيها و نشأ فيها الكثيرون من الأنبياء ,

فان أرضكم هي التي حج إليها كل الأنبياء للعبادة , من اّدم إلى محمد – عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام , و الأرض التي يقطع الأنبياء إليها المسافات الطويلة بمجهود شاق لعبادة الله – هي بلا شك أفضل عند الله من الأرض التي يقيمون فيها .

== = إن الأمم كلها كلما ازدادت ثراءا – ازدادت فسادا و إفسادا لشعبها ولمن حولها , و تجبرت و اشترت الأسلحة والخمور... و هكذا ... و يزداد فيها الطمع و الظلم و النهب و القهر و القتل , و اشتعل فيها الصراع على المال و النساء و الشهوات ... الخ .

==== إلا هذه البلد المقدسة , حقا , كلما ازدادت ثراءا ازدادت إنفاقا على الطاعات وعلى توسعة الخدمات و المرافق للمساجد الشريفة بصورة لا يتخيلها إنسان .

= الآن تأكدت أن زيادة ثرائها هو من بركات الله بسبب عبادة شيوخها و طاعة شبابها لله ,و نفقة حكوماتها على بيوت الله .

= فما أكثر ما التقانا شيوخها بالعلم بوقار و خشوع , و ما أكثر ما التقانا شبابها بالابتسامة و المساعدة لوجه الله في الطاعات لله .

=و تجد الشاب السعودي يدخل إلى صلاته في أبهى و أثمن و أنظف ملابس , خاشعا لله , عملا بقول الحق سبحانه و تعالى ( يا أيها الذين اّمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد ...) و تجد شيوخهم منهمكين في الدعاء و قراءة القراّن ومتابعة دروس العلم الديني النافع في الدنيا والآخرة.

= و من أطيب من عرفت – الهنود , ومن أنظف الشعوب و أخشعهم في العبادة : السودانيون .



في هذه البلد المقدسة :

رجال الشرطة متواجدون طوال 24 ساعة يوميا , في كل مكان , في دوريات لا تنقطع بالسيارات و السلاح و أحدث أجهزة الاتصال . مبتسمون إذا كلمتهم , ويستجيبون بأدب لأي سؤال تسأله و بكل احترام .

فلا عجب أنك لا تجد مشاجرة ولا سرقة ولا حتى صياح لأجل أي شيء . ولا بائع ينادي على بضاعته .

لقد فرضوا الالتزام و الاحترام و الإنسانية على الكل طوال أل( 24 ) ساعة .

حتى أن التاجر يترك بضاعته و ينصرف إلى صلاته مطمئنا في بلد لا مثيل له في العالم.

= و في يوم رأيت رجلا أسيويا يجلس على جانب الطريق في حالة إعياء شديد,بعد صلاة الظهر , و التف المصلون حوله يحاولون إفاقته بالماء ,و أسرعت إلى سيارة شرطة تقف عند مفارق الطرق , وهي فخمة ونظيفة كالعادة , وفيها شرطيان في قمة الأناقة و النظافة , و سلمت عليهما و ردا التحية بأحسن منها , ومن الشرطة كثيرون ملتحون بلحية كاملة على السُنّة النبوية الشريفة . و أخبرتهما عن الرجل المريض , و قلت لهما انه يحتاج إلى سيارة إسعاف , فأسرع أحدهما بالخروج من السيارة حاملا جهاز الاتصال , ووعدني أن يسرع ليرى الرجل المريض بنفسه ثم يطلب سيارة الإسعاف, و تابعته بعيني وهو يجري و كأنه يسرع لنجدة أهله . بارك الله فيهم و فيمن دربهم و من وظفهم ومن يقودهم .

== و أيضا رأيت صورة من صور بر الوالدين أبكتني في صلاة الجمعة , و كان المسجد قد امتلأ عن آخره قبل الصلاة بساعة , ولم أجد مكانا إلا على الأرض في نهاية طرقات المسجد أمام الباب , وقد امتلأت الساحة الخارجية للحرم في هذه الشمس الحارقة , وما زالت جموع المصلين تتدفق. و جلس بجانبي رجل كبير و ابنه شاب في العشرينيات .و بعد قليل تململ الرجل الكبير فأسرع الشاب يبحث لأبيه عن مقعد , و أتاه به, و احتضنه بحنان وهو يقيمه من على الأرض , و أجلسه على المقعد , و جلس عند قدمي والده يدلكهما بكلتا يديه برفق و حب , و أنا أقرأ في المصحف بجانبه والابن ينظر معي في المصحف , ويداه تصعدان بالتدليك إلى ركبتي أبيه وتنزلان إلى ساقيه و قدميه بدون توقف أكثر من نصف ساعة . فلما جلس الأمام توقفت أنا عن قراءة القراّن و توقف الرجل الشاب عن بر والده مؤقتا لنصغي للخطبة كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم .و بعد الصلاة صافحتهما بحرارة و دعوت لهما و كنت أتمنى أن أقبل رأسيهما .



هذه الحكومة عادلة و تستقيم – بقدر المستطاع – على شرع الله :

== و دليلي الأول على ذلك هو انتشار الأمن و الأمان بصورة غير مسبوقة ,فترى المحلات تغلق أبوابها للصلاة , و كل بائع و عامل يتجه إلى الصلاة , حين يؤذن المؤذن بدون انتظار لإقامة الصلاة , الكل يسير في اتجاه المسجد , بدون تلكؤ , و يكفي أن يُنزل جزءا من باب المحل , أو يُلقي على بضاعته شبكة أو ملاءة كبيرة , و لن يقربها أحد , لأنه لا يكون في مأمن من رجال القانون , والأمن , ولا توجد رحمة مع اللصوص .

==و دليلي الثاني أنني لم أر شابا يتعرض لفتاة , ولا في منتصف الليل ولا في الفجر حيث تمتلئ الطرقات بالبنات و النساء المتجهات إلى الصلاة بلا انقطاع .

== و دليلي الثالث أنني لم أر شحاذا أو شحاذة من السعوديين مطلقا , كل الشحاذين من الأفارقة و الأسيويين , و إن كان من النادر أن ترى شحاذا في المدينة المنورة , مما يدل على عدالة حكام و حكومات هذه البلد الأمين.

=== و دليلي الرابع أنك لا ترَ أي صورة من صور جمع التبرعات في الحرمين ولا في أي مسجد أو طريق , مثل الصناديق المنتشرة في مساجد مصر و تجلب ثروات لا يعلمها إلا الله. و لو وضعت صناديق في الحرمين لجمعت عشرات الملايين يوميا بدون مبالغة .

حقا و الله .

أنتم أحق ببيت الله ,و برسول الله .






العبادة هنا متعة حقيقية لا توصف و لا تشعر بها في أي بقعة في العالم :

و هذا بمجهود كبير و نفقات باهظة , من الحكومة و الشعب .

النظافة تفوق التصور في المسجد و الشارع , والنظام مستقر بفضل جهود الشرطة التي لا تتوقف ,و سيولة السيارات و عشرات الآلاف من البشر و كأنهم يسيرون بالكمبيوتر , ورجال التنظيم في كل متر و معهم أجهزة اتصال بقيادتهم ,و الكاميرات تملأ كل مكان, في المسجد والشارع, لتوجيه رجال الأمن بسرعة إلى أماكن المخالفات , لأزالتها بسرعة بهدوء و حزم . فلن تر هنا أي شرطي مرور عند أي إشارة ومع ذلك كلهم يطيعون الإشارة لعلمهم بجدية رجال النظام في كل شيء .

= و لك أن تتخيل معي أكثر من مليون مصلي يقفون خلف إمام واحد ,فإذا قال ( الله أكبر ) سادهم صمت رهيب . !!! . وإذا قرأ القراّن أنصتوا كلهم من جمال قراءته و صوته ,فإذا قال ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ) قالوا كلهم ( آمين ) بخضوع و رجاء , فيقشعر بدنك .!!! .

= وإذا قال ( الله أكبر ) ركعوا كلهم في صمت , ولا تسمع لهم همسة من أكثر من مليون رجل و امرأة .

= هل تتخيل معي هذا الموقف ؟؟؟ لن تتخيله إلا إذا أتيت إلى هنا و عشته بنفسك في هذه الأرض المقدسة .

= إنها العبادة الحقيقية لله . انه الإسلام الذي كنت أنا أحد من ضلوا عنه فهداني الله إليه , فلله الحمد و المنة .

= و أنت وُلدت في التوحيد الذي حُرم منه ملايين الكفار , أفلا تشكر الله كل لحظة من عمرك ؟

= انك هنا تكاد تلمس الملائكة و تشعر بأجنحتهم, و الرحمة تتنزل معهم.

= أنت هنا في جنة الله على الأرض .

أنت هنا في أقرب مكان على وجه الأرض إلى عرش الرحمن . هل تتخيل هذا .

= أنت هنا في مكان يأتي إليه الملائكة السياحون من الأرض كلها في كل لحظة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغوه باسم كل من يصلي عليه من المسلمين كلهم . هل تأكدت الآن أنك في أرض طاهرة مباركة ؟

= هل تتخيل أنك محاط بكل هذه الملايين من الملائكة في كل لحظة و أنت تقترب من قبر رسول الله لتسلم عليه هو و أبي بكر و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما , وجزاهم كل خير إلى يوم القيامة عما بذلوه حتى يصلنا الإسلام سليما كاملا ؟

= فإذا سلمت على النبي أسرع أحد الملائكة يبلغه قائلا ( فلان = باسمك أنت )يسلم عليك يا رسول الله , فإذا سلمت على أبي بكر و عمر سمعاك و انشرحت صدورهما . لكم بكيت أنا و أنا أسلم عليهم و حين ودعتهم مسافرا إلى مكة .

= ابك على نفسك يا من حرمت نفسك من كل هذا الخير .و أنت تصرف أضعاف تكلفته على الفساد و الإفساد .





الخير لا ينقطع في المسجد و الشارع :

و بكميات ضخمة لا يصدقها إنسان , فهذه سيارة ضخمة توزع الآلاف من زجاجات الماء المعدني المثلج مجانا على المارة بعد صلاة الجمعة , و الثاني يوزع الخبز الطازج مجانا , والثالث يوزع التمر , و الرابع يوزع الوجبات مجانا في أماكن يكثر فيها العمال المغتربون , يوزع على كل من يمر به ,والوجبة كاملة ومعها معلبات المياه الغازية المثلجة .

فقط الحب في الله هو الذي يربطه بك , و حب أهل مدينة رسول الله لزوار بيت الله . انه حب ورثوه عن جدودهم من المهاجرين و الأنصار الذين بذلوا أنفسهم رخيصة لنصرة دين الله, و رسوله , و حاربوا عن هذه العقيدة , وحفظوا لنا القراّن و الأحاديث الشريفة , حتى وصلا إلينا صحيحين كما بلغهم عن رب العزة و عن نبيه صلى الله عليه وسلم . رضي الله عنهم جميعا .و حفظ الله ذرية المهاجرين و الأنصار بسبب صلاح الآباء , فكانت هذه الذرية هي ما نلقاه اليوم من الحب و الصلاح و الرعاية من أهل هذه البلدة و حكوماتهم وولاة أمورهم . نسأل الله المثل لكل بلاد المسلمين .

والله لأنتم أحق البشرية كلها ببيت الله وبرسول الله عليه الصلاة و السلام .



فإذا أردت أن ترى رجال و شباب المملكة السعودية فتعال معي إلى دروس العلم :

التي تنعقد يوميا بعد كل صلاة في الحرمين , فتجد أن أكثر الجالسين هم من شيوخ وشباب المملكة , خاضعين للعالم بإكرام وتوقير , فإذا انقضى الدرس أسرعوا إليه يقبلون رأسه و يده , وهو يهش إليهم مبتسما بشوشا يعرفهم جميعهم , من كثرة ترددهم على مجلسه.

== و إذا أردت أن ترى مدى احترام هذه البلد لعلماء الدين – وهم يستحقونه عن جدارة – فتعال و انظر إلى دخول الإمام أو العالم إلى المسجد , وحوله الحراس و الشيوخ و رجال الأمن , يفسحون له الطريق حتى يصل إلى مكانه , فإذا وقف الإمام للصلاة أو جلس العالم للدرس , كانوا من خلفه في خشوع و صمت , فإذا انقضت الصلاة أو الدرس أسرعوا يحيطون به , يوصلونه إلى مكان خروجه , وهو أحق بذلك, فلم أسمع إماما إلا وهو أجود قراءة و أكثر خشوعا من كل من سمعتهم في بلاد الدنيا , مع جمال الصوت و تمام التجويد . و كلهم يجيد خطبة الجمعة إجادة تامة .

== و لتتأكد من عظم تقدير المملكة السعودية للإسلام و علمائه , اعلم أن أجر الإمام مثل أجر الطبيب الأخصائي الكبير في تخصصه .كلهم كذلك من صغيرهم إلى كبيرهم .

= قارن ببلادنا وابك على حال الإسلام في بلد الأزهر .فان لم يكن الشيخ من رجال الحكومة , ولا من شيوخ مساجد القبور ذات الصناديق العامرة , فله أن يتسول بلا حرج , أو يمتهن حرفة يتكسب منها .

==== و أطفال و بنات السعودية لهم الآن اهتمام كبير في المسجد . : دروس القراّن لا تنقطع , يوميا بعد صلاة العصر , مجموعات كثيرة , لكل مجموعة معلم من شباب المملكة , يُحَفظهم القراّن و يُعَلمهم , و يمرحون أيضاء بهدوء و أدب و احترام للمسجد .و لكل مجموعة منهم زى بسيط موحد ليشعروا بالتقارب و الالتزام أيضا كما فهمت .

== و لعل هذا هو الجيل الذي يظهر فيه المهدي المنتظر إن شاء الله و يُمَكن الله لهم في الأرض , و يقتلون اليهود و يفتحون القسطنطينية و روما كما أنبـأنا النبي الصادق المصدوق – محمد – صلى الله عليه وسلم .



هذه أرض مُباركة :

و بركات الله تغمرها بفضل دعاء النبي صلى الله عليه و سلم أن يكون فيها بركة ضعف ما في مكة التي دعا لها سيدنا إبراهيم عليه السلام .

و تستمر البركات و تغمرها من كثرة ما تنفقه الحكومة – من مال الشعب السعودي– في سبيل الله .

= مطبعة المصاحف توزع سنويا عشرة ملايين مصحف ب ( 50 ) لغة من اللغات الحية , مجانا , بأفخم طباعة , بمختلف الأحجام و الأشكال , طباعة ملونة , على أغلى ورق مصقول .

= الحرم و ما حوله و المدينة كلها نظيفة و العمال موجودون و يعملون 24 ساعة يوميا بدون توقف .

= هل تصدق : أنني نزلت لصلاة الفجر قبل الآذان بنصف ساعة , فإذا بالشوارع تمتلئ بالرجال و النساء المسرعين إلى الحرم النبوي في صمت و هدوء , عشرات الآلاف من البشر يطيرون كالملائكة , من كل الجنسيات , معظم الرجال بالجلباب الأبيض تبعا للسنة , ومعظم النساء بالنقاب . و النظافة مائة في المائة.

= هل تصدق أنني نزلت لصلاة الجمعة قبل الآذان بأكثر من ساعة , فإذا بالشوارع تمتلئ بالبشر المتجهين إلى المسجد النبوي , و لم أجد بالمسجد مكانا إلا عند الباب على الرخام المكيف , وسرعان ما اكتظت الساحة الخارجية في هذه الشمس الملتهبة . وكانت الخطبة قصيرة و بليغة جدا , و تكلم الإمام عن إتّباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم , و حب صحابته رضي الله عنهم و إتباعهم كما أمر النبي , و ترك البدعة . وكانت الخطبة الأولى ( 15) دقيقة , والثانية ( 5) دقائق , والصلاة ( 5) دقائق . و كان الإمام بليغا جدا , خاشعا لله.

و قصر الخطبة هو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم , و دليل على قدرة الإمام و بلاغته أن يعطيك موضوعا مفيدا متكاملا في دقائق , و لأن الساحة المحيطة بالحرم تمتلئ بعشرات الآلاف من المصلين رجالا و نساء و أطفالا تحت الشمس الحارقة , حبا في طاعة الله ألا يتركوا صلاة الجمعة .

= وهدايا الكتب الدينية الفاخرة لكل الزوار مجانا في عدة أماكن, بقلم أكبر العلماء , عند مسجد قباء و عند جبل أحد و عند أبيار علي و غيرها .بكل اللغات أيضا .

= هذا من الدعوة إلي سبيل الله بالحكمة و الموعظة الحسنة , و هو يشمل أيضا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , فهو يوضح كل المناسك , ويبين التوحيد ويشرحه , و يرد على سائر البدع و الضلالات .

= و يوجد علماء سعوديون في كل أماكن الزيارات التي يتوجه إليها المعتمرون , لتوضيح السُنة و النهي عن البدعة .

= هذا كله يكون مجانا , يضاعف الحسنات و البركات لهذا البلد الكريم و أهله