كان عثمان بن عفان رضي الله مثالا قويا للحياء وهو من الذين اسلموا على يد ابو بكر ومن شدة حيائه امره ابو بكر ان يسلم فورا فأسلم دون تردد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنه : " الا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " وكان غنيا و وهب هذا الغنى لخدمة المسلمين وكان الوحيد الذي تزوج ابنتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم لذا كان يقال له ( ذو النورين ) وهو الخليفة الراشد الوحيد الذي توفي عن عمر يزيد عن ثمانون عاماً على خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر و أبو بكر وعلي حيث انهم جميعا توفوا وأعمارهم ثلاث وستين عاما رحمهم الله جميعا.
نشأته
نشأ عثمان بن عفان رضي الله عنه بجانب صحبه ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وهو ابو عبدالله عثمان بن عفان القرشي , ويلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في عبد مناف, ولد في السنة السادسة من عام الفيل , تزوج رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وعندما توفيت زوجه الرسول صلى الله عليه وسلم أختها ام كلثوم ولذلك يقال له ذوالنورين كما ذكرنا أعلاه وكان عثمان بعد إسلامه عنه تقيا ورعا يصوم معظم أيام السنة ويحج كل عام ويحيي الليل بالعبادة وتلاوة القرأن الكريم , عرف بعلمه وفقهه وروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الاحاديث , وكان رضي الله عنه شديد الحياء لدرجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستحي منه وكان يقول " الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة " وهو احد العشرة المبشرين بالجنة شهد له ابو بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنه راض
إسلامه
لم يكد ابو بكر الصديق يرى عثمان بن عفان حتى اخبره ان عليه ان يذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم و يعلن إسلامه فما كان من عثمان لشدة حيائه ان سار حتى وصل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال عثمان عندما وصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشهد ان لا الله الا الله وأن محمدا رسول الله دون ان يذكر كلمة قبلها وكان رضي الله عنه من السباقين للإسلام مما جعله يتحمل الكثير من الالام و الصعاب في سبيل إسلامه فقد أوثقه عمه الحكم بن ابي العاص بحبل وقال له : والله لا أحلك حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين , فقال عثمان : والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه , فلما رأى الحكم بن ابي العاص صلابته وشدة بأسه وتمسكه القوي بهذا الدين تركه
جهاده
لقي عثمان بن عفان رضي الله عنه من الأذى و الإضطهاد ما لقيه المسلمين الأوائل في سبيل الإسلام , فقد هاجر مع زوجته رقية رضي الله عنها الى الحبشة , ثم هاجر بعد ذلك الى المدينة المنورة , واستعان به الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأمور و استخلفه على المدينة في بعض غزواته وكان سفير النبي صلى الله عليه وسلم لدى قريش يوم الحديبية وبذل الكثير من ماله في سبيل الله و الإسلام فقد اشترى بئر رومة من يهودي وجعلها في سبيل الله.
اشترك عثمان بن عفان رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل الغزوات إلا غزوة بدر لانشغاله بتمريض زوجته رقية رضي الله عنها والتي توفيت قبيل عودة المسلمين منتصرين في تلك الغزوة وقد اتخذ ابو بكر عثمان رضي الله عنهما أمينا لسره وكاتبا له يستشيره في الأمور المهمة.
خلافته
أوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل استشهاده أن تكون الخلافة من بعده شورى في ستة أشخاص هم ( علي بن أبي طالب , عثمان بن عفان , الزبير بن العوام , وطلحة , وعبد الرحمن) فتم اختيار عثمان رضي الله عنه خليفة ثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في السنة الرابعة و العشرين للهجرة واتبع سياسة عمر رضي الله عنه في الاستفسار عن الولاة وكانت أيامه ايام رخاء وخير على الناس , فوسع على رعيته في اعطياتهم , ومن اهم أعماله في أثناء فترة خلافته :-
1) الأستمرار في الفتوحات الإسلامية : ففي عهده فتحت طبرستان في بلاد المشرق على يد سعيد بن العاص رضي الله عنه فأقبل أهلها على الأسلام , كما تمكن عامله على مصر عبد الله بن ابي سرح من غزو إفريقية و معه عبد الله بن الزبير بن العوام وعادا معا بغنائم وفيرة وكثيرة .
2) إنشاء الإسطول الإسلامي : الذي واجه المسلمون به الروم وانتصروا عليهم بقيادة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في معركة ذات الصواري البحرية وهكذا انتشر الإسلام في مختلف البقاع واستمرت الدعوة الإسلامية بين الناس وتنتشر هنا وهناك.
3) جمع المسلمين على مصحف واحد : أصبحت الدولة الإسلامية في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه مترامية الأطراف ودخل الكثير من الأعاجم في الإسلام فاختلفت اللهجات فأدى ذلك الى الإختلاف قي قراءة القرأن الكريم فظهرت الحاجة لجمع المسلمين على قراءة واحدة فكلف عثمان رضي الله عنه زيد بن ثابت ومعه نفر من الصحابة من قريش بنسخ القرأن الكريم في عدة نسخ الى أجزاء الدولة الإسلامية .
4) الأعمال الإدارية : اتسعت المدينة المنورة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه اتساعا كبيرا فأصبح المسجد النبوي الشريف يضيق بالمصلين فأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه بتوسيعه والزيادة عليه كما اتخذ صاحب شرطة لحفظ الأمن و النظام.
استشهاده
لم يرق لضعاف النفوس و الذين في قلوبهم مرض أن ينتشر الإسلام وتعلو رايته عاليا , فأثاروا الشبهات و الأكاذيب حول الخليفة التقي الزاهد , فثاروا عليه وتأمروا على قتله وحاصروه فدخلوا عليه وقتلوه وهو صائم يقرأ القرأن الكريم وعمره يزيد على ثمانين عاما و قد كان عمر و أبو بكر والرسول صلى الله عليه وسلم قد توفوا وأعمارهم ثلاث وستين سنة وكذلك علي بن أبي طالب الخليفة الراشد الرابع ويقال أن عمر عثمان رضي الله عنه عندما استشهد كان إثنان و ثمانون وأخرون يقولون انه وصل للتسعون وكان استشهاد عثمان رضي الله عنه في السنة الخامسة و الثلاثين للهجرة , واستمرت خلافته إثنتي عشرة سنة
عثمان بن عفان رضي الله عنه
رد مع اقتباس
:"الحياء لا يأتي إلا بخير "
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزبير بن العوام
المفضلات