في سرية تامة.. 'باراك' في مصر لشراء أراض لليهود!!
يحاول توطينهم بالبحيرة
في سرية تامة.. 'باراك' في مصر لشراء أراض لليهود!!
في غفلة من الزمن ووسط انهماك الجميع بالمعركة الانتخابية للرئاسة، انتهكت أقدام رئيس الوزراء الصهيوني السابق 'إيهود باراك' أرض مصر منذ ما يقارب العشرة أيام.. وتحديدا كان توجهه لمحافظة البحيرة قرية (دميتوه) حيث يرقد حاخامهم المزعوم 'أبو حصيرة'.
ووسط تكتم إعلامي ودبلوماسي يدعو للريبة قام وفد مكون من '12' فردا من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وعلي رأسهم السفير الإسرائيلي 'شالوم كوهين' بمرافقة باراك في زيارته السرية.
الزيارة المريبة تم الإعداد لها منذ فترة وإن كان لم يعلن عن اسم المسئول الكبير الذي سيزور مدينة دمنهور بالبحيرة وتحديدا قرية (دميتوه).
فأقيمت الزينات وتم إعادة رصف الطرق وتزيين الأرصفة وتجديد الكوبري المؤدي إلي مكان الضريح وإصلاح أعمدة الإنارة كما يقول أحد المصادر الذي شاهد الحدث المؤسف ل 'الأسبوع': حيث يؤكد أن جهود المسئولين تضافرت بقوة لإخراجه بالشكل السابق لتكون النتيجة أن (إيهود باراك) هو المسئول المنتظر! ولا يقف هذا الانتهاك الصارخ لمشاعر أهالي القرية عند هذا الحد بل يؤكد مصدر آخر رفض ذكر اسمه خوفا من بطش الحكومة علي حد تعبيره قائلا: لقد تحولت المدينة إلي ثكنة عسكرية وتم تحويل الطرق والممرات المؤدية إلي الضريح الذي أغلق منذ ما يقارب '4' سنوات بعد صدور حكم قضائي بإلغاء الاحتفال المشين الذي كان يقام كل عام لمولد 'أبو حصيرة' إلي طرق محصنة تتمركز بها قوات الأمن وبشكل غير مسبوق لدرجة أننا تخيلنا أن الحرب قامت!
ويضيف: لقد انتشرت قوات الأمن منذ الليلة السابقة لحضور باراك في الطرقات وحول المنازل وعلي أسطح كل المباني التي تجاور 'أبو حصيرة' وفرض حظر التجوال علي أهالي القرية ومحاصرة المناطق المحيطة بالضريح بالكامل وانتشار قوات الأمن بالشوارع، بالإضافة إلي فرض حراسة مشددة علي جميع مداخل ومخارج القرية لدرجة تفتيش بيوت الأهالي الذين أوقعهم حظهم العثر لأن تتجاور منازلهم بجانب الضريح.
يوم كامل قضاه إيهود باراك من العاشرة صباحا داخل الضريح وممارسة طقوسه الخاصة أثناء الخلوة التي فرضها علي نفسه داخل الضريح متحديا هو ومن معه مشاعر المئات من الأهالي والملايين من المصريين الذين يرفضون رفضا قاطعا تدنيس الأرض المصرية بمثل هذه الزيارات.
أما الكارثة الحقيقية والتي تكشف طبيعة هذه الزيارة إلي حد كبير خاصة أنها تمت في إطار تام من التعتيم المبالغ فيه فهو ما يؤكد د. محمد جمال حشمت 'عضو مجلس الشعب' السابق عن دائرة دمنهور في تصريح خاص ل 'الأسبوع' وهو أنه علم بشكل بالغ الخصوصية من بعض الأهالي أن إيهود باراك جاء ليتفاوض لشراء الأراضي المحيطة بالضريح!
فيقول: لقد كانت الزيارة المشبوهة وبالا علي أهالي المدينة والقرية كاملة بما حملته من تكدير للأهالي والسكان علي المستوي الأمني والمدني، خاصة أن الأهالي كانوا قد تنفسوا الصعداء عقب صدور حكم المحكمة المصرية بإلغاء مولد أبو حصيرة علي أرض مصر وما كان يصاحبه من انتهاكات سياسية ودينية وأخلاقية من خلال ممارسات اليهود الذين كانوا يفدون إلي الضريح كل عام.
ويضيف: لذلك كانت الزيارة هذا العام بعد مرور أكثر من 4 أعوام علي قرار المنع بالإضافة إلي هذا التوقيت تحديدا، حيث ينهمك البلد تماما في مجريات انتخابات الرئاسة وما يتبعه من انصراف تام للرأي العام لمتابعتها لهو أمر مثير للدهشة والريبة فعليا، خاصة أن ميعاد احتفال اليهود بمولد أبو حصيرة المزعوم هو 26 ديسمبر من كل عام!! إذن الزيارة لا علاقة قوية لها بميعاد الاحتفال.
بالفعل علمنا أن باراك جاء ليتفاوض مع أهالي القرية وتحديدا أولئك الذين تقع أراضيهم حول الضريح لشراء هذه الأراضي بمبالغ طائلة وبالشروط التي يضعونها!!
ويؤكد قائلا: إن هذه المفاوضات طرحت للتنفيذ منذ ما يزيد علي العشر سنوات بين الجانب الإسرائيلي والأهالي وقد وصل سعر الفدان الواحد آنذاك إلي مليون جنيه!! إلا أن الأهالي رفضوا تماما البيع مهما كانت المغريات.
وهو الموقف الذي تكرر هذه الأيام من جديد حينما جدد العرض مرة أخري من قبل (إيهود باراك) في زيارته المريبة للقرية حيث يؤكد أحد المصادر العاملة في الشهر العقاري بمدينة دمنهور قائلا: لقد عرفنا بهذه العروض من بعض الأهالي ولكن الذي نؤكد عليه أنه تم الرفض القاطع من قبلهم بعد أن وصل سعر الفدان إلي (5) ملايين جنيه للفدان الواحد وذلك بدافع مصري قومي، فعلي الرغم من أن أهالي القرية يعانون من الفقر الشديد والحالة الاقتصادية المتردية إلا أنهم رفضوا بشدة أن يبيعوا أراضيهم لليهود مهما كانت المغريات والضغوط.
مضيفا: لقد تابعنا عن كثب كل العقود المبرمة في الفترة الماضية وتحديدا منذ زيارة باراك للقرية التي جاءت ليتم تسجيلها في الشهر العقاري ولم نجد أي عقود مبرمة بين أهالي القرية وبين أي طرف مصري أو أجنبي.
كما يؤكد أن الجانب الإسرائيلي ممثلا في باراك حاول عقد عدة صفقات للشراء ومن خلال وسطاء وسماسرة لإقناع الأهالي إلا أن ذلك لم يتم والناس خائفون جدا من التصريح حتي عن هؤلاء الوسطاء.
ويشير د. جمال حشمت إلي أن الهدف الرئيسي لشراء هذه الأراضي هو إعطاء الشرعية لليهود للحضور إلي هذا المكان كل عام بعيدا عن أي تعقيدات أمنية أو جماهيرية بالإضافة إلي توسيع رقعة الضريح بشراء المناطق المحيطة به لإفساح المجال لكل يهود العالم لزيارة الضريح، فالعقلية الصهيونية تريد إثبات حقها في كل ما هو ليس من حقها بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة مهما كان ذلك مستحيلا، خاصة إذا ما عرفنا أن مساحة الضريح الحقيقية لا تتجاوز 3ھ5 متر وتحيط به مجموعة من شواهد القبور الصغيرة إذن عملية التوسعة هي أقرب للاستيطان!
ولكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تأتي هذه الزيارة كتمهيد فعلي ومباشر لتنفيذ هذا المخطط اليهودي فيما بعد؟! هل هي مقدمة لعقد صفقة جديدة في ظل الإشكاليات السياسية والدبلوماسية التي تمت بين مصر وإسرائيل في الآونة الأخيرة بداية من اتفاقية الكويز وتصدير الغاز الطبيعي وقريبا تصدير الكهرباء.
خاصة أن أحد مصادرنا أكد أن لقاءات هامشية تمت في سرية تامة مع بعض المسئولين المصريين، كما أن التعتيم علي الزيارة وإعطاءها صفة شخصية أكثر منها صفة رسمية يوحي بأن باراك جاء رسولا لأمور محددة ستعرض علي الجانب المصري ورأي الجانب المصري أنه ليس في المصلحة الإعلان عن هذه الزيارة وسط الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة.
وأكد د. حشمت أنه لن يصمت إذا ما حاول أي أحد التطاول علي أحكام القضاء المصري الخاص بوقف احتفال مولد أبو حصيرة وأنه سيحشد رجال القانون والمعنيين بالأمر للحيلولة دون العودة لهذا الكابوس من جديد والذي بدأت تظهر بوادره من بعيد وبقوة أكبر.
وكانت حملة شرسة من جانب الصحف المصرية قد شنت لوقف مولد أبو حصيرة والذي كان يمثل انتهاكا صارخا للشعب المصري كل عام باعتباره عيدا مقدسا عند اليهود والذين يفدون إلي مصر لأجله كل عام وتحديدا مع نهاية شهر ديسمبر بأعداد تتراوح ما بين 1000 3000 يهودي وتمارس خلاله كافة أنواع المخالفات والتجاوزات من جانب اليهود بداية من شرب الخمور والرقص الهستيري ونحر الذبائح حتي ممارسة الجنس علي شواهد القبور المحيطة بالضريح والذين يفد معظمهم من إسرائيل.
إلي أن صدر حكم قضائي ينقض قرار وزير الثقافة المصري فاروق حسني بالاعتراف الصريح والرسمي بهذا الاحتفال وبأحقية اليهود في الاحتفال بحاخامهم في الضريح والمقابر اليهودية المحيطة به واعتبار هذا الضريح من الآثار الهامة في مصر.
حيث أكد حكم محكمة القضاء الإداري في الإسكندرية عام 2001 وقف تنفيذ قرار الوزير لتؤكد حيثيات الحكم: 'إن الاحتفالية بمولد أبو حصيرة تنطوي علي إيذاء الشعور الإنساني للمسلمين والأقباط في مصر، خاصة أنهم يرون مقدساتهم الإسلامية والمسيحية تنتهك في القدس من دون مراعاة لما احتوته الديانات السماوية من قيم واحترام'.
وقد طالب نقيب المحامين بالبحيرة في نفس العام من خلال إنذار رسمي موجه إلي محافظ البحيرة وقتها بضرورة نقل رفات أبو حصيرة المزعوم إلي إسرائيل وتسوية الجبانة المحيطة بالضريح بالأرض استنادا لقانون الجبانات الذي ينص علي اعتبار الجبانة لا وجود لها إذا مرت 10 سنوات دون دفن موتي بها، مؤكدا أن أبو حصيرة ما هو إلا خرافة من خرافات إسرائيل وهو ما لم يحدث حتي الآن.. فهل نفاجأ يوما بشراء اليهود لأراضينا المصرية بدعوي مقدساتهم المزعومة؟! وهل في القانون المصري ما يبيح البيع لليهود؟
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/442/0402.asp
رد مع اقتباس
ياأخي الحبيب
المفضلات