صورة من وثيقة كولن بان المسروقة (الجزيرة نت)


الجزيرة نت
نظمت كل من وزارة الثقافة وكلية الفلسفة بالبوسنة ندوة مشتركة الجمعة الماضية شارك فيها نخبة من المختصين، للاحتفال بمرور 819 عاما على كتابة وثيقة "كولن بان" والتي تثبت أن جذور البوسنة تعود إلى زمن أقدم من الدولة العثمانية. وحذر مشاركون من أن هناك من يريد مسح هذه الوثيقة من ذاكرة البوسنيين بهدف تقسيم البلد.

وهدفت الندوة إلى تعريف الشعب البوسني بالوثيقة التي تمثل أهمية بالغة في تاريخ البوسنة، إذ تعتبر الأقدم من نوعها في منطقة البلقان بأسرها، وتحديد اتجاه المستقبل للأجيال البوسنية الحالية وكيفية بنائه.

مرجعية تاريخية
وتذكر المراجع التاريخية أن الوثيقة التي أصدرها حاكم البوسنة كولن بان في القرن الثاني عشر الميلادي قد أتاحت لتجار "دوبروفنيك" المجاورة ممارسة تجارتهم في بلاده بحرية مقابل رسوم رمزية، وظلت الوثيقة بالبوسنة حتى سرقها القنصل الروسي ألكسندر غيلفردي في القرن التاسع عشر.

واعتبر أستاذ التاريخ عامر كليكلو الوثيقة أرشيفا من الدرجة الأولى وإثبات وجود للبوسنة، حيث نصت على حرية التعامل في التجارة بدون ضرائب بهدف جذب الاستثمارات وإدخال البضائع إلى البوسنة التي تشمل القماش الراقي والزجاج والحرير والملح، وتصدير الفضة والرصاص والماشية والشمع إلى دوبروفنيك.

وأضاف كليكلو أن معظم وثائق القرون الوسطى تعرضت للتزوير بخلاف وثيقة كولن بان التي كتبت وذكر فيها تاريخ كتابتها باليوم وتحديدا في 29 أغسطس/آب عام 1189 ميلادية، وهو ما دفع حكام البوسنة اللاحقين إلى كتابة الوثائق على منوالها محاكاة لها.

سرقة التاريخ
وفي السياق نفسه أكدت مداخلات الندوة الأخرى على فشل جميع محاولات استرداد هذه الوثيقة وغيرها من الوثائق البوسنية التي سرقت أو دمرت جراء الحروب المتلاحقة، حيث استقر العديد منها في متاحف لندن والفاتيكان وفيينا وإسطنبول ودوبروفنيك.

من جهته اعتبر أستاذ التاريخ زياد شيهتش أن سرقة وثائق البوسنة مسح وإلغاء لمئات السنين من تاريخ هذا البلد.

وقال شيهتش في محاضرته إن الكثير من الكتب والوثائق التي ألفت باللغة الإنجليزية والفرنسية والتركية على أيدي الرحالة الأجانب قد أشادت بالتسامح الديني الذي كانت تشتهر به البوسنة في القرن العاشر الميلادي وما تلاه، غير أنها لم تترجم حتى هذه اللحظة وتحتاج إلى ظروف أفضل لترجمتها.


مسح الذاكرة
محمد فيلبوفيتش: الوثيقة تدل على أن عمر البوسنة يربو على ألف عام (الجزيرة نت)
وقال الفيلسوف والمؤرخ محمد فيلبوفيتش إن الكثيرين يريدون مسح هذه الوثيقة من ذاكرة البوسنيين بهدف تقسيم البوسنة التي يعتبرون جذورها تقف عند العثمانيين فقط، والحقيقة -يضيف فيلبوفيتش- ليست كذلك، فرغم التراث الفقهي الحنفي الضخم الذي حمله العثمانيون فإن جذور البوسنة تعود إلى زمن أقدم من ذلك بكثير.

وأكد فيلبوفيتش أن الوثيقة التي كتبت بلغة البوسنة القديمة تبرهن على أن عمر هذه البلاد يعود لأكثر من ألف عام، مشيرا إلى وجود نسخ أصلية من هذه الوثيقة بروسيا في بطرسبورغ ونسخة في مدينة دوبروفنيك الكرواتية.

وأشار إلى أن الاسم الأصلي للدولة هو البوسنة، حيث أطلق النمساويون اسم البوسنة والهرسك بنية سيئة هدفها تقسيم البلاد.

وكشف فيلبوفيتش في حديثه للجزيرة نت أن موروثات البوسنة ووثائقها وصورها الثمينة تعرضت للنهب على أيدي الكروات وغيرهم، مضيفا أن المحاولات المتلاحقة لاستعادتها باءت بالفشل.

المصدر
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/1...5396B95089.htm

تعليق:
دائما معاملات الغرب قائمة على السررقة والغش والتزوير والجحود