رسالة الإسلام - علاء محمد
كشف تقرير حديث صدر عن "لجنة مفتشي السجون" في بريطانيا النقاب عن تعرض عدد من النزلاء المسلمين في أحد أكبر سجون بريطانيا لهجمات عنصرية من قبل زملائهم في السجن، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بعزلهم في وحدات خاصة.
وقالت "أني أُويرز" وهي رئيس "لجنة مفتشي السجون" في تقرير أصدرته حول أوضاع النزلاء في سجن "فرانك لاند" بمدينة "دورهام" البريطانية "تشعر الأقلية الصغيرة من أصحاب البشرة السمراء والأقليات العرقية الأخرى بعدم الأمان ويطالب المسلمون بصفة خاصة بأن يتم عزلهم في وحدات خاصة"، مضيفة أن "عددا من المسلمين تعرضوا لحوادث عنف خطيرة مؤخرا من قبل زملائهم من السجناء". وكشف التقرير الذي نشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية مقتطفات منه اليوم الأربعاء 20-8-2008 أن المسلمين منعوا أيضاً من أداء الصلاة علنا في الزنازين وممرات السجن وفناء التمارين الرياضية بزعم "الخوف من نقل أفكارهم المتشددة لزملائهم في السجن"، مشيرا إلى أن "السجناء المسلمين يشعرون بالسخط بسبب ذلك". وجاء في التقرير أن اثنين من المسلمين منعوا من أداء صلاة الجمعة بزعم "المخاوف الأمنية". كما يراقب "قسم الأمن" بالسجن هؤلاء الذين يحملون "أفكارا إسلامية متشددة" بحسب وصفهم. وأورد التقرير بعض الحوادث العنصرية التي تعرض لها المسلمون في سجن "فرانك لاند" منها: قيام بعض النزلاء في يوليو 2007 بسكب زيت طبخ مغلي على "داهرين باروت" الذي يقضى عقوبة السجن مدى الحياة منذ عام 2006 بعد إدانته بالانتماء لتنظيم للقاعدة ومحاولة قتل آلاف الأشخاص في بريطانيا والولايات المتحدة. وقد تم نقل باروت بعد هذا الحادث إلى زنزانة أخرى. كما أضرم بعض النزلاء النار في الزنزانة الخاصة بالسجين "كامل بورجاس" في شهر يوليو 2008. ويقضى بورجاس حكما بالسجن مدى الحياة بعد إدانته باغتيال مخبر الشرطة "ستيفن أووكي" في مدينة مانشستر البريطانية عام 2003 . وذكر التقرير أنه تم مؤخراً تشكيل "وحدة مراقبة التطرف" في السجن الذي يضم 713 نزيلا بينهم 452 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة. ويضم السجن 57 مسلما ربع زملائهم من أصحاب البشرة السمراء والأقليات العرقية الأخرى، أما الغالبية العظمى فهى من البيض. وذكرت رئيسة "لجنة مفتشي السجون" في تقريرها أن كثيرا من النزلاء المسلمين في سجن فرانك لاند يعتقدون أنهم مستهدفون بسبب معتقداتهم الدينية.
لحم خنزيز للسجناء
وذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية في تقرير نشرته العام الماضي أن عددا من النزلاء المسلمين في سجن "إتش إم بي ليدز" رفعوا في سبتمبر 2007 دعوة قضائية ضد المسئولين عن السجن لتعمدهم تقديم وجبات إفطار في رمضان لهم تحوي لحم الخنزير. وذكر هؤلاء السجناء في دعواهم أنهم طلبوا من قائمة قدمت لهم ساندويتشات من الجبن لكنهم فوجئوا عند تناولهم لها باحتوائها على شرائح مقلية من لحم الخنزير. يحدث ذلك رغم تأكيدات المتحدث باسم "وزارة العدل البريطانية" بأن تعليمات خدمة السجون في بريطانيا تقضي بأن يتناول كل سجين طعاما لا يتعارض مع تعليمات ديانته.
كما ذكرت "هيئة الإذاعة البريطانية" في تقرير لها عام 2001 أن النزلاء المسلمين في سجون لندن يعاملون وكأنهم "سجناء درجة ثانية" وذلك عند مقارنتهم بالنزلاء النصارى.
وكان برنامج برقيات الذي يذاع على القناة الرابعة في التليفزيون البريطاني قد فضح في تقرير له الشهر الماضي الأوضاع المزرية التي يعيشها مسلمو بريطانيا في الوقت الحالي، التي تشمل: اضطهادات وإهانات، وممارسات عنصرية، تتكرر بشكل شبه يومي. ويقابل كل ذلك بتعتيم من قبل وسائل الإعلام البريطانية التي تشارك بفعالية في تعزيز ثقافة العداء ضد المسلمين في هذا البلد، بدلا من ممارسة دورها المنوط بها، في كشف الحقائق.
وأشار التقرير إلى وسائل الإعلام بتعمد نشر قصص كاذبة حول المسلمين، تثير حفيظة الشعب البريطاني ضدهم، وتؤجج مشاعر العداء لهم.
كما شمل برنامج "برقيات" فقرات أكدت أن الاتجاهات السلبية تجاه المسلمين، أصبحت أمرا مقبولا بين المفكرين وكتاب الأعمدة في الصحف، الذين يستخدمون لغة استعارها منهم أقصى اليمين الآن.

المصدر
http://www.islammessage.com/articles...id=91&aid=3892