رفع شبهة مقتل عصماء بنت مروان

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

رفع شبهة مقتل عصماء بنت مروان

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: رفع شبهة مقتل عصماء بنت مروان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,057
    آخر نشاط
    28-02-2014
    على الساعة
    11:51 PM

    رفع شبهة مقتل عصماء بنت مروان

    رفع شبهة مقتل عصماء بنت مروان:

    قال العلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في
    " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (13/33) الحديث رقم 6013 :

    موضوع .

    أخرجه القضاعي في"مسند الشهاب" (2/46/856) ، وكذا ابن عدي
    (6/2156) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1/175) ، وابن عساكر في "تاريخ
    دمشق" (14/768 - المدينة) من طريق محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي :
    حدثنا محمد بن الحجاج اللَّخمي أبو إبراهيم الواسطي عن مجالد بن سعيد
    عن الشعبي عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قال :

    هجت امرأة من بني خطمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهجاء لها ، قال : فبلغ ذلك النبيَّ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فاشتد عليه ذلك ، وقال : « من لي بها ؛ » ، فقال رجل من قومها : أنا يا
    رسول الله ! وكانت تمّارة ؛ تبيع التمر ، قال : فأتاها ، فقال لها : عندك تمر ؛ فقالت :
    نعم . فأرته تمراً ، فقال أردتُ أجود من هذا . قال : فدخلت لتريه . قال : فدخل
    خلفها ونظر يميناً وشمالاً ، فلم ير إلا خِواناً ، فعلا به رأسها حتى دمغها به ، قال :
    ثم أتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال : يا رسول الله ! قد كفيتُكَها . قال :
    فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    « إنه لا ينتطح فيها عنزان » ، فأرسلها مثلاً .

    وقال ابن عدي - وتبعه ابن الجوزي - :
    "هذا مما يتهم بوضعه محمد بن الحجاج " .
    قلت : وهو كذاب خبيث ؛ كما قال ابن معين ، وهو واضع حديث الهريسة ،
    وقد تقدم (690) ، وقبله حديث آخر له موضوع
    .

    والراوي عنه محمد بن إبراهيم الشامي ؛ كذاب أيضاً ؛ كما تقدم بيانه في
    الحديث الذي قبله ؛ ولكنه قد توبع : أخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/99) من
    طريق مسلم بن عيسى - جار أبي مسلم المُسْتَمْلي - : حدثنا محمد بن الحجاج
    اللخمي ... به .
    ذكره في ترجمة ابن عيسى هذا ، ولم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث ،
    فهو مجهول العين . والله أعلم .

    والحديث ؛ علقه ابن سعد في "الطبقات" (2/27 - 28) بأتمِّ مما هنا ، والظاهر
    أنه مما تلقاه عن شيخه الواقدي ، وقد وصله القضاعي (2/48/858) من طريقه
    بسند آخر نحوه .
    لكن الواقدي متهم بالكذب ؛ فلا يعتدُّ به
    .
    وأورد منه الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء" (2/375/3137) حديث
    الترجمة فقط من رواية ابن عدي ، وسكت عنه ؛ فأساء !

    انتهى كلام الألباني رحمه الله

    و نسئل زكريا بطرس الدجال الذي ليس له علم سند و لا تواتر: لماذا لم يقتل الرسول ص اليهودية التي حاولت تسميمه و تسببت في مقتل صحابي بفعل السم؟

    لماذا أطلق َالرسول ص سراح كبار قريش بعد فتح مكة و قَل لهم : أنتم الطلقاء٠

    اللهم إقتص من زكريا بطرس الدجال

    كيف اُمِرَ الرّسول بقتال النّاس؟
    قول الله تعالى ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    259
    آخر نشاط
    28-07-2009
    على الساعة
    01:32 PM

    افتراضي


    جزاك الله خيرا و جعلك سيفا مسلطا على رقاب الكفار

    اقتباس
    اللهم إقتص من زكريا بطرس الدجال
    آمين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,057
    آخر نشاط
    28-02-2014
    على الساعة
    11:51 PM

    افتراضي

    3773 -
    قال صاحب عون المعبود :
    ( أخبرنا محمد يعني ابن عمرو )
    : هو ابن علقمة الليثي قاله المنذري
    ( كلهم يكذب على الله وعلى رسوله )
    : أي يتحدث بالأحاديث الموضوعة الكاذبة كما في رواية لمسلم ' يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ' الحديث .

    والحديث سكت عنه المنذري .
    ( عن إبراهيم )
    : هو ابن يزيد النخعي قاله المنذري
    ( فقلت )
    : قائله إبراهيم
    ( له )
    : أي لعبيدة
    ( هذا )
    : يعني المختار الثقفي
    ( منهم )
    : أي من الدجالين الكذابين
    ( أما )
    : بالتخفيف حرف التنبيه
    ( إنه )
    : أي المختار
    ( من الرءوس )
    : أي من رءوس الدجالين وكبارهم . قال النووي : وقد وجد من هؤلاء خلق كثيرون في الأعصار وأهلكهم الله تعالى وقلع آثارهم ، وكذلك يفعل بمن بقي منهم انتهى .
    قال المنذري : وقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ' إن بين يدي الساعة كذابين ' وفي رواية قال جابر ' فاحذروهم ' .



    6063 - حدثنا يحيى بن موسى حدثني الوليد قال حدثني الوليد قال حدثني ابن جابر قال حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك


    ( باب في وجوب اطراح المنكر والمستحيل من الأحاديث )

    أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا علي بن محمد بن احمد المصري قال ثنا يحيى بن أيوب العلاف قال سمعت يحيى بن بكير يقول حدثني زين بن شعيب المعافري عن أبي شريح عن شراحيل بن يزيد عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يكون دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تعرفوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ان يضلوكم أو يفتنوكم قال يحيى بن بكير وكان مالك بن أنس يعجب بزين بن شعيب المعافري أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني بمصر قال حدثني إدريس بن يحيى عن بكر

    كيف اُمِرَ الرّسول بقتال النّاس؟
    قول الله تعالى ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,057
    آخر نشاط
    28-02-2014
    على الساعة
    11:51 PM

    افتراضي

    تواتر عنه صلى الله عليه وسلم ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)).وهو حديث صحيح

    قال تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) -6-الحجرات

    كيف اُمِرَ الرّسول بقتال النّاس؟
    قول الله تعالى ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,057
    آخر نشاط
    28-02-2014
    على الساعة
    11:51 PM

    افتراضي

    الطامة الكبرى في المسيحية أنه ليس هناك علم السند و التواتر٠ فالمسيحيون يبلعون كل شيء أجبرهم عليه الإمبراطور الوثني قسطنطين خلال مجمع نيقية التاريخي

    لنرى مثلا الأناجيل :

    ليس هناك دليل يُنهض به ليبرهن أن كاتب إنجيل متى هو القديس متى تلميذ المسيح عليه السلام ، والقارىء لما جاء في هذا الانجيل لا يجد أي ذكر لأسم الكاتب . وقد جاء في الاصحاح 9 : 9 ما نصه : ( وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى ، فقال له قم واتبعني ، فقام وتبعه ) .

    وكما نرى أن الكلام عن متى جاء بصيغة الغائب مما يبرهن أن الكاتب هو شخص غير متى!

    فإن قيل : إن هذا أسلوب يسمى الإلتفات ، وهو أن يتكلم الكاتب بصيغة الغائب ، قلنا : الالتفات هو الانتقال من صيغة الغائب إلى صيغة المتكلم ، أو من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب ، والكاتب هنا لم يتكلم عن نفسه أبداً بصيغة المتكلم ولا مرة واحدة ، فعجباً لهذا الأسلوب الذي لا يتكلم الكاتب فيه ولا مرة واحدة عن نفسه بصيغة المتكلم .

    وجديراً بالذكر ان مرقس ولوقا ذكرا أنّ العشار الذي رآه المسيح جالساً اسمه لاوي بن حلفي ولم يذكرا أن اسمه متى ، ويذهب النصارى إلى أنهما شخص واحد ، ولكن هذا القول لا يوجد له أدنى دليل .

    .

    يقول قاموس الكتاب المقدس : ( ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه ) .

    وكما نرى أن القاموس يقول ( يُرجَّح ) بضم الياء وتشديد المعجمة ، أي أن نسبة الانجيل لمتى ليست قطعية بل هي ظنيّة ، فربما يكون متى كتبه وربما يكون شخص آخر ، فالعقيدة لا يمكن أن تبنى على التأرجح بين الآراء بل على اليقين الثابت القطعي .



    ثم بعد ذلك يسوق القاموس الأسباب التي دعت للترجيح ، وهي واهية جداً ولا يستسيغها العقل أبداً فيقول :



    (1) يذكر لوقا ان لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة " كبيرة " في اول عهده بالتلمذة (لو 5: 29 - 32) أما هو (متى ) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً (مت 9: 10 - 13).



    (2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.



    (3) لا يعقل أن انجيلاً خطيراً كهذا هو في مقدمة الاناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالاحرى لأن ينسب إلى احد تلاميذ المسيح.



    (4) ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي ان متى قد جمع اقوال المسيح.



    (5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من اتم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة... أهـــ.



    ونحن إن شاء الله نجيب عنها فنقول وبالله تعالى نتأيد :



    الجواب عن الأول :

    من الغريب جداً أن يعتبر ذكر الوليمة باختصار دليلاً على أن الكاتب متى ، فياليت شعري لو قال لهم قائل بل ذكر الوليمة باختصار دليل على أن الكاتب ليس متى فهل بينهم وبينه فرق ؟؟؟

    تخيلوا لو كانت الوليمة المذكورة في إنجيل متى لم تكن مذكورة باختصار بل ذكرت بتفصيل أكثر ، فهل تراهم سيعجزون عن جعلها دليلاً ؟؟؟

    لا ، لن يعجزوا ، بل لو كانت مذكورة بتفصيل أكثر لجعلوها دليلاً وحجة دامغة على أنّ متى هو الكاتب ، ولتحجّجوا بأنّ متى أدرى وأعرف بوليمته التي قدّمها ، لذلك استطاع أن يصفها بتفصيل أكثر .



    فكما ترون ، إحتجاج يصلح لجميع الحالات ، الشيء ونقيضه ، فلا أدري كيف يستدلون على عقائد خطيرة بهذه السذاجة !



    الجواب عن الثاني :

    ما علاقة الشواهد والبينات التي تدل على أن الكاتب يهودي متنصر ؟؟؟

    هل لا يوجد يهودي متنصر في هذه الدنيا إلا متى ؟؟؟

    اليهود الذين تنصروا كثر جداً ، ولا معنى لحصره في متى .



    الجواب عن الثالث :

    وهل إذا وضع سفر في نهاية الأناجيل يعني أنه من المعقول أن ينسب إلى كاتب مجهول ؟؟؟

    إذن صار إنجيل يوحنا مجهولاً !!!

    وهل هكذا يستدل على كاتب السفر بطرح سؤال " لا يعقل " ؟؟

    وماذا لو قلنا لهم بل يُعقل - وهو الصحيح الراجح - فماذا يكون جوابهم ؟ ، ألأنه ذكر الوليمة باختصار ؟؟



    الجواب عن الرابع :

    شهادة بابياس مرفوضة من عدة وجوه :



    أ - يقول بابياس أن متى جمع الأقوال ( والتي تنسب للمسيح ) ، ولم يقل أنه كتب إنجيلاً يحكي قصة المسيح ، فبين العبارتين فرق .



    ب - لا دليل أن هذه الأقوال التي جمعها متى هي نفسها إنجيل متى ، فما المقصود بهذه الأقوال لا يمكن تحديده ، وعلى المدّعي خلاف ذلك تقديم الأدلة .



    ج - بابياس يقول أن إنجيل متى وُضع بالعبرية ، فلو سلمنا بقول بابياس للزم منه أن الذي بأيدينا اليوم من النسخ اليونانية هي ترجمة إنجيل متى من العبرية ، ولا ندري من هو المترجم ، فنكون عدنا بذلك إلى نقطة الصفر ، ويبقى إنجيل متى على ذمة المترجم ، ولا نعلم من هو هذا المترجم ، وبذلك نفقد الثقة به نهائياً.



    د - لم يقل بابياس أنه سمع متّى يقول عنه نفسه أنه هو كاتب الإنجيل ، وليس عندنا إلا دعوى بابياس التي تفتقر إلى دليل ..

    ومتى مات في القرن الأول ، و بابياس من علماء القرن الثاني ومولود في القرن الأول ولا يوجد تحديد لزمن ولادته ، ولا يوجد دليل أو أدنى ما يُشير إلى أنّ بابياس رأى متى أو سمع منه ، بل ربما لم يولد بابياس إلا بعد موت متَّى ، فلا ندري كيف عرف بابياس هذا عن متى .



    هـ - كذلك شهادة بابياس نقلها عنه المؤرخ يوسيبيوس ، وطبعاً الزمن منقطع بين يوسيبيوس وبابياس ، فالأول توفي في القرن الثاني والأخير توفي في منتصف القرن الرابع .



    و - كذلك بابياس شهادته مجروحة ، فلقد وصفه المؤرخ يوسيبيوس بأنّ فهمه محدود ( تاريخ الكنيسة ، جزء 3 ، فصل 39 ) .

    فمن كانت عدالته مجروحة فكيف يُقبل منه شهادة كهذه ؟؟



    ز - هناك دليل أن بابياس لا يعرف إنجيل متّى الذي بين أيدينا ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا

    ( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) متى 27 : 5 .



    بينما بابياس يقول :

    Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.



    ولقد أصبح يهوذا مثالاً سيئاً على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً.



    ( Fragments of Papias - chapter 3 )



    الجواب عن الخامس :

    الجابي عادة يحتفظ بالسجلات ، فإذن إنجيل متى كتبه متى ، هل هذا هو ما يريدوا قوله ؟

    في الحقيقة أن دليلهم الخامس لا يدل لا من قريب ولا من بعيد على كاتب السفر ، ولعمري لو أن هذا يعتبر دليلاً لما بقيت دعوى في الدنيا دون دليل .

    فكما ترى أخي القارىء أن هذه الأدلة واهية جداً ، ولا يمكن أن يستدل على كتاب إلهي بهذه السذاجة .

    فهل من المعقول أن ينسب كتاب إلى الله وكاتبه في الأصل مجهول لا يُعرف ؟؟؟



    هذا وقد حاول القس منيس عبد النور أن يثبت السند المتصل لكاتب إنجيل متّى ، فجاءت محاولته هزيلة بائسة ، وسوف أقوم بالرد عليها حتى لا يغتر بها من لا علم له في هذا الشأن .



    الرد على القس منيس عبد النور حول السند المتصل لإنجيل متّى .

    أنقل أولاً كلام القس منيس عبد النور في شبهات وهمية :

    قال المعترض الغير مؤمن: لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى .
    وللرد نقول بنعمة الله : أشار برنابا ( الذي كان رفيقاً لبولس ) إلى إنجيل متى في رسالته سبع مرات، واستشهد به أغناطيوس سنة 107م في رسائله سبع مرات، فذكر حبل مريم العجيب، وظهور النجم الذي أعلن تجسُّد المسيح. وكان إغناطيوس معاصراً للرسل، وعاش بعد يوحنا الرسول نحو سبع سنين، فشهادته من أقوى البيانات على صحّة إنجيل متى. واستشهد بوليكاربوس (تلميذ يوحنا الرسول) بهذا الإنجيل في رسالته خمس مرات، وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول. كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف.

    وفي القرن الثاني ألّف تتيانوس كتاب اتفاق الأناجيل الأربعة وتكلم عليه هيجسيبوس، وهو من العلماء الذين نبغوا في سنة 173م، وكتب تاريخاً عن الكنيسة ذكر فيه ما فعله هيرودس حسب ما ورد في إنجيل متى، وكثيراً ما استشهد به جستن الشهيد الذي نبغ في سنة 140م، وذكر في مؤلفاته الآيات التي استشهد بها متى من نبوات إشعياء وميخا وإرميا. وقِسْ على ذلك مؤلفات إيريناوس وأثيناغورس وثاوفيلس الأنطاكي وأكليمندس الإسكندري الذي نبغ في سنة 164م وغيرهم.

    وفي القرن الثالث تكلم عليه ترتليان وأمونيوس مؤلف اتفاق البشيرين ويوليوس وأوريجانوس واستشهدوا بأقواله وغيرهم.

    وفي القرن الرابع اشتبه فستوس في نسبة هذا الإنجيل بسبب القول: وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً عند مكان الجباية اسمه متى، فقال له: اتبعني. فقام وتبعه (متى 9: 9). فقال فستوس: كان يجب أن يكون الكلام بصيغة المتكلم، ونسي أن هذه الطريقة كانت جارية عند القدماء. فموسى كان يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، وكذا المسيح ورسله، وزينوفون وقيصر ويوسيفوس في مؤلفاتهم، ولم يشكّ أحدٌ في أن هذه الكتب هي كتبهم. وفي القرن الرابع زاد هذا الانجيل انتشاراً في أنحاء الدنيا . أنتهى .

    في البداية أود أن أنبّه إلى أن القس منيس عبد النور يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، ويزج ويحشر كل ما تصل إليه يده حتى يُوهم الناس بأن ردّه متين .
    وأصبح كتاب شبهات وهمية مصدراً وعوناً للنصارى البسطاء الذين لا يعلمون مدى سذاجة حجج القس منيس الواهية ، فتراهم أول ما يروا اعتراضا على الكتاب المقدس يهرعوا إلى كتابه لطلب النجدة ، وينقلوا منه ( قال اغناطيوس وقال اريناوس وقال فلان .... ) ، وأغلبهم لا يعرف من هو هذا ولا من هو ذاك ولا سمعوا عنهم في حياتهم .

    الرد :


    يبدأ القس منيس بقول المعترض ( لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى ) ، ثم يحاول القس أن يوهم أن لإنجيل متى سنداً متصلاً ، والمصيبة كما قلنا أن القس منيس يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، فهو يعرف أنّ الأغلبية الساحقة من القرّاء وخصوصاً النصارى لا يعرفون ما هو "السند المتصل" ، فيستغل القس هذا الجهل ويبدأ بزجّ الأقوال وتجميعها من هنا وهناك فيظن القارئ أن القس منيس قد أجاب وأثبت السند المتصل ..



    لذلك نرى أنه لزاماً علينا تعريف السند المتصل ، ولن أعرفه بصيغة إسلامية ، بل سنعرفه بشكل مبسّط يفهمه الجميع ، فأقول :

    السند المتصل لإنجيل متى هو مثلاً أن يخبر تلاميذ متى - أو من لقي متى ورآه أو سمع منه - أنهم شاهدوا متى يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ متّى ) أن القديس متّى هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .

    فهل ما قدّمه القس منيس يتوافق مع ما قلناه ؟؟؟

    فهل أتى لنا القس بشخص واحد على الأقل يقول إنَّه رأى متّى يكتب إنجيله ؟؟؟؟

    هل أتى بشخص واحد يقول أنّ متّى الرسول أخبره أنه كتب إنجيلاً ؟؟؟

    لا لم يأت بشيء من هذا القبيل ، فكل ما فعله القس هو أن قال إنَّ برنابا وإغناطيوس إستشهدوا بإنجيل متى ....

    وعلينا أن نوضح نقطة مهمة هنا ، وهي أنّ القارئ قد يغترّ بقول القس فيظنّ أنّ إغناطيوس يأتي إلى إنجيل متى ويقتبس منه ثمّ يقول ( هذا ما قاله إنجيل متَّى ) ، أو ( هذا ما قاله معلمنا متَّى في إنجيله ) ، وهذا لا وجود له أبداً ، لا في رسالة برنابا ولا في رسائل إغناطيوس ، فهما لم يذكرا إنجيل متَّى بالاسم قط ، بل لا وجود لاسم متَّى من الأصل في كل من رسالة برنابا ورسائل إغناطيوس ، وجلّ ما في الأمر هنا هو ورود عبارات في رسائلهم شبيهة لنصوص في إنجيل متَّى دون أن يقول أحد منهما إنّ هذا مما اقتبسه من إنجيل متَّى .



    فكلام القس منيس أن إغناطيوس و برنابا استشهدا بإنجيل متَّى يُوهم أنهما ذكرا إنجيل متى بالاسم ، وهذا تضليل واضح من القس ، ولا يُستبعد أبداً أنّه تعمّد ذلك ليوهم القرّاء .



    فالآن ، أين السند المتصل كما شرحناه آنفاً ؟؟؟؟

    هل نقل لنا القس قولاً عن أحد الذي لقوا متَّى بأنَّهم رأوا متى يكتب إنجيله أو أنَّ متَّى أخبرهم أنه كتب هذاالإنجيل؟؟؟



    فإغناطيوس لم يذكر اسم متَّى ولا حتى إنجيله ، فكيف تُحشر رسائله كدليل على السند المتصل ؟؟

    ثم إنّ إغناطيوس لا يُعرف عنه أنَّه لقي متَّى أو عرفه ، فلذلك الاستشهاد به باطل من كل الجوانب .



    أما بالنسبة لوجود عبارات في هذه الرسائل مشابهة لنصوص في إنجيل متى مثل ما جاء في رسالة برنابا ، الفصل الرابع : (( كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون )) .

    وكما جاء في الفصل السادس ( سأجعل الآخرين أولين ) .

    فهذا يُشبه ما ورد في متى [ 20 : 16 ] : ( هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين .لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون ) .



    وكما جاء في الفصل الخامس من رسالة إغناطيوس إلى أهل افسس ( فإذا كان لأجل صلاة الواحد أو الاثنين ممن يملكون القوة ، يقوم المسيح بينهم ، فكم أكثر بكثير تكون صلاة أسقف الكنيسة المباركة ) ، وهذا يُشبه ما ورد في متى [ 18 : 19 ] ، ( 19 وأقول لكم أيضا إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات ، لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ) .



    وللرد على هذا التشابه أقول وبالله تعالى التوفيق :

    إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين بشكل تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل متّى لا تعني أن متّى هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قولاً صريحاً منهم أنهم رأوا متّى يكتبه أو أن يقولوا إنَّ متّى أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروننا من أخبرهم بذلك ..



    ثمّ إنَّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل متّى ، فيُحتمل أنّهم جميعاً ( الآباء وكاتب إنجيل متّى ) اقتبسوا من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان ..

    فالجزم بأن هذا التشابه دليل على أنهم اقتبسوا من إنجيل متَّى ليس في محله ، إذ لا يمنع أن يكون المصدر غير متَّى ، وخصوصاً أنّ هناك العديد ممن كتبوا عن المسيح كما يعترف بذلك كاتب إنجيل لوقا في بداية إنجيله .



    وبهذا نكون نحن قد جارينا القس منيس كثيراً ، ولنا بعد ذلك أن نسأل من هو كاتب رسالة برنابا ؟؟؟؟



    رسالة برنابا لا يُعرف لها كاتب ، تقول دائرة المعارف الكاثوليكية إنَّ الرسالة لا تحتوي على أيّ دليل حول كاتبها ...

    فرسالة برنابا لا يُعرف كاتبها ، وهو مجهول ، ولكن القس يُوهم القرّاء أنه معروف وأنه برنابا الذي رافق بولس ..



    فالكاتب مجهول ، فكيف يُستدل على كاتب مجهول بكاتب هو الآخر مجهول ؟؟؟؟



    أما الكلام عن بوليكاربوس فيشبه الكلام عن إغناطيوس ، فبوليكاربوس لم يذكر إنجيل متَّى بالاسم قط ، ولم يذكر متَّى على الإطلاق ، بل إنَّ القس يحاول التدليس على القرّاء قدر المستطاع ، فكل ما ورد في رسالة بوليكاربوس من عبارات شبيهة بنصوص من إنجيل متَّى لها شبيه أيضاً من إنجيل لوقا ومرقس ، وسأضرب بعض الأمثلة على ذلك :

    ورد في رسالة بوليكاربوس الفصل السابع ( كما قال السيد : الروح نشيط والجسد ضعيف ) .



    فهذه يراها علماء النصارى تشبه ما ورد في إنجيل متى ( 26 : 41 ):

    (( اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة .أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف )) .



    ولكن هذه تشبه أيضاً ما ورد في إنجيل مرقس ( 14 : 38 ) :

    (( اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف )) .



    وهكذا حال الباقي ، كلّ له شبيه إما في إنجيل لوقا أو في أو إنجيل مرقس ، فإذا عرفنا هذا ، فلا يمكن الجزم أنّ بولكاربوس استشهد من إنجيل متى ، بل هناك احتمال أنه اقتبسها من إنجيلي لوقا ومرقس وليس من متى ، أو يُحتمل أنه لم يقتبسها لا من هذا ولا من ذاك بل من أقوال منتشرة معروفة يتناقلها الناس ، ومع كل هذه الاحتمالات يسقط الاستدلال .



    أما قوله : ( وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول ) .



    أقول هذا الكلام مردود ، لأن بابياس نفسه لم يعرف هذا الإنجيل ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح كما مر معنا ، فمتّى يصف موت يهوذا هكذا :



    ( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) متى 27 : 5 .



    بينما بابياس يقول :

    Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.



    ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً .

    ( Fragments of Papias - chapter 3 ) .



    فكيف يقول القس أن هذا الإنجيل كان منشراً في زمن بابياس ، وبابياس نفسه لا يعرفه ؟؟؟؟



    فلو عرفه ما خالفه في خبر موت يهوذا .



    أما قول القس : ( كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف ) .

    فهذا تدليس كبير ، لا يليق برجل دين أن يصدر منه ذلك ، فلا يوجد أحد من القرن الأول من شهد لإنجيل متى ، لا بل لا يوجد أيّ دليل أنهم عرفوا هذا الإنجيل أو سمعوا به ، ولم يرد قط أي قول عن أحد من القرن الأول يذكر فيه إنجيل متى ، وأقصى ما يمكن أن يستدل به القس منيس هو تلك العبارات التي في رسائل آباء القرن الأول التي تتشابه مع بعض نصوص إنجيل متّى ، ولقد رددنا عليها بما فيه الكفاية ، فكيف يدّعي أن علماء الدين المسيحي في القرن الأول شهدوا أنّ هذا الإنجيل هو إنجيل متى ؟؟؟؟؟



    بصراحة القس يستغل جهل الكثيرين في هذا الجانب ، وعلى رجل الدين أن يكون أميناً فيما يقدّمه من معلومات ...



    أما باقي كلام القس عن علماء القرن الثاني وما بعده ، فكلّه لا ينفع إن لم يكن له سند من القرن الأول ، فإذا لم يخبرنا أهل القرن الأول عن هذا الإنجيل، أيأتي بعدهم أناس ولدوا بعد موت متّى بعشرات السنين ليخبرونا بكلام مرسل أنّ متى كتب إنجيلاً ، فهذا مردود وباطل .



    وهنا طرفة لطيفة ، وهو أنّ القس منيس عبد النور يقول في معرض كلامه عن لغة إنجيل متى الأصلية :

    (( والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة ما اقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس سنة 116م قال: كتب متى إنجيله باللغة العبرية . غير أن بابياس لم يقل إنه رأى بعينيه هذا الإنجيل باللغة العبرية )) .



    فتأمل معي عزيزي القارئ قوله هذا ، فهو يشترط هنا شرطاً حتى يكون كلام القديس بابياس صحيحاً ، وهو أن يكون رآى الإنجيل بعينه !!!!!!!



    بينما عند الكلام على هوية الكاتب يستدل باغناطيوس وبوليكاربوس ورسالة برنابا ، ولكن الغريب أنه لم يشترط أن يكون أغناطيوس وبوليكاربوس رأوه بأعينهم يكتبه ؟؟؟



    هل لاحظتم الإزدواجية في المعايير ؟؟؟؟



    لمعرفة كاتب إنجيل متّى يتعلق بما هو أبعد من البعيد ، ويكفي أن يكون فلان لمّح تلميحاً بعبارة شبيهة بنص في إنجيل متى ليجعلها دليلا قاطعاً وحجة دامغة على هوية الكاتب ، ولا يحتاج أن يكون فلان رأى بعينه أم لم يرَ .



    بينما القول أن لغة الكتاب هي العبرية شيء لا يعجب القس فيحاول دفعه بالرغم من القول الصريح لبابياس ، وحجته أنه لم يره بعينه ..... هل تتعجب أيضاً عزيزي القارئ مثلي من صنيع القس ، وهل تظن أنه يفعل ذلك بغير قصد وبحسن نيّة ؟؟؟؟



    أترك هذا الجواب لك .



    أخي القارئ ، كما ترى أن كاتب إنجيل متّى مجهول ، فكيف يمكن للإنسان أن يؤمن بهذا الإنجيل كلام الله وهو في الأصل لا يعلم كاتبه ؟؟؟؟

    كيف اُمِرَ الرّسول بقتال النّاس؟
    قول الله تعالى ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,057
    آخر نشاط
    28-02-2014
    على الساعة
    11:51 PM

    افتراضي

    فإن نسبة كتاب ما إلى الله عن طريق الظن والأهواء من غير دليل قاطع وصحيح أمر خطير جداً ، وهذا حال كتب النصارى ، فإنهم من أكثر الناس إيماناً عن طريق الظن وإن كانوا يدّعون خلاف ذلك ، فمجرد ما يتراءى لهم أيّ وَهْم يبادروا ويجعلوه دليلاً قاطعاً ، على سبيل المثال استشهاد قاموس الكتاب المقدس على أن متى هو كاتب إنجيل متى ، لأنهم وجدوا أنّ إنجيل متى ( 9 : 10) يذكر الوليمة التي صنعها متى باختصار بينما يذكرها لوقا ( 25 : 29 – 32 ) بتفصيل أكثر ، فاستنتجوا أنّ متى هو الكاتب لأنه اختصرها تواضعاً .
    فهل رأيتم دليلاً أسخف من هذا ؟؟؟؟
    موضوع دراستنا هنا إن شاء الله هو كاتب إنجيل يوحنا ، وقبل أن نخوض فيه أوّد أن أشير إلى مقدمة مهمة ، وهي أننا حتى نعرف أنّ الكتاب الفلاني وحي من عند الله ، يجب علينا أولاً معرفة الكاتب ، ثمّ يجب أن يصرح الكاتب نفسه بأنّ هذا الكتاب هو وحي من عند الله ، ثم عليه أن يثبت دعواه بالأدلة والبراهين .
    ثم بعد ذلك يجب أن يتوفر السند المتصل عن الكاتب ، وهو مثلاً أن يخبر تلاميذ يوحنا أنهم شاهدوا يوحنا يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ يوحنا ) أن يوحنا بن زبدي هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
    هذا إذا أضفنا شرط التواتر الذي يستحيل توفره في الكتاب المقدس .

    فهل إنجيل يوحنا تتوفر فيه هذه الشروط ؟؟؟
    - هل كاتب إنجيل يوحنا معروف ؟؟؟
    - هل ادّعى - على فرض معرفته - أنّ كتابه وحي من عند الله ؟؟؟
    - هل أقام البراهين على ذلك ؟؟؟
    - هل نُقل إلينا بالسند المتصل ؟؟؟
    - هل تواتر نقله ؟؟؟
    فكيف يُنسب كتاب إلى الله والكاتب في الأصل مجهول ؟؟؟؟

    ولقد استدل النصارى بجملة أدلة ، وكلها تمويه ولا يصح منها شيء أن يسمى دليلاً ، وسوف أقوم هنا إن شاء الله بتفنيد ما استدلوا به على صحة نسبة إنجيل يوحنا للحواري يوحنا بن زبدي ، والتي حاولت أن أحصيها قدر المستطاع ، آخذاً بالاعتبار أهم مراجعهم ( دائرة المعارف الكتابية ، قاموس الكتاب المقدس ثم متفرقات ) ، سائلاً الله أن يعينني على تقديم دراسة عن باقي الأناجيل والله المستعان وعليه وحده التكلان .

    استعراض أدلة النصارى

    1 - استدلوا بقول الإنجيل ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) .. يو ( 21 : 24 ) ، فقالوا هذه عبارة صريحة أن الكاتب هو يوحنا .
    الرد :
    بداية أقول أنه ليس هناك في إنجيل يوحنا أدنى ما يشير إلى أنّ يوحنا التلميذ هو كاتبه ..
    وقد تعلق الكثير بعبارة ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) .. يو ( 21 : 24 ) ، وبنوا عليها اعتقادهم بأن يوحنا هو الكاتب ، ولكن هذا مرفوض من عدة وجوه :
    أ – لا نعلم من هو القائل هنا ، ولا نعلم من هم الذين يتكلمون بصيغة الجمع ( ونعلم أن شهادته حق ) ، فالقائلون مجهولون تماماً ، بل ان هذه الجملة هي ضدهم إذ أن المتكلم يتحدث بصيغة الجمع ، وهذا يشير إلى أن الكاتب مجموعة من الأشخاص وليس فرداً واحداً .
    ب – ليس هناك ذكر ليوحنا ، وجل ما في الأمر أنه قال ( هذا هو التلميذ ) ، ولكن من هو هذا التلميذ المقصود وما اسمه ، فهذا الذي لا يُعرف ، والإنجيل لم يذكر اسمه ولم يحدد من هو .
    فإن قيل بل اسمه محدد إذ وصفه بالتلميذ المحبوب ، والتلميذ المحبوب هو يوحنا ، نقول لهم ومن أين علمتم أنّ التلميذ المحبوب هو يوحنا ؟؟؟ ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
    فإنجيل يوحنا لم يذكر من هو التلميذ المحبوب ، ولا يوجد أدنى دليل على أنّ المراد بالتلميذ المحبوب هو يوحنا .
    ج - ولو سلمنا جدلاً أن التلميذ هنا هو يوحنا بن زبدي لما كان هناك ما يدل من هذه العبارة أن الكاتب هو يوحنا ، وكل ما في المسألة أن المقصود بالمكتوب هنا هو ما قيل قبل ذلك من أن هذا التلميذ الذي يحبه المسيح شاع عنه أنه لن يموت ، فهذا هو المقصود بما كتبه وشهد عليه ، وهو هذه القصة الأخيرة لا غير ، ولا يجزم منها أنّ المقصود هو الإنجيل كله .
    هـ - وحتى لو فرضنا جدلاً أنّ اسم الكاتب موجود بكل وضوح ، كأن يقول ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) ، فهل يمكن الاعتداد بهذا واعتباره دليلاً قاطعاً على هوية الكاتب ؟؟؟
    نقول لا ، لا يمكن الاعتداد بهذا ولا يمكن اعتباره دليلاً ، لأنه لا يستبعد أن يقوم أحد بتلفيق هذا الإنجيل ثم ينسبه إلى أحد الحواريين بأن يضع اسم يوحنا أو يقول فيه ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك ، إذ أنه من السهل على كل من أراد التلفيق والكذب أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتباً .
    وها هو إنجيل بطرس ( من الأبوكريفا ) يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر- : ( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر ) .
    فهذا قول صريح أن الكاتب هو بطرس الحواري ومع ذلك هم لا يؤمنون أن بطرس الرسول هو الكاتب ، ولا يؤمنون أن هذا الإنجيل قانوني بل يقولون عنه أنه منحول ومزيّف.
    فلو قلنا لهم ان اسم الكاتب بطرس موجود بشكل صريح ، سيجيبوا بأنّ هناك شخص آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه ، فهم هنا لا يعتبروا أن مجرد وجود الاسم دليل على كشف هوية الكاتب ، عندها سنقول لهم أن كلامهم هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق ، وبهذا تكون حجتهم بطلت من أساسها وانهارت نهائياً ولله الحمد والمنّة أولاً وآخراً .

    2 - استدلوا بشهادة اريناوس ( 140 - 202 ) .
    فلقد قال اريناوس : ( يوحنا تلميذ السيّد الذي اتكأ على صدره ، نشر بنفسه إنجيلاً أثناء إقامته في افسوس ) .
    واريناوس هذا هو تلميذ بولكاربوس ، والأخير هو تلميذ يوحنا ، قالوا وهذا هو السند المتصل لكاتب الإنجيل ، فلا بدّ أن اريناوس نقل هذه المعلومة عن بولكاربوس أستاذه والأخير نقلها عن يوحنا الرسول .
    الرد :
    لا يمكن الاعتماد على قول اريناوس ، وهو مرفوض لعدة أسباب :

    أ – لأنه لم يذكر أنه أخذ هذه المعلومة من بوليكاربوس ، وقولهم لا بد أنه أخذها عن أستاذه قول في غير محله وتأكيد سقيم ، إذ أن هناك احتمالات أخرى ، فيحتمل أنه نقلها عن آخر مجهول لا نعرفه ، أو أنه غلبه الظن والتخمين فكان ذلك من استنتاجه الشخصي ، وفي مثل هذه الحالة لا يمكن أن ننهض بهذه الأدلة الواهية لندلل على أن يوحنا هو الكاتب ، بل هذا يحتاج إلى أدلة قاطعة بيّنة لا تحتمل الشك ولا يتطرأ إليها الإحتمال ، وإلا فسدت ، لأنه من المعلوم ان الدليل متى ما تطرق اليه الاحتمال بطل به الاستدلال ..

    وكونه تلميذ بوليكاربوس لا يعني أنه أخذ كل شيء عن بوليكاربوس ، فلو صحّ ذلك لوجب أن يكون فلورينوس الغنوسي ( وهو من الهراطقة في نظر الكنيسة ) أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس أيضاً ، لأنه كان تلميذه ، تقول دائرة المعارف :
    ( فلورنيوس الذي كان أيضاً تلميذاً من تلاميذ بوليكاربوس ، ولكنه انحرف إلي الغنوسية ( .
    فهل يقول النصارى أنّ فلورنيوس الغنوسي تلميذ بوليكاربوس أيضاً أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ؟؟؟
    طبعاً لا أظن أنهم يقولوا به ...

    وكذلك لوجب أن بابياس وهو من الآباء الرسوليين الذي كان صاحب بولكاربوس وتلميذ يوحنا الحواري قد أخذ عنه كيفية موت يهوذا الاسخريوطي ، والتي وصفها كالتالي :

    Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.

    ( ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً ) ( Fragments of Papias - chapter 3 )

    والآن نسأل :
    أليس بابياس تلميذاً ليوحنا الرسول ؟؟؟
    أليس بابياس صديقاً لبولكاربوس ؟؟؟
    نعم هو كذلك ، واريناوس نفسه يؤكد ذلك ويقول : " بابياس الذي سمع يوحنا وكان صاحباً لبوليكاربوس " . ( Irenaues A.heresies, Book 5 , ch:33 ) .

    فهل يقول النصارى أنّ بابياس أخذ هذه عن الرسول يوحنا لأنه كان تلميذه ؟؟
    أو هل يقولوا أن بابياس أخذ هذه عن بولكاربوس لأنه كان صديقه ؟؟؟؟
    فحسب قاعدتهم وجب أن يجزموا أنه أخذ هذه المعلومة عن يوحنا أو على أقل تقدير من بولكاربوس الذي بدوره أخذها عن يوحنا الرسول ؟؟؟
    لا ، لن يجزموا بذلك و إلا اضطرّوا معها إلى الجزم بتناقض البشيرين متى ويوحنا ، لأن هذا فيه تكذيب واضح لإنجيل متى 27 : 5 ( فطرح - يهوذا- الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) .
    وكذلك فيه تكذيب واضح لأعمال الرسل 1 : 18 ( فان هذا - يهوذا - اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها )

    ولقد أجاب النصارى عن هذا أن بابياس سطحي وساذج ويُخطأ ويهم كثيراً ووصفوا رأيه بأنه رأي شخصي لا يلزمهم ، والعجيب أن شهادة بابياس حول كاتب إنجيل متى تستخدم كدليل معتمد في إثبات أن متى هو الكاتب ، ومن الذين اعتمدوا عليه دائرة المعارف الكتابية وقاموس الكتاب المقدس ومنيس عبد النور في شبهات وهمية ، وأكد شهادته واعتمد عليها كل من اريناؤس واريجانوس .

    فهل رأيتم تناقضاً وازدواجية في المعايير أكثر من هذا ؟؟؟
    فالمسألة كما يبدو أنها أهواء ، فإن كان كلامه نافعاً فهو حجة دامغة أما إن كان كلامه مضراً فهو سطحي وساذج ورأيه رأي شخصي لا يُلزم أحداً ، مع أنّ قول بابياس هنا ليس رأياً بل هو خبر ورواية .

    والعجيب أن النصارى مع كل هذا يجزموا أنّ اريناوس أخذ هذه المعلومة حول كاتب إنجيل يوحنا عن معلّمه بولكاربوس ويتمسكوا بها بالرغم أنه لم يصرح بذلك ، فأوجبوا أن ما يقوله اريناوس هو ما أخذه عن معلمه ، ولكن هل يستطيعوا أن يظلوا متمسكين بقولهم أن كل ما أخبر به اريناوس هو مما أخذه عن بولكاربوس ؟؟؟؟

    حسناً اضبطوا هذه النقطة ...

    يقرر اريناوس في كتابه الثاني ضدد الهراطقة في الفصل الثاني والعشرين ( 22 ) أنّ المسيح – عليه السلام – كان قد جاوز الخمسين سنة عند موته ، ولقد جادل في ذلك ونافح بقوة واستخدم الأدلة والبراهين مثل ( يوحنا 8 : 57 ) لإثبات قوله ، فاليهود قالوا للمسيح ( ليس لك خمسون سنة بعد ، أفرأيت ابراهيم ) ، فخلص إلى أن سنه في هذا الوقت كان فوق الأربعين ، والملفت للنظر أنه صرّح بكل وضوح أن هذه المعلومة حول سن المسيح سلّمها يوحنا الرسول لتلاميذه الذين رافقوه في آسيا وبقوا معه حتى حكم تراجان .

    فالآن عزيزي القارئ نرى قولاً صريحاً في أن يوحنا بن زبدي أخبر تلاميذه أنّ المسيح جاوز الخمسين عند موته ، فهل تعلم أنّ الكنيسة ترفض هذا القول بشدة ؟؟؟؟
    وتجمع الكنيسة أنّ بدء عمل المسيح عندما كان له نحو ثلاثين سنة ( حسب لوقا 3 : 23 ) ، وأنّ فترة عمله دون أربع سنوات كاملة ، وعلى هذا يكون سن المسيح عند موته لم يتجاوز أربع وثلاين سنة .

    فلقد صرح المؤرخ الشهير يوسيبيوس القيصري ( توفي 340 ) أنّ فترة عمل المسيح على الأرض لم تبلغ أربع سنوات كاملة فلقد قال في كتابه تاريخ الكنيسة ، الجزء الأول ، الفصل العاشر منه :
    ( وبناء على الوقت المبارك لعمل المخلص يتّضح أنه لم يكن بمجمله أربع سنوات كاملة ) .

    Accordingly the whole time of our Saviour's ministry is shown to have been not quite four full years

    ولقد خطأت الكنيسة قول اريناوس وقالوا عنه أنه استنتاج شخصي خاطئ مبني على فهم مغلوط بالرغم من أنه يقول بكل وضوح أنّ هذا ماأخبر به يوحنا تلاميذه ، وعلّق هارفي على قول اريناوس في الهامش :
    ( مع الاحترام لهذا التّأكيد العجيب من إيريناؤس , يعلّق هارفي : قد يدرك القارئ هنا الأحرف الغير مرضية للتقليد , حيث أن الحقيقة المجرّدة مضطربة .فمن خلال التّدبّر المبني على التّاريخ الانجيلي , وبالإضافة إلى شهادة خارجيّة , نجد أنه من المؤكد أن عمل المسيح امتدّ قليلاً فوق ثلاثة سنوات , لكن هنا يصرّح إيريناؤس أن هذا تضمّن أكثر من عشرة سنوات , و يدعو إلى تقليد مبني - كما يقول - من خلال هؤلاء الذين رافقوا الرسول ) .

    وكذلك خطأه متى هنري في تفسيره ( سنة 1706 ) ليوحنا ( 8 : 57 ) ، وقرّر أن عمر المسيح يومئذٍ كان اثنين وثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة .

    وجزم تفسير روبرتسون ليوحنا ( 8 : 57 ) أنّ المسيح كان يومئذٍ بين ثلاثين وثلاث وثلاثين ( 30 – 33 ) .

    الخلاصة هي أننا نرى بكل وضوح كيف أن الكنيسة والعلماء المسيحيين يخطّئون اريناوس علانية ، بالرغم من أنه يصرح أنّ هذا ما أخبر به يوحنا تلاميذه ، ولكنهم رموا بكل هذا جانباً وضربوا به عرض الحائط عندما لم يناسب هواهم .

    ثم يأتوا إلى قوله بأن يوحنا كتب إنجيلاً ويجزمون أنه مما أخذه عن بولكاربوس بالرغم أنه لم يصرح أنه أخذ هذه المعلومة عنه.

    أليس هذا عجيباً ؟؟؟؟
    ما يقول به صراحة أنه أخذه من التلاميذ يكذبونه به ، وما لم يخبر به أنه عن التلاميذ يجزمون أنه مما أخذه عن التلاميذ ....
    أليس هذا هو الكيل بمكيالين ؟؟؟
    ولماذا لا يقولوا أن قول اريناؤس أن يوحنا كتب إنجيله هو استنتاج شخصي وفهم مغلوط ؟؟؟؟
    وخصوصاً أن هذا القول أجدر لأنه لم يصرح بأنه أخذه من أحد ؟؟؟
    أم المسألة أهواء ؟؟
    أرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟؟؟
    نعم وما هذه إلا مسألة أهواء ، فما يوافقهم فهو مما أخذه عن التلاميذ وإن لم يصرح هو بذلك ، وما لا يوافقهم فهو من استنتاجه الشخصي وحتى إن صرح بأنه مما نقله التلاميذ عن البشير يوحنا .

    إذن ، فالجزم بأن أيريناوس أخذ هذه المعلومات عن بوليكاربوس فيه مجازفة كبيرة وبعداً عن المنطق والحقيقة .

    وألخّص الكلام وأقول :
    بين ارناوس ويوحنا حلقة واحدة ، ولكن هذه الحلقة مفقودة ، أي لا يُعرف من هو هذا الحلقة الذي أخبر اريناوس أن يوحنا هو الذي كتب انجيل يوحنا ، ولا نستطيع أن تقول أن بولكاربوس هو الحلقة هنا ، لأن اريناوس لم يصرح باسم من أخبره بذلك ، فهذا مجرد ظن وتخمين ، ويبقى القول أن بولكاربوس هو من أخبر اريناوس مجرد احتمال ، ومع الاحتمال يسقط الاستدلال .
    فالعقائد لا يمكن أن تبنى على الظن والاحتمالات ، بل تبني على اليقين الثابت .

    هذا إذا أخذنا بالاعتبار أنّ بوليكاربوس نفسه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى وجود إنجيل ليوحنا، وكذلك بابياس ، فيستحيل أنّ تلاميذ يوحنا كبوليكاربوس وبابياس لم يثبت أنهما يعرفا ليوحنا إنجيلاً حتى يأتي من بعدهما ليخبروا بذلك .

    فبعد هذا الكلام علمنا ضعف هذا الاستدلال وسقوطه ، واعلموا أنّ هذا أقصى ما يمكن أن يستدلوا به على كاتب إنجيل يوحنا ، وبالرغم من لم يصح وضعيف جداً وكذلك عجزوا أن يثبتوا سنداً واحداً متصلاً له ، فلم يجدوا إلا هذا السند المنقطع ، فكيف إذا طلبنا منهم التواتر ؟؟؟؟؟

    والآن بقي أدلة واهية جداً ، وعند النظر إليها سوف يعلم القارئ مدى سذاجتها ، وأنّ البعض منها أقرب ما يكون إلى الضحك على عقول الناس .

    3 - شهادة ثاوفيلوس "Theophilus"
    تقول دائرة المعارف الكتابية : (ويجب أن نذكر مع إيريناوس، ثاوفيلس (أحد المدافعين عن المسيحية – 170 م) ، فهو أقدم كاتب يذكر القديس يوحنا بالاسم ككاتب للإنجيل الرابع. ففي اقتباسه لفقرة من مقدمة الإنجيل، يقول :" وهذا ما نتعلمه من الكتب المقدسة، ومن كل الناس المسوقين بالروح القدس، والذين من بينهم يوحنا ) .

    الرد :
    هذه العبارة المقتبسة قالها ثاوفيلوس اسقف انطاكية في الجزء الثاني من كتابه لـ أوتوكيلوس "Autolycus" ، وهي عبارة مرسلة ، فلا يُعرف من أين أخذ ثاوفيلوس هذه المعلومة ، ولم يُخبر هو نفسه من أين ، ولا يُعرف ما إذا كان لقي أحداً من تلاميذ الرسل أم لا ، فشهادته كما قلنا عبارة عن كلام مرسل من غير دليل ، فإذا كنّا طرحنا شهادة اريناوس فمن باب أولى طرح شهادة ثاوفيلوس .

    4 - ينقل يوسابيوس القيصري عن اريناوس أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " (جزء3 فصل 2:23 ) .

    الرد :
    هذا الكلام فيه تدليس كبير لا خفاء فيه ، فبالرجوع إلى تاريخ يوسبيوس المجلد الثالث في الفصل 22 نقرأ الآتي :
    ( وفي كتابه الثاني ضد الهراطقة يقول التالي : وجميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ السيد في آسيا ، يشهدون أن يوحنا سلمه/ها إليهم . فهو بقى معهم حتى زمن تراجان ) .

    وهذا هو النص بالانكليزية :

    And all the elders that associated with John the disciple of the Lord in Asia bear witness that John delivered it to them. For he remained among them until the time of Trajan

    وكما نرى أنه يقول ( سلمه/ها إليهم ) هكذا بصيغة الغائب ، ولم يقل أبداً أنه سلّمهم الإنجيل ، فما هو هذا الشيء الذي سلّمه يوحنا لتلاميذه ؟؟؟
    لقد سلّمهم معلومة عن عمر المسيح عند موته ، وهو أنّ المسيح عاش حتى جاوز الخمسين عاماً ، والدليل على ذلك هو إذا رجعنا إلى الكتاب الثاني لاريناوس ضد الهراطقة فصل 22 نجده يقول حرفياً ( نقل إليهم تلك المعلومة )، وهذا الذي اقتبس منه يوسيبيوس ، وهو نفس ما ذكرناه في الرد على الدليل الثاني ، ونجد أنّ الفصل 22 يدور كله في إثبات أن المسيح عاش حتى تجاوز الخمسين عاماً ، ثم يبرهن قوله بأنّ هذه المعلومة سلّمها يوحنا لتلاميذه ( الشيوخ ) .

    فهذا هو كل ما في الأمر ، ولكنهم حاولوا الإيهام هنا أنّ المقصود هو الإنجيل ، وهو تدليس مفضوح .

    وهذا النص بالانكليزية لمن أراد أن يتأكد من السياق بنفسه ويعرف كيف أنّ اريناوس يقول ( نقل إليهم تلك المعلومة ) :

    On completing His thirtieth year He suffered, being in fact still a young man, and who had by no means attained to advanced age. Now, that the first stage of early life embraces thirty years, and that this extends onwards to the fortieth year, every one will admit; but from the fortieth and fiftieth year a man begins to decline towards old age, which our Lord possessed while He still fulfilled the office of a Teacher, even as the Gospel and all the elders testify; those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord, [affirming] that John conveyed to them that information. And he remained among them up to the times of Trajan. Some of them, moreover, saw not only John, but the other apostles also, and heard the very same account from them, and bear testimony as to the [validity of] the statement. Whom then should we rather believe? Whether such men as these, or Ptolemaeus, who never saw the apostles, and who never even in his dreams attained to the slightest trace of an apostle?


    5 – شهادة الآباء الرسوليين .
    يقول النصارى أن الآباء القدماء للكنيسة استشهدوا بإنجيل يوحنا كثيراً واقتبسوا منه ، وهذا يدل على أنه كان معروفاً بينهم ، ومن بين هؤلاء الآباء :
    (1)- إكليمندس الروماني (95م) : والذي نجد في رسالته إلى كورنثوس أربعة نصوص متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا :
    " يتمجد اسم الرب الحقيقي الوحيد " (1:43) مع (يو28:12) " أيها الآب مجد أسمك " (يو3:17) " أنت الإله الحقيقي وحدك " .

    (2) - رسالة برنابا (حوالي 100م) : تستخدم الرسالة نفس فكر المسيح في حديثه مع نيقوديموس في شرح العلاقة الرمزية بين الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية وبين مجد المسيح على الصليب " فقال لهم موسى : عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحية المرفوعة على الخشبة وليأمل في إيمان بأنه رغم ميته قادرة أن تعطى حياة وسيخلص في الحال . وفعلوا هكذا . في هذا أيضا لديكم مجد يسوع ثانية ، لأن كل الأشياء فيه وله " (17:12) مع (يو14:3) " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان " .

    (3) - أغناطيوس الأنطاكى : تلميذ القديس بطرس الرسول وقد استخدم جوهر آيات القديس يوحنا ونفس لغته يقول في رسالته إلى مجنيسيا (1:7) " وكما كان الرب متحداً مع الآب ولم يفعل شيئاً بدونه سواء بذاته أو من خلال الرسل ، كذلك أنتم لا تفعلوا شيئاً بدون الأسقف والقسوس " مع (يو19:5) " لا يقدر الابن أن يفعل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل "

    (4) - كتاب الراعي الهرماس (100-145م) : يستخدم روح وجوهر الإنجيل في قوله " لا يقدر الإنسان أن يدخل ملكوت الله إلا من خلال اسم أبنه ، الذي هو محبوبه 000 الباب هو ابن الله ، هذا هو المخل الوحيد للرب . لا يمكن لإنسان امرأة يدخل إليه إلا من خلال أبنه " (مثل 9 : فصل 7 ) مع (يو6:14) " أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " .

    الرد :
    إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل يوحنا لا تعني أن يوحنا هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قول صريح منهم أنهم رأوا يوحنا يكتبه أو أن يقولوا أن يوحنا أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروا من أخبرهم بذلك ، كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل يوحنا ، فيُحتمل أنّ كليهما( الآباء وكاتب إنجيل يوحنا ) اقتبس من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان ..
    كما أننا يمكننا عكس الاستدلال هنا عليهم ، ونقول لهم : ماذا لو قيل لكم بل إن الاقتباسات التي استشهدتم بها من كتب الآباء الرسوليين أمثال اكلمندس واغناطيوس ليست مقتبسة من إنجيل يوحنا بل كاتب إنجيل يوحنا هو من اقتبسها من كتب الآباء ، فهل بينكم وبينه فرق ؟؟؟؟
    أليس هذا القول أقرب للتصديق مما يقولوا ، وخصوصاً لو أنّ كلامهم صحيح لوجب من هؤلاء الآباء أن يشيروا إلى المصدر ، كأن يقولوا مثلاً ( هذا ما قاله معلمنا يوحنا ) أو ( هذا ما قاله يوحنا في إنجيله ) ولكننا لا نجد مثل هذه الأشياء ، فهذا شيء جدير بالملاحظة .
    هذا بالإضافة إلى أنّ اغنطيوس توفي حسب دائرة المعارف الكاثوليكية ما بين ( 98 و 117 بعد الميلاد ) ، وتقول دائرة المعارف الكتابية في زمن كتابات يوحنا ( هناك الآن اتفاق متزايد فى الرأى على أنها ظهرت فى نهاية القرن الأول أو فى بداية القرن الثاني ) .

    ففي هذا إشارة قوية جداً إلى أنّ اغنطيوس لم يعرف إنجيل يوحنا ، ويقودنا إلى الاحتمال بأن كاتب يوحنا اقتبس من اغناطيوس وليس العكس .

    ثم لو نظرنا إلى الاقتباس من رسالة برنابا ومقارنتها مع يوحنا لوجدناها في غاية السذاجة ، ولا علاقة بينهما أبداً ، اللهم إلا الحيّة المرفوعة .
    فكما ترى عزيزي القارئ أنّ الاستشهاد بهذه الأشياء ما هي إلا تمويه واستخفاف بالعقول .


    6 - بردية إيجرتون 2 ( Pap. Egerton 2 )

    يقول النصارى : يرى غالبيه العلماء إنّ بردية إيجرتون ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني وأبعد هذه الآراء رجع بها إلى ما قبل سنه 150 م ، وهذه البردية تحتوي على أربعة نصوص من يوحنا .

    الرد :
    أولاً : لا يوجد في هذه البردية أيّ ذكر أنّ إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، فما علاقة هذه البردية في كشف هوية الكاتب ؟؟؟

    ثانياً : وجود نصوص في هذه البردية مشابهة لنصوص في انجيل يوحنا لا يثبت شيئاً في هوية الكاتب ، وعلى فرض أنّ هذه البردية اقتبست من إنجيل يوحنا فأقصى ما يمكن أن يُستفاد منها ، هو أن الإنجيل كان موجوداً في ذلك الوقت ليس أكثر ، ولا يمكن إثبات هويةالكاتب من خلالها أبداً ، فضلاً عن أن يذكر اسم يوحنا من الأصل ، فالكلام هنا هو مجرد تمويه ، ومحاولة لتكثير الكلام حتى يظن القارئ أنّ الأدلة كثيرة .

    ثالثاً : لقد قلنا سابقاً أن وجود بعض العبارات المتشابهة في المخطوطة أو البردية مع عبارات في الإنجيل ، لا يعني بالضرورة أنها مقتبسة منه ، بل جائز أنهم اقتبسوا من مصدر آخر ، كما أنه من الجائز أن هذه البردية والمخطوطة والإنجيل اقتبسوا من مصدر واحد ، أو أن هذه العبارات المقتبسة هي من الأقوال الشائعة في ذلك الوقت والتي تناقلتها الألسن من شخص لآخر ، فلا يمكن تحميل المسألة فوق ما تحتمل .

    رابعاً : لا ننسى أن هذه البردية مجهولة الكاتب .

    خامساً : هناك أشياء ذكرت عن المسيح في هذه البردية وليس لها وجود في الأناجيل ، فكيف يُفسر النصارى هذا ؟؟؟
    ألا يعني هذا أن هناك مصدراً آخر استقى الكاتب منه معلوماته ؟؟؟

    وهذه نبذة عن بعض ما جاء عن المسيح في بردية ايجرتون 2 :


    And when they where perplexed at the strange question, Jesus, as he walked, stood on the lip of the Jordan river, stretching out his right hand, filled it with (...) and sowed upon the (...). And the (...) water (...) the (...). And (...) before them, he brought forth fruit (...) much (...) for joy (...)
    ( Papyrus Egerton 2:Fragment 2 Recto )


    الترجمة :
    ( عندما كانوا محتارين بسبب سؤاله النادر ، ذهب يسوع إلى ضفاف نهر الأردن ، ومدّ يده اليمنى وملأها من (...) وبذر (...) وال (...) ماء (...) ال (...) أمامهم ، وأخرج ثمرا (...) كثيرا (...) للسعادة ).

    وطبعاً الذي بين قوسين هو ما سقط من البردية ، وهناك محاولات من العلماء لوضع احتمالات تتوافق مع السياق ، ولكن هذا لا يهم الآن ، المهم أن المعنى العام مفهوم ، وهو أن المسيح سار إلى نهر الأردن وبذر شيئاً ( حبوب مثلاً ) ، ثم أخرج ثمراً ...
    فالسؤال الآن : أين توجد هذه القصة في الأناجيل ؟؟؟
    ومن أين استقى الكاتب هذه المعلومات ؟؟؟؟
    فلو قالوا انه اقتبسها من الإنجيل فنقول لهم أرجوكم دلّونا عليه أين هو ، وفي أيّ الأناجيل وأيّ إصحاح .
    وإن قالوا اقتبسها من مصدر آخر أو أن هذه الحكاية ربما مما اشتهر على السنة الناس ، نقول عندها : لما لا تقولوا نفس الشيء عن ما اقتبستموه من البردية ؟؟؟؟
    فبطل استدلالهم جملة بهذه البردية ولله الحمد والمنة أولاً وآخراً .

    7 - مخطوطة جون ريلاندز ( ب 52 : P 52) والتي تحتوى على ( يوحنا 31:18 – 34، 37-38) وقد اكتشفت في صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بين سنه 117 إلى 135م .
    الرد :
    طبعاً الكلام على هذه المخطوطة كسابقتها ، فالمخطوطات إجمالاً لا يمكننا من خلالها إثبات اسم الكاتب ، وأقصى ما يمكن الاستفادة منها هو زمن الكتابة لا اسم الكاتب .
    بمعنى آخر أن حصولنا على مخطوطة لبعض المقاطع من إنجيل يوحنا تعود لسنة كذا أو سنة كذا ، لا يعني أن الكاتب هو يوحنا ، فالمخطوطة تكشف لنا زمن الكتابة وليس هو هوبة الكاتب ، ولا أدري كيف يدرج المسيحيون هكذا أشياء ضمن الأدلة .
    ثم أنّ هذه البردية ( ب 52 ) ليس فيها إلا بضع كلمات ، وهذه صورتها :








    هذه هي كل البردية ، فعجباً لمن يتعلق بالسراب ويعتقد أنّه ماء .

    8 - يوستينوس الشهيد ( 100 ، 110 – 165 ) .
    يقول النصارى أنّ يوستينوس أو جستين الشهيد اقتبس كثيراً من إنجيل يوحنا ، وهذا يدل على شهرة هذا الإنجيل .
    الرد
    أولاً : لم يذكر يوستين الشهيد أنه اقتبس هذه الأشياء من إنجيل يوحنا ، فيُحتمل أنه اقتبسها من غيره ، أو أنّ هذه العبارات كان مما تناقلها الناس ودرجت بينهم .
    ثانياً : حتى لو فرضنا جدلاً أنه اقتبسها من إنجيل يوحنا ، فكيف نعرف الكاتب ؟؟؟
    فما اقتبسه يوستينوس يؤكد في أحسن أحواله وعلى أعلى تقدير أن يوستين الشهيد اقتبس من الإنجيل ، ولكن السؤال يبقى من هو كاتب هذا الإنجيل ، وهذا ما لم يستطع النصارى إثباته .

    ثالثاً : يجب أن لا يغيب عن بالنا أن يوستين هو من مواليد القرن الثاني ( 110 – 165 ب م ) ، يعني أنه لا يعرف يوحنا ولم يلتق به ، ولو فرضنا جدلاً أنه قال بوضوح أن إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، يبقى السؤال مطروحاً : من أين حصل على هذه المعلومة وهو لم ير يوحنا ولا سمع منه ؟؟؟
    وهكذا تبقى عندنا حلقة مفقودة لا يمكن تقييمها إلا بمعرفة الواسطة التي عرف بها ذلك ، أما الكلام هكذا بالظنون فلا ينفع ، والظن لا يغني من الحق شيئاً .

    9 – كتب الأبوكريفا وكتب الهراطقة
    ( وهذه الأدلة سخيفة جداًُ ، ولكن سوف نمر عليها حتى نقلع كل يعلق في أذهانهم من أوهام ، وسوف أضرب مثلين اثنين على نوعية هذه الامثلة والرد عليها ) .

    أ - العظات الكليمندية
    يقول النصارى : كتبت العطات الكلمندية في بداية القرن الثاني ، وأشارت إلى الأناجيل الأربعة بعبارة " أناجيلنا " ، واقتبت بضع نصوص من إنجيل يوحنا .
    الرد
    نقول : هذا لا ينفع ولا يفيد شيئاً في معرفة الكاتب فقول العظات الكلمندية ( أناجيلنا ) لا يثبت أن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا .
    ماذا لو قال للنصارى قائل ، بل نستنتج منها أن يوحنا ليس هو الكاتب ، فماذا يجيبوه ؟؟؟
    أو ماذا لو قيل لهم بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرحوا إنجيل يوحنا وترفضوه أو تقبلوا العظات الكلمندية على أنها وحي أيضاً وليست أبوكريفا ؟؟؟
    أليس هذا الكلام أوجه وأحق بالاعتبار من كلامهم ؟؟؟
    استدلال غريب فعلاً ، وما هو إلا محاولة لتكثير الأدلة بأيّ ثمن ، حتى يتوهم من يسمع بذلك أن كاتب إنجيل يوحنا لا يمكن أن يكون مجهول لكثرة الأدلة ، فيظن أنّه لا يمكن أن تكون كلها ضعيفة ، بل ولا بد أن يوجد فيها أدلة قوية .

    ب - كتاب البطاركة الأثنى عشر
    يقول النصارى ، كتاب البطارقة الذي كتب في بداية القرن الثاني سنة 130م هذا الكتاب يتحدث عن المسيح بألقابه التالية " نور العالم " ، " المخلص " ، " ابن الله " ، " الابن الوحيد " ، " حمل الله " ، " الله الآتي في الجسد " ويقول " الروح يشهد للحق" وهذه كلها مأخوذة مباشرة من الإنجيل للقديس يوحنا .

    الرد
    طبعاً هذا لا يمكن أن يُسمّى دليلاً ولا حتى شبه دليل .
    هل إذا ذكر كتاب البطاركة هذه الألقاب نستنتج منها أن كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي ؟؟؟؟
    هل يريدوا منا أن نصدق هذا الكلام المرسل ؟؟؟
    وماذا لو سألناهم السؤال السابق :
    ماذا لو قيل لهم بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرحوا إنجيل يوحنا وترفضوه أو تقبلوا كتاب البطارقة على أنه وحي أيضاً وليس أبوكريفا ؟؟؟

    10 – الأدلة الداخلية للإنجيل .
    يقول قاموس الكتاب المقدس في إثبات كاتب إنجيل يوحنا من داخل الإنجيل نفسه ( وهذا ما يسمى بالأدلة الداخلية ) :
    1- كان كاتب الإنجيل يهودياً فلسطينياً، ويظهر هذا من معرفته الدقيقة التفصيلية لجغرافية فلسطين والأماكن المتعددة في أورشليم وتاريخ وعادات اليهود، (يوحنا 1: 21 و 28 و 2: 6 و 3: 23 و 4: 5 و 27 و 5: 2 و 3 و 7: 46-52 و 9: 7 و 10: 22 و 23 و 11: 18 و 18: 28 و 19: 31). ويظهر من الأسلوب اليوناني للإنجيل بعض التأثيرات السامية فيه.

    2- كان الكاتب واحداً من تلاميذ لمسيح ويظهر هذا من استخدامه ضمير المتكلم الجمع (يوحنا 1: 14). وفي ذكر كثير من التفاصيل الخاصة بعمل المسيح ومشاعر تلاميذه (يوحنا 1: 37 و 2: 11 و 17 و 4: 27 و 54 و 9: 2 و 11: 8-16 و 12: 4-6 و 21: 22 و 13: 23-26 و 18: 15 و 19: 26 و 27 و 35 و 20: 8). ويتضح من يوحنا 21: 24 أن كاتب هذا الإنجيل كان واحداً من تلاميذ المسيح.

    3- كان كاتب الإنجيل هو (( التلميذ الذي كان يسوع يحبه )) (يوحنا 13: 23 و 19: 26 و 20: 2 و 21: 7 و 20 و 21 وقارن هذه بما جاء في 21: 24). وكان هذا التلميذ هو يوحنا نفسه.
    الرد
    وطبعاً هذه الأدلة واهية ، بل أوهى من بيوت العنكبوت ، وسأمر عليها سريعاً :

    ( أولا: قولهم كان الكاتب يهودياً فلسطينياً ) .

    أقول فكان ماذا ؟؟؟
    اليهود في فلسطين كانوا كثر ولم يكن يوحنا الوحيد يهودياً !!!
    ثم إنّ أصحاب القاموس يحتجوا لذلك بأنه كان يعرف تاريخ اليهود وعاداتهم ، وأنا أقول : وماذا في هذا ؟؟؟
    فهل كل من عرف تاريخ اليهود وعاداتهم صار يهودياً ؟؟؟
    ألا يوجد من غير اليهود من يعرف أعيادهم ؟؟؟؟
    وغيرهم أضاف أنّ كاتب الإنجيل يقتبس من العهد القديم ، فدل أنه كان يهودياً .
    فنقول لهم : هل كل من يقتبس من العهد القديم وجب عندهم أن يكون يهودياً ؟؟؟
    مالهم كيف يحكمون ؟؟؟

    لماذا لا يكون هذا الشخص الذي كتب الإنجيل غير يهودي ولكنه ضليع في اللغة العبرية ، كأن يكون مثلاً أجنبياً يعيش ويعمل بين اليهود لسنين طويلة فتعلم لغتهم وأتقنها وعرف عاداتهم وتاريخهم ؟؟؟

    ثانياً : ( كان الكاتب واحداً من تلاميذ لمسيح الكاتب أيّ أنه كان شاهد عيان ) .

    وأنا أقول وما أدراهم أنه شاهد عيان ؟؟؟؟
    سيقولوا ( لأنه يروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ الأولين وتعليقاتهم وأحاسيسهم ) .
    أقول ، ولماذا يوجب عندهم أنّ من يصف مشاعر التلاميذ يوجب ضرورة أن يكون واحداً منهم أو أن يكون شاهد عيان ؟؟؟؟
    لماذا لا يكون هذا الوصف مما سمعه من بعض الناس فكتبه وأثبته في الإنجيل ؟؟؟
    وها هو لوقا يصف في إنجيله أيضاً ويروي بسهولة ويسر مشاعر التلاميذ وتعليقاتهم وأحاسيسهم ، وهو باعترافهم ليس شاهد عيان للأحداث ولا واحداً من التلاميذ الإثني عشر ولم يكن من تلاميذ المسيح على الإطلاق .
    وكذلك حتى أسفار الأبوكريفا ( الأناجيل والرسائل المزورة كأنجيل مريم وإنجيل توما ) فيها وصف دقيق لأحاسيس وتعليقات التلاميذ ، بل تعليقات المسيح وكلامه وأفعاله ، ومع ذلك لا يؤمنوا بقانونيتها ، بل يقولوا أنها ليست إلهية وهي منحولة مزورة .

    النتيجة أن اسشهادهم ضعيف جداً وساقط مردود .

    ثالثاً : ( كان الكاتب هو التلميذ الذي يحبه يسوع ) .

    ونحن نسألهم ، ما هو الدليل أنّ التلميذ المحبوب هو يوحنا نفسه ؟؟؟؟
    لا يوجد دليل أبداً ، وأنا أطالبهم بإثبات ذلك ، وأقول لهم ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
    ولقد حاولوا إثبات ذلك ولكن كل ما أتوا به هو ضروب من الظن ، والظن لا يغني من الحق شيئاً .
    ونقول لهم ، ولو فرضنا جدلاً أن يوحنا هو التلميذ المحبوب ، فمن أين لكم أنه هو الكاتب ؟؟؟؟
    فإن استدلوا بـيوحنا 21 : ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) ، فنقول أنه استدلال باطل وقد عالجناه في ردّنا على دليلهم الأول .
    هذا ما استدل به القاموس ، وزاد غيرهم أنّ الكاتب كان تلميذا ليوحنا المعمدان لأنّ إنجيل يوحنا تحدث في فاتحة الإنجيل عن رسالة يوحنا المعمدان. وذكر الأحداث بشيء من التفصيل .

    فأقول :
    وما الذي يجعله تلميذاً ليوحنا ؟؟؟؟
    سيقولوا لأنه يصف بدقة الأحداث التي جرت مع يوحنا .
    أقول ولكن لوقا ومرقص أيضاً وصفا الأحداث ( بدقة ) وهم ليسا من تلاميذ يوحنا بلا شك ، بل ولا حتى من تلاميذ المسيح نفسه ، وحتى أن إنجيل لوقا تحدث عن يوحنا المعمدان أكثر بكثير مما كتبه كاتب إنجيل يوحنا عن يوحنا المعمدان ، بل وذكر ولادته ، ووصف بدقة كيف كانت حالة والديه ، وكيف جاء الملاك وبشرهم بيوحنا ، وكيف كانت كلمة الله عليه ، وحدثنا أيضاً عن الشعب ووصف بدقة كيف كان الشعب ينظر ويفكر في نفسه عن يوحنا لعله المسيح ( لو 3 :15 ) وغير ذلك ، فهل ترى أن لوقا كان تلميذاً ليوحنا ؟؟؟؟
    والله إن في دليلهم هذا تعسف و تكلّف شديد وبعد عن الصواب .

    ويخلصوا بعد هذا إلى أن الكاتب هو يوحنا .
    فاعجبوا لهذه الأدلة :
    الكاتب كان يهودي ، وكأن يوحنا هو الشخص الوحيد الذي كان يهودياً في التاريخ .
    الكاتب من فلسطين ، وكأن يوحنا هو الوحيد من سكن في فلسطين .
    الكاتب كان شهود عيان لأنه يصف تعليقات التلاميذ ، وكـأنه إمتنع واستحال أن يكون سمع هذه المعلومات من غيره ، أو كأنه استحال أن يكون اقتبسها من غيره .
    الكاتب كان تلميذا ليوحنا المعمدان لأنه يصف أحداث جرت مع يوحنا المعمدان، وكأنه استحال وامتنع أن يصف أحداث جرت مع يوحنا إلا من كان تلميذاّ له ، وكأنه امتنع أن يكون سمع هذه المعلومات من الغير .

    ثم بعد ذلك يأتوا بكل بساطة ليستنتجوا أنّ يوحنا هو الكاتب .

    ثم لو أنّنا اتبعنا نفس طريقتهم سوف نصل أيضاً إلى أن أناجيل الأبوكريفا هي أيضاً كلمة الله ، فسأضرب مثالاً على ذلك من إنجيل بطرس وهو من الأبوكريفا .

    إنجيل بطرس ، المقطع الثاني ( 2 ) أيضاً يقتبس من العهد القديم مثل قوله أن جثة الميت لا تبت على الخشبة ( الصليب ) ، وهذه مقتبسة من التثنية ( 21 : 23 ) ، فهذا حسب قولهم يدل أن الكاتب هو يهودي ، لأنه يعرف عادات اليهود .

    وكاتب إنجيل بطرس ( 3 ) يعرف أعياد اليهود ، إذا يقول أن هيرودس أسلم المسيح للشعب قبل عيد الفطير .

    وأيضاً إنجيل بطرس يصف الأحداث بدقة ، فيصف ما قاله هيرودس وكيف غسلوا أيديهم منه وكيف أسلمه لليهود وكيف لطموه واستهزؤوا به ، ووصف الحوار الدائر بينه وبين اللصين وغيرها كثير ..
    فما رأيهم الآن ، هل الكاتب شاهد عيان وأحد التلاميذ ؟؟؟؟

    بل أزيدهم من الشعر بيتاً أنّ إنجيل بطرس فيه شهادة أقوى من أدلتهم بكثير ، إذ يشهد لنفسه في الفصل الرابع عشر( 14 ) بكل صراحة أن بطرس هو الكاتب فيقول :
    (( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر )) .

    فما رأيهم ، ألا يصبح إنجيل بطرس أكثر مصداقية في هوية كاتبه من هوية كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟
    أليس لو أننا اتبعنا نفس منطقهم في إثبات كاتب ما ، سوف يتكون لدينا نتيجة في الأبوكريفا أحق وأوجه من نتيجتهم في إنجيل يوحنا ؟؟؟
    وفي الحقيقة نحن نطالب بالدليل على أنّ كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي .
    والدليل لا يمكن أن يكون داخلياً ، وإنما أنا ناقشته تبرعاً وليس لأني أعتبره وجيهاً .
    فلماذا لا يمكن إعتبار الأدلة الداخلية ؟؟؟
    أكثر ما يمكن أن تقدمه الأدلة الداخلية هو الإشارة إلى اسم الكاتب ، وحتى لو فرضنا أنّ الكاتب موجود اسمه بكل وضوح ، يعني مثل عبارة ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) ، فلا يمكن الاعتداد بها .
    لماذا ؟؟؟؟
    لأنه لا يستبعد أن يقوم أحد بتلفيق هذا الإنجيل ثم ينسبه إلى أحد الحواريين بأن يضع اسم يوحنا أو يقول فيه ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) .

    فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك ، إذ أنه من السهل على كل من أراد الكذب والتلفيق أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتباً .

    وها هو إنجيل بطرس يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر :
    (( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر )) .

    ومع ذلك فهم لا يؤمنوا أن بطرس الرسول هو الكاتب ، ولا يؤمنوا أن هذا الإنجيل قانوني .
    وحتى لو قلنا لهم ولكن اسمه موجود بشكل صريح أنه الكاتب ، سيجيبوا أنّ هناك شخص آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه ، عندها سنقول لهم بأن كلامهم هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق .

    لذلك يجب الإثبات من الأدلة الخارجية على السند المتصل لهذا الإنجيل ، والسند المتصل هو مثلاً أن يخبر تلاميذ يوحنا أنهم شاهدوا يوحنا يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ يوحنا ) أن يوحنا بن زبدي هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .

    وهناك شيء آخر وهو أنه يجب إثبات أن إنجيل يوحنا الذي بين أيدينا هو نفسه ما ينقله التلاميذ دون زيادة أو نقصان ، كأن ينقلوه مشافهة أو يكتبوه كاملاً ثم يقولوا هذا إنجيل يوحنا ، هذا إذا أضفنا شرط التواتر الذي يصل معه الكتاب المقدس إلى المستحيل .

    في الحقيقة لو توفرت مثل هذه الشروط فعندها نستطيع أن نخبر بكل ثقة عن هوية الكاتب ، لكن أن نأتي إلى الظنون في بعض العبارات الداخلية ثم نستنتج أنه يهودي لأنه يجيد العبرية ويعرف عادات اليهود ، وأنه من فلسطين لأنه تكلم عن بعض المناطق الجغرافية فيها ، وأنه شاهد عيان لنقله حوار دار بين التلاميذ ثم نخلص إلى أن الكاتب هو يوحنا من خلال هذه الظنون ، فلعمري لو أن هذا دليلاً لما بقيت دعوى عارية عن الدليل ، ولأصبح كل من يدعي شيئاً قادراً على إثباته .

    هذا وقد حاولت بعون الله وتوفيقه تقصي ما يمكن الاستشهاد به حسب طاقتي ، هذا وأنا واثق أني أحطت بأقوى وأقصى ما يمكنهم الاستشهاد به وهي اثنتين ، الأولى شهادة اريناوس بحكمه تلميذ بولكاربوس تلميذ يوحنا ، والثانية استشهادهم بيوحنا ( 21 : 24 ) ، وسوف أحوال إن شاء الله أن أقدم المزيد حول هذا الإنجيل إذا وفقني الله وأعانني ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    كيف اُمِرَ الرّسول بقتال النّاس؟
    قول الله تعالى ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخى الحبيب
    للرفع
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    530
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    19-02-2021
    على الساعة
    05:27 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    جزاك الله كُل خير أخينا في الله Abou Anass ، وجعل الله طرحك لهذه الفريه والمدسوسه اليهوديه الإسرائيليه النتنه ، والرد عليها في ميزان أعمالك الطيبه عند الله .

    ونستميحك عُذراً بهذه المُداخله ، أنت وأخينا في الله الأخ الفاضل عبد الرحمن جزاهُ الله خيراً على سهره وتعبه وتلقيه لما يصل لهذا المُنتدى هو وبقية زملاءه الأكارم من ردود ومُداخلات وأشتراكات .

    أولاً هذا السافل المسخ الخنزير زكريا بطرس طرحها بطريقه أُخرى ، ولا أذكر ما أستدل به من مصادره ، بأنها إمرأه كبيره في السن وعجوز ، وبأن رسول الله وضعها بين جملين ، وتم سحبها إلى جهتين حتى قُطعت إلى نصفين ، رغم توسلها لهُ بأن يعفو عنها " قطعه الله إى نصفين هو وواضع هذه الفريه .

    " إنه لا ينتطح فيها عنزان "

    ولذلك لا نلوم المسيحيين عندما قبلوا ما كتبه لهم اليود بأن المسيح خاروف ، وهذا الساقط يُريد أن يجعل من خير الخلق وأطهرهم على الإطلاق " عنز " وتلك المرأه " عنز " ويُساويها برسول الله .

    التافه مؤلف هذه الفريه ولن يكون أكثر من عميل لليهود ، أو أنه يهودي ، هؤلاء الذين جعلوا من المسيح خاروف ، وهذا الخاروف هو إله ورب للمسيحيين " أُهناك إحتقار من اليهود للمسيحيين أشد من هذا الإحتقار " هذا الراوي الساقط جعل من العمليه عملية إغتيال وتصفيه للخصوم ، وتناطح معاز أو معزى ، يجعل أن رسولنا الأكرم يجعل من نفسه عنز ويضع رأسه برأس إمراه تافهه تدس أنفها بشؤون الرجال ، وأنها عنز ، وتناطح معزى مع بعضها البعض " تباً لمن قبل هذا وتباً لكُل يدٍ كتبته لتوصله لزكريا بطرس وأمثاله عن رسول الله .

    وكأن رسول الله سيجعل من الجزيره العربيه مملكه لهُ لوحده ولا يُريد أن تُناطحه فيها إمرأه ، كلام سخيف وحقير كحقارة من قال به وحقارة من قبله ووثقه في الكُتب ، فالتافهون والساقطون وحتى الأعداء يُلقون بملايين الأطنان من الكلام ، ولكن العيب كُل العيب فيمن ينقل عنهم من جيل إلى جيل ، ويوثق أقوالهم ، ومن ناقل إلى ناقل وعبر 1400 عامٍ ونيف ، والحُجه حديث أو روايه ضعيفه أو موضوعه ، ما دام الأمر كذلك ، لماذا يتم القبول للنفايات والزباله ووضعها في الكُتب وتوثيقها ، ما دامت ضعيفه أو على الٌأقل موضوعه ، أو لا يقبلها مجنون على رسولنا الكريم وهذا الدين العظيم .

    مُحمد يشتد عليه هجاء إمرأه ، هذا العطيم الذي لم تهزه لا الريح العاتيه ولا العواصف عن تبليع ما أمره الله به ، يشتد عليه كلام إمرأه عجوز مُخرفه أو مجنونه ، ليضع رأسه برأسها ، والرسول يقول " من لي بها " لعائن الله عليك يامن وضعت هذه المدسوسه والإسرائيليه ، وسُحاسب الله من قبلها ووثقها وأوصلها حتى وصلت لزكريا وأمثاله .

    وهذا السافل يقول بأن قول النبي " لا تنطح فيها عنزان " قد ذهب مثلاً وهو كاذب لأنه لا مثل في هذا ، كما هو سافل ومُنحط وكاذب بإفتراءه على من يتلقى وحي ربه " من قتل نفساً بغير نفس فكانما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " وتلقيه من ربه " أن قاتل النفس البشريه بغير حق مُخلد في نار جهنم " وإذا كان رسول الله يريد قتل أحد فكما أوردت أخينا في الله كان من الأولى قتله لتلك اليهوديه التي سممت لهُ الشاة وقدمتها لتقتله ، وكانت قاتله لهُ لا محاله لو أكل من تلك الشاة ، ومات صاحبه كما ورد ، كيف يترك هذه ويُرسل " قاتل مأجور " لقتل عجوز لمُجرد كلام قالته .

    أوردت أخي في الله " والراوي عنه محمد بن إبراهيم الشامي ؛ كذاب أيضاً ، وقال ابن عدي - وتبعه ابن الجوزي - :"هذا مما يتهم بوضعه محمد بن الحجاج " .قلت : وهو كذاب خبيث ؛ كما قال ابن معين ، وهو واضع حديث الهريسة . لكن الواقدي متهم بالكذب .

    بما أن الأمركذلك والقضيه قضية وضاعين وكذابين وخُبثاء...إلخ ، وأن هذا الثوب الأبيض والمحجة البيضاء قبل البعض بوضع بعض النقُط الوسخه السوداء من قبل هؤلاء الكذابين والوضاعين والخُبثاء ، إذا كان الأمرُ كذلك فهل نلوم زكريا بطرس أم نلوم من قبل هذا الجنون ووثقه في كُتبه وقيل عنهُ بأنه عالم ، وعلينا أخذ ما أورده والوقوف حيثُ وقف ، ولذلك قُلنا لمن قال لنا قف حيثُ وقف القوم ، قُلنا لهُ قف أنت حيثُ وقف القوم حتى تُدمى قدماك وتُصاب بالروماتيزم .

    لأننا لن نقف حيثُ وقف القوم ، إلا بما صح ووافق هذا الإسلام العظيم ، ولن نقف عند ما وقفوا عنده ويُسيء لله ولوحيه ولنبيه مُحمد أطهر خلق الله ، بل سنرفض كُل ما يُسيء لهذا الدين العظيم ، ولن نقبله كما قبلت النصارى ما كتبه لهم اليهود بأن ربهم وإلاههم عباره عن خاروف .

    أما حديث " الهريسه " وسماه زكريا بطرس " الكُفيت " وظننته وقت مُناقشته لذلك يتحدث عن " الكُفته " لأننا لم نسمع بهذه الهريسه أو الكُفيت من قبل .

    ولكن سؤآلُنا هل زكريا بطرس يأتي بكُل بشيء من عنده لا ، بل من كُتب من نصبوا من أنفسهم عُلماء وحُسبوا على هذه الأُمه .

    ولكن حتى لا يُحاسبنا الله على كلامنا ، فالمثل العربي يقول " الغائب علمهُ معهُ " أي الغائب عذره معهُ ، ونحنُ نلتمس لمثل هؤلاء الذين في كُتبهم مثل هذا العُذر ، بأن ذلك من المدسوسات التي وُضعت في كُتبهم ووُثقت جيداً بعد رحيلهم لربهم .

    واليهود قادرون ولهم اليد الطويله لمثل ذلك ، هؤلاء الذين كتبوا للمسيحيين أناجيل من عندهم وكتاباً مُكدساً ، وجعلوا من ذلك كتاباً وديناً للمسيحيين ، وعلى مدار أكثر من 1700 عام ، وأضلوا مليارات المسيحيين ، ومن يُدافع عن ذلك وتلك مُصيبه " المسيحيون أنفسهم "

    ولذلك لا نحتسب في مثل هذه الروايات الكاذبه والمدسوسات اليهوديه إلا الله سُبحانه وتعالى ، الذي تكفل بأن يجعل من أثمة مُحمد من يكتشفها من أول كلمةٍ فيها .
    وكفى بالله كافياً وكفى به كافياً لرسوله وعبده مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم .

    عمر المناصير 29 مُحرم 1431 هجريه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    51
    آخر نشاط
    14-05-2015
    على الساعة
    01:31 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اللهم إقتص من زكريا بطرس الدجال
    اللهم ارنا فيه من انواع العذاب ما لا عين رات ولا اذن سمعت
    اللهم لا تجعله يموت حتى تنهش الكلام من لحمه بما افترى على رسولك كذبا
    اللهم ارنا فيه الوان من العذاب التى لم نرى مثلها ابدا بما افترى عليك سبحانك كذبا
    اللهم اجعل له ذابا صعدا فى الدنيا والاخره يا رب العالمين
    اللهم عجل له نصيبا من عذاب الاخره فى الدنيا يا رب العالمين

    آآآآآآمين آآآآآآمين آآآآآآمين آآآآآآمين آآآآآآمين آآآآآآمين

    سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    2
    آخر نشاط
    29-03-2010
    على الساعة
    03:54 PM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا و نفع بكم المسلمين

رفع شبهة مقتل عصماء بنت مروان

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على شبهة مقتل أبيّ بن خلف
    بواسطة أسد الجهاد في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-05-2011, 07:38 PM
  2. الرد على : مقتل عصماء بنت مروان
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-03-2010, 03:19 PM
  3. دفاع عن رسول الله (للشاعر د.ابو مروان)
    بواسطة بن رشد في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-05-2008, 01:30 PM
  4. فخ العولمة .. خطبة عصماء.. لإمام الحرم المكي .. عبد الرحمن السديس
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-03-2006, 01:22 AM
  5. مقتل الملعون كعب بن الأشرف
    بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-02-2006, 10:53 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

رفع شبهة مقتل عصماء بنت مروان

رفع شبهة مقتل عصماء بنت مروان