رد الشبهات : مفهوم وأساليب

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

رد الشبهات : مفهوم وأساليب

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رد الشبهات : مفهوم وأساليب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    18
    آخر نشاط
    08-06-2010
    على الساعة
    06:58 PM

    افتراضي رد الشبهات : مفهوم وأساليب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أحمد الله تبارك وتعالى ، وأصلي وأسلم على رسوله وخيرته من خلقه ، ومصطفاه من رسله سيدنا محمد رسول الله ، بعثه بالحق بشيراً ونذيراً ، فبلغ الرسالة ، وأَدّى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجعلنا على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :



    في البداية أحب أن أوضح أن هذه المشاركة ليست قولاً فصلا أقول به وخاصة وفي هذا الموقع الطيب من هم أهلٌ عني للإضلاع بهذا التوجيه ولكنها نوع من أنواع المدارسة بين إخواني فضلا عن أنها من قبيل التذكرة المحمودة مصدقا لقوله تعالي " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ "

    وحديثنا عن الحوار مع الأخر ورد الشبهات
    1 – أنواع الرد علي الشبهات
    2 – زاد الداعية في كل نوع
    3 – آداب الحوار مفهم وأساليب

    أنواع الرد علي الشبهات

    إن الرد علي الشبهات قد يكون له أساليب ثلاث:-
    الأول منها : وهو نقل كلام احد أهل العلم بتمامه في رد الشبهة, كان يكون هناك رداً علي تلك الشبهة قام به احد أهل العلم كفتوى شرعية او كرد مفصل

    الثاني : وهو الجمع لأقوال أهل العلم : وهو كأن يقوم القائم بالرد علي الجميع بين أقول أهل العلم وترتيبها وعرضها كمقال ردا علي الشبهة من وجوهها المختلفة .

    أما الثالث : وهو أن يكون القائم برد الشبهة من عندياتة وبفهمه مسترشدا فقط بأدلة من القران والسنة مستأنسا بكلام أهل العلم , ولا يتوهم البعض أن هذا النوع مثيل النوع السابق فبينهم فارق وهو ان النوع الثاني اقتصر دور القائم بالنقل علي تحديد أوجه الشبهة ونقل ردا عن كل وجه أما النوع الثالث فهو أوسع من سابقة ويقوم صاحبة باستنباط الذلة بنفسه وعرضها


    زاد المسلم في رده للشبهات

    يجب أولا أن يكون المحاور علي علم تبعا لما سيقوم به فإن كان نقلا مجردا من التدخل أو كان نقلا بانتقاء بين أقول أهل العلم في المسألة أو غيرها فلا يلزم أن يكون عالما أو مجازا . ولكنه يشترط فيه عدة شروط , فلابد أن يكون عالما للشبهة ووجوها كي لا يقوم بنقل ردا لا يحيط بالشبهة فيكون ردة ضعيفا مخيبا ناصرا للطرف الأخر رغم ان الحجة لدية والحق معه, فضلا عن وجوب نقله عن أهل العلم الثقات ولا ينقل فقط أي ردا قام به من قام للرد فقط علي المخالف .
    أما النوع الثاني وهو أكثر الردود المجودة بالمنتديات - فهو يحتاج إلي بصيرة وعلم ودراية فلابد للقائم به أن يكون علي علم بما ينقل سليم الاعتقاد واعيا لمقاصد ألفاظ العالم الذي ينقل عنه ومنهجه فتجده مثلا ينقل عن ابن جرير الطبري – وهو العالم المدقق المحقق – ظنا منه انه ما كان ليكتب شيء في كتبه لا يقبله وهذا مثلا لان ابن جرير الطبري لم يشترط الصحة فيما ينقل في تفسيره واذكر هنا أن احدهم قام مرة بالقول بان الحكام يجيز التوسل بالبني صلي الله علية وسلم بعد وفاته واستدل علي هذا بان اخرج في مستدركة أحاديث تثبت ذلك – وهذه الأحاديث مع التحقيق ضعيفة – وهذا لا يجوز ولا يصح أن تستنبط عقيدة شخص من بين ثنايا سطوره لأنه قد يكون مثلا ساقها صارفا لمعناها , كذا كقول بعضهم في الرجال ليس بشي فيظن أن هذا الكلام معناه التضعيف ولكن هذا المصطلح لدية يعني ليس بشي يطعن فيه فهو لدية مقبول . وغيرها من الأمثلة
    ويجب كذلك علي القائم بالرد من النوع الثاني ان يكون ملم بأصول الفقه وهذا مطلب هام وقولنا هنا ملم ليس بمعني عالم ولكن علي الأقل يكون قد انتهي من سماع سلسلة صوتية كاملة في هذا الفن أو تدارس كتاب في الأمر وإن كان قليل الحجم ونرشح هنا كتاب عبد الكريم الزنداني مثلا أو أبو زهرة
    ويكون ملم كذلك بعلم الحديث إلمام معقول فلا يمكن مثلا أن يأتي وينقل قول عالم بان الحديث فيه نكاره وهو لا يعلم معني النكاره ويجتهد فقط في معرفة هذا الاصطلاح لأنه قابلة في الرد هذا لا يصح ولا يليق وكتاب في العقيدة الإسلامية وأرشح رسائل ابن عثيمين . وكذا تطهير الجنان عن درن الشرك والكفران لمفتي قطر السابق ال بوطمي فهو كتاب لا يتجاوز الــ 50 صفحة من الحجم الصغير غلا أنه نافع بفضل الله , لأنه لا يمكن أن تحاور الأخر وأنت غير ملم بعقيدتك وهذا بابا هام فقد يجرك الحوار إلي قول قولا أنت لا توافق علية لو علمت انه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة , وكذا إلمام بعلوم القرآن فيجب ان يكون ملم بالناسخ والمنسوخ – لا أقول ان يكون عالما بل اقول ملم – وكذا بأصول التفاسير ليعلم انه ليس كل ما في التفاسير صحيح بل هو اجتهاد صاحبة قد يخطي ويصيب ولكن يتقيد فقط لو كان التفسير بالسنة , فهو هنا ليس اجتهاد ونشرح له التفسير الميسر او تفسير السعدي ولو أراد الزيادة فعلية بالطبري ثم من بعدة الكتاب المتاع أضواء البيان


    فغاية قولي يجب أن يكون المحاور القائم بالنقل عن أهل العلم عالما بما ينقل وبمنهج المؤلف ومعاني اصطلاحاته فضلا عن علمه العام بعلوم الإسلام فكيف تعيب علي النصراني انه يجهل كذا وكذا وأنت غير ملم الإلمام الكافي فيجب علي الأقل أن تكون مدرك للقرآن الكريم والبسيط من علومه وعلم الحديث وأصول الفقه والعقيدة الإسلامية
    فضلا عن معرفة المحاور لما في كتب القوم حتى يعرض عليها بعد هدم الشبهة ليبين له ما في كتابة وهذا هام ولكن يجب عليك عند هذا التعريض أن تكون منصف وان تلزم نفسك بما تلزم به النصراني عند الحوار وهو أن تنقل بأمانه وان لا تقطع جزء من النص وتخرجه من سياقه وان تبحث أولا في تفسيرات القوم وهذا كي تقوم بردها أيضا كي لا تكون هناك حجة لهم

    وعليك بعد هذا كله ان تبحث أولا بحث المجد المجتهد في كلام أهل العلم في موضوع الشبهة فاني والله لم أجد شبهة حتى الآن إلا وكان هناك ردا من أهل العلم عليها واذكر لك مثال حدث معي
    عرض علي بعضهم شبهة ان المسيخ الدجال كيف يدعوا إلي دين الإسلام وهذا في حديث الجساسة بأن قال للقوم عندما علم بان القوم اتبعوا محمد صلي الله علية وسلم افلحوا وفي هذا تذكية ولا يقوم بها من يحارب الإسلام ؟! ورغم أن الرد المنطقي جاهز إلا أني بحثت ولم اجد بحثت في كل من شرح كتاب البخاري وفي شروحات السنن ولم اقف علي ردا علي هذا الإشكالية ولكن وعند مطالعة شرح السيوطي وجدته يفرد لها وكان الشبهة القيت علية وهو يردها واختصر الرد هنا للإفادة فهو قال
    1 – قالها تبرما ( من الضيق الشديد ) وشرح الأمر وقال
    2 – قال بعضهم لم يرضي الحق سبحانه وتعالي أن يسب المسيخ نبيه وحبيبة فاجري الله عز وجل الحق علي لسانه , وقال أيضا
    3 – وقال بعضهم هو من قبيل المكافأة لمن نقلوا له الخبر لان هذا يعني أن أوان ظهوره قد دني
    وليس المقصود هنا مناقشته الآراء ولكن المقصود هنا التأكيد علي انك ان اجتهد بصدق نية وإخلاص عمل لله عز وجل فستجد بإذن الله الرد سبق إلية وكفاك عنه أهل السلف رضي الله عنهم أجمعين
    وكذا يجب علي القائم بالرد بعد أن يهدم الشبهة ان يقوم بذكر الحكمة الأهلية من الأمر لأنك لا تخاطب فقط النصراني بل هناك مسلمين . ويقلب الشبهة إلي إعجاز ولن تجد شبهة إلا وفيها بيان ودليل علي صدق النبوة وصدق هذا الدين القويم

    وإما النوع الثالث فأري – والله اعلم – الا يقوم به سوي العلماء أصحاب الإجازة لأنه أمر عظيم وليس بالهين


    ولا يظن البعض أني تشددت وضيقت من مجموع القائمين بالرد – فيعلم الله كم تساهلت في الأمر – ولو طرح الأمر علي احد مشايخنا لكان له قولا اشد من هذا بكثير ولكني وائمت بين المصالح والمفاسد بقدر الإمكان واسأل الله ألا أكون من الضالين

    ففي هذا قيل
    إذا كان من الحق ألا يمنع صاحب الحق عن حقه ، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه ، كما أن من الحكمة والعقل والأدب في الرجل ألا يعترض على ما ليس له أهلاً ، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤاً .

    من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من كان على الباطل .
    من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق .
    من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق .
    من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل .
    إذن ، فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح يؤتي ثماراً يانعة ونتائج طيبة .
    والذي يجمع لك كل ذلك : ( العلم ) ؛ فلا بد من التأهيل العلمي للمُحاور ، ويقصد بذلك التأهيل العلمي المختص .
    إن الجاهل بالشيء ليس كفؤاً للعالم به ، ومن لا يعلم لا يجوز أن يجادل من يعلم ، وقد قرر هذه الحقيقة إبراهيم عليه السلام في محاجَّته لأبيه حين قال :{ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً}(مريم:43).
    وإن من البلاء ؛ أن يقوم غير مختص ليعترض على مختص ؛ فيُخَطِّئه ويُغَلِّطه .
    وإن حق من لا يعلم أن يسأل ويتفهم ، لا أن يعترض ويجادل بغير علم ، وقد قال موسى عليه السلام للعبد الصالح :
    { قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } (الكهف:66) .

    من محاضرة صوتية بمكة المكرمة معنونة بعنوان أصول الحوار وآدابه في الإسلام .. فضيلة الشيخ صالح بن عبدا لله بن حميد

    ينبغي أن يكون المحاور ذا علم وقوة وقدرة، فإن بعض المحاورين قد يخـذل الحق بضعف علمه، فرغم أن الحق معه، إلا أنه لم يدعمه بالعلم القوي، فيضع نفسه في غير موضعه.
    لذلك فليس كل إنسان مهيأ للحوار، حتى وإن كان صاحب حق، فإنه ربما حاور بهدف نصر الحق فيخذل الحق؛ لضعف علمه وبصيرته، وربما حاور بجهل فيقتنع بالباطل الذي مع خصمه، وربما احتج بحجج باطلة، مثلما يحدث في بعض المناظرات والمحاورات التي تعقد، فلا يقتنع الناس بالحق الذي يحمله.

    لابد من الفهم وقوة العقل؛ ليدرك المتحدث حجج الخصم، ويتمكن من فهمها، ويعرف نقاط الضعف والقوة فيها، فيقبل ما فيها من حق، ويرد ما فيها من باطل.
    من رسالة أدب الحوار سلمان بن فهد العودة

    قال الإمام ابن تيمية أيضا: "كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرةً تقطعُ دابرَهم لم يكن أعطى للإسلام حقَّهُ، ولا وَفَىَ بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين".


    آداب الحوار مفهم وأساليب

    1 – الإخلاص فينبغي التجرد في طلب الحق وتوصيله إلى الآخرين، بحيث لا يكون همُّ المرء الانتصار لرأيه، وإنما همه طلب الحق وإيصاله للآخرين.
    2 – يجب ان تكون الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي
    3 - لقد قيض الله لهذا الدين أنصارا من أمم وشعوب شتى ينافحون عنه ، ويدعون إليه ، ويبينونه للناس ، فعلى من اختاره الله لهذه المهمة النبيلة أن يكون لبقا ، حكيما في دعوته ، وأمره ونهيه ، واضعا نصب عينيه قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ...) إن الكلمة الطيبة التي يلقيها الداعية الصادق في أذن امرىء شارد عن الطريق فيغرس بها بذرة الهداية في قلبه ، تعود على الداعي بثواب عظيم ، وأجر جزيل ، قال عنه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص من أجورهم شيئا)
    من مقال علي الشبكة للعضو زاحف بشبكة الفجر معنون بعنوان ادب الحوار

    4 - لا تتكلم بدون علم
    5 - كن صادقا .. لا تذكر شيئا كاذبا .. دين الله لا يحتاج للكذب فهو قوي بذاته .
    6 - لا ترد ردا علميا ضعيفا .. فيكون أهل الزيغ لهم أسلوب قوي وأنت بردك يظن الناس أن هذا هو رأي الدين
    7 - كن متأدبا في الكلام لا يستفزك الخصم فكم من قارئ لكلامك سيأسره خلقك قبل علمك , ولكن يرد علي هذا قيد وهو قد يضطر المحاور أن يكيل الصاع لخصمه المعاند المكابر , فعل هذا يجب التفريق بين نوعين مما تحاورهم المستفهم الجاهل والمعاند العارف بالحق , فقد يأتي نصراني يلقي شبهة قصها من مواقعهم وهو لا يبحث عن الحق في البداية , ولكن قد يجعلك الله سببا في هدايتة . فلا تفترض فيه المعاندة والمكابرة واصبر علية
    8 - ليس عليك هداهم ولكن عليك البيان فلا تلزم نفسك بما ليس لازما عليك
    9 - اعلم أنك لا تخاطب هذا الشخص بذاته ولكنك تخاطب كثيرا من القراء .. فلا تستخدم أسلوبا ينفر القراء منك بسبب أنك تستهدف ذلك الشخص فقط
    10 - لا تدعهم يسحبونك إلى تفريعات غير منتجة ولكن اسحبهم إلى النقاط الفاصلة وأحذر أن يتم تشتيت الموضوع بعدد من الشبهات فيضيع الرد بين ثناها
    11- اجعل أسلوبك سهلا للقراءة .. اختصر العبارات .. استخدم أسلوبا محببا لنفوس القراء
    12 - تعلم التوثيق .. وكتابة المراجع بل كل مرجع إن أمكن .. أنت بذلك ستنفع القراء أكثر بكثير من أفكارك الخالية من المراجع .
    من مقال أبو أحمد بشبكة الفجر بعنوان الحوار .. طرق وأفكار

    13 - لا تستخدم أسلوب التعالي أو التعالم لأنه قد ينفر البعض ولكن لا شي في إثبات علمك وإظهار جهل الخصم بغير تعالي
    14 - استعمال الصبر والرفق والمداراة، واحتمال الأذى ومقابلة السيئة بالحسنة، كما أمر الله -تبارك وتعالى- في ذلك في غير ما موضع من كتابه "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"[فصلت:34] رسالة أخـلاقيات الخـلاف سلمان بن فهد العودة

    وأنقل في الختام كلاما طيبا حو التنظير لقضية جدال أهل الكتاب

    أولا، التنظير لقضية جدال أهل الكتاب:
    لا شك أن الحوار مع الآخر جزء من الدعوة، ومصطلح "الآخر" الذي أطلق حديثا يقصد به غير المسلمين ومن يختلف معنا في العقيدة والدين، وإن كان الناس كلهم ينادون بالحوار معه، فإن الحوار مع غير المسلم يكاد يصل إلى حد الوجوب الكفائي، الذي إن قام به بعض العلماء والدعاة سقط الإثم عن الباقين، فهو واجب على الأمة من حيث العموم والشمول؛ لأن ترك الغير دون حوار يعني بقاءهم على ما هم فيه من الضلال والبعد عن توحيد الله تعالى؛ والأمة في مجموعها مأمورة برسالة البلاغ، وليس الإكراه، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم موضحا طبيعة الرسالة: (إن عليك إلا البلاغ)؛ ونحن لا نُكرِه أحدا على الدخول في الإسلام؛ لأن العقيدة هي أمر بين العبد وربه سبحانه وتعالى، قال تعالى: (لا إكراه في الدين)، وقال أيضا: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).. ولكن واجبنا هو الدعوة والبلاغ.

    وقد قال الإمام ابن تيمية في الجدال المذموم: "والمذموم شرعًا ما ذمّه الله ورسوله كالجدل بالباطل، والجدل بغير علم، والجدل في الحق بعدما تبين".
    وقال الإمام ابن تيمية أيضا: "كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرةً تقطعُ دابرَهم لم يكن أعطى للإسلام حقَّهُ، ولا وَفَىَ بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين".


    ويمكن سرد أهم الشروط التي يجب أن تتوافر فيمن يتصدى للرد على الشبهات المثارة على البالتوك فيما يلي:
    1- أن يكون مؤمنا صادقا مخلصا مجتنبا للكبائر، لأن الصغائر يقع فيها كل أحد، ولكنه يجاهد أيضا نفسه في البعد عن الصغائر، وهذه الحالة الإيمانية تكون من أسباب فتح الله تعالى على الإنسان، فيلهم الحجة بتوفيق من الله تعالى، مادام مخلصا له سبحانه.

    2- العلم بما يتكلم فيه، فلا يجوز أن يدخل الإنسان وهو ناقص البضاعة، ومن المرفوض عقلا وشرعا أن يدخل الإنسان في معركة بلا سلاح، لأنه يعرض نفسه للقتل، والجهاد ليس المقصود منه أن يُقتل المسلم، بل المقصود منه أن يقاتل العدو بكل ما أوتي من قوة، والمجادلة والمحاورة نوع من الجهاد الفكري.

    3- أن يطلع على ثقافة أهل الكتاب، وأن يقف على نقاط الضعف عندهم، وأن يكون على دراية بما يعرف بـ"مقارنة الأديان".

    4- أن يكون لديه علم بالتقنيات العلمية، بحيث يعرف إمكانيات الأداة التي يستخدمها، والخيارات والحيل التي يتيحها البرنامج الذي يعمل من خلاله، فيمكنه الاستفادة منه بأكبر صورة ممكنة، ويقي نفسه من أن يكون تحت أيدي الآخرين.. إذا كان لذلك سبيل، أو يكون عنده البدائل الممكنة.

    5- ألا ينجرّ في جزئيات وتفاصيل لا علاقة لها بالموضوع الأساسي محل النقاش، بل يكون محددا فيما يقول، منظما لأفكاره قبل أن ينطق بها، يدرك ما يقوله في كل جزئية، بحيث ينطلق من المعطيات إلى النتائج بتسلسل عقلي.

    6- أن يلتزم الحديث بالحسنى، فيقول عن الشيء الصواب أنه صواب، وعن الخطأ أنه خطأ؛ فهناك أقوال لعلمائنا خطأ وعلى العالم أن يحكم بخطئها، وندرك أن أقوال الرجال ليس لها قدسية عندنا خصوصا إذا كان أهل العلم قد ردوا عليها، ولكن القدسية للكتاب والسنة الصحيحة، أما اجتهاد العلماء فهو محل أخذ ورد، وقد يكون اجتهادهم صوابا لعصرهم، يناسب البيئة التي قيل فيها ولكنه قد لا يتناسب مع عصرنا، وأنه واجب علينا الرجوع إلى أقوال الأئمة المجتهدين في عصرنا.

    7- ألا ينجرّ إلى بعض الأمور المطروحة منهم، وأن ننطلق من الثوابت، والتأكيد على الكليات في المسألة، ويمكن التسليم لهم ببعض الأمور من باب استدعاء الحجة، كما فعل إبراهيم عليه السلام: (فلما رأى كوكبا قال هذا ربي)، (فلما رأي القمر بازغا قال هذا ربي) إلى آخر الآيات التي تختم بقوله: (يا قوم إني بريء مما تشركون).

    8- يحتاج المحاور نوعا من الشدة العقلية في بعض الأحايين، إن كان الخصم لا يرتدع إلا بهذا، ولذا قال الله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا)، فاستثنى الظالمين من الحسنى إن لم تجدِ معهم، ومعظم من يديرون حلقات البالتوك من النصارى على هذا المنوال؛ قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "فالظالم لم يؤمر بجداله بالتي هي أحسن، فمن كان ظالمًا مستحقًا للقتال غير طالب للعلم والدين فهو من هؤلاء الظالمين الذين لا يجادلون بالتي هي أحسن، بخلاف من طلب العلم والدين ولم يظهر منه ظلم، سواء كان قصده الاسترشاد، أو كان يظن أنه على حق ويقصد نصر ما يظنه حقًّا، ومن كان قصده العناد يعلم أنه على باطل ويجادل عليه فهذا لم يؤمر بمجادلته بالتي هي أحسن، لكن قد نجادله بطرق أخرى نبين فيها عناده وظلمه وجهله جزاءً له بموجب عمله".

    من فثوي بإسلام اون لين لمسعود صبري المدرس بقسم الشريعة بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة


    وهناك توجيه هام وهو عندما نجد محاور يحاور أخ مسلم والحوار متصل لا يصح أن نتدخل بسؤال نظن أنه يحرج الخصم ولكنه في ذات الوقت يشتت الموضوع ويكون باباً لإفلات النصراني , فاصبر وان كان لابد من تدخلك فأرسل علي الخاص لأخيك مستوضحا مستفهما علي انتهي هو من عرض أمرة وهل يمكنك التدخل


    ما سبق هو اجتهاد في جمع الأفكار وبلا شك فلدي الإخوة الأفاضل الزيادة والغني ولكنها من باب التذكير وقد يكون جانبي الصواب في شي منه فالتمس لأخيك تقصيره وقلة علمه فسبحان وساع كل شي علما

    والله ولي التوفيق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    66
    آخر نشاط
    06-03-2009
    على الساعة
    08:22 PM

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    2,339
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-04-2014
    على الساعة
    12:19 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    صدقت أخي في الله

    جعله الله في ميزان حسناتكم

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك وجزاكم خيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

رد الشبهات : مفهوم وأساليب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مفهوم الناسِخ والمنسوخ
    بواسطة ابن رشد في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 16-11-2007, 09:45 PM
  2. مفهوم المبارك في البايبل
    بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-03-2007, 07:57 PM
  3. مفهوم الالوهية
    بواسطة الليزر في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-06-2006, 09:12 PM
  4. مفهوم الوحي كما جاء في القرآن
    بواسطة السيف البتار في المنتدى فى ظل أية وحديث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-05-2006, 04:14 PM
  5. تصحيح مفهوم الأديان
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-06-2005, 09:09 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

رد الشبهات : مفهوم وأساليب

رد الشبهات : مفهوم وأساليب