بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ابن القيم رحمه الله " والأسباب المانعة من قبول الحق كثيرة جداً منها : الجهل وهذا هو السبب الغالب فإن من جهل شيئاً عاداه وعادى أهله , فإن إنضاف إلى هذا السبب بُغض من أمره بالحق ومعاداته له وحده كان المانع من القبول أقوى , فإن إنضاف إلى ذلك إلفه وعادته على ماكان عليه آباؤه ومن يحبه ويعظمه قوى المانع , فإن إنضاف إلى ذلك توهمه أن الحق الذى دُعى إليه يحول بينه وبين جاهه وعزه وشهوته وأغراضه قوى المانع من القبول جداً , فإن إنضاف إلى ذلك خوفه من أصحابه وعشيرته على نفسه وماله وجاهه كما وقع لهرقل ملك النصارى بالشام على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ,إزداد المانع من قبول الحق قوة , فإن هرقل عرف الحق وهمّ بالدخول فى الإسلام فلم يطاوعه قومه وخافهم على نفسه فإختار الكفر على الإسلام بعد ما تبين له الهدى"