رابعًا: إِنَّنِي مُسْلِمٌ وَلَسْتُ نَصْرَانِيًّا؛ لِأَنَّنِي لَا أَعْتَقِدُ بِعَقِيدَةِ الفِدَاءِ والصَّلْبِ الَّتِي لَا وُجُودَ لَهَا فِي الْقُرْآنِ الكَرِيمِ، وَلَا فِي سُنَّةِ النَّبِيّ العظيم، وَلَا فِي الْعَهْدِ الْقَدِيمِ، وَلَا عَلَى لِسَانِ يَسُوعَ المَسِيحِ قَطُّ؛ فَلَمْ يَذْكُرْ يَسُوعُ الْمَسِيحُ نفسه اسْمَ آدَمَ أَبَدًا وَهُوَ من المفترض صَاحِبُ الخَطِيئَةِ الأَصْلِيَّةِ؛ والَّتِي مِنَ المُفْتَرَضِ أَنَّ يَسُوعَ تَجَسَّدَ مِنْ أَجْلِهَا ليموت مصلوبًا...!

هَذِهِ العَقِيدَةُ تَتَنَافَى مَعَ عَدْلِ اللهِ I؛ فاللهُ I يُحَاسِبُ عَلَى أعْمَالِ كل إنسان؛ فمَن عمل صالحا فاز بالنعيم والملكوت ، ومن عمل سيئا عُذب بجهنم منعوت...
عَقِيدَةِ الفِدَاءِ والصَّلْبِ اخْتَرَعَها بُولُسُ فَضَلَّ وأَضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَبِيلِ، وتَبِعَ نهجَه أهلُ الكهنوت...

أَدِلَّتِي عَلَى أَنَّهَا تَتَنَافَى مَعَ عَدْلِهِ I فِي الآتِي:

أَوَّلًا: مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَالسُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ:

قَوْلُهُ I: ] وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُم كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)) [الأنعام).

قَوْلُهُ I : ] مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) [(النحل).

قَوْلُهُ I: ]مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أَنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَامٍ لِلْعَبِيدِ (46) [(غافر).

قَوْلُهُ]: I أَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) [(النجم).

قَوْلُهُ ]: I وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)) [النجم).

قَوْلُهُ]: I مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهِا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) [(الإِسراء).

7- قَوْلُهُ I: ] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِم ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) [ (الطور).

8- قَوْلُهُI ]:لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) [ (الممتحنة).

9- صَحِيحُ الْبُخَارِيّ بِرَقْمِ 2548 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ r حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ]:I وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا،يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ".

10- قَدْ يُقَالُ هُنَاكَ حَدِيثٌ يَدُلُّ عَلَى تَوَارُثِ الخَطِيئَةِ الأصْلِيَّةِ مِنْ آدَمَ...وجَاءَ فِي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ كِتَابِ ( تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r) بَابِ (وَمِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ). بِرَقْمِ 3002 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُم وَبِيصًا مِنْ نُورٍ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُم فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالَ لَهُ دَاوُدُ. فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً.قَالَ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: أَوْلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوْلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ: " فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيّ r.

قُلْتُ: إِنَّ الإِنْسَانَ مَا سُمِّيَ إِنْسَانٌ إِلَّا لِأَنَّهُ كَثِيرُ النسْيَانِ المُتَوَارَثِ عَنْ طِبَاعِ آدَمَ u:] وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) [ ( طه ).
فَالحَدِيثُ يَتَحَدَّثُ عَنْ تَوَارُثِ الطِّبَاعِ البَشَريَةِ لآدَمَ، ولَيْسَ عَنْ تَوَارُثِ الخَطِيئَةِ.....

يُدْللُ على مَا سَبَقَ بَيَانُهُ مَا جَاءَ فِي شَرْحِ الحَدِيثِ الَّذِي مَعَنَا فِي تُحْفَةِ الأحوزي قَالَ صَاحِبُها:
( فَجَحَدَ آدَمُ ) أَيْ: ذَلِكَ لِأَنْ كَانَ فِي عَالَمِ الذَّرِّ فَلَمْ يَسْتَحْضِرْهُ حَالَةَ مَجِيءِ مَلَكِ الْمَوْتِ لَهُ ( فَجَحَدَ آدَمُ): أَيْ: أَنْكَرَ آدَمُ
( فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ): لِأَنَّ الْوَلَدَ سِرُّ أَبِيهِ.
( فَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ): لِأَنَّ الْوَلَدَ مِنْ طِينَةِ أَبِيهِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَعْنَاهُ: أَنَّ آدَمَ نَسِيَ هَذِهِ الْقَضِيَّةَ فَجَحَدَ فَيَكُونَ اِعْتِذَارًا لَهُ إِذْ يَبْعُدُ مِنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يُنْكِرَ مَعَ التَّذَكُّرِ. اهـ


ثَانِيًا: مِنَ الكِتَابِ المُقَدَّسِ:

هُنَاكَ نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الكِتَابِ المُقَدَّسِ تَنْفِي عَقِيدَةَ الفِدَاءِ والصَّلْبِ تَمَامَ النَّفِيّ
وتُثبِتُ أَنَّ اللهَ لَا يُحَاسِبُ إِلَّا عَلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ والطالحة، ولا يحملُ أحدٌ ذنب أحدٍ مهما مُسِحَ من زيوت...
مِنْهَا مَا يَلِي:

" اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ ".
(سِفْرُ حِزْقِيَالَ 18/20 - 21 ).

2 - " لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوَّلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوَّلاَدُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ ".(سِفْرُ التَّثْنِيَةِ 16 / 24).

3- " بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ ". (سِفْرُ إِرْمِيَا 31/30(.

4- " الَّذِي عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ ". (سِفْرُ إِرْمِيَا32/19).

5 - " لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ، وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ ". (سِفْرُ أَخْبَاِر الأَيَّامِ الثَّانِيةِ 25/4).

6 - " فَإِنّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ ". ( سِفْرُ حِزْقِيَالَ 18/ 17 ).

7 - " أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارًّا فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارًّا الَّذِينَ فِيهِ ، حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ، أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلًا". (سِفْرُ التَّكْوِينِ 18/23 ).

بَيْنَمَا بُولُسُ أَكَّدَ لأَتَبَاعِهِ أَنَّ يسوع المَسِيحَ لَمَّا صُلِبَ - بِحَسَبِ زَعْمِهِ- حَمَلَ آثامَ وخطايا مَنْ آمَنَ بِصَلْبِهِ مَهْمَا كَانَتْ تِلْكَ الآثام والخَطَايَا، وَهَذَا يَتَنَاقضُ مَعَ مَا سَبَقَ مِنَ النُّصُوصِ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ عَدْلِ اللهِ مع أعمال عباده، وأَنَّ لَيْسَ للإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى...!
جَاءَ ذَلِكَ فِي الآتِي:

رِسَالَتُهُ إِلَى غَلاَطِيَّةَ إِصْحَاحُ 3 عَدَدُ 13 " الْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ ".

2- رِسَالَتُهُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ إِصْحَاحُ 9 عَدَدُ 22 " وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ ".

وَتبْقَى أسئلة تطْرَحُ نَفْسَها:

-هَلِ اللهُ يَغْفِرُ الخَطَايَا ويُحَاسِبُ الإِنْسَانَ عَلَى عِلْمِهِ، أَمْ أَنَّ يسوع المَسِيحَ رَفَعَ الآثامَ بِمَوْتِهِ عَلَى الصَّلِيبِ؟
-مَا حلُّ هَذَا التَّنَاقُضِ الوَاضِحِ بَيْنَ النُّصُوصِ السَّابِقةِ؟

-ما هو حال ومصير الأنبياء والصالحين السابقين ليسوع المسيح الذين لم يعرفوا ولم يؤمنوا ولم يشاهدوا الفداء والصلب... ؟!

-ما هو حال ومصير الأمم والشعوب السابقة ليسوع المسيح الذين لم يُخبروا من أنبيائهم ورسلهم عن شيء اسمه الفداء والصلب، بل أخبروهم أنّ الذي يعمل صالحًا يحيا، والذي يعمل سيئًا يموت... ؟!

وعلى هذا فأنّي اخترت الإسلام الذي لا تناقض فيه؛ بل عدل الله يحويه ...
بينما في النصرانية نصوص كتابها المقدس متعارضة متناقضة...
والأظهر منها أنّ أنبياء العهد القديم لم يتكلموا أبدًا عن ذلك المعتقد، ولم يعرفوه البتة، ومع ذلك وقد باركهم الله، وأيّد دعوتهم، وأحبهم، ونصرهم ومن شايعهم .....

بل العجيب أنّ يسوع المسيح نفسه لم يتكلم عنها أبدًا، وحينما سُئل عن طريق الملكوت؟
لم يقل للسائل:" تؤمن بالفداء والصلب الذي سيحدث معي ...."!
بل قال له: أنت تَعْرِفُ الْوَصَايَا:" لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ"؛ وصايا الله في العهد القديم لنبيه موسى وكل من تبعه من أنبياء وأصفياء...
ثم أوصاه يسوع بأنْ يتصدق على الفقراء...
جاء ذلك في إنجيل لوقا أصحاح 18 عدد18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قِائِلاً:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 20أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 21فَقَالَ:«هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ:«يُعْوِزُكَ أَيْضًا شَيْءٌ: بعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 23فَلَمَّا سَمِعَ ذلِكَ حَزِنَ، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا. 24فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ، قَالَ:«مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! 25لأَنَّ دُخُولَ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!». 26فَقَالَ الَّذِينَ سَمِعُوا: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 27فَقَالَ:«غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»...

ويبدو أنّ هذا هو إيمان يسوع المسيح الذي يعرفه، ولم يعرف ما أحدثه بولس،بل كلّ أنبياء الله لم يعرفوا إيمانًا اسمه الفداء والصلب الذي ينافي العدل ، ويدعو إلى سوء الأخلاق والنفاق والشقاق...
فما أسهل مِن أنّ الإنسان يزني ويقتل ويسرق ويكذب.... ثم يقول الرب يسوع قام بفدائي على الصليب فخلصني من ذنوبي وآثامي ....!
هذا الإيمان يُؤيده الشيطان، ويُفرحُه، ويسعى على سعيه،إنْ لم يكن شارك في مهدِه...!
إيمانٌ ضد مشيئة الله وعدله .... !

كتبه/ أكرم حسن