عاشرا : كلامه عن نسخ التلاوة و تساؤله عن سبب الغاء هذه الايات .

نقل خالد بلكين بعض الروايات التي تتكلم عن نسخ التلاوة وقد اقر هو ان السردية او سياق المرويات يتكلم ايضا عن ايات نسخت او بمعنى اخر "الغيت" و يتساءل عن سبب الغاؤها !! ثم يقول ما المانع ان نجد مخطوطات تحتوي على سور منسوخة تلاوة ليست مذكورة ضمن التراث ( على عكس سورتي الحفد و الخلع) و مع ذلك لا تخالف السردية الاسلامية اذ انها تفسر بنسخ التلاوة حيث انه يمكن القول بان خبر نسخها لم يبلغ الناسخ او من كان ينسخ او ينقل القراءة عنه . ثم يسال لماذا ارهق النبي صلى الله عليه وسلم بتاليف كل ذلك القران ثم تخلى عنه !!! و استشهد بعذ ذلك برواية ابن عمر رضي الله عنه في قوله ( ذهب قرآن كثير)

اقول : عدة مغالطات في هذه الترهات التي ذكرها

1. كرر خالد بلكين الخطا الذي لطالما يقع فيه في تحليله وطريقة سرده لحججه الا و هي : انه افترض افتراضا لم يدعمه بدليل ثم بني عليه !! حيث افترض وجود سور اخرى منسوخة غير السورتين المذكورتين في حديث ابي موسى رضي الله عنه ( و التي سماها بالسحرية لانه ظن انها اختفت من المصاحف المكتوبة مع ان الرواية تتكلم عن نسخها من صدور الصحابة !!!) و غير سورتي الحفد و الخلع و هذا افتراض ينقصه الدليل و لكنه تجاوز ذلك و اخذها كمسلمة ليتكلم عم احتمالية ايجاد مخطوطات تحتوي هذه السور!!!

2. استغرابه عن سبب النسخ غير مبرر فالنسخ كحكم وواقعة موجود في ايات كثيرة في القران .

قال تعالى (( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) )
قال تعالى (( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101))

فعدم معرفة سبب وقوع واقعة تاريخية مثلا ليس دليلا على عدم وقوعها وهذه من بدهيات الحجاج ، وقد اجتهد بعض علماء المسلمين لبيان بعض الحكم من وقوع نسخ التلاوة و منهم الزركشي و السيوطي رحمهما الله

نقرا من البرهان في علوم القران للزركشي الجزء الثاني النوع الرابع و الثلاثون معرفة ناسخه من منسوخه :
((. هُنَا سُؤَالٌ وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: مَا الْحِكْمَةُ فِي رَفْعِ التِّلَاوَةِ مَعَ بقاء الحكم؟ وهلا أبقيت التِّلَاوَةُ لِيَجْتَمِعَ الْعَمَلُ بِحُكْمِهَا وَثَوَابُ تِلَاوَتِهَا؟ وَأَجَابَ صَاحِبُ الْفُنُونِ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ كَذَلِكَ لِيَظْهَرَ بِهِ مِقْدَارُ طَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْمُسَارَعَةِ إِلَى بَذْلِ النُّفُوسِ بِطَرِيقِ الظَّنِّ مِنْ غَيْرِ اسْتِفْصَالٍ لِطَلَبِ طَرِيقٍ مَقْطُوعٍ بِهِ فَيُسْرِعُونَ بِأَيْسَرِ شَيْءٍ كَمَا سَارَعَ الْخَلِيلُ إِلَى ذَبْحِ وَلَدِهِ بِمَنَامٍ وَالْمَنَامُ أَدْنَى طُرُقِ الْوَحْيِ ))

اما حديث ابن عمر رضي الله عنه عن ذهاب قرآن كثير فقد جاء بلفظ اخر اكثر ايضاحا
نقرا من الجامع في تفسير القران لابن وهب الجزء الثالث
((24 - قال: وحدثني حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كله، وقال: إن منه ما قد رفع، أو نسي))

دل ذلك ان مراد الحديث هو نسخ التلاوة .

وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم