الرد على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في طعنهم على اسانيد القران الجزء الحادي عشر

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في طعنهم على اسانيد القران الجزء الحادي عشر

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الرد على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في طعنهم على اسانيد القران الجزء الحادي عشر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    2,760
    آخر نشاط
    25-04-2024
    على الساعة
    01:32 PM

    افتراضي الرد على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في طعنهم على اسانيد القران الجزء الحادي عشر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نستكمل الرد على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في مقطعهم الجديد الذي استكملوا فيه طعنهم على اسانيد القران الكريم وهو المقطع الحادي عشر .

    اولا : الرد على كلام المنصر بخصوص ما نقله الزركشي عن الزجاج و ابن قتيبة و النحاس وبعض النحاة في انكار بعض مواضع القراءات .

    اقول : كلام متهافت لعدة اسباب :

    1. انما وقع الانكار من قبل بعض النحاة لبعض مواضع القراءات لا انكار قراءة قارئ باكملها بمعنى ان الانكار محصور على موضع معين لقراءة قارئ متعلقة بفرش او اصل (تجويد) و قد ارجعوا الخطا الى وهم القارئ او الراوي عنه في ذلك الموضع وليس في جميع المواضع خاصة ان النحاة كانوا يرون ان اجتماع القراء على قراءة معينة هي حجة .
    قرا من كتاب السبعة لابن مجاهد المقدمة
    ((وَقد كَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء وَهُوَ إِمَام أهل عصره فِي اللُّغَة وَقد رَأس فِي الْقِرَاءَة والتابعون أَحيَاء وَقَرَأَ على جلة التَّابِعين مُجَاهِد وَسَعِيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة وَيحيى ابْن يعمر وَكَانَ لَا يقْرَأ بِمَا لم يتقدمه فِيهِ أحد
    حَدثنِي عبيد الله بن عَليّ الْهَاشِمِي وَأَبُو إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن زيد القَاضِي قَالَا حَدثنَا نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي قَالَ أخبرنَا الْأَصْمَعِي قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول لَوْلَا أَنه لَيْسَ لي أَن أَقرَأ إِلَّا بِمَا قد قرىء بِهِ لقرأت حرف كَذَا كَذَا وحرف كَذَا كَذَا
    وحَدثني عبيد الله بن عَليّ قَالَ حَدثنَا ابْن أخي الْأَصْمَعِي عَن عَمه قَالَ قلت لأبي عَمْرو بن الْعَلَاء {وباركنا عَلَيْهِ} فِي مَوضِع {وَتَركنَا عَلَيْهِ} فِي مَوضِع أيعرف هَذَا فَقَالَ مَا يعرف إِلَّا أَن يسمع من الْمَشَايِخ الْأَوَّلين قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو إِنَّمَا نَحن فِيمَن مضى كبقل فِي أصُول نخل طوال))

    ونقرا من معاني القران الفراء الجزء الثاني
    ((مثل قوله (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ «5» بِالشَّرِّ) فيثبتُ الواو وليست فِي المصحف، أو يقول المنادى للمناد «6» جاز له أن يقول فى (أَتُمِدُّونَنِ) بإثبات الياء، وجاز لَهُ أن يُحرّكها إلى 137 االنصب كما قيل (وَما لِيَ «7» لا أَعْبُدُ) فكذلك يجوز (فَما آتانِيَ اللَّهُ) ولست أشتهي ذَلِكَ ولا آخذ بِهِ. اتّباعُ المصحف إِذَا وجدتُ لَهُ وجهًا من كلام العرب وقراءة القرّاء أحَبُّ إليّ من خلافه))

    ونقرا من الكتاب لسيبويه الحزء الاول باب الامر و النهي
    ((فأما قوله عزّ وجلّ: " إنا كل شيء خَلِقْنَاهُ بِقَدَرٍ "، فإِنّما هو على قوله: زيداً ضربتُه، وهو عربىٌّ كثير. وقد قرأَ بعضهم: " وأما ثمود فهديناهم "، إلاَّ أنّ القراءة لا تُخالَفُ؛ لأنّ القراءة السُّنَّةُ.))

    وهذا ما نقله الزركشي رحمه الله نفسه بعد ان ذكر اعتراضات بعض النحويين على بعض مواضع الفرش و الاصول في القراءات
    نقرا من كتاب البرهان في علوم القران للزركشي الجزء الاول التوع الثاني و العشرون :
    (( وَاعْلَمْ أَنَّ الْقُرْآنَ وَالْقِرَاءَاتِ حَقِيقَتَانِ مُتَغَايِرَتَانِ فَالْقُرْآنُ هُوَ الْوَحْيُ الْمُنَزَّلُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْبَيَانِ وَالْإِعْجَازِ وَالْقِرَاءَاتُ هِيَ اخْتِلَافُ أَلْفَاظِ الْوَحْيِ الْمَذْكُورِ فِي كَتَبَةِ الْحُرُوفِ أَوْ كَيْفِيِّتِهَا مِنْ تَخْفِيفٍ وَتَثْقِيلٍ وَغَيْرِهِمَا ثُمَّ هَاهُنَا أُمُورٌ:
    أَحَدُهَا:
    أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَ مُتَوَاتِرَةٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَقِيلَ بَلْ مَشْهُورَةٌ وَلَا عِبْرَةَ بِإِنْكَارِ المبرد قراءة حمزة {والأرحام} و {مصرخي} وَلَا بِإِنْكَارِ مَغَارِبَةِ النُّحَاةِ {والأرحام} كَابْنِ عُصْفُورٍ قِرَاءَةَ ابْنِ عَامِرٍ {قَتْلُ أَوْلَادَهُمْ شركائهم} وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا مُتَوَاتِرَةٌ عَنِ الْأَئِمَّةِ السَّبْعَةِ أَمَّا تَوَاتُرُهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ إِسْنَادَ الْأَئِمَّةِ السَّبْعَةِ بِهَذِهِ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةِ مَوْجُودٌ فِي كُتُبِ الْقِرَاءَاتِ وَهِيَ نَقْلُ الْوَاحِدِ عَنِ الْوَاحِدِ لَمْ تُكْمِلْ شُرُوطَ التَّوَاتُرِ فِي اسْتِوَاءِ الطَّرَفَيْنِ وَالْوَاسِطَةِ وَهَذَا شَيْءٌ مَوْجُودٌ فِي كُتُبِهِمْ وَقَدْ أَشَارَ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو شَامَةَ فِي كِتَابِهِ الْمُرْشِدِ الْوَجِيزِ إِلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ....
    الثَّالِثُ: أَنَّ الْقِرَاءَاتِ تَوْقِيفِيَّةٌ وَلَيْسَتِ اخْتِيَارِيَّةً خِلَافًا لِجَمَاعَةٍ مِنْهُمُ الزَّمَخْشَرِيُّ حَيْثُ ظَنُّوا أَنَّهَا اخْتِيَارِيَّةٌ تَدُورُ مَعَ اخْتِيَارِ الْفُصَحَاءِ وَاجْتِهَادِ الْبُلَغَاءِ وَرُدَّ على حمزة قراءة بِالْخَفْضِ وَمِثْلُ مَا حُكِيَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ وَالْأَصْمَعِيِّ وَيَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ خَطَّئُوا حَمْزَةَ فِي قراءته: {وما أنتم بمصرخي} بِكَسْرِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ وَكَذَا أَنْكَرُوا عَلَى أَبِي عَمْرٍو إِدْغَامَهُ الرَّاءَ عِنْدَ اللَّامِ فِي: {يَغْفِلَّكُمْ}
    وَقَالَ: الزَّجَّاجُ إِنَّهُ خَطَأٌ فَاحِشٌ وَلَا تُدْغَمُ الرَّاءُ فِي اللَّامِ إِذَا قُلْتَ مُرْلِي بِكَذَا لِأَنَّ الرَّاءَ حَرْفٌ مُكَرَّرٌ وَلَا يُدْغَمُ الزَّائِدُ فِي النَّاقِصِ لِلْإِخْلَالِ بِهِ فَأَمَّا اللَّامُ فَيَجُوزُ إِدْغَامُهُ فِي الرَّاءِ وَلَوْ أُدْغِمَتِ اللَّامُ فِي الرَّاءِ لَزِمَ التَّكْرِيرُ مِنَ الرَّاءِ وَهَذَا إِجْمَاعُ النَّحْوِيِّينَ انْتَهَى
    وَهَذَا تَحَامُلٌ وَقَدِ انْعَقَدَ الْإِجْمَاعُ عَلَى صِحَّةِ قِرَاءَةِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ وَأَنَّهَا سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ وَلَا مَجَالَ لِلِاجْتِهَادِ فِيهَا وَلِهَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا هذا بشرا} وَبَنُو تَمِيمٍ يَرْفَعُونَهُ إِلَّا مَنْ دَرَى كَيْفَ هِيَ فِي الْمُصْحَفِ وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِكَ لِأَنَّ الْقِرَاءَةَ سُنَّةٌ مَرْوِيَّةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَكُونُ الْقِرَاءَةُ بِغَيْرِ مَا روي عنه انتهى ))

    نقرا من كتاب الابانة لمكي بن ابي طالب باب سبب اختلاف القراءة فيما يحتمله خط المصحف :
    (( فإن سأل سائل فقال:ما السبب الذي أوجب أن تختلف القراءة، فيما يحتمله خط المصحف، فقرءوا بألفاظ مختلفة في السمع والمعنى واحد.
    نحو: جُذوة وجِذوة، وجَذوة1. وقرءوا بألفاظ مختلفة في السمع وفي المعنى نحو: يُسَيِّركم، ويَنْشُرُكم2. وكل ذلك لا يخالف الخط في رأي العين؟
    فالجواب عن ذلك:
    أن الصحابة "رضي الله عنهم"، كان قد تعارف بينهم من عهد النبي "صلى الله عليه وسلم"، ترك الإنكار على من خالفت قراءته قراءة الآخر، /4ي لقول النبي "صلى الله عليه وسلم": "أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا بما شئتم". ولقوله: "نزل القرآن على سبعة أحرف، كل شاف كاف". ولإنكاره "صلى الله عليه وسلم" على من تمارى في القرآن. والأحاديث كثيرة، سأذكر منها طرفا في آخر هذا الكتاب إن شاء الله. فكان كل واحد منهم يقرأ كما علم، وإن خالف قراءة صاحبه لقوله "صلى الله عليه وسلم": "اقرءوا كما علمتم". وحديث عمر1 مع هشام بن حكيم2 مشهور، إذ تخاصم معه إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" في قراءة سمعه يقرؤها، فأنكرها عمر عليه، وقاده إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" ملببا بردائه1. فاستقرأ النبي "صلى الله عليه وسلم" كل واحد منها، فقال له: "أصبت"، ثم قال: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا بما شئتم". فكانوا يقرءون بما تعلموا، ولا ينكر أحد على أحد قراءته، وكان النبي "صلى الله عليه وسلم"، قد وجه بعضهم إلى البلدان ليعلموا الناس القرآن والدين ولما مات النبي "صلى الله عليه وسلم"، خرج جماعة من الصحابة في أيام أبي بكر2 وعمر إل ما افتتح من الأمصار، ليعلموا الناس القرآن والدين فعلم كل واحد منهم أهل مصره، على ما كان يقرأ على عهد النبي "صلى الله عليه وسلم"، فاختلفت قراءة أهل الأمصار على نحو ما اختلفت قراءة الصحابة الذين علموهم. فلما كتب عثمان المصاحف، وجهها إلى الأمصار3، وحملهم على ما فيها وأمرهم بترك ما خالفها، قرأ أهل كل مصر مصحفهم الذي1 وجه إليهم على ما كانوا يقرءون قبل وصول المصحف إليهم، مما يوافق خط المصحف، وتركوا من قراءتهم التي كانوا عليها، مما يخالف خط المصحف: فاختلفت قراءة أهل الأمصار لذلك بما لا يخالف الخط، وسقط من قراءتهم كلهم ما يخالف لخط. ونقل ذلك الآخر عن الأول في كل مصر، فاختلف النقل لذلك، حتى وصل النقل إلى هؤلاء الأئمة السبعة على ذلك، فاختلفوا فيما نقلوا على حسب اختلاف أهل الأمصار، لم يخرج واحد منهم عن خط المصحف فيما نقل، كما لم يخرج واحد من أهل الأمصار عن خط المصحف، الذي وجه إليهم. فلهذه العلة اختلفت رواية القراء فيما نقلوا، واختلفت أيضا قراءة من نقلوا عنه لذلك. ))

    علاوة على ذلك فان ان ابا الاسود الدؤلي و هو مؤسس علم النحو و تلميذه في النحو نصر بن عاصم كان من قراء القران و ممن نقلوا لنا القران حيث ان ابا الاسود هو احد رجال اسناد قراءة ابي عمرو وحمزة و خلف و الكسائي واما نصر بن عاصم فهو احد رجال اسناد قراءة ابي عمرو ايضا

    اسناد قراءة ابي عمرو
    و نقرا في النشر في القراءات العشر الجزء الاول الصفحة 133
    ((وَقَرَأَ السُّوسِيُّ وَالدُّورِيُّ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْيَزِيدِيِّ، وَقَرَأَ الْيَزِيدِيُّ عَلَى إِمَامِ الْبَصْرَةِ وَمُقْرِئِهَا أَبِي عَمْرٍو زِيَّانِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَمَّارٍ الْعُرْيَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَازِنِيِّ الْبَصْرِيِّ، فَذَلِكَ مِائَةٌ وَأَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ طَرِيقًا عَلَى أَبِي عَمْرٍو، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَأَبِي الْعَالِيَةِ رَفِيعِ بْنِ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَعْرَجِ الْمَكِّيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ وَنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، وَسَيَأْتِي سَنَدُ أَبِي جَعْفَرٍ وَتَقَدَّمَ سَنَدُ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَشَيْبَةَ فِي قِرَاءَةِ نَافِعٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُ مُجَاهِدٍ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ عَلَى حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ وَأَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَقَرَأَ حِطَّانُ عَلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَقَرَأَ أَبُو الْعَالِيَةِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ حُمَيْدٌ عَلَى مُجَاهِدٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ وَنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، وَقَرَأَ عَطَاءٌ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ عَلَى مُجَاهِدٍ وَدِرْبَاسٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُمَا، وَسَيَأْتِي سَنَدُ عَاصِمٍ، وَقَرَأَ نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ عَلَى أَبِي الْأَسْوَدِ، وَقَرَأَ أَبُو الْأَسْوَدِ عَلَى عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَقَرَأَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))

    اسناد قراءة حمزة الزيات
    و نقرا في النشر في القراءات العشر الجزء الاول الصفحة 165
    ((وَقَرَأَ حَمْزَةُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ عَرْضًا، وَقِيلَ: الْحُرُوفُ فَقَطْ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ أَيْضًا عَلَى أَبِي حَمْزَةَ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، وَعَلَى أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيِّ، وَعَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيِّ، وَعَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ بْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيِّ، وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ الْأَسَدِيِّ، وَقَرَأَ يَحْيَى عَلَى أَبِي شِبْلٍ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَعَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ، وَعَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَعَلَى زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعَلَى عُبَيْدَةَ بْنِ عَمْرٍو السَّلْمَانِيِّ، وَعَلَى مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، وَقَرَأَ حُمْرَانُ عَلَى أَبِي الْأَسْوَدِ الدَّيْلَمِيِّ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَعَلَى عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ، وَقَرَأَ عُبَيْدٌ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَقَرَأَ حُمْرَانُ أَيْضًا عَلَى الْبَاقِرِ، وَقَرَأَ أَبُو إِسْحَاقَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَعَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُمَا وَعَلَى عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، وَعَلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمَذَانِيِّ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ وَالْحَارِثُ عَلَى عَلِيٍّ، وَقَرَأَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَلَى الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرُهُ، وَقَرَأَ الْمِنْهَالُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ وَابْنُ وَهْبٍ وَمَسْرُوقٌ وَعَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ وَالْحَارِثُ أَيْضًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَقَرَأَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عَلَى أَبِيهِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ، وَقَرَأَ الْبَاقِرُ عَلَى زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَقَرَأَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ عَلَى أَبِيهِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحُسَيْنِ، وَقَرَأَ الْحُسَيْنُ عَلَى أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَرَأَ عَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))

    2. ان الاصل في صحة القراءة هي تحقيق الشروط الثلاثة : صحة السند و موافقة الرسم و موافقة العربية ولو بوجه وهذا الشرط الاخير الذي ظن المنصر انه لم يقام و هذا جهل اذ ان الشرط الاخير له قيد و هو (ولو بوجه) فحتى ان انكر عشرة من النحويين قراءة معينة فطالما وجدنا نحوي او شاعر يذكر للقراءة وجها من اللغة فقد تحقق هذا الشرط .

    قال ابن الجزري رحمه الله في النشر في القراءات العشر الجزء الأول المقدمة :
    ((ثم إن القراء بعد هؤلاء المذكورين كثروا وتفرقوا في البلاد وانتشروا وخلفهم أمم بعد أمم ، عرفت طبقاتهم ، واختلفت صفاتهم ، فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية ، ومنهم المقتصر على وصف من هذه الأوصاف ، وكثر بينهم لذلك الاختلاف ، وقل الضبط ، واتسع الخرق ، وكاد الباطل يلتبس بالحق ، فقام جهابذة علماء الأمة ، وصناديد الأئمة ، فبالغوا في الاجتهاد وبينوا الحق المراد ، وجمعوا الحروف والقراءات ، وعزوا الوجوه والروايات ، وميزوا بين المشهور والشاذ ، والصحيح والفاذ ، بأصول أصلوها ، وأركان فصلوها ، وها نحن نشير إليها ونعول كما عولوا عليها فنقول :
    كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها ، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها ، سواء كانت عن الأئمة السبعة ، أم عن العشرة ، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم ، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف ، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب ، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي ، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة ، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه. ))

    و نضرب على هذا مثالا و هي قراءة و الارحام بكسر الميم .
    قال تعالى في سورة النساء (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ))
    في انكار بعض النحاة لقراءة الارحام
    بالخفض و هذا باطل و قد فندها الامام القرطبي رحمه الله و حاصل كلامه قبل ان نقتبس منه :

    1. ان قراءة الخفض مبنية على عطف الارحام على الضمير المتصل في "به" المكنى فيكون كقوله سالتك بالله وبالرحم وهذا امر انكره نحويي البصرة وراوه لحنا في القراءة بينما ذهب نحاة الكوفة كسيبويه الى تقبيح القراءة دون القول بخطئها مع قوله بانها تظهر في الشعر فقط
    2. ان قراءة الخفض وردت في الشعر العربية و ليست خطا و لا قبيحة كما ذكر سيبويه و لها وجه في العربية
    3. لم يتفق نحاة الكوفة على استقباح العطف على الضمير المجرور بل ذهب بعضهم على جوازه وذكروا لذلك اشعارا عند العرب
    نقرا من تفسير القرطبي رحمه الله لسورة النساء :
    ((الثانية : قوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام كرر الاتقاء تأكيدا وتنبيها لنفوس المأمورين . والذي في موضع نصب على النعت . والأرحام معطوف . أي اتقوا الله أن تعصوه ، واتقوا الأرحام أن تقطعوها . وقرأ أهل المدينة " تساءلون " بإدغام التاء في السين . وأهل الكوفة بحذف التاء ، لاجتماع تاءين ، وتخفيف السين ؛ لأن المعنى يعرف ؛ وهو كقوله : ولا تعاونوا على الإثم وتنزل وشبهه .وقرأ إبراهيم النخعي وقتادة والأعمش وحمزة " الأرحام " بالخفض .
    وقد تكلم النحويون في ذلك . فأما البصريون فقال رؤساؤهم : هو لحن لا تحل القراءة به .
    وأما الكوفيون فقالوا : هو قبيح ؛ ولم يزيدوا على هذا ولم يذكروا علة قبحه ؛ قال النحاس : فيما علمت .
    وقال سيبويه : لم يعطف على المضمر المخفوض ؛ لأنه بمنزلة التنوين ، والتنوين لا يعطف عليه . وقال جماعة : هو معطوف على المكني ؛ فإنهم كانوا يتساءلون بها ، يقول الرجل : سألتك بالله والرحم ؛ هكذا فسره الحسن والنخعي ومجاهد ، وهو الصحيح في المسألة ، على ما يأتي
    . وضعفه أقوام منهم الزجاج ، وقالوا : يقبح عطف الاسم الظاهر على المضمر في الخفض إلا بإظهار الخافض ؛ كقوله فخسفنا به وبداره الأرض ويقبح " مررت به وزيد " . قال الزجاج : عن المازني : لأن المعطوف والمعطوف عليه شريكان ، يحل كل واحد منهما محل صاحبه ؛ فكما لا يجوز " مررت بزيد وك " كذلك لا يجوز " مررت بك وزيد " .
    وأما سيبويه فهي عنده قبيحة ولا تجوز إلا في الشعر ؛ كما قال :
    فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والأيام من عجب
    عطف " الأيام " على الكاف في " بك " بغير الباء للضرورة . وكذلك قول الآخر :
    نعلق في مثل السواري سيوفنا وما بينها والكعب مهوى نفانف
    عطف " الكعب " على الضمير في " بينها " ضرورة . وقال أبو علي : ذلك ضعيف في القياس . وفي كتاب التذكرة المهدية عن الفارسي أن أبا العباس المبرد قال : لو صليت خلف إمام يقرأ ما أنتم بمصرخي و اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام لأخذت نعلي ومضيت . قال الزجاج : قراءة حمزة مع ضعفها وقبحها في العربية خطأ عظيم في أصول أمر الدين ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تحلفوا بآبائكم فإذا لم يجز الحلف بغير الله فكيف يجوز بالرحم . ورأيت إسماعيل بن إسحاق يذهب إلى أن الحلف بغير الله أمر عظيم ، وأنه خاص لله تعالى . قال النحاس : وقول بعضهم " والأرحام " قسم خطأ من المعنى والإعراب ؛ لأن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على النصب . وروى شعبة عن عون بن أبي جحيفة ، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء قوم من مضر حفاة عراة ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير لما رأى من فاقتهم ؛ ثم صلى الظهر وخطب الناس فقال : يا أيها الناس اتقوا ربكم ، إلى : والأرحام ؛ ثم قال : تصدق رجل بديناره تصدق رجل بدرهمه تصدق رجل بصاع تمره . . . وذكر الحديث . فمعنى هذا على النصب ؛ لأنه حضهم على صلة أرحامهم . وأيضا فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت . فهذا يرد قول من قال : المعنى أسألك بالله وبالرحم . وقد قال أبو إسحاق : معنى تساءلون به يعني تطلبون حقوقكم به . ولا معنى للخفض أيضا مع هذا .
    قلت : هذا ما وقفت عليه من القول لعلماء اللسان في منع قراءة " والأرحام " بالخفض ، واختاره ابن عطية . ورده الإمام أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري ، واختار العطف فقال : ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين ؛ لأن القراءات التي قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم تواترا يعرفه أهل الصنعة ، وإذا ثبت شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رد ذلك فقد رد على النبي صلى الله عليه وسلم ، واستقبح ما قرأ به ، وهذا مقام محذور ، ولا يقلد فيه أئمة اللغة والنحو ؛ فإن العربية تتلقى من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يشك أحد في فصاحته . وأما ما ذكر من الحديث ففيه نظر ؛ لأنه عليه السلام قال لأبي العشراء : وأبيك لو طعنت في خاصرته . ثم النهي إنما جاء في الحلف بغير الله ، وهذا توسل إلى الغير بحق الرحم فلا نهي فيه . قال القشيري : وقد قيل هذا إقسام بالرحم ، أي اتقوا الله وحق الرحم ؛ كما تقول : افعل كذا وحق أبيك . وقد جاء في التنزيل : والنجم ، والطور ، والتين ، لعمرك وهذا تكلف
    قلت : لا تكلف فيه فإنه لا يبعد أن يكون " والأرحام " من هذا القبيل ، فيكون أقسم بها كما أقسم بمخلوقاته الدالة على وحدانيته وقدرته تأكيدا لها حتى قرنها بنفسه . والله أعلم .
    ولله أن يقسم بما شاء ويمنع ما شاء ويبيح ما شاء ، فلا يبعد أن يكون قسما . والعرب تقسم بالرحم . ويصح أن تكون الباء مرادة فحذفها كما حذفها في قوله :
    مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعب إلا ببين غرابها
    فجر وإن لم يتقدم باء . قال ابن الدهان أبو محمد سعيد بن مبارك :
    والكوفي يجيز عطف الظاهر على المجرور ولا يمنع منه
    . ومنه قوله :
    آبك أيه بي أو مصدر من حمر الجلة جأب حشور
    ومنه :
    فاذهب فما بك والأيام من عجب
    وقول الآخر :
    وما بينها والكعب غوط نفانف
    ومنه :
    فحسبك والضحاك سيف مهند
    وقول الآخر :
    وقد رام آفاق السماء فلم يجد له مصعدا فيها ولا الأرض مقعدا
    وقول الآخر :
    ما إن بها والأمور من تلف ما حم من أمر غيبه وقعا
    وقول الآخر :
    أمر على الكتيبة لست أدري أحتفي كان فيها أم سواها
    ف " سواها " مجرور الموضع بفي . وعلى هذا حمل بعضهم قوله تعالى : وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين فعطف على الكاف والميم ))

    ونقرا ما قاله ابن جني رحمه الله في كتاب المحتسب في بيان وجوه شواذ القراءات و الايضاح عنها الجزء الاول :
    ((من ذلك قراءة أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد1: "الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامُ"2 رفعًا، قراءة ثالثة.
    قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون رفعه على الابتداء وخبره محذوف؛ أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه، وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه، وحسن رفعه لأنه أوكد في معناه، ألا ترى أنك إذا قلت: ضربت زيدًا، فزيد فضلة على الجملة، وإنما ذكر فيه مرة واحدة، وإذا قلت: زيد ضربته، فزيد رب الجملة، فلا يمكن حذفه كما يحذف المفعول على أنه نيِّف وفضلة بعد استقلال الجملة؟ نعم، ولزيد فيها ذكران:
    أحدهما: اسمه الظاهر، والآخر: ضميره وهو الهاء. ولما كانت الأرحام فيما يُعنى به ويُقَوَّى الأمر في مراعاته؛ جاءت بلفظ المبتدأ الذي هو أقوى من المفعول. وإذا نُصبت الأرحام أو جُرت فهي فضلة، والفضلة متعرضة للحذف والبِذْلة. فإن قلت: فقد "41و" حُذف خبر الأرحام أيضًا على قولك، وقيل: أجل؛ ولكنه لم يحذف إلا بعد العلم به، ولو قد حُذفت الأرحام منصوبة أو مجرورة فقلت: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} لم يكن في الكلام دليل على الأرحام أنها مرادة أو مقدرة، وكلما3 قويت الدلالة على .... ))

    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سني 1989 ; 12-08-2023 الساعة 12:46 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    2,760
    آخر نشاط
    25-04-2024
    على الساعة
    01:32 PM

    افتراضي

    ثانيا : الرد على كلامه في مرسوم الخط في قوله تعالي (( فلا يخاف ظلما)) .

    نقل التالي من مختصر التبيين لهجاء التنزيل الجزء الرابع :
    ((.ثم قال تعالى (3)]: يومئذ لا تنفع الشّفعة (4) إلى قوله: ذكرا رأس عشر ومائة آية (5)، وفيه من الهجاء سوى (6) ما قد ذكر: فلا يخاف ظلما قرأه ابن كثير، بجزم الفاء من غير ألف، فعلى قراءته (7) يجب أن تكون هذه الكلمة مكتوبة من غير (8) ألف، وعلى قراءة أهل المدينة، والعراق، والشام يحتمل أن تكتب بالألف، لقراءتنا ذلك كذلك لهم (9)، ويجوز حذف الألف على الاختصار، وليس عندنا للمصاحف في هذا الحرف رواية، إلا أن الذي يجب في القياس أن يكون (10) في مصاحف أهل مكة بغير ألف (11) كما ذكرنا (12)، وبالله التوفيق))

    و عاب علينا عدم وجود رواية في الرسم سواءا كتبت ظلم او ظلما و عاب اختيار ابي داود المرسوم بناءا على القراءات و اعتماد القياس و ذلك ان الجهول يقول كيف تاخذون القياس و الامر لا يؤخذ بالافشى في اللغة و لكن بالرواية ونقل قول السيوطي رحمه الله التالي :
    نقرا من الاتقان في علوم القران للسيوطي رحمه الله الجزء الاول :
    ((.قَالَ الدَّانِيُّ: وَأَئِمَّةُ الْقُرَّاءِ لَا تَعْمَلُ فِي شَيْءٍ مِنْ حُرُوفِ الْقُرْآنِ عَلَى الْأَفْشَى فِي اللُّغَةِ وَالْأَقْيَسِ فِي الْعَرَبِيَّةِ بَلْ عَلَى الْأَثْبَتِ فِي الْأَثَرِ وَالْأَصَحِّ فِي النَّقْلِ وَإِذَا ثَبَتَتِ الرِّوَايَةُ لَمْ يَرُدَّهَا قِيَاسُ عَرَبِيَّةٍ وَلَا فُشُوُّ لُغَةٍ لِأَنَّ الْقِرَاءَةَ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ يَلْزَمُ قَبُولُهَا وَالْمَصِيرُ إِلَيْهَا.))

    وهذا جهل ما بعده جهل !!! لسببين :

    1. ان المنصر الجهول لا يعلم ان قراءة الحذف تحتمل القراءتين بالمد و غيره وذلك لجهله ان المدود كانت في المصاحف محذوفة !!

    نقرا من مقدمة المحقق لمختصر التبيين لهجاء التنزيل الجزء الاول :
    ((.وإذا ورد اختلاف المصاحف في رسم حرف ما وتضمن هذا الحرف قراءات، رجح المؤلف الرسم الذي يحمل القراءات، مثال ذلك أن المصاحف اختلفت في رسم:«كلمت» في بعضها بالهاء، وفي بعضها بالتاء.
    قال أبو داود: فما قرئ من هذا وشبهه بالجمع، فلا يجوز أن يكتب إلا بالتاء على كل حال مثل: «السموت» و «الثمرت» و «الخيرت» وشبهه (1).
    وقال عند قوله تعالى: فلا يخاف ظلما (2): «قرأها ابن كثير بجزم الفاء من غير ألف، فعلى قراءته يجب أن تكون هذه الكلمة من غير ألف وعلى قراءة أهل المدينة والعراق والشام يحتمل أن تكتب بالألف لقراءتنا ذلك كذلك لهم، ويجوز حذف الألف على الاختصار، وليس عندنا للمصاحف في هذا الحرف رواية، إلا أن الذي يجب في القياس
    أن تكون في مصاحف أهل مكة بغير ألف لما ذكرناه»، فهنا استند على القراءة))

    و نقرا من المقنع في رسم مصاحف الامصار للداني رحمه الله الجزء الاول :
    ((.[باب ذكر ما رسم في المصاحف بالحذف والإثبات]
    [ذكر ما حذفت منه الألف اختصارا]
    حدثنا أحمد بن عمر بن محمد بن عمرو الجيزي قراءة منّي عليه قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز الإمام قال حدثنا عبد الله ابن عيسى المدني قال حدثنا عيسى بن قالون عن نافع ابن أبي نعيم القارئ قال الألف غير مكتوبة يعني في المصاحف في قوله في البقرة " وما يخدعون " و " وإذ وعدنا " و " ووعدنا موسى " و " ووعدنكم " حيث وقعن و " فأخذتكم الصعقة " و " تشبه علينا " و " به خطيئته " و " تظهرون " و " اسرى " و " تفدوهم " و " أو كلما عهدوا "و " تصريف الريح " و " طعام مسكين " و " فيضفه " و " يضعف " و " مضعفة " حيث وقعن " ولولا دفع الله " حيث وقعت وفي " فرهن مقبوضة ".
    وفي آل عمران: " منهم تقه " مكتوبة بالياء " فيكون طيرا " حيث وقع " وقتلوا قُتلوا ".
    وفي النساء " وثلث ورُبع " و " ذرية ضعفا " و " كتب الله عليكم " و " والذين عقدت ايمنكم " و " حسنة يضعفها "و " أو لمستم النساء ". ومثله في المائدة " فلقتلوكم " و " مرغما كثيرا ".

    وفي المائدة:" سبل السلم " و " فما بلغت رسالته " و " بلغ الكعبة، طعام مسكين " و " قيما للناس." عليهم الاولين " و " فيكون طيرا " و " آكلون للسحت ".
    وفي الأنعام: " طير يطير " و " وذريتهم " و " اكبر مجريمها " و " حيث يجعل رسالته " و " دار السلم ".
    وفي الأعراف: " انما طيرهم " و " وبطل ما كانوا يعملون " و " عليهم الخبيث " و " وكلمته " و " حيث وقعت "خطيئتكم " و " إذا مسهم طيف ".


    وفي الأنفال: " الحق بكلمته " و " وتخونوا امنتكم "......))

    2. ان الكذوب لما نقل قول السيوطي رحمه الله الذي نقله عن الداني اسقطه على المرسوم مع العلم ان المراد فيه منع القياس على القراءة لا على الخط و الحقيقة كما شاهدنا ان ابا داود اعتمد رحمه الله على الاثر في القراءة لا كما حاول المنصر الكذوب ان يوحي الى القراء علاوة على تصريح ابن كثير رحمه الله ان قراءته لا تعتمد على اللغة بل على ما تلقاه .

    نقرا من الكامل في القراءات العشر و الاربعين الزائدة عليها الجزء الثاني فصل في ذكر قرا؟ء اهل مكة :
    ((.قال مجاهد: ابن مُحَيْصِن بين وير، يعني: أنهعالم في الأثر والعربية وروى عن درباس أنه قال: ما رأيت أعلم من ابن مُحَيْصِن بالقرآن والعربية، قال شِبْل: قرأت على ابن مُحَيْصِن وابْن كَثِيرٍ فقالا: (رَبِّ احْكُمْ)، فقلت: إن أهل العربية لا يعرفون ذلك فقالا: ما لنا والعربية هكذا سمعنا أئمتنا، يعني: أنهما معتمدان - على الأثر ))

    و يوضح هذا السياق الكامل لما نقله عن السيوطي رحمه الله
    نقرا من الاتقان في علوم القران للسيوطي رحمه الله الجزء الاول :
    ((.مَّ قَالَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ: فَقَوْلُنَا فِي الضَّابِطِ: "وَلَوْ بِوَجْهٍ " نُرِيدُ بِهِ وَجْهًا مِنْ وُجُوهِ النَّحْوِ سَوَاءٌ كَانَ أَفْصَحَ أَمْ فَصِيحًا مُجْمَعًا عَلَيْهِ أَمْ مُخْتَلَفًا فِيهِ اخْتِلَافًا لَا يَضُرُّ مِثْلُهُ إِذَا كَانَتِ القراءة مِمَّا شَاعَ وَذَاعَ وَتَلَقَّاهُ الْأَئِمَّةُ بِالْإِسْنَادِ الصَّحِيحِ إِذْ هُوَ الْأَصْلُ الْأَعْظَمُ وَالرُّكْنُ الْأَقْوَمُ. وَكَمْ مِنْ قِرَاءَةٍ أَنْكَرَهَا بَعْضُ أَهْلِ النَّحْوِ أَوْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَلَمْ يُعْتَبَرْ إِنْكَارُهُمْ كَإِسْكَانِ:{بَارِئْكُمْ} و: {يَأْمُرْكُمْ} وخفض: {وَالأَرْحَامِ} ونصب {لِيُجْزَى قَوْماً} وَالْفَصْلِ بَيْنَ الْمُضَافَيْنِ فِي: {قَتْل أَوْلادِهِمْ شُرَكَائِهِمْ} وَغَيْرِ ذَلِكَ.
    قَالَ الدَّانِيُّ: وَأَئِمَّةُ الْقُرَّاءِ لَا تَعْمَلُ فِي شَيْءٍ مِنْ حُرُوفِ الْقُرْآنِ عَلَى الْأَفْشَى فِي اللُّغَةِ وَالْأَقْيَسِ فِي الْعَرَبِيَّةِ بَلْ عَلَى الْأَثْبَتِ فِي الْأَثَرِ وَالْأَصَحِّ فِي النَّقْلِ وَإِذَا ثَبَتَتِ الرِّوَايَةُ لَمْ يَرُدَّهَا قِيَاسُ عَرَبِيَّةٍ وَلَا فُشُوُّ لُغَةٍ لِأَنَّ الْقِرَاءَةَ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ يَلْزَمُ قَبُولُهَا وَالْمَصِيرُ إِلَيْهَا.قُلْتُ: أَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ. قال البيهقي: أراد اتِّبَاعَ مَنْ قَبْلَنَا فِي الْحُرُوفِ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ. لَا يَجُوزُ مُخَالَفَةُ الْمُصْحَفِ الَّذِي هُوَ إِمَامٌ وَلَا مُخَالَفَةُ الْقِرَاءَاتِ الَّتِي هِيَ مَشْهُورَةٌ. وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ سَائِغًا فِي اللُّغَةِ أَوْ أَظْهَرَ مِنْهَا.
    ثُمَّ قَالَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ: وَنَعْنِي بِمُوَافَقَةِ أَحَدِ الْمَصَاحِفِ مَا كَانَ ثَابِتًا فِي بَعْضِهَا دُونَ بَعْضٍ كقراءة ابن عامر: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ} في البقرة بغير واو، و: {بِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ} بِإِثْبَاتِ الْبَاءِ فِيهِمَا فَإِنَّ ذَلِكَ ثَابِتٌ فِي الْمُصْحَفِ الشَّامَيِّ وَكَقِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} فِي آخِرِ بَرَاءَةٍ بِزِيَادَةِ "مِنْ" فَإِنَّهُ ثَابِتٌ فِي الْمُصْحَفِ الْمَكِّيِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ فَشَاذٌّ لِمُخَالَفَتِهَا الرَّسْمَ الْمُجَمَعَ عَلَيْهِ.
    وَقَوْلُنَا: "وَلَوِ احْتِمَالًا "، نَعْنِي بِهِ مَا وَافَقَهُ وَلَوْ تَقْدِيرًا: كَـ {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فَإِنَّهُ كُتِبَ فِي الْجَمِيعِ بِلَا أَلِفٍ فَقِرَاءَةُ الْحَذْفِ تَوَافِقُهُ تَحْقِيقًا وَقِرَاءَةُ الْأَلِفِ تَوَافِقُهُ تَقْدِيرًا لِحَذْفِهَا فِي الْخَطِّ اخْتِصَارًا كَمَا كُتِبَ: {مَلِكَ الْمُلْكِ} .
    وَقَدْ يُوَافِقُ اخْتِلَافُ الْقِرَاءَاتِ الرَّسْمَ تَحْقِيقًا، نَحْوُ " تَعْلَمُونَ " بِالتَّاءِ وَالْيَاءِ و" يغفر لَكُمْ " بِالْيَاءِ وَالنُّونِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ تَجَرُّدُهُ عَنِ النَّقْطِ وَالشَّكْلِ فِي حَذْفِهِ وَإِثْبَاتِهِ عَلَى فَضْلٍ عَظِيمٍ لِلصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي عِلْمِ الْهِجَاءِ خَاصَّةً وَفَهْمٍ ثَاقِبٍ فِي تَحْقِيقِ كُلِّ عِلْمٍ. ))

    فانظر كيف لم يفهم المنصر سياق كلام السيوطي رحمه الله الذي يرد على ادعائه .

    ثم استشهد المنصر بمصدر مضحك معاصر و هو كتاب لاحد الاعلاميين ينقل فيه قصة احد القراء المعاصرين الذين كانوا يجيزون القراءة بالقياس و كيف ان الازهر منع قراءته و حاربه لعيب علينا ذلك !!!
    اقول : شر البلية ما يضحك !! حيث يذكر الاشكال و الرد عليه !! فما هو بالضبط الذي حاول ان يثبته هنا !! ان الازهر و بقية العلماء رفضوا قراءته بالقياس ؟؟ و اين العيب في ذلك اذ لا يثبت هذا الا التزام الامة بالمنع من القياس في القراءة و هو يعني ان القراءة متلقاة بالاثر
    و نقول ما وجه اختلاف هذا القارئ مثلا عن ابي بك بن مقسم العطار او ابن شنبو اللذان حاربهما ابو بكر بن مجاهد رحمه الله من اجل الحفاظ على القراءة التي توافق الرسم و تكون بالاسناد و باللغة و لو بوجه .

    يتبع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    2,760
    آخر نشاط
    25-04-2024
    على الساعة
    01:32 PM

    افتراضي

    ثالثا : الرد على كلامه في قراءة ليكة .

    احتج المنصر بما نقله ابو حيان رحمه الله من انكار ابن قتيبة و النحاس و الزجاج و المبرد و ابو علي الفارسي قراءة ليكة بفتح اللام و سكون الياء و نقل كلامهم من ان الرسم اسقط الهمزة و الالف و لا يجوز هنا غير الخفض .

    اقول : قد وجد لها ابن خالويه وجها لقراءتها كما ذكرت وعلى هذا فان طعن غيره عليها لا قيمة له اذ قد وجدنا للقراءة وجها في اللغة مع ثبوت اسنادها الى النبي صلى الله عليه وسلم
    نقرا من الحجة في القراءات السبع سورة النحل :
    ((.قوله تعالى: أَصْحابُ الْأَيْكَةِ «1». يقرأ بإسكان اللام وتحقيق الهمزة، وبفتح اللام وتشديدها، وطرح الهمزة هاهنا وفي الشُّعَراءُ «2» ولَبِالْمِرْصادِ «3» وبِالْأَحْقافِ «4». فالحجة لمن أثبت الهمزة: أن الأصل عنده في النكرة (أيكة)، ثم أدخل عليها الألف واللام للتعريف فبقى الهمزة على أصل ما كانت عليه. والحجة لمن ترك الهمز: أن أصلها عنده: (ليكة)على وزن فعلة، ثم أدخل الألف واللام فالتقى لامان الأولى ساكنة فأدغم الساكنة في المتحركة فصارت لاما مشددة.وقد قرأها بعضهم على أصلها:(ليكة المرسلين)، وترك صرفها للتعريف والتأنيث، أو لأنها معدولة عن وجه التعريف الجاري بالألف واللام.
    وقد فرّق بعض القراء بين الهمز وتركه، فقال: الأيكة اسم البلد. وليكة: اسم القرية.
    وقيل: هي الغيضة))

    يتبع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    2,760
    آخر نشاط
    25-04-2024
    على الساعة
    01:32 PM

    افتراضي

    رابعا : الرد على كلامه بخصوص قراءة (( و ما هو على الغيب بظنين)) .

    اقول : انكر علينا المنصر قراءة ابن كثير و ابي عمرو و الكسائي في قوله تعالي (( بظنين )) حيث انها مخالفة لقراءة بقية القراءة (( بضنين)) و مخالفة لرسم جميع المصاحف التي كتبتها بالضاد .

    وللاجابة على هذا ينبغي علينا ان نرى هل وافقت قراءة ((بظنين )) شروط صحة القراءة الثلاثة ام لا ( صحة السند و موافقة الرسم و موافقة العربية ولو بوجه )

    اما شرط الاسناد : فقد توفر هذا الشرط في قراءة (بظنين) وذلك لصحة اسناد قراءة ابي عمرو و الكسائي و ابن كثير و اعتمادهم على النقل .

    إسناد قراءة ابن كثير
    نقرا في النشر في القراءات العشر الجزء الاول الصفحة 120
    ((وَقَرَأَ الْقِسْطُ أَيْضًا وَمَعْرُوفٌ وَشِبْلٌ عَلَى شَيْخِ مَكَّةَ وَإِمَامِهَا فِي الْقِرَاءَةِ أَبِي مَعْبَدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ بْنِ فَيَرُوزَانَ بْنِ هُرْمُزَ الدَّارِيِّ الْمَكِّيِّ. فَذَلِكَ تَتِمَّةُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ طَرِيقًا عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ.
    وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ عَلَى أَبِي السَّائِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ وَعَلَى أَبِي الْحَجَّاجِ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ وَعَلَى دِرْبَاسٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَقَرَأَ مُجَاهِدٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، وَقَرَأَ دِرْبَاسٌ عَلَى مَوْلَاهُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَقَرَأَ أُبَيٌّ وَزَيْدٌ وَعُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))

    اسناد قراءة ابي عمرو
    و نقرا في النشر في القراءات العشر الجزء الاول الصفحة 133
    ((وَقَرَأَ السُّوسِيُّ وَالدُّورِيُّ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْيَزِيدِيِّ، وَقَرَأَ الْيَزِيدِيُّ عَلَى إِمَامِ الْبَصْرَةِ وَمُقْرِئِهَا أَبِي عَمْرٍو زِيَّانِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَمَّارٍ الْعُرْيَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَازِنِيِّ الْبَصْرِيِّ، فَذَلِكَ مِائَةٌ وَأَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ طَرِيقًا عَلَى أَبِي عَمْرٍو، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَأَبِي الْعَالِيَةِ رَفِيعِ بْنِ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَعْرَجِ الْمَكِّيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ وَنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، وَسَيَأْتِي سَنَدُ أَبِي جَعْفَرٍ وَتَقَدَّمَ سَنَدُ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَشَيْبَةَ فِي قِرَاءَةِ نَافِعٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُ مُجَاهِدٍ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ عَلَى حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ وَأَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَقَرَأَ حِطَّانُ عَلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَقَرَأَ أَبُو الْعَالِيَةِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ حُمَيْدٌ عَلَى مُجَاهِدٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ وَنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، وَقَرَأَ عَطَاءٌ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ عَلَى مُجَاهِدٍ وَدِرْبَاسٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُمَا، وَسَيَأْتِي سَنَدُ عَاصِمٍ، وَقَرَأَ نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ عَلَى أَبِي الْأَسْوَدِ، وَقَرَأَ أَبُو الْأَسْوَدِ عَلَى عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَقَرَأَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))

    نقرا من الكامل في القراءات العشر و الاربعين الزائدة عليها الجزء الثاني فصل في ذكر قرا؟ء اهل مكة :
    ((.قال مجاهد: ابن مُحَيْصِن بين وير، يعني: أنهعالم في الأثر والعربية وروى عن درباس أنه قال: ما رأيت أعلم من ابن مُحَيْصِن بالقرآن والعربية، قال شِبْل: قرأت على ابن مُحَيْصِن وابْن كَثِيرٍ فقالا: (رَبِّ احْكُمْ)، فقلت: إن أهل العربية لا يعرفون ذلك فقالا: ما لنا والعربية هكذا سمعنا أئمتنا، يعني: أنهما معتمدان - على الأثر))

    نقرا من السبعة لابن مجاهد رحمه الله المقدمة :
    ((.حَدثنِي عبيد الله بن عَليّ الْهَاشِمِي وَأَبُو إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن زيد القَاضِي قَالَا حَدثنَا نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي قَالَ أخبرنَا الْأَصْمَعِي قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول لَوْلَا أَنه لَيْسَ لي أَن أَقرَأ إِلَّا بِمَا قد قرىء بِهِ لقرأت حرف كَذَا كَذَا وحرف كَذَا كَذَا
    وحَدثني عبيد الله بن عَليّ قَالَ حَدثنَا ابْن أخي الْأَصْمَعِي عَن عَمه قَالَ قلت لأبي عَمْرو بن الْعَلَاء {وباركنا عَلَيْهِ} فِي مَوضِع {وَتَركنَا عَلَيْهِ} فِي مَوضِع أيعرف هَذَا فَقَالَ مَا يعرف إِلَّا أَن يسمع من الْمَشَايِخ الْأَوَّلين
    قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو إِنَّمَا نَحن فِيمَن مضى كبقل فِي أصُول نخل طوال))

    نقرا من غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري رحمه الله الجزء الاول باب العين :
    ((وقال الفضل بن شاذان لما عرض الكسائي على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة، وقال أبو عبيد في كتاب القراءات كان الكسائي ينخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا وكان من أهل القراءة وهي كانت علمه وصناعته ولم يجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه، وقال ابن مجاهد فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة متوسطة في عصره وكان يأخذ الناس عنه ألفاظه بقراءته عليهم، وقال أبو بكر الأنباري اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادي، ))

    و اما شرط موافقة اللغة ولو بوجه : فهو ايضا متحقق فكلمة ظنين هنا لا اعتراض عليها لغويا .
    نقرا من تفسير القرطبي رحمه الله لسورة التكوير :
    ((.
    وما هو على الغيب بظنين )
    بالظاء ، قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ، أي بمتهم ، والظنة التهمة ; قال الشاعر :
    أما وكتاب الله لا عن شناءة هجرت ولكن الظنين ظنين
    واختاره أبو عبيد ; لأنهم لم يبخلوه ولكن كذبوه ; ولأن الأكثر من كلام العرب : ما هو بكذا ، ولا يقولون : ما هو على كذا ، إنما يقولون : ما أنت على هذا بمتهم))

    و اما شرط الرسم : فمن الواضح من اقوال اهل العلم الذين خاضوا و تكلموا في رسم المصحف ان القراءة مخالفة لرسم المصحف حيث ان الرسم اقتصر في جميع المصاحف على الضاد ((بضنين)) فلم يتحقق هذا الشرط .
    نقرا من المقنع في رسم مصاحف الامصار للداني رحمه الله باب ذكر ما اتفق على رسمه مصاحف اهل الامصار من اول القران الى اخره .
    ((.وحدثنا خلف بن حمدان قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي قال حدثنا أبو عبيد إن مصاحف أهل الامصار اجتمعت على رسم " الصرط " و " صرط " بالصاد قال أبو عمرو وكذلك رسموا " المصيطرون " و " بمصيطر " ورسموا " بضنين في كوّرت بالضاد ابن المبارك عن حنظلة بن أبي سفيان عن عطاء قال زعموا انها في مصحف عثمان رضي الله عنه " بضنين " بالضاد وبالله التوفيق))

    و نقرا من مختصر التبيين لهجاء التنزيل لابي داود سليمان بن نجاح رحمه الله الجزء الخامس سورة التكوير
    ((.ثم قال تعالى: مّطاع ثمّ أمين (2) إلى قوله: رّجيم رأس الخمس الثالث (3)، وكتبوا: بضنين بالضاد (4)، وقرأه كذلك نافع، وابن عامر وعاصم (5)، وحمزة (6)، وقرأه سائر القراء، وهم النحويان، وابن كثير (7) بالظاء (8)، وسائر (9)الهجاء مذكور.))

    و نقرا من جامع البيان في القراءات السبع لابي عمرو الداني رحمه الله الجزء الرابع ذكر اختلافهم في سورة التكوير
    ((.قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بظنين [24] بالظاء «1» وقرأ الباقون بالضاد «2»، وكذلك رسم في جميع المصاحف.))

    وقد اجاب عليها اهل العلم باجابات :

    1. ان قراءة ظنين لا تخالف رسم المصحف لان الفرق بين الضاد و الظاء هي زيادة راس الطاء عن الماء و قد يختلف معيار الزيادة و النقص فيوهم ذلك .
    نقرا من ابراز المعاني من حرز الاماني باب فرش الحروف سورة التكوير :
    ((.فإن قلت: إذا كانت الكتابة بالضاد فكيف ساغ مخالفتها إلى الظاء.
    قلت: باعتبار النقل الصحيح كما قرأ أبو عمرو: "وقتت" بالواو مع أن أبا عبيد قد أجاب عن هذا فقال: ليس هذا بخلاف الكتاب؛ لأن الضاد والظاء لا يختلف خطهما في المصاحف إلا بزيادة رأس إحداهما على رأس الأخرى قال فهذا قد يتشابه في خط المصحف ويتدانى، قال الشيخ: صدق أبو عبيد؛ فإن الخط القديم على ما وصف، وقال الزمخشري: هو في مصحف عبد الله بالطاء وفي مصحف أبي بالضاد وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بهما وإتقان الفصل بين الضاد والظاء واجب ومعرفة مخرجيهما مما لا بد.منه للقارئ فإن أكثر العجم لا يفرقون بين الحرفين فإن فرقوا ففرقا غير صواب وبينهما بون بعيد ثم ذكر مخرجيهما على ما سيأتي بيانه في باب مخارج الحروف،))

    اقول : ويشكل على هذا الاعتذار بانه علي افتراض صحته لوجب ان يقع في جميع المواضع الاخرى و لوجب ان تختلف القراءة في جميع تلك المواضع ويشكل عليه ايضا انه لم يتشابه على ائمة الرسم لا ابو عمرو الداني و لا ابو داود سليمان بن نجاح و لا غيرهما هذه المسالة كما راينا .

    2. ان شرط الرسم لا يتعلق باختلاف حرف داخل كلمة خاصة اذا كانت القراءة المخالفة للرسم صحيحة الاسناد و مستفيضة .
    نقرا من النشر في القراءات العشر الجزء الاول المقدمة :
    ((.(قُلْتُ) : فَانْظُرْ كَيْفَ كَتَبُوا الصِّرَاطَ وَالْمُصَيْطِرُونَ بِالصَّادِ الْمُبْدَلَةِ مِنَ السِّينِ، وَعَدَلُوا عَنِ السِّينِ الَّتِي هِيَ الْأَصْلُ لِتَكُونَ قِرَاءَةُ السِّيِنِ وَإِنْ خَالَفَتِ الرَّسْمَ مِنْ وَجْهٍ قَدْ أَتَتْ عَلَى الْأَصْلِ فَيَعْتَدِلَانِ، وَتَكُونَ قِرَاءَةُ الْإِشْمَامِ مُحْتَمَلَةً، وَلَوْ كُتِبَ ذَلِكَ بِالسِّينِ عَلَى الْأَصْلِ لَفَاتَ ذَلِكَ وَعُدَّتْ قِرَاءَةُ غَيْرِ السِّينِ مُخَالِفَةً لِلرَّسْمِ وَالْأَصْلِ، وَلِذَلِكَ كَانَ الْخِلَافُ فِي الْمَشْهُورِ فِي بَسْطَةً الْأَعْرَافِ دُونَ بَسْطَةً الْبَقَرَةِ ; لِكَوْنِ حَرْفِ الْبَقَرَةِ كُتِبَ بِالسِّينِ وَحَرْفِ الْأَعْرَافِ بِالصَّادِ، عَلَى أَنَّ مُخَالِفَ صَرِيحِ الرَّسْمِ فِي حَرْفٍ مُدْغَمٍ أَوْ مُبْدَلٍ أَوْ ثَابِتٍ أَوْ مَحْذُوفٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ لَا يُعَدُّ مُخَالِفًا إِذَا ثَبَتَتِ الْقِرَاءَةُ بِهِ وَوَرَدَتْ مَشْهُورَةً مُسْتَفَاضَةً، أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَعُدُّوا إِثْبَاتَ يَاءَاتِ الزَّوَائِدِ وَحَذْفَ يَاءِ تَسْئَلْنِي فِي الْكَهْفِ، وَقِرَاءَةَ (وَأَكُونُ مِنَ الصَّالِحِينَ) وَالظَّاءَ مِنْ بِضَنِينٍ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ مُخَالَفَةِ الرَّسْمِ الْمَرْدُودِ، فَإِنَّ الْخِلَافَ.فِي ذَلِكَ يُغْتَفَرُ، إِذْ هُوَ قَرِيبٌ يَرْجِعُ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ وَتُمْشِيهِ صِحَّةُ الْقِرَاءَةِ وَشُهْرَتُهَا وَتَلَقِّيهَا بِالْقَبُولِ، وَذَلِكَ بِخِلَافِ زِيَادَةِ كَلِمَةٍ وَنُقْصَانِهَا وَتَقْدِيمِهَا وَتَأْخِيرِهَا حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ حَرْفًا وَاحِدًا مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي، فَإِنَّ حُكْمَهُ فِي حُكْمِ الْكَلِمَةِ لَا يُسَوِّغُ مُخَالَفَةَ الرَّسْمِ فِيهِ، وَهَذَا هُوَ الْحَدُّ الْفَاصِلُ فِي حَقِيقَةِ اتِّبَاعِ الرَّسْمِ وَمُخَالَفَتِهِ،))

    اقول : و يشكل على هذا انه مخالف لما ذكره معظم اهل العلم الذين سبقوا ابن الجزري رحمه الله اذ لم يذكر اي منهم هذا الاستثناء .
    نقرا من المرشد الوجيز لابي شامة المقدسي رحمه الله الجزء الاول الباب الخامس :

    فكُلُّ قِرَاءَةٍ سَاعَدَهَا خَطُّ الْمُصْحَفِ مَعَ صِحَّةِ النَّقْلِ فِيهَا وَمَجِيئِهَا عَلَى الْفَصِيحِ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ فَهِيَ قِرَاءَةٌ صَحِيحَةٌ مُعْتَبَرَةٌ فَإِنِ اخْتَلَّ أَحَدُ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الثَّلَاثَةِ أُطْلِقَ عَلَى تِلْكَ القراءة أنها شاذة وضعيفةأشار إلى ذلك كلام الأئمة المتقدمين، ونص عليه الشيخ المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في كتاب مفرد (1) صنفه في معاني القراءات السبع وأمر بإلحاقه "بكتاب الكشف عن وجوه القراءات" من تصانيفه، وقد تقدم فيما نقلناه من كلامه في الباب الرابع الذي قبل هذا الباب (2) . وقد ذكره أيضا شيخنا أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" في باب مراتب الأصول وغرائب الفصول فقال: [68 و] . "وقد اختار قوم قراءة عاصم ونافع فيما اتفقا عليه وقالوا: قراءة هذين الإمامين أصح القراءات سندًا وأفصحها في العربية، وبعدهما في الفصاحة قراءة أبي عمرو والكسائي"." وإذا اجتمع للحرف قوته في العربية وموافقة المصحف واجتماع العامة عليه فهو المختار عند أكثرهم . وإذا قالوا: قراءة العامة، فإنما يريدون ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة. فهو عندهم سبب قوي يوجب الاختيار. وربما اختاروا ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وسموه أيضا بالعامة"))

    ونقرا من الابانة لمكي بن ابي طالب رحمه الله باب القراءات المنسوبة الى الائمة السبعة :
    ((قال إسماعيل:
    فإذا اختار الإنسان أن يقرأ ببعض القراءات، التي رويت مما يخالف خط المصحف صار إلى أن يأخذ القراءة برواية واحد عن واحد، وترك ما تلقته الجماعة عن الجماعة، والذين هم حجة على الناس كلهم -يعني خط المصحف.
    قال إسماعيل:
    وكذلك ما روي من قراءة ابن مسعود1 وغيره ليس لأحد أن يقرأ اليوم به - يعني مما يخالف خط المصحف من ذلك2.
    قال إسماعيل:
    لأن الناس لا يعلمون أنها قراءة عبد الله، وإنما هي شيء يرويه بعض من يحمل الحديث. يعني أن ما خالف خط المصحف من القراءات، فإنما يؤخذ بأخبار الآحاد، وكذا ما وافق خط...المصحف الذي هو يقين إلى ما يخالف خطه مما لا يقع على صحته.
    قال إسماعيل
    فإن جرى شيء من ذلك على لسان الإنسان، من غير أن يقصد له كان له في ذلك سعة، إذا لم يكن معناه يخالف معنى خط المصحف المجمع عليه. ويدخل ذلك في معنى ما جاء:
    أن القرآن أنزل على سبعة أحرف
    قلت:
    فهذا كله من قول إسماعيل يدل على أن القراءات، التي وافقت خط المصحف هي من السبعة الأحرف كما ذكرنا، وما خالف خط المصحف أيضا هو من السبعة، إذا صحت روايته ووجهه في العربية ، ولم يضاد معنى خط المصحف. لكن لا يقرأ به، إذ لا يأتي إلا بخبر الآحاد، ولا يثبت قرآن يخبر الآحاد، وإذ هومالف للمصحف المجمع عليه. فهذا الذي نقول به ونعتقده، وقد بيناه كله))

    3. ان شرط الرسم لا يتعلق بما استفاضت قراءته و انما بما خرج مخرج الاحاد اما ما لم يخرج مخرج الاحاد فلا ينطبق عليه شرط صحة الرسم !! .

    نقرا من تفسير ابن عاشور التحرير و التنوير الجزء الاول المقدمة السادسة في القراءات
    ((.مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ اتَّفَقَ عُلَمَاءُ الْقِرَاءَاتِ وَالْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ كُلَّ قِرَاءَةٍ وَافَقَتْ وَجْهًا فِي الْعَرَبِيَّةِ وَوَافَقَتْ خَطَّ الْمُصْحَفِ- أَيْ مُصْحَفِ عُثْمَانَ- وَصَحَّ سَنَد روايها فَهِيَ قِرَاءَةٌ صَحِيحَةٌ لَا يَجُوزُ رَدُّهَا، قَالَ أَبُو بَكْرِ ابْن الْعَرَبِيِّ: وَمَعْنَى ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ تَوَاتُرَهَا تَبَعٌ لِتَوَاتُرِ الْمُصْحَفِ الَّذِي وَافَقَتْهُ وَمَا دُونَ ذَلِكَ فَهُوَ شَاذٌّ، يَعْنِي وَأَنَّ تَوَاتر الْمُصحف ناشىء عَنْ تَوَاتُرِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي كُتِبَتْ فِيهِ.
    قُلْتُ: وَهَذِهِ الشُّرُوطُ الثَّلَاثَةُ هِيَ شُرُوطٌ فِي قَبُولِ الْقِرَاءَةِ إِذَا كَانَتْ غَيْرَ مُتَوَاتِرَةٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِأَنْ كَانَتْ صَحِيحَةَ السَّنَدِ إِلَى النَّبِيِّ وَلَكِنَّهَا لَمْ تَبْلُغْ حَدَّ التَّوَاتُرِ فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الْمُتَوَاتِرَةُ فَهِيَ غَنِيَّةٌ عَنْ هَذِهِ الشُّرُوطِ لِأَنَّ تَوَاتُرَهَا يَجْعَلُهَا حُجَّةً فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَيُغْنِيهَا عَنِ الِاعْتِضَادِ بِمُوَافَقَةِ الْمُصْحَفِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ، أَلَا تَرَى أَنَّ جَمْعًا مِنْ أَهْلِ الْقرَاءَات المتواترة قرأوا قَوْله تَعَالَى: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ [التكوير:
    24] بِظَاءٍ مُشَالَةٍ أَيْ بِمُتَّهَمٍ، وَقَدْ كُتِبَتْ فِي الْمَصَاحِفِ كُلِّهَا بِالضَّادِ السَّاقِطَةِ))

    اقول : وعلى هذا الاعتذار مآخذ !!! فهو لم يقل به احد من علماء القراءات المتقدمين و لا اعتمده احد و لا يعرف احد من علماء القراءات من قال ان شروط صحة القراءة ساقطة في حال الاستفاضة او مخصوصة للقراءات غير المتواترة !!!! ثم ما هي مواضع الفرش التي لم تستفيض بين الامة في القراءات العشر !!؟؟؟؟

    وقد نقل المنصر انكار الطبري رحمه الله لهذه القراءة
    نقرا من تفسير الطبري رحمه الله لسورة التكوير :
    ((وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب: ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة، وإن اختلفت قراءتهم به، وذلك ( بِضَنِينٍ ) بالضاد، لأن ذلك كله كذلك في خطوطها . فإذا كان ذلك كذلك، فأولى التأويلين بالصواب في ذلك: تأويل من تأوّله، وما محمد على ما علَّمه الله من وحيه وتنـزيله ببخيل بتعليمكموه أيها الناس، بل هو حريص على أن تؤمنوا به وتتعلَّموه.
    ))

    وهذا الذي ذكره الطبري رحمه الله يبدو لي انه الحق الا انه لا يعني كون ان ((بظنين )) ليست قراءة موحى به بل هي قراءة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ان قراءة ((بضنين)) ثابتة عنه عليه الصلاة و السلام و كلاهما من الاحرف السبعة الا ان (( بظنين)) لم تقرا في العرضة الاخيرة كما هو مفصل في الادنى

    ملاحظة قبل ختام هذه النقطة :
    مخالفة الرسم مع صحة السند لا يعني ان القراءة لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فكلا القراءتان ثابتتان عن النبي صلى الله عليه وسلم سواءا قوله تعالي ((بظنين)) او ((بضنين)) و ذلك ان كليهما من الاحرف السبعة الا ان الفرق هو ان قراءة بضنين جاءت في العرضة الاخيرة و اجمع على رسمها الصحابة لما نسخت المصاحف زمن عثمان رضي الله عنه بينما قراءة بظنين لم تقرا في العرضة الاخيرة ولم يثبتها الصحابة اثناء نسخ المصاحف و ان كانت من الاحرف السبعة وقد نقلنا قول مكي رحمه الله الذي اوضح هذا بما يغني عن الاعادة
    .

    اقتباس

    ان القراءات المتواترة و ما صح من القراءات الشاذة بالاسناد الى احد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يدخلان ضمن مصطلح الاحرف السبعة الا ان الفارق هو ان القراءات المتواترة و هي قراءة المصاحف العثمانية هي القراءة التي قرئت في العرضة الاخيرة و ما سواها من الشواذ لم يقرا في العرضة الاخيرة فاعتبر بحكم المنسوخ تلاوة
    نقرا من صحيح البخاري كتاب فضائل القران باب نزول القران على سبعة احرف
    4706 حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر من

    صحيح بن حيان كتاب الرقائق الجزء الثالث
    ((747 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْخَطِيبُ بِالْأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُورَةَ الرَّحْمَنِ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ عَشِيَّةً، فَجَلَسَ إِلَيَّ رَهْطٌ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ: اقْرَأْ عليَّ. فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ أَحْرُفًا لَا أَقْرَؤُهَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ؟ فَقَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فانطلقنا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَى النَّبِيِّ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: اخْتَلَفْنَا فِي قِرَاءَتِنَا. فَإِذَا وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِ تَغَيُّرٌ، وَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ حِينَ ذَكَرْتُ الِاخْتِلَافَ، فَقَالَ: "إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ بِالِاخْتِلَافِ" فَأَمَرَ عَلِيًّا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا عُلِّمَ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ، قَالَ فَانْطَلَقْنَا وَكُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَقْرَأُ حرفا لا يقرأ صاحبه"1". 1: 41))
    قال الشيخ شعيب الارنؤوط
    ((1 إسناده حسن. معمر بن سهل ترجمه ابن حبان في "ثقاته" 9/196، فقال: شيخ متقن يغرب، وعامر بن مدرك ذكره ابن حبان في "ثقاته" 8/501، وقال: ربما أخطأ، وروى عنه غير واحد، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الحاكم 2/223- 224 عن أبي العباس المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد اللَّه بن موسى، أخبرنا إسرائيل بهذا الإسناد، وصححه هو والذهبي، وهو حسن فقط. وانظر ما قبله.))

    صحيح بن جبان الجزء الثالث كتاب الرقائق
    (( 746] أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خِلَافَ مَا قَرَأَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُنَاجِي عَلِيًّا، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَؤُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ"1". 1:41))

    قال الشيخ شعيب الارنؤوط
    (( إسناده حسن عاصم -وهو ابن أبي النجود- روى له البخاري ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبري في "التفسير" "13" عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 1/419 و421 والطبري "13" من طريقين عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، به. وأخرجه أحمد 1/421 من طريق عفان، عن عاصم، به. ))

    مسند الامام احمد مسند الشاميين
    ((17542 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، أَخْبَرَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جُهَيْمٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ هَذَا: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ الْآخَرُ: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " الْقُرْآنُ يُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " ))

    تحقيق شعيب الارنؤوط
    ((1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور ابن سلمة. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/19 من طريق عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.))

    مسند الامام احمد مسند الشاميين
    17821 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَهَا؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غَيْرِ هَذَا، فَذَهَبَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ آيَةُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ قَرَأَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ " فَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَقَرَأَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَلَيْسَ هَكَذَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيَّ ذَلِكَ قَرَأْتُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ (2) ، وَلَا تَمَارَوْا فِيهِ، فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ " أَوْ " آيَةُ الْكُفْرِ " ))

    تحقيق الشيخ شعيب الارنؤوط
    ((3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر المخرمي، فمن رجال مسلم، وصورة هذا الحديث صورة المرسل، لكن قد ثبت في رواية أبي سعيد مولى بني هاشم وكذا في رواية الليث أنه رواه عن عمرو بن العاص، انظر الحديث (17819) . ويشهد له بطوله حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (158) و (277) ، وهو في "الصحيحين".))

    في مستدرك الحاكم الجزء الثاني كتاب التفسير
    2857 - أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، ثنا علي بن عبد العزيز البغوي ، بمكة ، ثنا حجاج بن المنهال ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة رضي الله عنه ، قال : «عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضات » فيقولون : إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة.

    حسن إسناد الرواية الإمام ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وقال ((إسناده حسن))

    نقرا من معاني القران للقراء الجزء الثالث سورة التكوير :
    ((.وقوله: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بظنين [129/ ب](24) .
    [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ «3» ] حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي قيس بن الربيع عن عاصم ابن أَبِي النجود عنْ زر بْن حبيش قَالَ: أنتم تقرءون: (بِضَنِينٍ) ببخيل، ونحن نقرأ (بظنين)«4» بِمتَهم. وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت (بِضَنِينٍ) وهو حسن، يَقُولُ: يأتيه غيب السماء، وهو منفوس «5» فيه فلا يضن به عنكم، فلو كَانَ مكان: عَلَى- عنْ- صلح أَوِ الباء.كما تقول: ما هو بضنين بالغيب.))

    نقرا من اعراب القران للنحاس رحمه الله الجزء الخامس سورة التكوير :
    ((. وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)
    قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع ويحيى والأعمش وحمزة، ويقال: إنها في حرف أبيّ بن كعب كذلك وقرأ ثلاثة من الصحابة «بظنين»«2» كما قرئ على إبراهيم بن موسى عن إسماعيل عن علي بن عبد الله المديني عن سفيان عن عمرو، قال: سمعت ابن عباس يقرأ «بظنين» بالظاء، وروى شعبة عن مغيرة عن مجاهد قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقرأ بظنين بالظاء، وقال عروة سمعت عائشة تقرأ بالظاء. وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي، ولا اختلاف بين أهل التفسير واللغة أن معنى «بظنين» بمتّهم و «بضنين» ببخيل فالقراءتان صحيحتان قد رواهما الجماعة إلّا أنه في السواد بالضاد، وعدل أبو عمرو والكسائي وهما نحويا القراءة إلى القراءة. «بظنين» لأنه يقال: فلان ظنين على كذا أيّ متّهم عليه، وظنين بكذا وإن كانت حروف الخفض يسهل فيها مثل هذا، وعدل أبو عبيد أيضا إليها لأنه ذكر أنه جواب لأنهم كذّبوه. وهذا الّذي احتجّ به لا نعلم أحدا من أهل العلم يعرفه ولا يرى أنه جواب، ولا هو عندهمإلا مبتدأ وخبر، وقد قلنا: إن القراءتين صحيحتان ومجاز «ضنين» أنّ من العلماء من يضن بعلمه، وفي الحديث «من كتم علما لجمه الله بلجام من نار»«1» فأخبر الله عن نبيه صلّى الله عليه وسلّم أنه ليس بضنين بشيء من أمر الدين، وأنه لا يخصّ به أحدا دون أحد على خلاف ما يقول قوم أنه خصّ الإمام بما لم يلقه إلى غيره))

    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سني 1989 ; 15-08-2023 الساعة 10:13 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    2,760
    آخر نشاط
    25-04-2024
    على الساعة
    01:32 PM

    افتراضي

    خامسا : الرد على كلامه بخصوص اتهامه اخذ ابن كثير رحمه الله القراءة بناءا على المنامات .

    نقل المنصر من كتاب السبعة لابن مجاهد رحمه الله :
    ((وحَدثني حُسَيْن بن بشر الصُّوفِي عَن روح بن عبد الْمُؤمن عَن مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَهُوَ يقْرَأ / وَجِبْرِيل وميكئيل / بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء فَلَا أقرءها أَنا إِلَّا هَكَذَا))

    اقول : ليس في الرواية تصريح ابن كثير رحمه الله انه تعلم هذه القراءة من المنام و انما فيها انه داوم على هذه القراءة دون غيرها لانه راى النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويدل على ذلك :

    1. ان قراءة جبريل بدون همز و ميكائيل بالهمز قد جاءت من طريق نافع رحمه الله ايضا فليس شيئا استحدثه ابن كثير رحمه الله .
    نقرا من السبعة لابن مجاهد رحمه الله باب المد و القصر :
    ((.36 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {وَجِبْرِيل وميكال} 98 فِي كسر الْجِيم وَفتحهَا والهمز وَتَركه والهمز فِي / ميكئيل / وَالْيَاء بعد الْهَمْز من جبرئيل وميكئيل
    فَقَرَأَ ابْن كثير {جِبْرِيل} بِفَتْح الْجِيم وَكسر الرَّاء من غير همز و / مِيكَائِيل / بِهَمْزَة بعد الْألف وياء بعد الْهَمْز فِي وزن (ميكاعيل)
    وحَدثني حُسَيْن بن بشر الصُّوفِي عَن روح بن عبد الْمُؤمن عَن مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَهُوَ يقْرَأ / وَجِبْرِيل وميكئيل / بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء فَلَا أقرءها أَنا إِلَّا هَكَذَا
    وروى مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير جِبْرِيل غير مَهْمُوزَة وميكئل مَهْمُوزَة مَقْصُورَة
    وَكَذَلِكَ روى ابْن.سَعْدَان عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير مثل نَافِع / ميكئل / مثل ميكاعل
    وَقَرَأَ نَافِع {جِبْرِيل} بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء من غير همز مثل أبي عَمْرو و / ميكائل / بِهَمْزَة بعد الْألف وَقبل اللَّام لَيْسَ بعْدهَا يَاء فِي وزن ميكاعل
    وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {جِبْرِيل} مثل نَافِع و / ميكل / بِغَيْر همز
    وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم
    وَقَرَأَ ابْن عَامر {جِبْرِيل} مثل أبي عَمْرو و / ميكئيل / بِهَمْزَة بَين الْألف وَالْيَاء ممدودة
    وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة يحيى بن آدم عَن أبي بكر وَحَمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم / جبرئل / بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وهمزة بَين اللَّام وَالرَّاء غير ممدودة فِي وزن جبرعل خَفِيفَة اللَّام
    و/ ميكئيل / فِي رِوَايَة يحيى بِهَمْزَة بعْدهَا يَاء
    وَقَالَ الْكسَائي عَن أبي بكر وحسين الْجعْفِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم / جبرئيل / و / ميكئيل / مثل حَمْزَة
    وَكَذَلِكَ روى أبان الْعَطَّار عَن عَاصِم وحسين الْجعْفِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم
    وروى ابْن سَعْدَان عَن مُحَمَّد بن الْمُنْذر عَن يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم / جبرئيل / و / ميكئيل / مثل حَمْزَة
    وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ / جبرئيل / و / ميكئيل / ممدودين بِهَمْزَة بعْدهَا يَاء فِي الحرفين جَمِيعًا))

    و نلفت النظر ان قراءة جبريل بالهمز و غير الهمز و قراءة ميكائيل بالهمز و غير الهمز جاءت متفرقة و مجتمعة عند القراء السبعة كما نقلنا عن ابن مجاهد رحمه الله في الاعلى فالقراء رسما و فرشا و اصولا متفق عليها .

    2. ان قراءة ابن كثير رحمه الله هي نفس قراءة مجاهد رحمه الله لم يخالفه في شيء .
    نقرا من جامع البيان في القراءات السبع للداني رحمه الله الجزء الاول باب ذكر اسماء ائمة القراءة و الناقلين عنهم
    ((194 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: نا ابن مجاهد قال: وكان الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة وائتمّ به أهلها في عصره عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداريّ، وكان مقدّما في عصره، قرأ على مجاهد بن جبر ولم يخالفه في شيء من قراءته«7»))

    نقرا من الكامل في القراءات العشر و الاربعين الزائدة عليها الجزء الثاني فصل في ذكر قرا؟ء اهل مكة :
    ((.قال مجاهد: ابن مُحَيْصِن بين وير، يعني: أنه عالم في الأثر والعربية وروى عن درباس أنه قال: ما رأيت أعلم من ابن مُحَيْصِن بالقرآن والعربية،قال شِبْل: قرأت على ابن مُحَيْصِن وابْن كَثِيرٍ فقالا: (رَبِّ احْكُمْ)، فقلت: إن أهل العربية لا يعرفون ذلك فقالا: ما لنا والعربية هكذا سمعنا أئمتنا، يعني: أنهما معتمدان - على الأثر))

    سادسا : الرد على كلام المنصر بخصوص ابن محيصن رحمه الله .
    اقتبس الجويهل من كتاب النشر قول ابن الجزري عن ابن محيصن رحمه الله انه قارئ اهل مكة و ظن الجويهل ان هذا اللفظ يعني ان قراءته متواترة عند اهل مكة !!! ثم عاب كيف تكون قراءته متواترة و قد اخرجت قراءته من القراءات المعتمدة لكونها خالفت الرسم !!!

    نقرا من غاية النهاية لابن الجزري رحمه الله الجزء الثاني :
    ((.قال ابن مجاهد: وكان ممن تجرد للقراءة وقام بها في عصر ابن كثير محمد بن عبد الرحمن بن محيصن، قلت:وقراءته في كتاب المبهج والروضة وقد قرأت بها القرآن ولولا ما فيها من مخالفة المصحف لألحقت بالقراءات المشهورة،))

    اقول : قبح الله جهل هذا الجويهل !!!

    1. ان القول بانه قارئ اهل مكة لا يعني انه القارئ الوحيد و لا ان قراءته متواترة عند اهل مكة فمن قال بهذا التعريف فليأتوا به المنصر !!!

    2. على عكس ما ادعاه المنصر فان اهل مكة تركوا قراءة ابن محيصن و رغبوا عنها و اجمعوا على قراءة ابن كثير رحمه الله كما نقل ابن مجاهد رحمه الله
    .
    نقرا من غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري رحمه الله الجزء الثاني باب الميم :
    ((.قال ابن مجاهد: وكان ممن تجرد للقراءة وقام بها في عصر ابن كثير محمد بن عبد الرحمن بن محيصن، قلت:وقراءته في كتاب المبهج والروضة وقد قرأت بها القرآن ولولا ما فيها من مخالفة المصحف لألحقت بالقراءات المشهورة، وعن ميمون بن عبد الملك سمعت أبا حاتم يقول: ابن محيصن من قريش وكان نحويا, قرأ القرآن على ابن مجاهد، وقال أبو عبيد: وكان من قراء مكة عبد الله بن كثير وحميد بن قيس ومحمد بن محيصن, وكان ابن محيصن أعلمهم بالعربية وأقواهم عليها، وقال ابن مجاهد: كان لابن محيصن اختيار في القراءة على مذهب العربية فخرج به عن إجماع أهل بلده, فرغب الناس عن قراءته وأجمعوا على قراءة ابن كثير لأتباعه))

    3. ان ابن كثير رحمه الله كان منذ البداية هو المقدم على ابن محيصن و علي جميع قراءة اهل مكة .
    نقرا من الكامل في القراءات العشر و الاربعين الزائدة عليها الجزء الثاني فصل في ذكر قراء اهل مكة :
    ((.ومنهم الإمام النحوي المقدم في زمانه المتقدم على أقرانه أبو معبد، وقيل: أبو بكر، وقيل: أبو عبادة، وقيل: أبو محمد عبد الله بْن كَثِيرٍ الداري العطار مولى عمرو بن علقمة الكناني، ومن فضائله أنه كان فقيهًا عالمًا مقرئًا فاختار القرآن، والتبتل والانقطاع إليه حتى كان يخرج إلى حر الرمضة فيقلب وجهه وحدبه فيها ثم يقول: يا ليتني خرجت من هذا الأمر كفافًا لا لي ولا عليَّ، وكان يؤم أهل مكة في مسجد الحرام أربعين سنة، ويطيل البكاء والتضرع والشكوى إلى اللَّه تعالى، قال مجاهد: لم أر فيمن قرأ علي كابن كثير وقدمه في زمانه وجعله خليفته، وكان يقص على الناس وهو الذي سن السبق، وقال: لا أخذ على أحد من أبناء الدنيا قبل الفقراء إلا لسبقه))

    نقرا من جامع البيان في القراءات السبع للداني رحمه الله الجزء الاول باب ذكر اسماء ائمة القراءة و الناقلين عنهم :
    ((.193 - حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام «3»، قال: وكان من قرّاء مكة عبد الله بن كثير وحميد «4» بن قيس الذي يقال له: الأعرج، ومحمد بن محيصن، فكان أقدم هؤلاء الثلاثة «5» ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم وبه اقتدوا فيها «6».
    194 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: نا ابن مجاهد قال: وكان الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة وائتمّ به أهلها في عصره عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداريّ، وكان مقدّما في عصره، قرأ على مجاهد بن جبر ولم يخالفه في شيء من قراءته «7».
    195 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد ابن موسى، قال: حدّثني أبو بكر الوراق قال: حدّثنا محمد بن سعدان، قال: حدّثنا عبيد عن شبل قال: اجتماع أهل مكة على قراءة ابن كثير «8»))

    وقد نقم الجويهل على ابن محيصن رحمه الله قراءته (( ومهيمنا عليه )) بالفتح على الميم الثانية و قال بان المعنى تغير بالكلية و لا يعلم الجويهل ان الضمير في هذه القراءة لا يرجع الى التوراة و الانجيل و لكن الى النبي صلى الله عليه وسلم .
    نقرا من تفسير القرطبي رحمه الله لسورة المائدة :
    (( وقرأ مجاهد وابن محيصن : " ومهيمنا عليه " بفتح الميم . قال مجاهد : أي : محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن .))

    ونقرا في اتحاف فضلاء البشر في القراءات الاربعة عشر باب مذاهبهم في ياءات الزوائد سورة المائدة :
    ((.وعن ابن محيصن "وَمُهَيْمِنًا" بفتح الميم الثانية وعليه في موضع رفع على النيابة إن كان حالا من الكتاب, فإن كان حالا من كاف إليك فنائب الفاعل ضمير مستتر يعود إليه -صلى الله عليه وسلم- والجمهور على كسرها اسم فاعل))

    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سني 1989 ; 16-08-2023 الساعة 01:37 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    2,760
    آخر نشاط
    25-04-2024
    على الساعة
    01:32 PM

    افتراضي

    سابعا : الرد على سخافته بخصوص الاختلاف حول التكبير بعد الضحى و في السور القصار باختصار .

    اقتبس المنصر ارشاد البصير الى سنية التكبير عن البشير النوري صلى الله عليه وسلم لاحمد الزعبي ( معاصر !!) ثم اتى بكلام الالباني رحمه الله في الرد عليه و كل هذا في معرض الكلام عن ما روي عن ابن كثير رحمه الله من التكبير بعد سورة الضحى و السور القصار التي بعدها و يلاحظ عدة امور هنا على المنصر .

    1. انه اقتبس كعادته من كلام معاصر و لا عجب عليه في هذا فهذا ديدنه

    2. ان جميع المصادر الاخرى التي نقلها كاخبار مكة للفاكهي و النشر لابن الجزري و غاية النهاية وغيرها كلها راجعة الى ما نقله احمد الزعبي و الالباني في بحثه فتبين لنا ما قلناه سابقا مرارا و تكرارا انه يعتمد علي مصادر معاصرة و ان اقتبس من مصادر اقدم فانه في الحقيقة لم يدري بطبيعة ذلك الاقتباس الا بعد الاطلاع على حاشية المصدر المعاصر الذي اشار اليها

    3. ان ما تكلم به هنا لا علاقة له من قريب و لا من بعيد بالقران و لا القراءات بل هو كلام عن سنة عملية اختلف في ثبوتها فمن اثبتها اثبت سنيتها و من انكرها مال الى بدعيتها و المصحف ان المنصر اقتبس قول القرطبي رحمه الله في بديع هذه العادة للخوف من الاضافة على كلام الله عز وجل ما ليس منه و لكنه مع ذلك بتر سياق كلام القرطبي رحمه الله في الرد علي هذا الادعاء


    نقرا من تفسير القرطبي رحمه الله لسورة الضحى :
    ((. [. فَصْلٌ: يُكَبِّرُ الْقَارِئُ فِي رِوَايَةِ الْبَزِّيِّ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ- وَقَدْ رَوَاهُ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا بَلَغَ آخِرَ وَالضُّحى كَبَّرَ «1» بَيْنَ كُلِّ سُورَةٍ تَكْبِيرَةً، إِلَى أَنْ يَخْتِمَ الْقُرْآنَ، وَلَا يَصِلْ آخِرَ السُّورَةِ بِتَكْبِيرِهِ، بَلْ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِسَكْتَةٍ. وَكَأَنَّ الْمَعْنَى فِي ذَلِكَ أَنَّ الْوَحْيَ تَأَخَّرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامًا، فَقَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ:قَدْ وَدَّعَهُ صَاحِبُهُ وَقَلَاهُ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فَقَالَ: [اللَّهُ أَكْبَرُ [. قَالَ مُجَاهِدٌ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَمَرَنِي بِهِ، وَأَخْبَرَنِي بِهِ عَنْ أُبَيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَا يُكَبِّرُ فِي قِرَاءَةِ الْبَاقِينَ، لِأَنَّهَا ذَرِيعَةٌ إِلَى الزِّيَادَةِ فِي الْقُرْآنِ.قُلْتُ: الْقُرْآنُ ثَبَتَ نَقْلًا مُتَوَاتِرًا سُوَرُهُ وَآيَاتُهُ وَحُرُوفُهُ، لَا زِيَادَةَ فِيهِ وَلَا نُقْصَانَ، فَالتَّكْبِيرُ عَلَى هَذَا لَيْسَ بِقُرْآنٍ. فَإِذَا كَانَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْمَكْتُوبُ فِي الْمُصْحَفِ بِخَطِ الْمُصْحَفِ لَيْسَ بِقُرْآنٍ، فَكَيْفَ بِالتَّكْبِيرِ الَّذِي هُوَ لَيْسَ بِمَكْتُوبٍ. أَمَّا أَنَّهُ ثَبَتَ سُنَّةً بِنَقْلِ الْآحَادِ، فَاسْتَحَبَّهُ ابْنُ كَثِيرٍ، لَا أَنَّهُ أَوْجَبَهُ فَخَطَّأَ مَنْ تَرَكَهُ))

    4. فيما عدا اقتباس الزعبي فانه - و كعادته في الكذب و الخبث - جعل من اختلاف العلماء في تثبيتها من تبديلها داعيا للكذب !!! فانظر كيف حال اجتهاد ابن الجزري رحمه الله في القول بنيتها كذبا منه و هذا من خبثه فهو يريد ان يوهم القارئ ان الامر اما كذب متعمد من المخطئ او انه صادق و لا شيء ثالث فانظر الى الخبث في الطرح فالعالم قد يخطئ و يظن صحة اثر معين كما وقع مع ابن الجزري رحمه الله و قد تعشقه الالباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة بغاية الادب و الاحترام حفاظا على مكانته .

    5. انه حملنا جريرة تدليس الزعبي الذي رد عليه الالباني رحمه الله و عمم ذلك على القراء في جميع الطبقات و العصور و هذا من خبثه كما ذكرنا سابقا و اصراره على التدليس على العلماء وتخليطه على العوام

    6. ان الالباني رحمه الله رد على كل الاثار المذكورة في هذا الباب و بين ضعفها و رد على مزاعم الزعبي في التواتر و بين ذلك بالدليل الصريح و العبرة تكون بالدليل لا بمن قال و المنصر يعلم رد الالباني رحمه الله و يعلم ان المسالة محسومة و فرعية و لا علاقة لها بعلوم القراءات اصلا ولا بالقران و مع ذلك اخذ ينقل من كلام الالباني اجزاءا ثم ينقل اجزاءا من كلام بن الجزري ثم الداني ثم الزعبي و هكذا ليبين بهذه الطريقة الخبث في اللعب بكلام اهل العلم انهم انما اختلفوا بداعي الكذب المتعمد !!! وهذا تالله من سوء خلقه وقذارة الاسلوب فلو كان امينا لنقل ادلة كل عالم على حدة و لبين للقارئ كيف ان الالباني رحمه الله فصل كل ذلك وفنده وبين صحة قول القائل بان الاثر لا يصح .

    7. المضحك المبكي ان المنصر عاب على ابن الجزري وغيره رحمهم الله من علماء القراءات انهم مع قولهم بان شروط صحة القراءة هي صحة السند و موافقة الرسم و موافقة اللغة ولو بوجه الا انهم صححوا الاثر او السنة القائلة بالتكبير بعد الضحى و السور القصار و تالله ان هذه لحيلة لا تنطلي الا على السذج الذين يطبلون له فان كنت لا علم ان هذا التكبير ليس قرانا فهذه مصيبة و ان كنت تعلم فالمصيبة اكبر و الحق انه يحاول لي عنق الكلام وربط الشيء بما لا يتعلق به ليخرج لنا بهذا التدليس و الجهل عبر مثل هذه الحيل و الالاعيب ، اقول : ثبت العرش ثم أنقش فاثبت اولا ان التكبير قران ثم تكلم و هذا لا تستطيع ان تثبته حتى يلج الجمل في سم الخياط !!

    8. قضى المنصر اكثر من ثلاثة اربعا كلامه في الخوض في هذه المسالة : التكبير بعد الضحى و السور القصار !!!!! و ذلك لا يدل الا على افلاسه الشديد حيث لم يجد شيئا الا الاسترسال في شيء لا علاقة له بالقران
    .

    لن اخوض اكثر في هذه النقطة لانها فرعية و تافهة و لا علاقة لها بالقران او بالقراءات و لا بقراءة ابن كثير رحمه الله و انما هي محاولة من المنصر لحشو اي اعتراض و الصاقه بقراءة ابن كثير رحمه الله .

    اكتفي بنقل كامل قول الالباني رحمه الله من السلسة الضعيفة الجزء الثالث عشر الحديث 6133:
    ((.6133 - (قرأتُ على رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرني أن أُكَبِّر فيها إلى أن
    أَخْتِمَ! يعني: {الضحى} ) .
    منكر.
    أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل " (2/76 - 77) ، والفاكهي في "أخبار
    مكة " (3/35/ 1744) ، والحاكم (3/ 304) ، والبيهقي في "شعب الإيمان " (2/
    370/2077 - 2081) ، والبغوي في "تفسيره" (4/501) ، والذهبي في " الميزان "
    عن أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بَزَّة قال: سمعت عكرمة بن سليمان
    يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قُسْطَنْطِيْن، فلما بلغت: {والضحى} ،
    قال لي: كبِّر كبِّر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، وأخبره عبد الله بن كثير: أنه
    قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد: أن ابن عباس أمره بذلك. وأخبره ابن عباس: أن أُبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي بن كعب: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    أمره بذلك. وقال ابن أبي حاتم عقبه:
    "قال أبي: هذا حديث منكر".
    قلت: وعلته ابن أبي بزة؛ فقد قال في "الجرح والتعديل " (1/1/71) :
    "قلت لأبي: ابن أبي بزة ضعيف الحديث؟ قال: نعم، ولست أحدث عنه؛
    فإنه روى عن عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
    عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً منكراً". وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/127) :
    "منكر الحديث، ويوصل الأحاديث ". وقال الذهبي:
    " ليّن الحديث ". وأقره الحافظ في "اللسان ".
    ولهذا لما قال الحاكم عقب الحديث: "صحيح الإسناد"؛ تعقبه الذهبي في
    "التلخيص" بقوله:
    " البزي تُكلم فيه ". وقال في ترجمته من والعبر" (1/445 - الكويت) :
    "وكان ليِّن الحديث، حجة في القرآن".
    ولذلك أورده في "الضعفاء" (55/428) ، وقال في "سير الأعلام " (12/ 51)
    رداً على تصحيح الحاكم للحديث:
    "وهو منكر". وقال في "الميزان" عقب الحديث:
    ! حديث غريب، وهو مما أنكر على البّزِّي، قال أبو حاتم؛ هذا حديث منكر".
    وأقره الحافظ في "لسانه". وقال ابن كثير في "التفسير" عقب الحديث:
    "فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد البزي من ولد القاسم بن أبي بزة، وكان إماماً في القراءات، فأما في الحديث؛ فقد ضعفه أبو حاتم الرازي
    وأبو جعفر العقيلي ... ". ثم ذكر كلامهما المتقدم، ثم قال:
    "لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في "شرح الشاطبية" عن
    الشافعي: أنه سمع رجلاً يكيبر هذا التكبير في الصلاة؛ فقال: "أحسنت وأصبت
    السنة"، وهذا يقتضي صحة الحديث ".
    فأقول: كلا؛ وذلك لأمرين:
    أحدهما: أن هذا القول غير ثابت عن الإمام الشافعي، ومجرد حكاية أبي
    شامة عنه لا يعني ثبوته؛ لأن بينهما مفاوز. ثم رأيت ابن الجزري فد أفاد في
    "النشر في القراءات العشر" (2/397) أنه من رواية البزي عن الشافعي؛ فصح أنه
    غير ثابت عته. ويؤكد ذلك أن البزي اضطرب فيه، فمرة قال: محمد بن إدريس
    الشافعي، ومرة قال: الشافعي إبراهيم بن محمد! فراجعه.
    والآخر: أنه لو فرض ثبوته عنه؛ فليس هو بأقوى من قول التابعي: من السنة
    كذا؛ فإن من المعلوم أنه لا تثبت بمثله السنة، فبالأّوْلى أن لا تثبت بقول من بعده؛
    فإن الشافعي رحمه الله من أتباع التابعين أو تبع أتباعهم. فتأمل.
    وللحديث علة ثانية: وهي شيخ البزي: عكرمة بن سليمان؛ فإنه لا يعرف
    إلا بهذه الروأية، فإن ابن أبي حاتم لما ذكره في "الجرح والتعديل " (3/2/ 11) ؛ لم
    يزدعلى قوله:
    "روى عن إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، روى عنه أحمد بن محمد.
    أبن أبي بزة المكي "*
    فهو مجهول العين - كما تقتضيه القواعد العلمية الحديثية -؛ لكنه قد توبع
    في بعضه - كمايأتي -.
    وله علة ثالثة: وهي جهالة حال إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين؛ فقد أورده
    ابن أبي حاتم (1/ 1/ 180) وقال:
    "روى عنه محمد بن إدريس الشافعي، ويعقوب بن أبي عباد المكي".
    ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولا رأيت له ذكراً في شيء من كتب الجرح
    والتعديل الأخرى، ولا ذكره ابن حبان في "ثقاته" على تساهله في توثيق المجهولين!
    وأما المتابعة التي سبقت الإشارة إليها: فهي من الإمام محمد بن إدريس
    الشافعي رحمه الله تعالى؛ فقال ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي ومناقبه "
    (ص 142) : أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم - قراءة عليه -: أنا الشافعي:
    ثنا إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين (يعني: قارئ مكة) قال: قرأت على
    شبل (يعني: ابن عباد) ، وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله
    ابن كثيرا أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن
    عباس أنه قرأ على أبي بن كعب، وقرأ أبي بن كعب على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قلت: هكذا الرواية فيه؛ لم يذكر: {الضحى} والتكبير، وكذلك هو في
    "تاريخ بغداد" (2/62) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: نا
    محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ... به.
    وخالف جد أبي يعلى الخليلي؛! فقال أبو يعلى في "الإرشاد" (1/427) :
    حدثنا جدي: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ... بإسناده المذكور في "الآداب "
    نحوه؛ إلا أنه زاد في آخره فقال:
    ! ... فلما بلغت: {والضحى} ؛ قال لي: يا ابن عباس! كبر فيها؛ فإني
    قرأت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " إلخ - كما فِي حَدِيثِ الترجمة -.
    قلت: وجدُّ أبي يعلى؛ لم أجد له ترجمة إلا في "الإرشاد" لحفيده الحافظ
    أبي يعلى الخليلي (2/765 - 766) ، وسمى جماعة روى عنهم، ولم يذكر أحداً
    روى عنه؛ فكأنه من المستورين الذين لم يشتهروا بالرواية عنه، ولعله يؤيد ذلك
    قول الحافظ الخليلي:
    "ولم يرو إلا القليل ". مات سنة (327) .
    وكذا في "تاريخ قزوين" للرافعي (2/134) - نقلاً عن الخليلي -.
    قلت: فمثله لا تقبل زيادته على الحافظين الجليلين: ابن أبي حاتم وأبي
    العباس الأصم؛ فهي زيادة منكرة. ويؤيد ذلك ما تقدم عن الحافظ ابن كثير: أنها
    سنة تفرد بها أبو الحسن البزي. مع شهادة الحفاظ المتقدمين بأن الحديث منكر.
    والله أعلم.
    وقد رواه البزي مرة بزيادة أخرى معضلاً؛ فقال ابن الجزري رحمه الله في
    "النشر في القراءات العشر" (2/388) :
    "روى الحافظ أبو العلاء بإسناده عن أحمد بن فرج عن البزي أن الأصل في
    ذلك (يعني: التكبير المذكور) : أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انقطع عنه الوحي؛ فقال المشركون:
    قلا محمداً ربه؛ فنزلت: سورة: {والضحى} ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    "الله أكبر".
    وأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكبر إذا بلغ: {والضحى} مع خاتمة كل سورة حتى يختم.
    وذكره ابن كثير في "تفسيره، معلقاً دون أن يعزوه للبزي عقب روايته المتقدمة
    المسندة؛ فقال:
    "وذكر القراء في مناسبة التكبير من أول سورة {الضحى} أنه لما تأخر
    الوحي ... " إلخ نحوه، وعقب عليه بقوله:
    "ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة أو ضعف ".
    وأقره ابن الجزري على ذلك (ص 388) ، وعقب عليه بقوله؛
    "يعني كون هذا سبب التكبير، وإلا؛ فانقطاع الوحي مدة أو إبطاؤه مشهور،
    رواه سفيان عن الأسود بن قيس عن جندب البجلي - كما سيأتي -، وهذا إسناد
    لا مرية فيه ولا شك. وقد اختلف أيضاً في سبب انقطاع الوحي أو إبطائه، وفي
    القائل: (قلاه ربه) ، وفي مدة انقطاعه ... ".
    ثم ساق في ذلك عدة روايات كلها معلولة؛ إلا رواية سفيان التي أشار إليها،
    وقد عزاه بعد للشيخين، وقد أخرجها البخاري (1124 و1125 و4983) ، ومسلم
    (5/182) ، والترمذي (3342) وصححه، وأحمد (4/313) ، وا لطبراني (2/ 186
    و187) من طرق عن سفيان، ولفظه:
    احتبس جبريل اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فقالت امرأة من قريش: أبطأ عليه
    شيطانه، فنزلت: {والضحى. والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى} .
    ولسفيان متابعات كثيرة في "الصحيحين " وغيرهما بألفاظ متقاربة، فمن شاء
    الوقوف عليها؛ فليتتبعها فيهما، وقد يسر السبيل إليها الحافظ ابن حجر - كعادته
    في "الفتح " -؛ فليرجع إليه من أرادها.
    فأقول: وبناء على هذا الحديث الصحيح يمكننا أن نأخذ منه ما نؤكد به نكارة
    الزيادة المتقدمة من رواية أحمد بن الفرج عن البزي؛ لعدم ورودها في "الصحيح "،
    وأن ما يحكى عن القراء ليس من الضروري أن يكون ثابتاً عندهم، فضلاً عن غيرهم
    - كما سيأتي بيانه في اختلاف القراء في هذا التكبير الذي تفرد به البزي -.
    ومن المعلوم في علم المصطلح أن الحديث المنكر هو ما رواه الضعيف مخالفاً للثقة. وهذه الزيادة من هذا القبيل، وبهذا الطريق رد الحافظ حديثاً آخر من رواية
    الطبراني فيه سبب آخر لنزول {والضحى} ، لعله ييسر لي تخريجه فيما بعد (1) ؛
    فقال الحافظ (8/ 710) :
    لأغريب، بل شاذ (!) مردود بما في (الصحيح) ".
    ثم ذكر روايات أخرى في سبب نزولها مخالفة أيضاً، ثم ردها بقوله:
    "وكل هذه الروايات لا تثبت ".
    قلت: ونحوها ما روى ابن الفرج أيضاً قال: حدثني ابن أبي بزة بإسناده: أن
    النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهدي إليه قطف عنب جاء قبل أوانه؛ فهمَّ أن يأكل منه، فجاءه سائل
    فقال: أطعموني مما رزقكم الله؟ قال: فسلَّم إليه العنقود. فلقيه بعض أصحابه
    فاشتراه منه، وأهداه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعاد السائل فسأله، فأعطاه إياه، فلقيه رجل آخر
    من الصحابة، فاشتراه منه، وأهداه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعاد السائل فسأله فانتهره وقال:
    "إنك مُلحٌّ ". فانقطع الوحي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين صباحاً؛ فقال المنافقون:
    قلا محمداً ربُّه، فجاء جبريل عليه السلام فقال: اقرأ يا محمد! قال: وما أقرأ؟
    فقال: اقرأ: {والضحى} ... ! ، ولقنه السورة، فأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبياً لما بلغ:
    {والضحى} ؛ أن يكبر مع خاتمة كل سورة حتى يختم. ذكره ابن الجزري وقال
    عقبه:
    "وهذا سياق غريب جداً، وهو مما انفرد به ابن أبي بزة أيضاً، وهو معضل ".
    قلت: وفي هذا دليل على ضعف البزي هذا، لتلونه في رواية الحديث 1 ا،1 حد،
    فإن ذلك مما يشعر بأنه غير حافظ للحديث ولا ضابط - كما هو معروف عند أهل
    المعرفة بهذا الفن الشريف -؛ فلا جرم أنه ضعفه أبو حاتم والعقيلي والذهبي
    والعسقلاني - كما تقدم -، وقال الحافظ أبو العلاء الهمداني:
    " لم يرفع أحد التكبير إلا البزي، ورواه الناس فوقفوه على ابن عباس ومجاهد".
    ذكره ابن الجزري (ص395) ، ثم قال:
    "وقد تكلم بعض أهل الحديث في البزي، وأظن ذلك من قبل رفعه له؛
    فضعفه أبو حاتم والعقيلي".
    أقول: ما أصاب العلائي في ظنه؛ فإن من ضعفه - كالمذكوريْن -؛ ما تعرضوا
    لحديثه هذا بذكر، وإنما لأنه منكر الحديث - كما تقدم عن العقيلي -، ومعنى
    ذلك: أنه يروى المناكير، وأشار أبو حاتم إلى أن منها ما رواه عن ابن مسعود، وإن
    كان لم يسق متنه.
    ثم إن الموقوف الذي أشار إليه العلائي فما ذكر له إسناداً يمكن الاعتماد
    عليه؛ لأنه لم يسقه (ص 397) إلا من طريق إبراهيم بن أبي حية قال: حدثني
    حميد الأعرج عن مجاهد قال: ختمت على عبد الله بن عباس تسع عشرة ختمة،
    كلها يأمرني أن أكبر فيها من.: {ألم نشرح} ".
    وإبراهيم هذا: قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/1/ 283) :
    "منكر الحديث، واسم أبي حية: اليسع بن أسعد". وقال الدارقطني:
    "متروك ".
    فهو ضعيف جداً؛ فلا يصح شاهداًلحديث البزي، مع أنه موقوف.
    إذا عرفت أيها القارئ الكريم ضعف هذا الحديث ونكارته؛ فإن من المصائب
    في هذا الزمان والفتنة فيه أن يتطاول الجهال على الكتابة فيما لا علم لهم به؛
    أقول هذا لأنه وقع تحت يدي وأنا أحرر الكلام على هذا الحديث رسالة للمدعو
    أحمد الزعبي الحسيني بعنوان: "إرشاد البصير إلى سُنِّيَّةِ التكبير عن البشير
    النذير"، رد فيها - كما يقول - على الأستاذ إبراهيم الأخضر، الذي ذهب في كتابه
    "تكبير الختم بين القراء والمحدثين " إلى أن التكبير المشار إليه ليس بسنة. فرأيت
    الزعبي المذكور قد سلك سبيلاً عجيباً في الرد عليه أولاً، وفي تأييد سنّية التكبير
    ثانياً؛ تعصباً منه لما تلقاه من بعفض مشايخه القراء الذين بادروا إلى تقريظ رسالته
    دون أن يعرفوا ما فيها من الجهل بعلم الحديث، والتدليس؛ بل والكذب على
    العلماء، وتأويل كلامهم بما يوافق هواه، وغير ذلك مما يطول الكلام بسرده، ولا
    مجال لبيان ذلك مفصلاً؛ لأنه يحتاج إلى وقت وفراغ، وكل ذلك غير متوفر لدي
    الآن؛ ولا سيما والأمر كما يقال في بعض البلاد: "هذا الميت لا يستحق هذا
    العزاء"؛ لأن مؤلفها ليس مذكوراً بين العلماء، بل إنها لتدل على أنه مذهبي
    مقلد، لا يَعْرِفُ الحق إلا بالرجال، ولكن لا بدّ لي من الإشارة بأخصر ما يمكن من
    العبارة إلى بعض جهالاته المتعلقة بهذا الحديث الذي صرح بصحته، بل وزعم أنه
    متواتر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
    1 - ذكر (ص 12) تصحيح الحاكم إياه، ولم يعقب عليه برد الذهبي له أو غيره
    ممن تقدم ذكره من العلماء!
    2 - بل زاد على ذلك (ص 14) فقال: "يكفي في حجية سنة التكبير حديث
    الحاكم "، الأمر الذي يدل على جهله بموقف العلماء من تصحيحات الحاكم، أو أنه
    تجاهل ذلك إ!
    3 - نقل (ص 15 - 16) عن كتاب "غاية النهاية" لابن الجزري (رحمه الله)
    ترجمة مختصرة لعكرمة بن سليمان - الذي بينت آنفاً أنه من علل هذا الحديث
    لجهالته - جاء فيها قول ابن الجزري:
    "تفرد عنه البزي بحديث التكبير".
    وهذا نص بأن عكرمة هذا مجهول العين عند من يعرف، فجهل الزعبي ذلك
    أو تجاهله؛ فزعم أنه ثقة فقال (ص 17) :
    "رجال السند كلهم ثقات (!) ، جهابذة، أذعنت الأمة لهم بالقبول والحفظ "!!!
    4 - قال (ص 17 و 31) :
    " فالحديث قوي ليس له معارض في صحته "!
    مع أنه نقل في غير ما موضع ما عزوته إلى أبي حاتم أنه حديث منكر. وإلى
    الذهبي أنه مما أنكر على البزي، وقول العقيلي في البزي:
    "منكر الحديث ".
    ولكنه تلاعب بأقوالهم وتأولها تأويلاً شنيعاً؛ فأبطل دلالتها على ضعف
    الحديث وراويه! وتجاهل قول أبي حاتم فيه:
    "ضعيف الحديث ".
    فلم يتعرض له بذكر؛ لأنه يبطل تأويله، وذلك هو شأن المقلدة وأهل الأهواء
    قديماً وحديثاً. انظر (ص 22 و 25) .
    5 - قال (ص 21) وهو ينتقد غيره، وهو به أولى:
    "فترى الواحد من إلناس يصحح حديثاً ويضعفه بمجرد أن يجد في كتاب من
    كتب الرجال عن رجل بأنه غير ثقة ... ".
    كذا قال! وهو يريد أن يقول بأنه ثقة أو غير ثقة؛ لينسجم مع التصحيح
    والتضعيف المذكورين في كلامه، ولكن العجمة لم تساعده! وأول كلامه ينصب
    عليه تماماً؛ لأنه يصحح هذا الحديث دون أن يجد موثقاً لعكرمة بن سليمان،
    والبزي هذا، بل إنه ممن اتفق أهل العلم بالجرح والتعديل على تضعيفه وتضعيف
    حديثه - كما تقدم -؛ ولذلك طعن فيهم في التالي:
    6 - قال بعد أن نصب نفسه (ص 19) لمناقشة آراء العلماء - يعني: المضعفين
    للحديث - ورواية الذين أشرت إليهم آنفاً! قال (ص 22) ؛
    "فكون البزي قد جُرِحَ في الحديث؛ فإن ذلك قد يكون لنسيان في الحديث
    أو لخفة ضبطه فيه أو غير ذلك ... قال (ص 23) : فكون البزي لين الحديث لا
    يؤلر في عدم (!) صحة حديث التكبير، على زعم من قال: إنه لين".
    كذا قال فُضَّ فوه: "زعم ... "! وهو يعني: الذهبي ومن تقدمه من الأئمة
    المشار إليهم آنفاً؛ فهو يستعلي عليهم، ويرد تضعيفهم بمجرد الدعوى أن ذلك لا
    يؤلر في صحة الحديث! فإذا كان كلام هؤلاء لا يؤثر عنده؛ فكلام من هو المؤثر؟!
    وإن من عجائب هذا الرجل وغرائبه أنه عقد بحثاً جيداً (ص 19 - 21) ،
    ونقل فيه كلاماً للذهبي قيماً، خلاصته: أن للحديث رجالاً، وأن هناك علماء
    معروفين لا يدرون ما الحديث؟ ثم أشار هذا الرجل بكلام الذهبي، ورفع من شأنه
    وقال: "وكلامه يدل أن لكل فن رجالاً ". وهذا حق؛ فهل يعني أن الرجل من
    هؤلاء الرجال حتى استجاز لنفسه أن يرد تضعيف أهل الاختصاص بهذا العلم
    وتجريحهم، وهو ليس في العير ولا في النفير؟! نعوذ بالله من العجب والغرور واتباع
    الأهواء والتقليد الأعمى، والانتصار له بالسَّفْسَطَةِ والكلام العاطل! والجهل
    العميق! وتأمل في قوله المتقدم:
    " ... لا يؤثر في عدم صحة حديث التكبير"!
    فإنه يعني: " ... في صحة ... " إلخ؛ كما يدل عليه سياق كلامه؛ فهذا من عيِّه وجهله. ولا أدل على ذلك مما يأتي، وإن كان فيما سبق ما يكفي.
    7 - قال (ص 24) :
    "وكذلك التكبير نقل إلينا مسلسلاً بأسانيد متواترة إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "!
    وهذا كذب وزور بيِّن، ولو كان صادقاً؛ لم يسوِّد صفحات في الرد بجهل بالغ ع
    لى علماء الحديث الذين ضعفوا البزي وحديثه، ولاكتفى بإثبات تواتره المزعوم.
    ولكن في هذا حكمة بالغة ليتبين المبطل من المحق، والجاهل من العالم، والمغرض
    من المخلص!
    8 - ثم كذب كذبة أخرى فقال (ص 27) :
    "فتجد أن الذهبي يقوي هذا الحديث".
    وسبب هذه أنه ساق ترجمة البزي عند الذهبي، وفيها أنه روى الحديث عنه
    جماعة؛ فاعتبر ذلك تقوية للحديث، وذكر فيها أثراً عن حميد الأعرج - وهو من
    أتباع التابعين -، فجعله شاهداً للحديث المرفوع، وهذا من بالغ جهله بهذا العلم أو
    تجاهله، وأحلاهما مر!
    9 - ومما يدل على ذلك قوله (ص 30) :
    "فإذا روى الشافعي عن رجل وسكت عنه؛ فهو ثقة"!
    وهذا منتهى الجهل بهذا العلم الشريف، والجرأة على التكلم بغير علم؛ فإن
    هذا خلاف المقرر في علم المصطلح: أن رواية الثقة عن الرجل ليس توثيقاً له، وهذا
    ولو لم يكن مجروحاً، فكيف إذا كان مطعوناً فيه؟! فالله المستعان.
    10 - ونحو ذلك قوله (ص 35) :
    "والبزي. قد وثقه الحافظ ابن الجزري بقوله: أستاذ محقق ضابط متقن "!
    وفي هذا تدليس خبيث وتلبيس على القراء؛ لأنه - أعني: الجزري - إنما قال
    هذا فيما هو مختص به - أعني: البزي - من العلم بالقراءة، وليس في روايته
    للحديث - كما يدل على ذلك السياق والسياق، وهما من المقيدات؛ كما هو معروف
    عند العلماء -، بل إنه قد صرح بذلك في "النشر" (1/120) ؛ فقال ما نصه:
    "وكان إماماً في القراءة محققاً ضابطاً متقناً لها ثقة فيها".
    ومن العجيب حقاً أن هذا المدلس على علم بهذا النص؛ لأنه قد ذكره في
    الصفحة (36) فيما نقله عن المحدث السندي؟ فتجاهله ليسلك على القراء تدليسه!
    وأعجب من ذلك أنه تجاهل تعقيب السندي رحمه الله على ذلك بقوله:
    "فلا يقدح في ذلك كونه ضعيف الحديث في غيرما يتعلق بالقراءة".
    قلت: فهذه شهادة جديدة من المحدث السندي تضم إلى شهادات الأئمة
    المتقدمين تدمغ هذا الجاهل دمغاً، وتمحو دعواه الباطلة محواً، وتجعل رسالته هباءً
    منثوراً.
    11 - ومن أكاذيبه الخطيرة التي لا بد من ذكرها وبيانها وختم هذا البحث بها
    قوله (ص 34) - بعد أن ذكر تصحيح الحاكم للحديث -:
    "وجاء تواتر الأمة على فعله "!
    فهذا كذب محض لم يقله أحد قبله! فإن المسألة الخلاف فيها قديم بين القراء،
    فضلاً عن غيرهم؛ فإنه لم يقل بالتكبير المذكور في الحديث من القراء المشهورين
    غير عبد الله بن كثير المذكور في إسناده المتقدم، وهو مكي توفي سنة (120) . ثم
    تلقاه المكيون عنه؛ كما حقق ذلك ابن الجزري (2/392) ، وقال قبل ذلك
    (2/ 390) بعد أن ذكر الحديث وغيره مما تقدم:
    "قال الداني: فهذا سبب التخصيص بالتكبير من أخر: {والضحى} ،
    واستعمال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه، وذلك كان قبل الهجرة بزمان؛ فاستعمل ذلك المكيون،
    ونقل خَلَفهم عن سلفهم، ولم يستعمله غيرهم؛ لأنه اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك ذلك بعد، فأخذوا
    بالآخر من فعله ".
    فأين التواتر الذي زعمه هذا الجاهل - أو: المتجاهل - ونسبه إلى الأمة، مع
    تصريح هذا الإمام الداني بأنه لم يستعمله غير المكين؟! أم أن هؤلاء ليسوا عنده من
    الأمة؟! وماذا يقول في تعليل الإمام الداني تركهم له؟!
    ثم إن المكيين أنفسهم لم يستمروا على استعماله؛ فقد ذكر الفاكهي في
    "أخبار مكة" (3/36/1745) أن ابن أبي عمر قال:
    "أدركت الناس في مكة على هذا: كلما بلغوا: {والضحى} ؛ كبروا حتى
    يختموا، ثم تركوا ذلك زماناً، ثم عاودوه منذ قريب، ثم تركوه إلى اليوم ".
    وابن أبي عمر هذا من شيوخ الفاكهي ومسلم، واسمه: محمد بن يحيى بن
    أبي عمر العدني أبو عبد الله الحافظ، وقد أكثر الفاكهي عنه بحيث أنه روى عنه
    أكثر من خمسمائة رواية - كما ذكر ذلك المعلق على كتابه جزاه الله خيراً -، مات
    سنة (243) .
    قلت: فهذه الرواية مما يُبطل التواتر الذي زعمه؛ لأنها تنفي صراحة انقطاع
    استمرار العمل، بل قد جاء عن بعض السلف إنكار هذا التكبير واعتبره بدعة،
    وهو عطاء بن أبي رباح المكي؛ فقال الفاكهي: حدثني أبو يحيى بن أبي مرة عن
    ابن خنيس قال: سمعت وهيب بن الورد يقول: (قلت: فذكر قصته، وفيها) ولما
    بلغ حميد (وهو: ابن قيس المكي) : {والضحى} ؛ كبر، فقال لي عطاء: إن هذا
    لبدعة.

    وهذا إسناد جيد، وفيه إثبات سماع وهيب من عطاء، فما في "التهذيب "
    - وتبعه في "جامع التحصيل" - أن روايته عن عطاء مرسلة؛ لعله وهم، أو سبق
    قلم! فإن الذي في "الجرح" مكان: (عطاء) (طاوس) وهو أقدم وفاة من عطاء.
    والله أعلم.
    وفتوى ابن تيمية الواردة في المجلد (13) من "مجموع الفتاوى" (ص 417 -
    419) تميل إلى عدم مشروعية هذا التكبير؛ فإنه سئل عنه فقال:
    " إذَا قَرَأوا بِغَيْرِ حَرْفِ ابْنِ كَثِيرٍ؛ كَانَ تَرْكُهُمْ لِذَلِكَ هُوَ الْأَفْضَلَ، بَلْ الْمَشْرُوعَ
    الْمَسْنُونَ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةَ مِنْ الْقُرَّاءِ لَمْ يَكُونُوا يُكَبِّرُونَ، لَا فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ وَلَا فِي
    أَوَاخِرِهَا. فَإِنْ جَازَ لِقَائِلِ أَنْ يَقُولَ: إنَّ ابْنَ كَثِيرٍ نَقَلَ التَّكْبِيرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    جَازَ لِغَيْرِهِ أَنْ يَقُولَ: إنَّ هَؤُلَاءِ نَقَلُوا تَرْكَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذْ مِنْ الْمُمْتَنِعِ أَنْ
    تَكُونَ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ الَّتِي نَقَلَتُهَا أَكْثَرُ مِنْ [نَقَلَةِ] قِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ، قَدْ أَضَاعُوا فِيهَا مَا
    أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّ أَهْلَ التَّوَاتُرِ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِمْ كِتْمَانُ مَا تَتَوَفَّرُ الْهِمَمُ
    وَالدَّوَاعِي إلَى نَقْلِهِ، فَمَنْ جَوَّزَ عَلَى جَمَاهِيرِ الْقُرَّاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُمْ بِتَكْبِيرِ
    زَائِدٍ، فَعَصَوْا أَمْرَهُ، وَتَرَكُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ؛ اسْتَحَقَّ الْعُقُوبَةَ الْبَلِيغَةَ الَّتِي تَرْدَعُهُ وَأَمْثَالَهُ
    عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ". ثم قال:
    "وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِبَعْضِ مَنْ أَقْرَأَهُ؛ كَانَ غَايَةُ ذَلِكَ يَدُلُّ
    عَلَى جَوَازِهِ أَوْ اسْتِحْبَابِهِ ... ".
    ومن غرائب ذاك الزعبي أنه نقل (ص 49 - 51) فتوى ابن تيمية هذه، ثم
    استخلص منها أن ابن تيمية يقول بسنية التكبير! فذكرني المسكين بالمثل المعروف:
    "عنزة ولو طارت"؛ فإنه تجاهل عمداً قول ابن تيمية الصريح في الترك، بل المشروع
    المسنون. كما تجاهل إيماءه القوي بعدم ثبوت الحديث بقوله: "ولو قُدِّر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    أمر بالتكبير ... "؛ فإنه كالصريح أنه لم يثبت ذلك عنده، وأنا على مثل اليقين أن
    القائل بسنية التكبير، المستدل عليه بحديث الترجمة؛ والمدعي صحته - كهذا
    الدعي الزعبي - لو سئل: هل تقول أنت بما قال ابن تيمية: "ولو قدر ... " إلخ؟
    فإن أجاب بـ "لا"، ظهر كذبه على ابن تيمية وما نسب إليه من السنية، وإن قال:
    "نعم "؛ ظهر جهله باللغة العربية ومعاني الكلام، أو تجاهله ومكابرته. والله المستعان.
    والخلاصة: أن الحديث ضعيف لا يصح - كما قال علماء الحديث دون خلاف بينهم -، وأن قول بعض القراء لا يقويه، ولا يجعله سنة، مع إعراض عامة القراء عنه، وتصريح بعض السلف ببدعيته. والله ولي التوفيق.
    وإن مما يؤكد ذلك اختلاف القاثلين في تحديد ابتدائه وانتهائه على أقوال كثيرة
    تراها مفصلة في "النشر"، كما اختلفوا هل ينتهي بآخر سورة الناس، أو بأولها!
    وصدق الله العظيم القائل: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً}
    ))

    ولذلك اوجه رسالة للقارئ المحترم
    : اذا وجدت احدا من النصارى يحتج بكلام هذا المنصر الكذوب و يقول لك بلاش انت فقل له : طير انت !


    وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الرد على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في طعنهم على اسانيد القران الجزء الحادي عشر

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-01-2023, 12:23 AM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-01-2023, 07:34 AM
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-07-2021, 05:53 PM
  4. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-07-2021, 05:18 PM
  5. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-07-2021, 05:09 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في طعنهم على اسانيد القران الجزء الحادي عشر

الرد على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في طعنهم على اسانيد القران الجزء الحادي عشر