بسم الله الرحمن الرحيم

خرج خالد بلكين في مقطع جديد يتحدث فيه باختصار شديد عن الافاظ الاعجمية في القران وسوف اقوم بالرد بحول الله قوته وسيكون الرد مبنيا على رد سابق عليه اذ لا جديد في هذه المسالة تقريبا

الرد :

اولا : رد عام على مسالة الالفاظ الاعجمية في القران .

نقرا من رد سابق لي عليه

اقتباس

اولا : بيان الالفاظ ذات الاصل الاعجمي في القران تعتبر عربية و لا تؤثر على عروبتها
وذلك لان الكلمة قد يتم تعريبها قبل الاسلام بمدة ثم مع مرور الوقت تصبح العبارة شائعة و مستعملة بين العرب في اشعارهم و خطبهم . وهذا بحد ذاته لا ينفي عروبتها اذ ان مثل هذه الاية في اقتحام الفاظ اجنبية لمعجم لغة شعب معين امر معهود بين شعوب العالم و لا ينحصر فقط على العرب و لا يؤثر ذلك على فصاحة من يستعمل هذه الالفاظ و هذا الاقحام ناتج اما عن مخالطة او عن ضرورة للتعبير عن مفردات او اشياء لا وجود لها في لغة العرب كالاستبرق او الديباج مثلا .

نقرا من الاتقان في علوم القران السيوطي الجزء الثاني النوع الثامن والثلاثون
((وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ فِيهِ غَيْرَ الْعَرَبِيَّةِ فَقَدْ أَعْظَمَ الْقَوْلَ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ كذابا بِالنَّبَطِيَّةِ فَقَدْ أَكْبَرَ الْقَوْلَ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: لَوْ كَانَ فِيهِ مِنْ لُغَةِ غَيْرِ الْعَرَبِ شَيْءٌ لَتَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنَّ الْعَرَبَ إِنَّمَا عَجَزَتْ عَنِ الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ لِأَنَّهُ أَتَى بِلُغَاتٍ لَا يَعْرِفُونَهَا.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: مَا وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ مِنْ تَفْسِيرِ أَلْفَاظٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَنَّهَا بِالْفَارِسِيَّةِ أَوِ الْحَبَشِيَّةِ أَوِ النَّبَطِيَّةِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ إِنَّمَا اتَّفَقَ فِيهَا تَوَارُدُ اللُّغَاتِ فَتَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ وَالْفُرْسُ وَالْحَبَشَةُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْ كَانَ لِلْعَرَبِ الْعَارِبَةِ الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَتِهِمْ بَعْضُ مُخَالَطَةٍ لِسَائِرِ الْأَلْسِنَةِ فِي أَسْفَارِهِمْ فَعَلَّقَتْ مِنْ لُغَاتِهِمْ أَلْفَاظًا غَيَّرَتْ بَعْضَهَا بِالنَّقْصِ مِنْ حُرُوفِهَا وَاسْتَعْمَلَتْهَا فِي أَشْعَارِهَا وَمُحَاوَرَاتِهَا حَتَّى جَرَتْ مَجْرَى الْعَرَبِيِّ الْفَصِيحِ وَوَقَعَ بِهَا الْبَيَانُ وَعَلَى هَذَا الْحَدِّ نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ.
.....
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ بَعْدَ أَنْ حَكَى الْقَوْلَ بِالْوُقُوعِ عَنِ الْفُقَهَاء والمنع عن الْعَرَبِيَّةِ:
وَالصَّوَابُ عِنْدِي مَذْهَبٌ فِيهِ تَصْدِيقُ الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُفَ أُصُولُهَا أَعْجَمِيَّةٌ كَمَا قَالَ الْفُقَهَاءُ، لَكِنَّهَا وَقَعَتْ لِلْعَرَبِ فَعَرَّبَتْهَا بِأَلْسِنَتِهَا وَحَوَّلَتْهَا عَنْ أَلْفَاظِ الْعَجَمِ إِلَى أَلْفَاظِهَا فَصَارَتْ عَرَبِيَّةً ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ وَقَدِ اخْتَلَطَتْ هَذِهِ الْحُرُوفُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ فَمَنْ قَالَ إِنَّهَا عَرَبِيَّةٌ فَهُوَ صَادِقٌ، وَمَنْ قَالَ أَعْجَمِيَّةٌ فَصَادِقٌ. وَمَالَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ الْجَوَالِيقِيُّ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ وَآخَرُونَ.
وَهَذَا سَرْدُ الْأَلْفَاظِ الْوَارِدَةِ فِي الْقُرْآنِ مِنْ ذَلِكَ مرتبة على حروف المعجم:
{أباريق} : حَكَى الثَّعَالِبِيُّ فِي فِقْهِ اللُّغَةِ أَنَّهَا فَارِسِيَّةٌ وَقَالَ الْجَوَالِيقِيُّ: الْإِبْرِيقُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَمَعْنَاهُ طَرِيقُ الْمَاءِ أَوْ صَبُّ الْمَاءِ عَلَى هِينَةٍ.
{أَبٌّ} : قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الْحَشِيشُ بِلُغَةِ أَهْلِ الْغَرْبِ حَكَاهُ شَيْذَلَةُ.
{ابْلَعِي} : أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {ابْلَعِي مَاءَكِ} قَالَ: بِالْحَبَشِيَّةِ " ازْدَرِدِيهِ ". وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْرَبِي بلغة الهند.))

نقرا ما قاله الزركشي في البرهان في علوم القران الجزء الاول النوع السابع عشر
((وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ بَلْ كَانَ لِلْعَرَبِ الْعَارِبَةِ الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَتِهِمْ بَعْضُ مُخَالَطَةٍ لِسَائِرِ الألسن بتجارات وبرحلتي قريش وبسفر مسافرين كسفر أَبِي عَمْرٍو إِلَى الشَّامِ وَسَفَرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَسَفَرِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَسَفَرِ الْأَعْشَى إِلَى الحيرة وصحبته لنصاراها مَعَ كَوْنِهِ حُجَّةً فِي اللُّغَةِ فَعَلَّقَتِ الْعَرَبُ بِهَذَا كُلِّهِ أَلْفَاظًا أَعْجَمِيَّةً غَيَّرَتْ بَعْضَهَا بِالنَّقْصِ مِنْ حُرُوفِهَا وَجَرَتْ فِي تَخْفِيفِ ثِقَلِ الْعُجْمَةِ وَاسْتَعْمَلَتْهَا فِي أَشْعَارِهَا وَمُحَاوَرَاتِهَا حَتَّى جَرَتْ مَجْرَى الْعَرَبِيِّ الْفَصِيحِ وَوَقَعَ بِهَا الْبَيَانُ وَعَلَى هَذَا الْحَدِّ نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ فَإِنْ جَهِلَهَا عَرَبِيٌّ فَكَجَهْلِهِ الصَّرِيحِ بِمَا فِي لُغَةِ غَيْرِهِ وَكَمَا لَمْ يَعْرِفِ ابْنُ عَبَّاسٍ مَعْنَى فَاطِرٍ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ فَحَقِيقَةُ الْعِبَارَةِ عَنْ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ أَنَّهَا فِي الْأَصْلِ أَعْجَمِيَّةٌ لَكِنِ اسْتَعْمَلَتْهَا الْعَرَبُ وَعَرَّبَتْهَا فَهِيَ عَرَبِيَّةٌ بِهَذَا الْوَجْهِ…وَحَكَى ابْنُ فَارِسٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ حَكَى الْخِلَافَ فِي ذَلِكَ وَنَسَبَ الْقَوْلَ بِوُقُوعِهِ إِلَى الْفُقَهَاءِ وَالْمَنْعَ إِلَى أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَالصَّوَابُ عِنْدِي مَذْهَبٌ فِيهِ تَصْدِيقُ الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُفَ أُصُولُهَا أَعْجَمِيَّةٌ كَمَا قَالَ الْفُقَهَاءُ إِلَّا أَنَّهَا سَقَطَتْ إِلَى الْعَرَبِ فَعَرَّبَتْهَا بِأَلْسِنَتِهَا وَحَوَّلَتْهَا عَنْ أَلْفَاظِ الْعَجَمِ إِلَى أَلْفَاظِهَا فَصَارَتْ عَرَبِيَّةً ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ وَقَدِ اخْتَلَطَتْ هَذِهِ الْحُرُوفُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ فَمَنْ قَالَ إِنَّهَا عَرَبِيَّةٌ فَهُوَ صَادِقٌ وَمَنْ قَالَ أَعْجَمِيَّةٌ فَصَادِقٌ ق ال وإنما فسر هَذَا لِئَلَّا يُقْدِمَ أَحَدٌ عَلَى الْفُقَهَاءِ فَيَنْسِبَهُمْ إِلَى الْجَهْلِ وَيَتَوَهَّمَ عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ أَقْدَمُوا عَلَى كتاب الله بغير ما أراده الله جل وعز فَهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ بِالتَّأْوِيلِ وَأَشَدَّ تَعْظِيمًا لِلْقُرْآنِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ خَالَفَ قَائِلًا فِي مَقَالَتِهِ يَنْسُبُهُ إِلَى الْجَهْلِ فَقَدِ اختلف الصدر الأول في تأويل آي من الْقُرْآنِ قَالَ فَالْقَوْلُ إِذَنْ مَا قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَإِنْ كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْأَوَائِلِ قَدْ ذَهَبُوا إِلَى غَيْرِهِ))

نقرا ما ذهب اليه ايضا ارثر جفري في كتابه the foreign vocabulary in the Wuran الصفحة 10-11
The most sensible statement on this whole question, however, is that suggested by as-Suyūtīﰁ, Itq, 316, and expounded by ath-Thaﰂālibī3 in his Kitāb al-Jawāhir, i, 17: “In my opinion the truth of the matter is this. The Qurﰀān is in plain Arabic containing no word which is not Arabic or which cannot be understood without the help of some other language. For these (so-called foreign) words belonged to the (language of the) ancient Arabs, in whose tongue the Qurﰀān was revealed, after they had contact with other languages through commercial affairs and travel in Syria and Abyssinia, whereby the Arabs took over foreign words, altering some of them by dropping letters or lightening what was heavy in the foreign form. Then they used these words in their poetry and conversation so that they became like pure Arabic and were used in literature and thus occur in the Qurﰀān . So if any Arab is ignorant about these words it is like his ignorance of the genuine elements of some other dialect, just as Ibn ﰂAbbās did not know the meaning of Fātiﰁ r, etc. Thus the truth is that these words were foreign, but the Arabs made use of them and Arabicized them, so from this point of view they are Arabic.4 As for at-ﰁTﰁabarī’s opinion that in these cases the two languages agree word for word, it is far-fetched, for one of them is the original and the other a derivative as a rule, though we do not absolutely rule out coincidence in a few exceptional cases .”…In any case the reference of عربي مبين is
to the Qurﰀān as a whole, and not to individual words in it. as-Suyūtīﰁ even finds one authority1 who considered that the presence in the
Qurﰀān of such words as ﲆﰠﰅﰖﱤﰔ and ﰱﰶﱔﱤ for fine silk brocade, ﰘﰞﰅﲇﰜ and ﱛﰸﰩ for precious spices, ﲆﱡﰔﰠﱤ and ﲈﱲﰚﱴﰔ etc., for other
articles of luxury and civilization, is a proof of the excellence of the Qurﰀān, for the Qurﰀān was to tell men of the best things and thus could not be bound down and limited by the rude civilization of the Arabs of the Jāhiliyya.
Naturally the pre-Islamic Arabs had not words for many things belonging to the higher stage of civilization to which the Qurﰀān was to lead them, and it was only natural that the Qurﰀān should use the new words that were necessary to describe the new excellences, words which indeed were not unknown to many of the Arabs of the Jāhiliyya who had come into contact with the civilization of Persia and of Roum. So as-Suyūtīﰁ concludes with al-Jawālīqī and Ibn al-Jauzī that both parties to the quarrel are right.2 The great philologers were right in claiming that there are foreign words in the Qurﰀān, for in regard to
origin (ﰘﲄﰔ) these words are Persian or Syrian or Abyssinian. But the Imām ash-Shāfiﰂī and his followers are also right, for since these words have been adopted into the Arabic language and polished by the tongues of the Arabs, they are indeed Arabic.3 So we can comfortably conclude—قد اخطات هذه الحروف بكلام العرب فمن قال انها عربية فهو صادق و من قال عجمية فصادق ايضا)).


ثانيا : الرد على ادعاء خالد بلكين ان وقوع الالفاظ المعربة ذات الاصل الاعجمي لا يكون في الفصحى و انما يقع في الاستعمال اليومي العامي
و هذا باطل لاكثر من سبب :

1. ان اللفظ اذا استعملته العرب في اشعارها فانه يعتبر بمثابة الفصيح و ان لم يكثر من استعمالها عامة العرب و هذا ما وقع للالفاظ المعربة ذات الاصل الاعجمي في القران اذ قد استعملها العرب في اشعارهم قبل الاسلام
نقرا من كتاب المزهر في علوم القران و انواعها الجزء الاول
((وقد قسَّم حازم في المنهاج الابتذال والغَرَابة فقال: الكلمة على أقسام:
الأول ما استعملَتْهُ العربُ دون المحدثين وكان استعمال العربِ له كثيرا في الأشعار وغيرها فهذا حسنٌ فصيح.
- الثاني: ما استعملَتْه العربُ قليلا ولم يحسن تأليفُه ولا صيغتُه فهذا لا يَحْسُن إيراده.
- الثالث: ما استعملَتْهُ العربُ وخاصَّةُ المحدثين دون عامتهم فهذا حسنٌ جدا لأنه خلص من حُوشيَّة العربِ وابتذالِ العامة.
- الرابع: ما كثُر في كلام العرب وخاصَّة المحدَثين وعامتهم ولم يكثر في أَلْسِنة العامة فلا بأس به.))

وقد نقل السيوطي رحمه الله رواية سؤالات نافع بن الازرق لابن عباس رضي الله عنه عن غريب القران و فيها استشهاد ابن عباس رضي الله عنه بشعر العرب يببين فيه وورود تلك الالفاظ في اشعار العرب قبل الاسلام
نقرا من الاتقان في علوم القران السيوطي الجزء الثاني النوع السادس والثلاثون
(( قُلْتُ: قَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَثِيرًا مِنْ ذَلِكَ وَأَوْعَبُ مَا رُوِّينَاهُ عَنْهُ مَسَائِلُ نَافِعِ بْنِ الْأَزْرَقِ وَقَدْ أَخْرَجَ بَعْضَهَا ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي كِتَابِ الْوَقْفِ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَسُوقَهَا هُنَا بِتَمَامِهَا لِتُسْتَفَادَ : .... أخبرنا عِيسَى بْنُ دَأَبٍ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ قَدِ اكْتَنَفَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ فَقَالَ: نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ لِنَجْدَةَ بْنِ عُوَيْمِرٍ: قُمْ بِنَا إِلَى هَذَا الَّذِي يَجْتَرِئُ عَلَى تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ بِمَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ: فَقَامَا إِلَيْهِ فَقَالَا: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَتُفَسِّرَهَا لَنَا وَتَأْتِيَنَا بِمُصَادَقَةٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا أَنْزَلَ الْقُرْآنَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَلَانِي عَمَّا بَدَا لَكُمَا فَقَالَ نَافِعٌ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} ، قال العزون: الحلق الرقاق،…قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَبّاً} قَالَ: الْأَبُّ مَا تَعْتَلِفُ مِنْهُ الدواب قَالَ: وَهَلْ تَعْرِفُ الْعَرَبُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
تَرَى بِهِ الْأَبَّ وَالْيَقْطِينَ مُخْتَلِطًا عَلَى الشَّرِيعَةِ يَجْرِي تَحْتَهَا الْغَرْبُ))

2. ان القران نزل و جمع على لغة قريش في الغالب و هي تعتبر افصح لغات العرب
نقرا من المصدر السابق الجزء الاول الفصل الثاني
((باب القول في أفصح العرب.

أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد مولى بني هاشم بقَزْوين قال حدثنا أبو الحسن محمد بن عباس الحشكي حدثنا إسماعيل بن أبي عبيد الله قال: أَجْمَع علماؤنا بكلام العرب والرُّواة لأشعارهم والعلماءُ بلُغاتهم وأيامهم ومحالِّهم أن قُرَيْشاً أفصحُ العربِ أَلْسِنَةً وأَصْفَاهُمْ لَغةً وذلك أن الله تعالى اختارَهم من جميع العرب واختارَ منهم محمدا صلى الله عليه وسلم فجعلَ قريشا قُطَّانَ حَرَمه ووُلاَةَ بَيْته فكانت وفودُ العرب من حجَّاجها وغيرهم يَفِدُونَ إلى مكة للحج ويتحاكمون إلى قريش وكانت قريشٌ مع فصاحتها وحسْن لُغاتها ورِقَّة أَلْسِنتها إذا أتتهم الوفود من العرب تخَيَّرُوا من كلامهم وأشعارهم أحسنَ لُغَاتهم وأصْفَى كلامهم فاجتمعَ ما تخَيَّرواْ من تلك اللغات إلى سلائقِهم التي طُبعوا عليها فصاروا بذلك أفصحَ العرب.
ألا ترى أنك لا تجدُ في كلامهم عَنْعَنة تميم ولا عَجْرفية قَيْس ولا كشْكَشَة أسد ولا كَسْكَسَة ربيعة ولا كَسْر أسد وقيس …وقال ثعلب في أماليه: ارتفعت قريشٌ في الفصاحة عن عَنْعَنَةِ تميم وتَلْتَلةِ بَهْرَاء وكَسْكَسَة ربيعة وكشكشة هوازن وتضجع قريش وعجرفية ضبة وفسر تَلْتَلَة بَهْرَاء بكسر أوائل الأفعال المُضَارعة.
وقال أبو نصر الفارابي في أول كتابه المسمى (بالألفاظ والحروف) : كانت قريشٌ أجودَ العرب انتقادا للأفصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النُّطْق وأحسنها مسموعا وأبينها إبانَة عما في النفس والذين عنهم نُقِلت اللغة العربية وبهم اقْتُدِي وعنهم أُخِذَ اللسانُ العربيٌّ من بين قبائل العرب هم: قيس وتميم وأسد فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثرُ ما أُخِذ ومعظمه وعليهم اتُّكل في الغريب وفي الإعراب والتَّصْريف ثم هذيل وبعض كِنانة وبعض الطائيين ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم.))

3. ان القران تلي في مكة بمراى و مسمع من القرشيين و لم يعترضوا على هذه الالفاظ بل بالعكس نجدهم وصفوها بالحسن و الجودة و الفصاحة
نقرا من البداية و النهاية لابن كثير رحمه الله الجزء الرابع نقلا عن مسند اسحاق بن راهويه :
قال إسحاق بن راهويه : حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه ، فقال : يا عم ، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا . قال : لم ؟ قال : ليعطوكه ، فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله . قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالا . قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له . قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ، ولا بقصيده مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، ووالله إن لقوله الذي يقوله حلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو ولا يعلى ، وإنه ليحطم ما تحته . قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه . قال : فدعني حتى أفكر فيه . فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر ; يأثره عن غيره فنزلت : ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا الآيات . [ المدثر : 11 - 13 ] هكذا رواه البيهقي عن الحاكم عن أبي عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ، عن إسحاق به . وقد رواه حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة مرسلا . وفيه أنه قرأ عليه إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [ النحل : 90

وقد رواه الحاكم في مستدركه الجزء الثاني كتاب التفسير وصححه ووافقه الذهبي رحمه الله حيث قال
(( 3872 - على شرط البخاري))

وذكره الامام الالباني رحمه الله في كتابه صحيح السيرة النبوية الجزء 1 ص 158
((روى إسحاق بن راهويه بسنده عن ابن عباس: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا. قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله..فلما فكر قال: إن هذا إلا سحر يؤثر يأثره عن غيره. فنزلت:؟ ذرني ومن خلقت وحيدا. وجعلت له مالا ممدودا. وبنين شهودا؟ [المدثر: 11 - 13] الآياتهكذا رواه البيهقي عن الحاكم عن إسحاق))
ثانيا : ارد على استشهاده بنيكولاي سايناني فيما يخص تاثر الحجاز ومكة بدعاة النصرانية نظرا لوجود الفاظ اعجمية ذات طابع مسيحي في القرآن .

1. بيان سطحية الفهم الديني لدى نصارى الجزيرة العربية لدينهم .
نقرا من رد سابق لي
اقتباس
تميز نصارى الجزيرة النبوية في القرن السابع بقلة علمهم بتفاصيل دينهم وكتابهم اذ نعلم انه لا توجد اي ترجمة عربية للعهدين القديم والجديد زمن البعثة النبوية كما لا نجد اي تدوين لاي سجالات لاهوتية قام بها نصارى الجزيرة العربية و لا اظهارا لعقائدهم و تفاصيلها في اشعارهم !!!و قد دفع هذا النقاد الى القول بان معرفة نصارى الجزيرة العربية بالنصرانية كانت معرفة سطحية و ساذجة جدا !!!

مصادر غير اسلامية :
نقرا من Spanish Islam: A History of the Moslems in Spain
By Reinhart Dozy page 13
In Mohammed's time, three religions shared Arabia - Judaism, Christianity and a vague form of Polytheism. The Jewish tribes alone were sincerely attached to their faith and were alone intolerant. In the early history of Arabia, persecutions are rare, and when they occur, it is usually the Jews to blame. Christianity could count but a few adepts, for most of those who professed the faith had but very superficial knowledge of its tenets.


و مما يلاحظ ان نصارى الجزيرة العربية و ان كانوا معظمهم من النسطورية او اليعاقبة الارثذوكس الا ان معرفتهم بكل هذا كانت سطحية و لم يختص هذا بعوامهم بل تعداه الى خاصتهم كبطارقتهم و رهبانهن و قساوستهم !!!!!

نقرا من الموسوعة الكاثوليكية :
Before the rise and spread of Nestorianism and Monophysitism, the Arian heresy was the prevailing creed of the Christian Arabs. In the fifth, sixth, and seventh centuries Arianism was supplanted by Nestorianism and Monophysitism, which had then become the official creeds of the two most representative Churches of Syria, Egypt, Abyssinia, Mesopotamia, and Persia. Like the Arabian Jews, the Christian Arabs did not, as a rule, particularly in the times immediately before and after Mohammed, attach much importance to the practical observance of their religion. The Arabs of pre-Islamic times were notorious for their indifference to their theoretical and practical religious beliefs and observances. Every religion and practice was welcomed so long as it was compatible with Arab freedom of conscience and sensuality; and, as Wellhausen truly remarks, although Christian thought and sentiment could have been infused among the Arabs only through the channel of poetry, it is in this that Christian spirituality performs rather a silent part (op. cit., 203). Arabian Christianity was a seed sown on stony ground, whose product had no power of resistance when the heat came; it perished without leaving a trace when Islam appeared. It seems strange that these Christian Arabs, who had bishops, and priests, and churches, and even heresies, of their own apparently took no steps towards translating into their language any of the Old and New Testament books; or, if any such translation existed, it has left no trace. The same strange fact is also true in the case of the numerous Jews of Yemen (Margoliouth, op. cit., 35, and Harnack, Expansion of Christianity, II, 300). Of these Emmanuel Deutsch remarks that, "Acquainted with the Halachah and Haggada, they seemed, under the peculiar story-loving influence of their countrymen, to have cultivated the latter with all its gorgeous hues and colours" [Remains of Emmanuel Deutsch, Islam (New York), 92].
As to the Christians, at least the bishops, the priests, and the monks must have had some religious books; but as we know nothing of their existence, we are forced to suppose that these books were written in a language which they learned abroad, probably in Syria.
https://www.newadvent.org/cathen/01663a.htm

بل و حتى اولئك النصارى العجم الذين كانوا من طبقة العبيد في مكة و غيرها كانت المعرفة عندهم سطحية جدا
نقرا من Mohammed in Medina page 315 , Montgomery Watt
((There were a few Christians in Mecca, of whom one, Khadijah’s cousin, Waraqah b. Nawfal, may have influenced Muhammad considerably;
but the majority were probably Abyssinian slaves and not well instructed in the faith
. Muhammad would also have seen something of Christianity while trading in Syria.))
https://academia.edu/resource/work/27834391

مصادر اسلامية :

من ذلك ما قاله علي رضي الله عنه في حق نصارى تغلب اذ كانت النصرانية بالنسبة لهم وسيلة لشرب الخمر فقط !!
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله للاية الخامسة من سورة المائدة :
(( 11230- حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية, عن أيوب, عن محمد, عن عبيدة قال، قال علي رضوان الله عليه: لا تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب, فإنهم إنما يتمسكون من النصرانية بشرب الخمر. (180).....
قال أبو جعفر: وهذه الأخبار عن عليّ رضوان الله عليه, إنما تدل على أنه كان ينهى عن ذبائح نصارى بني تغلب، من أجل أنهم ليسوا على النصرانية, لتركهم تحليل ما تحلِّل النصارى، وتحريم ما تُحَرّم، غير الخمر. ومن كان منتحلا (182) ملّة هو غير متمسك منها بشيء فهو إلى البراءة منها أقرب منه إلى اللحاق بها وبأهلها . (183) فلذلك نهى عليٌّ عن أكل ذبائح نصارى بني تغلب, لا من أجل أنهم ليسوا من بني إسرائيل.))

قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لتفسير الطبري رحمه الله :
(( (180) الأثر: 11230- رواه الشافعي في الأم 2: 196 ، والبيهقي في السنن 9: 284 ، وأشار إليه الحافظ ابن حجر في (الفتح 9: 549) ، وقال: "أ خرجه الشافعي وعبد الرزاق بأسانيد صحيحة".))
2. خلو الحجاز من النشاط التبشيري و التاثير النصراني .

اقتباس
انحصار نصارى الجزيرة العربية في طائفتين : النسطورية و الارثذوكسية اليعقوبية و كلتاهما لا تصنفان تحت مفهوم " اليهودية المسيحية " و انعدام الجهود التبشيرية بين افراد نصارى العرب في الجزيرة العربية في القرن السابع
ان مكة و الحجاز كانتا خاليتين من الوجود النصراني كمنظمة كنسية او كجهود تبشيرية
حيث تركزت وجود الجماعات و القبائل النصرانية في الجزيرة العربية في ثلاث مناطق :
شمال شرق الجزيرة العربية (منطقة الحيرة و البصرة و كاظمة تحت حكم المناذرة)
شمال غرب الجزيرة العربية (تبوك و البلقاء و ابنة و بادية الشام في الاردن و ايلة و دومة الجندل و تبوك تحت حكم الغساسنة و من يوالوهم )
جنوب غرب الجزيرة العربية في نجران و اليمن
اما منطقة الحجاز و نجد و عمان فقد تميزت بانعدام التنظيم الكنسي فيها حيث ان الوجود النصراني فيها لم يرتقي الى مستوى القبيلة علاوة ان يرتقي الى تنصر مدينة بكاملها اذ ان النصارى فيها كانوا مجرد افراد مشتتين
هذا و الملاحظ ايضا ان هذه المناطق خلت من النشاط التبشيري للكنيسة
على عكس من حاول ان يصور الحجاز و كانها تحتوي على عشرات البيع و الصوامع المشتتة في القفار و الصحاري و التي -بزعمهم - هي ماوى للرهبان النساطرة او اليعاقبة

نقرا من الموسوعة الكاثوليكية :
((
Before the rise and spread of Nestorianism and Monophysitism, the Arian heresy was the prevailing creed of the Christian Arabs. In the fifth, sixth, and seventh centuries Arianism was supplanted by Nestorianism and Monophysitism, which had then become the official creeds of the two most representative Churches of Syria, Egypt, Abyssinia, Mesopotamia, and Persia.))

https://www.newadvent.org/cathen/01663a.htm

و نقرا من الموسوعة الكاثوليكية
(( Christianity in Arabia had three in centres in the northwest, north-east, and southwest of the peninsula. The first embraces the Kingdom of Ghassan (under Roman rule), the second that of Hira (under Persian power), and the third the kingdoms of Himyar, Yemen, and Najran (under Abyssinian rule). As to central and south-east Arabia, such as Nejd and Oman, it is doubtful whether Christianity made any advance there.))
https://www.newadvent.org/cathen/01663a.htm

الموسوعة الكاثوليكية هنا ازالت الحجاز من الاستثناء اعلاه نظرا لانها اتبعت نظريات لويس شيخو المتطرفة الا انه في عام 1967 صدرت الموسوعة الكاثوليكية الجديدة و فيها بعض المراجعات و التصحيحات و منها انها لم تعد تعتمد على ما كتبه شيخو و اضافت الحجاز الى تلك المناطق التي لا تحتوي على تجمعات نصرانية و تخلو من نشاط تبشيري

نقرا من الموسوعة الكاثوليكية الجديدة الجزء الاول الصفحة 620
((The Hijaz. In speaking of Christians in the Hijaz one must limit the term to mean Mecca, Tayma ̄’, Khaibar, al-T: a ̄’if, and Medina. The existing evidence refers to the time just before or during the lifetime of Muh: ammad. The Hijaz had not been touched by Christian preaching. Hence organization of a Christian church was neither to be expected nor found. What Christians resided there were principally individuals from other countries who re- tained some Christianity. Such were African (mainly Coptic) slaves; tradespeople who came to the fairs from Syria, from Yemen, and from among the Christian Arabs under the Ghassanids or Lakhmids; Abyssinian merce- nary soldiers; and miscellaneous others whose Christiani- ty was evidenced only by their names. The few native Christians whose names have come down to us furnish us with more questions than answers. This Christianity had the marks that go with want of organization. It lacked instruction and fervor. It is therefore not surprising that it offered no opposition to Islam. Finally it is to be borne in mind that it was the Christianity in Arabia, here briefly sketched, that projected the image of Christianity seen in the Qur’a ̄n.))

و نقرا من كتاب ريتشارد بيل The Origin of Islam in its Christian Environment الصفحة ٤٢
((From the northwest it spread into the northern center of the peninsula and southward to the shores of the Red Seabut - and this is important- in spite of traditions to the effect that the picture of Jesus was found on one of the pillars of the Ka’ba, there is no good evidence of any seats of Christianity in the Hijaz or in the near neighborhood of Mecca or even of Medina ))


نقرا من Christianity in western Arabia by John Turpin page 5
((Avoiding the evident difficulties of Nevo’s Quranic criticism and high level Byzantine politics, there is much to be said for combining Trimingham’s and Shahid’s seemingly opposed conclusions. Christianity played a more prominent role in Arabia than most scholars have suspected. Many Arabians, and some of Arabia, particularly in the northwest, w
ere indeed “Christianized,” and for some, the Syriac language was indigenous enough to touch the soul. But Arabian identity, language, and religion was not uniform. There was never a complete Bible in northern or southern Arabic10 and it would be misleading to claim that “Arabia” was “Christianized.” Central and western Arabia, including Mecca and Yathrib (Medina) for instance, had contact with Christians and Jews, but were dominated by pagans with only vaguely monotheistic sensibilities..))

و نقرا من نفس المصدر الصفحة 15- 16 :
((Surprisingly, even some recent studies are skeptical of any Christian presence in Hijaz before Muhammad .43 Waraqa ibn Nawfal, one of Muhammad’s wives’ cousins, was a Christian. Some sources, both Muslim and secular, identify him as a Jewish‐Christian Ebionite (Ebionites denied the deity of Christ), but sources are too limited to be certain. 44 Mecca, where the Kaba already existed and which attracted polytheistic pilgrims in the name of Arab unity,45 was certainly in communication with nearby Najran, which after the martyrdoms of the 520s had become a center for Christian pilgrimage.
In the central plateau of Arabia, the “law of generation and decay” had more tribes to send out. After the Ghassanids moved to the north and west, the Tanukhids, connected with but separate from the Nestorian Lakhmids, took up space between the two, paralleling the Euphrates but further west.46 The Kalb and Taghlib nomadic tribes also confessed Christianity. The height of this penetration was the substantial conversion of the Kinda, a central Arabian power originally from south Arabia.47 But the death of their most powerful king in 528 opened the way for influence by the Quraysh. That tribe, into which Muhammad would be born, had more of an east‐ west orientation from the desert into its hub at Mecca, and did not profess Christianity.
Western Arabia was one of the least Christian portions of the region. Ghada Osman’s survey of Christianity in the region finds evidence of its existence that should be difficult to ignore, but that still demonstrates the distance of the faith from common life. Her study supports, in that one region, Trimingham’s assertion that Christianity did not touch the Arab soul. She finds that the two common themes of Christian conversion were travel to foreign lands and encounters with desert monks.48 Both experiences inspired dramatic personal conversions, but neither type permeated the tribal structure of society. Still, in Mecca and Medina, Christianity did exist. Both cities hosted a multiplicity of tribes, thrived on trade, and participated in cultural life from Himyar up through Hijaz. Later sources record historical Qurayshi intermarriage with Jews, Ethiopians, “Nabateans,” and “Christians.”49 Mecca had an Ethiopian cemetery, undoubtedly full of Christians (though the Ethiopians’ underclass status may have deterred urban Arabs from the faith))

و
نقرا من كتاب المعارف لابن قتيبة الجزء الاول
((أديان العرب في الجاهلية
كانت النّصرانية في: «ربيعة» ، و «غسّان» ، وبعض «قضاعة» .))
على ان التحقيق يقول ان بني الحارث بن كعب كانوا نصارى و كذلك كندة (وهما من اهل نجران و اليمن) اذ ان اليهود فيهم اقلية مقارنة بالنصارى

ومما يشير الى هذا المعنى ان زيد بن عمرو بن نفيل لما ذهب يسال عن الدين بعد نبذه الاصنام انما ذهب الى رهبان و احبار الشام و لم يذكر انه لجا الى اي عبيد قريش النصارى
نقرا من صحيح البخاري كتاب مناقب الانصار :

(( 3827 - قَالَ مُوسَى: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلَّا تَحَدَّثَ بِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ، وَيَتْبَعُهُ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ اليَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ، فَأَخْبِرْنِي، ..))

ثالثا : الرد على ما قاله بخصوص كلمة الانجيل .

استشهد خالد بلكين بكون كلمة انجيل ليست كلمة عربية الاصل و انما جاءت من الاثيوبية كما ذكر نيكولاي سايناي و الحق ان كلمة انجيل اسم علم اصله اثيوبي كما قال وقد دخلت المعجم العربي قبل الاسلام كما سبق ان قدمنا في النقطة الاولى اعلاه الا ان خالد بلكين طرح نقطة اخرى و هي :
ان كلمة انجيل لا نجدها الا في شعر عدي بن زيد كما نقله الجاحظ في كتابه الحيوان و تساءل مشككا في صحة الابيات المنسوبة الى عدي بن زيد كيف لم يستشهد احد من المفسرين المسلمين في القرن الاول بابياته ليشرح معنى الانجيل .

اقول :

1. مع خالد بلكين كامل الحق في التشكيك في صحة نسبة هذه الابيات الي عدي بن زيد و ليس هو اول من ذكر هذا فقد سبقه اليها جواد علي حيث اشتم رائحة الوضع و الانتحال في الابيات المنسوبة اليه .
نقرا من المفصل في تاريخ العرب لجواد علي الجزء 18 الفصل 166 :
((فلاطها الله إذ أغوت خليقته ... طوال الليالي ولم يجعل لها أجلا
تمشي على بطنها في الدهر ما عمرت ... والترب تأكله حزنا وإن سهلا
فأتعبا أبوانا في حياتهما ... وأوجدا الجوع والأوصاب والعلالا
وأوتيا الملك والإنجيل نقرؤه ... نشفي بحكمته أحلامنا عللا
من غير ما حاجة إلا ليجعلنا ... فوق البرية أربابا كما فعلا

والشعر هذا مذكور في كتاب "الحيوان" للجاحظ، وفي ذكره له، دلالة على أنه قد كان معروفا في أيامه، وهو يستند على ما ورد في "سفر التكوين" السفر الأول من أسفاره التوراة، وفيه قصة الخليقة، ونجد قصة "الحية" في شعر "أمية بن أبي الصلت"، حيث يقول:

كذي الأفعى ترببها لديه ... وذي الجني أرسلها تساب
فلا رب البرية يأمننها ... ولا الجني أصبح يستتاب

وقد دون هذين البيتين "الجاحظ" كذلك في كتابه: "الحيوان"، مما يدل على أنهما كانا معروفين، وهما من قصيدة ذكرها الجاحظ قبلهما في رطوبة الحجارة، وأن كل شيء قد كان ينطق، ثم عن منادمة الديك الغراب، واشتراط الحمامة على نوح٢.
وقصة "عدي" قصة أوضح وأقرب إلى الأصل المذكور في الإصحاحات الثلاثة الأولى من سفر التكوين، من القصة المذكورة في الشعر المنسوب إلى "أمية". يظهر أن ناظمها قد صاغها عن مطالعة وعن إلمام عام بها. فهي في الواقع قصيدة شملت قصة دينية، ضمت أسطورة الخلق كما جاءت في الإصحاحات المذكورة، مع بعض "الرتوش" والإصلاحات التي اقتضتها طبيعة نظم الشعر، وقد لخصها تلخيصا حسنا قريبا من الأصل، يدل على إحاطة به، ولعله من وضع شاعر أحب صوغ هذه القصة في شعر، فنظمها ونسبها إلى "عدي بن زيد".
وقد ظل العباد يتغنون بخمريات وبشعر "عدي" أمدا طويلا بعد وفاته. ))

2. ان عدم ورود عبارة الانجيل في اي شعر جاهلي لا يعني عدم وجودها في الحياة اليومية لنصارى الجزيرة العربية قبل الاسلام بل كانت متداولة بينهم قبل الاسلام .

نقرا من المفصل في تاريخ العرب لجواد علي الجزء 12 الفصل 82 :
((ولم أجد في أشعار الجاهليين ذكرا للإنجيل، إلا في الشعر المنسوب إلى "عدي بن زيد العبادي"١. وربما في شعر عدد قليل آخر من الجاهليين، لم أقف عليه. غير أن عدم ورود اللفظة كثيرًا في هذا الشعر، لا يدل على عدم معرفة الجاهليين لها، ودليلنا على ذلك ورودها ف مواضع من القرآن الكريم. وورودها فيه دليل على وقوف الجاهليين عليها واستعمالهم إياها، وأصلها من اليونانية، وقد وقف العرب عليها من السريانية أو من الحبشية٢. ))

نقرا من كتاب ارثر جفري The Foreign volcabulary in the Quran الصفحة 72
The shortened form, he points out (Newe Beitrage, 47), is to be found in the Eth. @34, where the long vowel is almost conclusive evidence of the Arabic word having come from Abyssinia. Grimme, ZA, xxvi, 164, suggests that it may have entered Arabic from the Sabaean, but we have no inscriptional evidence to support this. It is possible that the word was current in this form in pre-Islamic days, though as Horovitz, KU, 71, points out, there is some doubt of the authenticity of the verses in which it is found."

هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم