طلب الرد على شبهة ظلم الإله (تعالى الله عن ذلك)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

طلب الرد على شبهة ظلم الإله (تعالى الله عن ذلك)

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: طلب الرد على شبهة ظلم الإله (تعالى الله عن ذلك)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    5,607
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    13-04-2024
    على الساعة
    02:12 PM

    افتراضي طلب الرد على شبهة ظلم الإله (تعالى الله عن ذلك)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سأضع رد لي لاحقًا على الشبهة ان شاء الله، لكن أحب أن أرى ردود إخوتي وأساتذتي على هذه الشبهة التي يتكلم بها كثير من الملحدين ..

    قال تعالى: "إنّ الله لا يظلم مثقال ذرة .." سبحانه وتعالى أن يظلم أحدا.

    الشبهة: الإله ظالم (تعالى الله عن ذلك) ,, فلذلك لا يوجد اله لأن الإله لا يكن ظالما
    الأسباب:
    1- لماذا لم ينتصر للمظلوم على الظالم ك
    أ- أن يمنع الظالم عن ظلم غيره.
    ب- أن يمنع المظلوم عن الظالم بعدم تهييء الأسباب التي تتيح له الظلم.

    2- بعضهم يقول انظر إلى ما أصاب **** من ظلم من قتل وتشريد واغتصاب و شتى أنواع الظلم والعذاب.

    وجزاكم الله خيرًا.

    سأفصل ردًا على الشبهة ان شاء الله بعد قراءة ردودكم.




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    5,607
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    13-04-2024
    على الساعة
    02:12 PM

    افتراضي

    ردي على الشبهة:
    ---------------------------------

    بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

    بداية لا بد أنّ نفهم أن ردي سيقتصر على من يعترف بوجود الإله ولكن يدّعي بأنه ظالم جلّ في علاه فردي سيكون على هذا .. ، أما عدم الاعتراف بوجود اله فهذه مسألة أخرى تم دحضها والرد عليها في مواضيع أخرى متعلقة بذلك.

    الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، لا يظلم الناس شيئا، لا يظلم مثقال ذرة، يجازي السيئة بمثلها ويمحها إن أتبعت بحسنة ويجزي الحسنة بعشر أمثالها ويضاعفها أضعافا كثيرًا كرما منه سبحانه.

    حينما خلق الله تعالى الإنسان خلقه وهو غني عنه سبحانه، فهو ليس بحاجة إلى عبادتنا وقد خلق من قبلنا من لا يعصون الله ما أمرهم (الملائكة)

    علينا أن نفهم أن خلق الإنسان مختلف عن خلق الملائكة فالإنسان خلق مخيرًا يختار إما طريق الحق وإما طريق الضلالة ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ..)

    حينما أخبر الله جلّ في علاه بأنه سيخلق الإنسان وقد أخبر الملائكة بذلك سبحانه وهو العليم الحكيم حيث قال تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون"

    فهنا جلّ في علاه يبين لنا أن من البشر من يفسد ويظلم ويسفك الدماء فيكون شرًا من الدواب والبهائم أعزكم الله ، ومنهم من يكون خيرا من الملائكة إذ أنه خلق في اختبار وهو حر في الاختيار
    وإلا ما الحكمة لو كان الإنسان مسيرًا ومجبرًا دون اختيار هل من أحد يقدر على عصيان الله أو فعل المنكرات والمحرمات أو ظلم الآخرين؟
    قد خلق الله الملائكة بهذه الطبيعة ولو شاء الله لخلق الإنسان كذلك
    لكن جلّ في علاه له حكمة في ذلك.
    وقد بين لنا سبحانه وتعالى أن طبيعة هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار ليميز الله الخبيث من الطيب، ليبلوكم أيكم أحسن عملًا، ليدخل الجنة من يستحقها برحمة الله ، وليدخل النار من يستحقها بعدله.
    فالله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما وأمرنا بأن لا نتظالم لكن ترك الخيار متاحا لأنها دار ابتلاء
    فالظالم سينال عقابه في الدنيا، فإن نجا في الدنيا فلن ينجو في الآخرة.
    كل شيء يغفر إلا الشرك بالله، و حقوق الناس، فكل من ظلم يقتص من الظالم بقدر مظلمته.
    وقد ينال الظالم عقوبته في الدنيا ويرى المظلوم الظالم وهو ينال العقوبة التي نزلت عليه من الله بسبب ظلمه له أو لآخرين غيره.

    فقضية منع الظالم عن ظلمه غير موجودة لأننا بشر والبشر لهم خيار الظلم، لهم خيار القتل، لهم خيار سفك الدماء، لهم خيار الإفساد في الأرض.
    الله تعالى حرم ذلك لكن لم يمنع ذلك لأنه لو منع ذلك هذا يعني أن الإنسان مسير وليس مخير، وبالتالي تكون انتفت الحكمة من خلق الإنسان.

    حينما يضع المعلم اختبارًا يضع أسئلة بحسب ما يراه ليس من المعقول أن يعترض الطالب على الاختبار الذي وضعه المعلم له
    ولله المثل الأعلى ، "لا يٌسأل عما يفعل وهم يُسألون"

    فإذن لا بد أن نتفق أن الظلم في الدنيا موجود لأنها دار ابتلاء واختبار
    أما في الآخرة فقد قال تعالى : "
    وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ،مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء"
    وقد قال تعالى: "
    الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
    والمظلوم دعوته مستجابة قال صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ "

    وقال كذلك: "اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ"

    فإن كنت مظلوما فهذه منحة لك من الله ومزية، فاقبل هدية الله.

    أما لا تكن ظالما بكفرك بالله وشركه به فهذا أشد أنواع الظلم لنفسك، إذ أنك بذلك تهلك نفسك.

    تب إلى الله فهو يقبل التوبة، وتقرب منه فهو لا يخذل عبدا دعاه، وينصر عبده المظلوم ولو بعد حين.

    هذا ما تيسر لي من رد فإن كان هناك نقاط لم أرد عليها فلتخبروني بها كي أرد عليها

    وتحياتي لكم.



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    12,078
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    18-04-2024
    على الساعة
    02:26 AM

    افتراضي


    اقتباس
    الشبهة: الإله ظالم (تعالى الله عن ذلك) ,, فلذلك لا يوجد اله لأن الإله لا يكن ظالما



    شبهة هذا المُلحد الكسيحة العليلة تحمل بين طيّاتها تناقضا صارخاً !

    الأمر الذي جاء به ، في شريعة بني لحدان لا يستقيم !








    مادام المُلحد لا يُؤمن أصلاااااااااااااااااااً بوجود إله ، كيف عرف بدايةً - كما يَزعُم - أنّ الإله لا يكون ظالما ؟؟؟؟




    لنُثبّت أخي سُليمان العَرش قبل النّقش !


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنقر(ي) فضلاً أدناه :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
    منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
    وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
    الحمدُ لله حمداً حمداً ،
    الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
    الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
    اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
    لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
    اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
    تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    5,607
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    13-04-2024
    على الساعة
    02:12 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *اسلامي عزي* مشاهدة المشاركة






    شبهة هذا المُلحد الكسيحة العليلة تحمل بين طيّاتها تناقضا صارخاً !

    الأمر الذي جاء به ، في شريعة بني لحدان لا يستقيم !








    مادام المُلحد لا يُؤمن أصلاااااااااااااااااااً بوجود إله ، كيف عرف بدايةً - كما يَزعُم - أنّ الإله لا يكون ظالما ؟؟؟؟




    لنُثبّت أخي سُليمان العَرش قبل النّقش !
    لنقل أخي الحبيب أنه تجاوز نقطة أنه لا يوجد إله وأنه اعترف بوجود إله

    لكن الإله ظلمه بحسب ظنونه تعالى الله عن ذلك والأحداث التي تعرض لها من ابتلاءات في الحياة الدنيا.

    فليكن ردنا على هذه الجزئية :)

    وجزاكم الله كل خير

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    1,863
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    09:09 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين


    جزاكم الله خيرا و بارك فيكم

    موضوع ذو صلة
    مشكلة وجود الشر و الرد عليها
    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 21-05-2023 الساعة 01:01 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون

    راجع الموضوع التالي


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    12,078
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    18-04-2024
    على الساعة
    02:26 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب القرآن مشاهدة المشاركة
    لنقل أخي الحبيب أنه تجاوز نقطة أنه لا يوجد إله وأنه اعترف بوجود إله
    لكن الإله ظلمه بحسب ظنونه تعالى الله عن ذلك والأحداث التي تعرض لها من ابتلاءات في الحياة الدنيا.
    فليكن ردنا على هذه الجزئية :)
    وجزاكم الله كل خير
    سنفرض جدلاً أن صاحب الشبهة أصبح يؤمن بوجود إله ، لكن بالمقابل أوحى إليه شيطانه أن هذا الإله ظالم ( حاشاه ربي في علاه ذلك) ، سلّط عليه من كل حدب وصوب المحن و المصائب .

    أولاً يجب أن يعلم هذا الأخ أنّ :

    1- وقوع البلاء هومن سُنن الله في خلقه ليميز المُحتسب الصّابر ،الذي سينال لا محالة جزاء صبره الرِّفعة ، الثناء الحسن ، الرحمة و المغفرة من الخالق طبقاً لهذه البشارة :

    يقول الله تعالى :

    ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157))

    2- الله حرّم الظلم على نفسه جل و علا أولاً ، ثم على عباده ثانية فكيف يتجرأ صاحب الشبهة على أن يصفه بما لا يليق في حقّه تعالى ؟؟

    من صحيح الحديث الشّريف نقرأ :
    عنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ؛ ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ. وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا.

    الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم : 2577 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


    من شرح الحديث نقرأ :


    الظُّلمُ أنواعٌ، أعظَمُها الشِّركُ باللهِ تعالَى؛ قال اللهُ سُبحانَه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، ومِنها: ظُلمُ العَبدِ لِنَفسِه بفِعلِ المعاصي والآثامِ، ومنها: ظُلمُ العَبدِ لِغَيرِه بالتعَدِّي على مالِه أو دَمِه أو عِرْضِه.
    وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ روى عَنِ اللهِ «تَبارَك وتعالَى»، ومعنى «تَبارَك» أي: تَكاثَرَ خيْرُه، وظَهَر في هذا الخيرِ بعضُ أثرِه، «وتعالَى» أي: ارتفَعَ عن مُشابَهةِ المخلوقينَ، فقال سُبحانَه وتَعالَى: «يَا عِبادِي» فخاطَبَ عِبادَه مِن الثَّقلينِ الإنسِ والجِنِّ، « إنِّي حرَّمْتُ» أي: منعْتُ «الظُّلمَ على نَفْسِي» والظُّلمُ هو وَضعُ الشَّيءِ في غيرِ مَوضعِه، وقدْ تَقدَّس اللهُ سُبحانه عن ذلك وتعالَى عليه، فهو في حقِّه مَستحيلٌ، «وجعلْتُه بيْنَكم مُحَرَّمًا» أي: حكَمْتُ بِتَحريمِه فيما بيْنَكم وألْزَمْتُه إيَّاكم، فإذا عَلِمتُم ذلك فلا يَظلِمْ بعضُكم بعضًا، وهذا تَوكيدٌ لقولِه تعالَى: «وجعَلْتُه بيْنكم مُحرَّمًا» وزِيادةُ تَغليظٍ في تَحريمِه.


    صاحب الشبهة يتساءل :

    اقتباس

    لماذا لم ينتصر للمظلوم على الظالم


    ما أدراكَ عزيزي أن ربّنا لا ينتصر للمظلوم على الظّالم ؟؟؟



    يقول الحق :

    وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ / المائدة 45

    الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ / النّور 2

    وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / المائدة 38

    إلهنا جلّ و علا – محل الشبهة العاطلة - سنّ
    في شريعتنا مجموعة من القوانين ، الهدف منها الإنتصار للمظلوم و تحقيق العدل في أرضه :

    قاتل البريء يُقتل ، ا
    لزانية و الزاني المُحصَنان يُرجمان ، الزاني و الزانية يُجلدان مائة إن كانا غير محصنين ، السّارق و السارقة تُقطَع يدهما ، المغتصِب يُطبّق عليه حد الزنا ، الحرابة إن كان الإغتصاب تحت تهديد سلاح ...إلخ ، لو حدث أنّ المظلوم لم يُنصَف في هذه الدّنيا بسبب تعطيل القوانين الوضعية لهذه الشّرائع الإلهية فإن المظلوم سيُنصف يقيناً و لو بعد حين !

    يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى :
    1- لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ.

    الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم : 2582 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


    في شرح الحديث نقرأ :

    مِن شَنائعِ الأمورِ الَّتي يَغفُلُ عنها كَثيرٌ مِن النَّاسِ أنَّهم ربَّما يُحسِنون العباداتِ، إلَّا أنَّهم يَقترِفون معها الذُّنوبَ، والَّتي منها ما يَتعلَّقُ بحُقوقِ العبادِ، وسَوفَ يُحاسَبُ كلُّ إنسانٍ يومَ القيامةِ على ما عَمِل مِن خَيرٍ أو شَرٍّ.
    وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الحقوقَ ستُؤدَّى إلى أهلِها يومَ القيامةِ، فقال: «لَتُؤَدُنَّ الحقوقَ» اللَّامُ واقعةٌ في جَوابِ قسَمٍ مُقدَّرٍ، أي: واللهِ لَيُؤدِّيَنَّ كلُّ واحدٍ منكم حُقوقَ الآخَرينَ يومَ القيامةِ، والخطابُ للخلائقِ. والحقوقُ: جمعُ حقٍّ، وهو ما يَحِقُّ على الإنسانِ أنْ يُؤدِّيَه، وهو يَعُمُّ حُقوقَ الأبدانِ، والأموالِ، والأعراضِ، وصَغيرَ ذلك وكَبيرَه.
    حتَّى يُقادَ يومَ القيامةِ ويُقتَصَّ لِلشَّاةِ الجَلحاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرناءِ، أي: حتَّى إنَّه يُقْتَصُّ لِلشَّاةِ الَّتي لَيسَ لها قرْنٌ مِنَ الشَّاةِ الْقَرنَاءِ الَّتي لها قَرْنٌ وضَرَبت أُختَها بقُرونِها، والغالِبُ أنَّ الَّتي لها أَقْرُنٌ إذا نَاطَحَتِ الْجَلْحَاءَ الَّتي ليس لها قَرْنٌ تُؤذِيها أكثرَ، فإذا كان يومُ القيامةِ قَضى اللهُ بيْنَ هَاتَيْنِ الشَّاتَيْنِ، واقْتصَّ بيْنهما؛ هذا وهي بَهائِمُ لا يَعقِلْنَ ولا يَفْهمْنَ؛ لكنَّ اللهَ عزّ وجلّ حَكَمٌ عَدْلٌ.
    والمقصودُ مِن هذا الحديثِ إبرازُ القِصاصِ في صُورةِ التَّأكيدِ، والمبالَغةُ في كَمالِ العدالةِ بيْن كافَّةِ المكلَّفِين، وإعلامُ العبادِ بأنَّ الحقوقَ لا تَضيعُ، بلْ يُقتَصُّ حقُّ المظلومِ مِن الظَّالمِ؛ لأنَّه إذا حصَلَ القصاصُ بيْن الحيواناتِ الخارجةِ عن التَّكليفِ، حَصَل بيْن المكلَّفِين مِن بابِ أَولى.
    وفي الحديثِ: دليلٌ على أنَّ البهائمَ تُحشرُ يومَ القيامةِ، وتُحشرُ الدَّوابُّ، وكلُّ ما فيه رُوحٌ يُحْشَرُ يومَ القيامةِ.
    وفيه: أنَّ كلَّ شَيءٍ مَكتوبٌ، حتَّى أعمالُ البهائمِ والحشراتِ مَكتوبةٌ في اللَّوحِ المحفوظِ.
    وفيه: الحثُّ على أداءِ الحقوقِ إلى أصحابِها.
    وفيه: إثباتُ البعثِ والنُّشورِ في الآخرةِ.


    اقتباس
    أ- أن يمنع الظالم عن ظلم غيره.
    ب- أن يمنع المظلوم عن الظالم بعدم تهييء الأسباب التي تتيح له الظلم

    من قال عزيزي أن ربّنا لم يمنع الظالم عن ظلم غيره ؟؟



    ربنا جل و علا – محل الشبهة العاطلة - بين لنا في كتابه العزيز مجموعة من الأوامر و النّواهي تحقيقا للعدل و منعا للظلم :

    يقول الحق :


    إِنَّ ٱللَّهَ یَأمُرُ بِٱلۡعَدلِ وَٱلۡإِحۡسَـٰنِ وَإِیتَاۤىٕ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَیَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡیِۚ یَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ / النحل 90

    إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ المائدة/ 33


    هل وقوع الظلم رغم النّهي عنه يطعن في عدله تعالى في شيء ؟؟؟


    يقييناً لا !

    لنأخذ على سبيل المثال - ولله جل و علا المثل الأعلى - حاكم بلد ما ، سن من باب تحقيق العدل و الأمان في بلده مجموعة من القوانين الثقيلة الرّادعة التي تمنع السرقة و القتل و الإغتصاب ......إلخ ، رغم تخصيصه لتلك الجرائم عقوبات شديدة ، رادعة ، غليظة لم يتوان بعض ضعاف النفوس عن خرق تلك القوانين بشكل وقح و سافر .

    على من ياترى سيُلقى ساعتها باللّوم و العتاب ؟؟؟
    على الحاكم الذي تشدّد في سن تلك القوانين تحقيقا للعدل و منعاً للظلم و الجَوْر ؟؟
    أم على المُجرمين و ضعاف النّفوس الذين لم تمنعهم القوانين رغم شدتها و غِلظتها عن إقتراف شتى أنواع الجرائم ؟؟؟

    طبعاً اللّوم كلّ اللّوم سيُلقى على مُُنتهكي القوانين الذين سيلقون جزاءهم العادل لا محالة



    في نهاية ردّي إسمح لي أخي الحبيب سليمان أن أضع بين يدي طارح الشبهة أدلّة على عدل ربّنا جلّ و علا :


    يقول الحقّ :

    فَكَیۡفَ إِذَا جَمَعۡنَـٰهُمۡ لِیَوۡم لَّا رَیۡبَ فِیهِ وَوُفِّیَتۡ كُلُّ نَفس مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ / آل عمران 25

    إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّة وَإِن تَكُ حَسَنَة یُضَـٰعِفۡهَا وَیُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عظيما / النساء 40

    يَوۡمَ تَأۡتِی كُلُّ نَفۡس تُجَـٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡس مَّا عَمِلَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ / النحل 111

    وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَة وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِراۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدا / الكهف 48

    من صحيح الحديث الشريف :
    كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَضَحِكَ، فَقالَ: هلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟ قالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: مِن مُخَاطَبَةِ العَبْدِ رَبَّهُ؛ يقولُ: يا رَبِّ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قالَ: يقولُ: بَلَى، قالَ: فيَقولُ: فإنِّي لا أُجِيزُ علَى نَفْسِي إلَّا شَاهِدًا مِنِّي، قالَ: فيَقولُ: كَفَى بنَفْسِكَ اليومَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الكَاتِبِينَ شُهُودًا، قالَ: فيُخْتَمُ علَى فِيهِ، فيُقَالُ لأَرْكَانِهِ: انْطِقِي، قالَ: فَتَنْطِقُ بأَعْمَالِهِ، قالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بيْنَهُ وبيْنَ الكَلَامِ، قالَ: فيَقولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا؛ فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ.

    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم : 2969 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


    و شرحه :

    يَومُ القيامةِ هو يومُ الحسابِ للعبادِ على أعمالِهِم، فيُقيمُ اللهُ عزَّ وجلَّ في يَومِ القِيامةِ مِيزانَ العَدلِ؛ فلا يُظلَمُ عندَه أحدٌ، ومِن مَظاهرِ عَدلِه سُبحانَه في هذا اليَومِ العَصيبِ: إنطاقُ جَوارحِ وأعضاءِ الإنسانِ لِتَكونَ شُهودًا عليه.
    وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضَحِكَ، فَقال لأَصحابِه: «هَل تَدرونَ مِمَّا أَضْحَكُ؟»، وكأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اطَّلَعَ على أمرٍ مِن الوحيِ، فأحَبَّ أنْ يُعلِمَه أصحابَه، فقال الصَّحابةُ: «اللهُ ورَسولُه أَعلمُ» وهذا مِن حُسنِ الأدبِ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حتَّى يَعلَموا السَّببَ والموعظةَ الَّتي عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيَذكُرَها لهم.
    ثُمَّ بَيَّنَ لهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ ذَلك فَقال: «مِن مُخاطبَةِ العَبدِ رَبَّه» يَومَ القِيامةِ، فيَقولُ العبدُ: «يا رَبِّ، ألم تُجِرْني مِنَ الظُّلمِ؟» أي: تُؤَمِّنِّي من أنْ تَظلِمَني، فيَقولُ اللهُ في جَوابِ العَبدِ: بَلى، فيقولُ العبدُ: «فإِنِّي» أي: فإذا أَجَرْتَني مِنَ الظُّلمِ فَإِنِّي لا أُجَوِّزُ وَلا أَقبَلُ على نَفسي إِلَّا شاهدًا منِّي، يَشهَدُ على صِدقِ قَولي وصَلاحي وحُسنِ طاعَتي؛ وذلك عِندما يُحاسِبُه اللهُ عزَّ وجلَّ ويَسأَلُه عن عَملِه في الدُّنيا، وكأنَّ الرَّجلَ أراد بالشَّاهدِ أقارِبَه ومَن كانوا يَرَونه في الدُّنيا يَأتي تلكَ الأعمالَ، فَيَقولُ اللهُ تَعالَى: «كَفى بنَفسِكَ اليومَ عَليكَ شَهيدًا»، أي: إذا أردْتَ شُهودًا، فأقرَبُ ما يكونُ منكَ هو أعضاءُ جَسدِكَ؛ فهُم مَن كانوا يَحضُرونَك وقْتَ بُعدِكَ عن أعيُنِ مَن تُظهِرُ لهم أعمالَ الطَّاعةِ، وتُسِرُّ عنهم أعمالَ المنكَرِ والمعاصي، وأيضًا فإنَّ مِن الشُّهودِ عليك: «الكِرامَ الكاتِبينَ»، كما جاء ذِكرُهم في قولِ اللهِ تَعالَى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10 - 12]، والمرادُ بهم: الملائكةُ الَّذين يَحفَظون ويَكتُبون على النَّاسِ أعْمالَهُم في صُحُفِ الأَعمالِ شُهودًا؛ وهذا تأكيدٌ وتَقريرٌ واستجابةٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ لِمَطلوبِه، فيُختَمُ على فَمِه، فيُقالُ لأَعضائِه: انطِقي، فتَنطِقُ الأَركانُ بأَعمالِه وأَفعالِه الَّتي باشَرَها وارْتَكبَها، ثُمَّ يُترَكُ بَينه وبَينَ الكَلامِ فيُرفَعُ الخَتمُ مِن فَمِهِ حتَّى يَتكلَّمَ بالكَلامِ الآدميِّ المُعتادِ، فيقولُ لأعضائِه الَّتي شَهِدَت عليه: بُعدًا لكُنَّ وسُحقًا، أي هَلاكًا لَكُنَّ، «فعَنْكُنَّ» أي: لأَجْلِ خَلاصِكُنَّ، كُنتُ أُناضلُ وأُدافِعُ وأُجادلُ؛ وهذا حالُ المنافِقِ، كما روى مُسْلمٌ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ أنَّه يقولُ: «مَن ذا الَّذي يَشهَدُ علَيَّ؟ فيُختَمُ على فِيهِ، ويُقالُ لِفَخِذِه ولَحْمِه وعِظامِه: انْطِقِي، فتَنطِقُ فَخِذُه ولَحْمُه وعِظَامُه بعَمَلِه؛ وذلكَ لِيُعْذِرَ مِن نَفْسِهِ، وذلكَ المُنَافِقُ، وذلكَ الَّذي يَسْخَطُ اللهُ عليه».
    وفي الحديثِ: إظهارُ اللهِ سُبحانَه عَدْلَه لعِبادِه.
    وفيه: بَيانُ حِسابِ اللهِ للعبدِ ووُقوفِه بيْنَ يَديهِ.
    وفيه: بَيانُ شَهادةِ الأعضاءِ ونُطقِها بما فَعَلَ صاحِبُها يومَ القيامةِ.









    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنقر(ي) فضلاً أدناه :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
    منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
    وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
    الحمدُ لله حمداً حمداً ،
    الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
    الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
    اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
    لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
    اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
    تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    5,607
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    13-04-2024
    على الساعة
    02:12 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهاب الثاقب. مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين


    جزاكم الله خيرا و بارك فيكم

    موضوع ذو صلة
    مشكلة وجود الشر و الرد عليها
    جزاكم الله خيرا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    5,607
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    13-04-2024
    على الساعة
    02:12 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *اسلامي عزي* مشاهدة المشاركة

    ....


    جزاكم الله خيرا، رد مميز.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    12,078
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    18-04-2024
    على الساعة
    02:26 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب القرآن مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا، رد مميز.
    و خيراً جزاكم أخي الحبيب سُليمان .
    نسأله تعالى أن ينفع به .
    آمين ياربّ العالمين .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنقر(ي) فضلاً أدناه :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
    منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
    وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
    الحمدُ لله حمداً حمداً ،
    الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
    الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
    اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
    لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
    اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
    تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .



  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    1,863
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    09:09 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين



    موضوع أخر ذو صله
    العدل الإلهي للخلائق كلها مسلمها و كافرها "لا ظلم اليوم"
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون

    راجع الموضوع التالي


صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

طلب الرد على شبهة ظلم الإله (تعالى الله عن ذلك)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على شبهة التعارض في قوله تعالى ((هذا يوم لا ينطقون))
    بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-09-2021, 09:27 PM
  2. الرد على شبهة قوله تعالى : ((و امراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي))
    بواسطة محمد سني 1989 في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-11-2019, 12:39 AM
  3. الرد على شبهة بنوة عيسى -عليه السلام- لله تعالى
    بواسطة ابوغسان في المنتدى الذب عن الأنبياء و الرسل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-11-2014, 09:00 PM
  4. الرد على شبهة ( نفي الإعجاز العلمي عن قوله تعالى : (والبحر المسجور) الطور : 10)
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-05-2012, 12:32 PM
  5. الرد على شبهة ( توهم خطأ قوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ التكوير: 1 )
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2012, 03:26 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

طلب الرد على شبهة ظلم الإله (تعالى الله عن ذلك)

طلب الرد على شبهة ظلم الإله (تعالى الله عن ذلك)