ديدات يتصدى لفيلدرز بهولندا!



بعد يوم من بث النائب الهولندي اليميني المتطرف "جيرت فيلدرز" فيلم "فتنة" المسيء للإسلام، تنطلق في العاصمة الهولندية أمستردام اليوم الجمعة، حملة إسلامية هولندية سعودية مشتركة تحت شعار "نصرة القرآن الكريم من الانفعال إلى الفعل" لمواجهة الأكاذيب التي وردت في
28.03.2008 16:46
واختار القائمون على الحملة كتب الداعية الجنوب إفريقي الراحل الشيخ أحمد ديدات لتوزيعها ضمن الحملة لمواجهة أكاذيب فيلم "الفتنة" الذي يصف القرآن الكريم بالفاشية.

وقال الباحث السعودي في مقارنات الأديان عصام أحمد المدير- الذي يتبنى الحملة-: "هدف الحملة يتركز في الرد على الضجة المفتعلة ضد القرآن الكريم، وذلك من خلال هذه الحملة الهادئة، لتوظيف الحدث بهدوء لصالح التعريف برسالة الإسلام التي تحتاجها البشرية جمعاء"، بحسب جريدة الوطن اليوم الجمعة.

وأضاف: كذلك تفويت الفرصة على مخططات أعداء الدعوة الذين يأملون في استفزاز الأقلية الإسلامية وعموم الأمة صوب أعمال طائشة وعنيفة، كي يتخذوها ذريعة للتضييق عليهم، ولتضيع مكاسبهم التي حققوها كأقلية مسلمة في أوروبا.

وأشاد المدير بموقف الحكومة الهولندية من فيلم "فتنة" مشيرا إلى أنه أفضل من موقف الحكومة الدنماركية، حيث أعلن رئيس الوزراء يان بيتر بالكانيندا رفضه لهذا الفيلم.

وضرب النائب الهولندي اليميني المتطرف "جيرت فيلدرز" عرض الحائط بكافة الدعوات التي طالبته بالتراجع عن مخططه لبث فيلم "فتنة" المسيء للإسلام، وبث فيلمه مساء أمس الخميس على موقع حزب "من أجل الحرية" الذي يتزعمه.

المسيح في الإسلام

وسيتم من خلال الحملة، توزيع 50 ألف نسخة مجانا من كتاب الشيخ أحمد ديدات "المسيح عليه السلام في الإسلام والقرآن" الذي قامت دار"البينة" للنشر والتوزيع والبرمجيات لصاحبها عصام المدير بطباعة ترجمتها مجانا باللغة الهولندية.

وسيوزع الكتاب من خلال المساجد ومراكز تجمعات الهولنديين، وذلك بمعاونة عمدة أمستردام يوب كوهين، والذي رحب بالمبادرة، وأكد على دعمه ومساندته لها من أجل مجتمع التعايش السلمي بين كافة الأديان بهولندا.

كما سيتم خلال الحملة أيضا توزيع أعداد أخرى مترجمة من كتب الشيخ أحمد ديدات، قام بترجمتها الهولندي المسلم الداعية عبد الجبار فاندي فين الذي اعتنق الإسلام منذ 16 عاما.

لماذا ديدات؟

وحول سبب اختيار كتب الشيخ ديدات لترجمتها للهولندية وتوزيعها لمواجهة أكاذيب فيلم "الفتة" الذي يصف القرآن الكريم بالفاشية، قال المدير: "الشيخ ديدات معروف، وله رحلة طويلة وصولات وجولات في الدفاع عن الدعوة والإسلام، والتصدي لخصوم الإسلام بالحجة والبرهان، وسلاح المناظرة".

وأضاف: كما أنه ترك مكتبة ثرية من مؤلفاته التي أفادت العالم الإسلامي، وأنارت الطريق أيضا أمام الراغبين في التعرف على الإسلام، وهناك الآلاف الذين دخلوا الإسلام بسبب مؤلفاته ومحاضراته.

وأوضح الباحث السعودي أن الهدف من توزيع كتاب "المسيح في الإسلام والقرآن" إنما هو التأكيد على أن الإسلام هو العقيدة الوحيدة خارج المسيحية التي تلتزم باحترام المسيح.

وأشار إلى أنه بصدد طباعة ترجمات أخرى لكتب الشيخ ديدات وتوزيع أعداد منها مجانا في هولندا، وعلى رأسها " محمد صلى الله عليه وسلم.. الخلفية الطبيعية للمسيح عليه السلام"، و"الإله الذي لم يكن" ردا على تأليه الكنيسة للمسيح، وكتاب "هل الكتاب المقدس كلام الله" ردا على حركات التنصير ودعايته.

ويتبنى الحملة الباحث السعودي المدير والذي يعتبر أحد تلاميذ الراحل الشيخ ديدات، وذلك بمساعدة عدد من المنظمات والمؤسسات الإسلامية بهولندا، منها: المركز الثقافي الإسلامي، والمركز الإسلامي الدولي الهولندي للدعوة، ومؤسسة "مسجد التوحيد" بالعاصمة أمستردام، وذلك برعاية منظمة أصدقاء "بيت ديدات للدعوة" ومقرها جنوب إفريقيا، والتي يمثلها الداعية يوسف ديدات.

"فتنة" فيلدرز

واستهل فيلم "فتنة" مشاهده واختتمها بالرسم الكاريكاتيري المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم الذي نشرته صحف دنماركية عام 2005، ويصور ما يُتخيل أنه الرسول مرتديا عمامة عبارة عن قنبلة.

ويعرض الفيلم لعدد من آيات القرآن الكريم ويربطها ببعض العمليات الإرهابية التي حدثت مؤخرا مثل أحداث 11 سبتمبر وتفجيرات مدريد ولندن. وعرض مقتطفات لخطب ألقاها أئمة يتهمون في الغرب بالتشدد، مثل أبو حمزة المصري المعتقل حاليا في بريطانيا.

ويزعم الفيلم الذي استغرق عرضه 15 دقيقة أن القرآن الكريم يحض على قتل اليهود دون أسباب، وعرض الفيلم لقطات لعملية استشهادية قامت بها سيدة فلسطينية في إسرائيل، وانتقد ما وصفه بمحاولة "أسلمة هولندا وأوروبا"، واعتبر الفيلم أن القرآن الكريم هو عبارة عن "رخصة للقتل".

ويدافع الفيلم عن الزنا والشذوذ الجنسي ويرى أن تحريم الإسلام لهذه الأمور أمر يتنافى مع الحريات، على حد زعمه.

واختتم الفيلم بعرض مشهد لنزع إحدى صفحات القرآن ودعا المسلمين إلى نزع ما وصفه بالآيات التي "تحض على الكراهية".

ودعا إلى هزيمة ما وصفها بـ"الفاشية الإسلامية" مثلما ألحقت الهزيمة بالنازية الألمانية، على حد تعبيره.

ورفضت محطات تلفزيونية هولندية إذاعة الفيلم كما نأت الحكومة الهولندية بنفسها عن آراء فيلدرز؛ خشية أن يثير الفيلم احتجاجات من جانب المسلمين كتلك التي أثارها نشر الرسوم المسيئة في صحف دنماركية عام 2006.

وليد محمود
إسلام أون لاين