من أسرار الزكاة:
اعلم رعاك الله أن في تشريع الزكاة حكمًا عظيمة، وأسرارًا عجيبة من عرفها تبينت له الحكمة الإلهية في أمره ونهيه، وأن الله حكيم عليم.
فتأمل أخي الحبيب بعض الفوائد الإيمانية والاجتماعية التي تجنى من أداء الزكاة.
الزكاة دليل على صحة إيمان المزكي وعلامة على تصديقه بأحكام الله. قال : «والصدقة برهان» [رواه مسلم: 223]، وفي رواية للنسائي: «والزكاة برهان» (2394) أي دليل على صحة إيمان العبد.
والزكاة تزكي صاحبها من دنس الأخلاق، كالبخل والشح.
وهي سبب لرفعة الدرجات: ومحو السيئات خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة:103].
وهي سبب عظيم في قضاء الحوائج وتفريج الكربات: «ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه»
[رواه مسلم:2699].
وإنها سبب للحصول على طعم الإيمان: قال : «ثلاث من فعلهن فقد ذاق طعم الإيمان: من عبد الله وحده وأنه لا إله إلا هو، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه وافدة عليه كل عام»
[رواه أبو داود: 1349].
وهي أيضًا تسد حاج الفقراء والمساكين، وتحفظهم من ذل السؤال وهذا من الإحسان: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195].
ومن فوائد الزكاة: نشر المودة والألفة والمحبة بين المجتمع، فعندما يشعر الفقير والمسكين بأن الغني يعطيه شيئًا من المال ويواسيه في فقره وحاجته فعند ذلك يطمئن قلب ذلك المسكين ويشعر بسعادة لا يعلمها إلا الله، والغني عندما يعطي المسكين يشعر بحلاوة الصدقة ولذة الإحسان إلى المساكين، وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد (2/25) أن الكرم والجود من أسباب انشراح الصدر.
وهي من أسباب دخول الجنة: فقد جاء رجل إلى الرسول ، وقال: دلني على عمل أعمله يدنيني من الجنة ويباعدني من النار، فقال الرسول : «تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك» فلما أدبر الرجل، قال الرسول : «إن تمسك بما أمر دخل الجنة». [رواه مسلم:15].
ومما يدل على ذلك أن الرسول  أخبر أن الجنة «لمن أطاب الكلام، وأفشى السلام، وأطعم الطعام، وصلى بالليل والناس نيام»[صحيح الجامع: 2123].
وهي تمنع الجرائم والسرقات: لأن الفقراء إذا لم يجدوا ما يأتيهم ويسد حاجتهم، فسوف يتجهون إلى أي طريق لكي يسدوا حاجتهم.
وهي تمنع من حر النار يوم القيامة: كما في الحديث: «كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة»[صحيح الجامع:4510].
وهي تزكي المال وتنميه، وتكون سببًا في البركة في المال: كما في الحديث: «ما نقصت صدقة من مال»[رواه مسلم: 2588].
وهي سبب لنزول الخيرات: كما في الحديث: «وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء»[صحيح الجامع:3240].
إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء: كما ثبت ذلك عن الرسول  [صحيح الجامع: 3760].