الإنجيل كتاب إلهي نزل من السماء على المسيح عليه بلغته الآرامية التي هي متفرعة من العبرية.. كالتوراة والقرآن.. فنحن المسلمون نعتقد أن التوراة والإنجيل والقرآن كتب إلهية، ليس فيها إلا كلام الله عز وجل.. وليس فيها أي حرف من كلام البشر..
أما عند النصارى فهم يقولون على التوراة أنها كتاب وألواح منزلة من السماء.. وهي كلام الله عز وجل فقط.. أما الإنجيل عندهم، فكما كان متعارف عليه من القرن الثالث الميلادي، أن كل كتاب فيه سيرة المسيح يقولون عليه إنجيلا.. فهو ليس كلام الله عز وجل، ولكن كلام الإنسان الذي كتب سيرة المسيح عليه السلام، ولم ينزل من السماء، وليس بلغة المسيح الآرامية.. وبذلك أصبح هناك أكثر من مائة إنجيل.. نحن المسلمون، عندنا من كتب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحاديثه لا نعتبرها قرآنا، ولكن نقول عليها كتب حديث أو كتب سيرة.. يعني أن المائة إنجيل توازي عند المسلمين كتب السيرة وكتب الأحاديث، لا توازي القرآن والتوراة كلام الله عز وجل..
ولو تدبرنا الآيات التالية نفهم هذا المعنى، يعني أن الإنجيل كتاب إلهي نزل من السماء، ليس كتابا فيه سيرة المسيح ولا كلام المسيح عليه السلام..


فالعجب للنصارى، يقولون بأن التوراة كتاب إلهي فيه سيرة المسيح ولا يعترفون بأن الإنجيل كتاب نزل من السماء.. بل هو مثل إنجيل لوقا، عبارة عن رسالة من لوقا إلى شخص اسمه "ثاوفليس". لم ينزل من السماء ولا هو كلام الله عز وجل..


وكذلك الثناء على الإنجيل في القرآن ووصفه ليس موجودا في أناجيل العهد الجديد.. كما في الآيات التالية:
قال تعالى:
{الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [آل عمران : 2] {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ (4)} [آل عمران :3،4]


{ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} [آل عمران : 48]


{وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين} [المائدة : 46]


وقد جمع القرآن الثلاثة الأماكن التي نزلت فيها الكتب السماوية الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن في سورة التين:
قال تعالى:
{والتين والزيتون (1) وطور سينين (2) وهذا البلد الأمين (3)} [التين : 1-3]
فالتين والزيتون لأنهما من ثمار فلسطين حيث نزل الإنجيل. وطور سينين حيث نزلت التوراة، والبلد الأمين مكة حيث نزل القرآن..


وهي نفسها بشارة في سفر التثنية، ذكر فيها سيناء وفلسطين ومكة.
سفر التثنية اصحاح 33:
2 فقال:"جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلالا من جبل فاران واتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم.
وفاران كما أثبت بعض الباحثين هي مكة.