يقول العلم الحديث بأن الكون فيه حوالي
200 مليار مجرة
وفي المجرة
100 مليار نجم
ويبلغ قطر مجرة درب التبانة التي نعيش فيها حوالي 100,000 سنة ضوئيّة
الشمس التي هي نجم واحد من مليارات النجوم يبلغ قطرها حوالي 1,392,684 كيلومتر، وهو ما يعادل 109 أضعاف قطر الأرض ،
الأرض التي نعيش عليها كحلقة صغيرة في صحراء واسعة بالنسبة للكون.
فأين يكون الإنسان من هذه المخلوقات العظيمة؟
شيء لا يذكر.
ولكن الله عز وجل لم يقل لأي مخلوق من هذه المخلوقات العظيمة:
.
{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر : 60]
ولم ينزل سبحانه في الثلث الأخير من الليل لهذه المخلوقات الكبيرة ولكن نزل للإنسان.
ولم يخلق هذه المخلوقات الضخمة بيده ولم ينفخ فيها من روحه ولكن فعل هذا مع الإنسان.
ولم يسجد الملائكة لهذه المخلوقات العظيمة ولكن أسجدها للإنسان.
وسخر للإنسان هذه المخلوقات العظيمة. فسخر له الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار... وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه. فالشمس هذه مسخرة للإنسان وكذلك القمر وكذلك النجوم.
كما قال تعالى:
{وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} [النحل : 12]
وقال تعالى:
{وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الجاثية : 13]
ولم يشرف أي مخلوق من هذه المخلوقات الكبيرة بتلاوة كلامه سبحانه ،الذي خرج منه سبحانه وقاله عز وجل، وحفظه وتعلم قراءته وتجويده وتعلم تفسيره وعلوم كتابه وعمل مسابقات لحفظ كلامه . ولكن هذا شرف للإنسان فقط..
ولم نسمع أن هذه المخلوقات غير الإنسان يعمل جمعيات وكتاتيب ودور لتحفيظ كلامه سبحانه وتعالى وتعلم تفسيره.. ولكن هذا للإنسان فقط.
ولم يقل الله عز وجل لغير الإنسان من هذه المخلوقات العظيمة:
وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.
فلم يذكر الله عز وجل أي شي من هذه المخلوقات العظيمة في نفسه سبحانه وفي ملأ، ولكن ذكر الإنسان، أنا وأنت.. ولم يتقرب الله عز وجل إلى هذه المخلوقات التي لا يساوي الإنسان فيها بحجمه الصغير أي شيء منها. ولم ياتيها الله عز وجل هرولة وهو رب العالمين الملك، ملك الملوك الخالق الذي خلق كل شيء، الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، الذي له ملك السماوات والأرض.. إلا هذا الإنسان الصغير الحجم..
من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت من باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة.
ولم يباه الله عز وجل الملائكة بأحد من مخلوقاته إلا الإنسان كما في يوم عرفة وغيره.
ولم يقل الله عز وجل لأي مخلوق أنه يحبه، كما قال للإنسان:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
ولم يشرف الله عز وجل أحدا من مخلوقاته غير الإنسان بعبادات وتشريعات مثل قيام الليل وتراويح رمضان والصيام والزكاة والحج وغيرها مما فيه تضحية له سبحانه وتعالى..
يقول تعالى :
{ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} [الإسراء : 70]
فلم يعط الله عز وجل أحدا من مخلوقاته نعمة العقل الذي يخترع ويكتشف ويبتكر ويصنع غير الإنسان..
فلم نسمع عن مخلوق غير الإنسان يصطاد صيدا ثم يجعله أنواعا مسلوقة ومشوية ومقلية ومخلية، ولا اي مخلوق عنده مصنع أو مطبخ أو معمل، يأتي بمواد خام ثم يصنع منتجا ما.. ويطبخه بالسمن والزيت ويضع عليه توابل ويعمل من الحبوب اشهى المأكولات.. ويفتح متجرا يبيع فيه أنواع الطعام المختلفة والمواد الغذائية او يفتح مطعما يبيع فيه الماكولات المختلفة... أو يصنع أدوية ويفتح صيدلية يبيع فيها هذه الأدوية.. ولكن الإنسان فقط هو الذي جعل الله عز وجل له العقل..
المفضلات