عاشوراء .. الذي أمر الله بني إسرائيل بحفظه .. فضيعه اليهود وحفظه المسلمون

"نحن أولى بموسى منهم"

روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه
"أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ وجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي عَاشُورَاءَ فقالوا : هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وهو يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فيه مُوسَى، وأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقالَ أَنَا أَوْلَى بمُوسَى منهمْ فَصَامَهُ وأَمَرَ بصِيَامِهِ

نجد في أسفار التوراة التي بين يدي اليهود اليوم أن الله عز وجل يأمر بني إسرائيل بحفظ اليوم العاشر من الشهر الأول ويؤكد لهم على فضل هذا اليوم العظيم
ونجد في الأصحاح 12 و 13 من سفر الخروج النصوص التالية :

1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا:
2 «هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ.
3 كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ
14 وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً
17 لأَنِّي فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُكم جميعاً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَتَحْفَظُونَ هذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً
25 وَيَكُونُ حِينَ تَدْخُلُونَ الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ كَمَا تَكَلَّمَ، أَنَّكُمْ تَحْفَظُونَ هذِهِ الْعبادةَ.
42 هِيَ لَيْلَةٌ تُحْفَظُ لِلرَّبِّ لإِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. هذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ لِلرَّبِّ. تُحْفَظُ مِنْ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَجْيَالِهِمْ.
وَلِلنَّزِيلِ النَّازِلِ بَيْنَكُمْ».
50 فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هكَذَا فَعَلُوا.
51 وَكَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِجميع عشائرهِمْ

وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «اذْكُرُوا هذَا الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ

اَلْيَوْمَ أَنْتُمْ خَارِجُونَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ

وَتُخْبِرُ ابْنَكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلًا: مِنْ أَجْلِ مَا صَنَعَ إِلَيَّ الرَّبُّ حِينَ أَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرَ.

وَيَكُونُ لَكَ عَلاَمَةً ... وَتَذْكَارًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ، لِكَيْ تَكُونَ شَرِيعَةُ الرَّبِّ فِي فَمِكَ. لأَنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكَ الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ.

فَتَحْفَظُ هذِهِ الْفَرِيضَةَ فِي وَقْتِهَا مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ.

وَيَكُونُ مَتَى سَأَلَكَ ابْنُكَ غَدًا قَائِلًا: مَا هذَا؟ تَقُولُ لَهُ: بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ

________________________

فهل حفظ اليهود وصية الله بهذا اليوم المبارك ؟

لا

لقد تلاعب اليهود بالشهور وبدلوا أيام الله المباركة... وبدأوا منذ القرن الرابع الميلادي وما بعده يقومون ب"النسيء" وهو زيادة بعض الأيام على الشهور القمرية لتتماشى السنة القمرية مع السنة الشمسية التي كان يشيع استخدامها عند الرومان .. ثم لاحقا بدلوا ترتيب الشهور نفسها فجعلوا شهر تشري هو الشهر الأول بدلا من شهر أبيب وذلك تشبها بالأمم الوثنية التي عاشوا معها خلال فترة السبي البابلي
وبدأوا كذلك يتبعون طريقة حسابية لتثبيت بدايات الشهور القمرية بدلا من الاعتماد على رؤية الهلال.
وجعلوا بداية العام تكون ثابتة في فصل الربيع وأحيانا يزيدون على سنة من السنوات شهرا كاملا ليتم لهم ذلك !! رغم أن السنة القمرية لا تثبت شهورها مع فصول مناخية بعينها وإنما تتغير كل عام

وهكذا ضيع اليهود اليوم المبارك الذي نجا الله فيه المؤمنين مع موسى عليه السلام وأغرق فرعون وقومه

بينما لا يزال إلى يومنا هذا أهل الإسلام أتباع الأنبياء والمرسلين يحفظون اليوم العاشر من الشهر الأول من كل سنة قمرية يوما لله لا ينسونه ولا يبدلونه والحمدلله رب العالمين

.
.
.
.
.

عصام بركه