قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامةُ الخيرِ، قال صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقه في الدين» رواه البخاري؛ وذلك لأنَّ التفقُّهَ في الدين يحصلُ به العلمُ النافعُ الذي يقوم عليه العملُ الصالحُ.. قال تعالى: [هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ] الفتح / ٢٨، فالهدى هو: العلم النافع، ودين الحقِّ هو : العملُ الصالحُ.

وقد أمر اللهُ سبحانه نبيهَّ صلى الله عليه وسلم أن يسألهُ الزيادة من العلم: قال تعالى [ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا] طه / ١١٤
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: وقوله عزَّ وجل: [وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا] واضحُ الدلالةِ في فضل العلم؛ لأن الله لم يأمرْ نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيءٍ إلاَّ من العلم. فتح الباري ١ / ١٨٧

وقد سمَّ النبي صلى الله عليه وسلم المجالس التي يُتَعَلَّمُ فيها العلمُ النافعُ بـ « رياضِ الجنَّةِ »، وأَخبر أنَّ العلماء هم ورثةُ الأنبياء.
ولا شك أنَّ الإنسانَ قبل أن يُقدِم على أداء عملٍ ما، لا بدَّ أن يعرف الطريقةَ التي يؤدِّي بها ذلك العملَ على وجههَ الصحيح؛ حتى يكون هذا العمل صحيحاً، مؤدِّياً لنتيجتِه التي تُرجئ من ورائه، فكيف يُقدِم الإنسانُ على عبادة ربه – التي تتوقَّفُ عليها نجاتُه من النار ودخولُه الجنةَ – كيف يُقدم على ذلك بدون علمٍ؟! انتهى

[ المخلص الفقهي: ص٧ – ص٨ ]