هل شهد القرآن بصحة الكتب السابقه؟!
من الشُبهْ التي اعتاد النصارى تكرارها كثيراً وأوقعوا بسببها كثيرا من البسطاء، القول بأن القرآن شهد بصحة أناجيلهم، وأنها كتب منزلة من عند الله سبحانه، واستشهدوا على قولهم هذا بآيات من القرآن، منها:
1_أمر الله بالتحاكم إليه كما في قوله: { وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه }
2_ومنها: وصف القرآن للإنجيل بأنه كتاب هدى ونور وموعظة للمؤمنين، كما قال تعالى: { وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين } ( المائدة:46)
3_ومنها: بيان القرآن أن العمل بالإنجيل سبب السعادة في الدنيا والآخرة، كما في قوله: { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } (المائدة:66)،
4_ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل ادّعوا أن الله أمر نبيه محمداً أن يجعل الإنجيل مرجعاً له، كما في قوله: { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك } (يونس:94).


والرد على هذه الشبهة اجمالا: أننا أمرنا أن نؤمن بأن الله أنزل كتبا قبل القرآن مثل التوراة والإنجيل والزبور وأمرنا أيضا أن نؤمن بأن أهلها حرفوها وبدلوا فيها وحذفوا منها الإخبار عن نبينا محمدﷺ كما قال الله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) والضمير في (يعرفونه) عائد للرسول ﷺ فالله تعالى عندما يمدح الانجيل مثلا في قوله (وقفينا على آثرهم بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور) فهو يمدح الانجيل الذي أنزله على سيدنا عيسى وليس الأناجيل الأربعه الموجوده اليوم لأنها كتبت بعد سيدنا عيسى بقرون وعلى يد اشخاص لم يرو المسيح أما الانجيل الأصلي المنزل على سيدنا عيسى فهو غير موجود ولا يؤمن به النصارى وبالمثل فأن الله يثني على التوراه التي نزلها على سيدنا موسى أما التوراه المتداولة حاليا فقام بكتابتها أكثر من كاتب في أزمنه مختلفه بعد موت سيدنا موسى...


الرد على استشهادهم ببعض الايات من القرآن الكريم لإثبات أن الكتاب المقدس لم يحرف:
1_يدعون أن القران يطلب من أهل الانجيل الحكم بالكتاب! معنى هذا انه لم يحرف!
وذلك في قوله تعالى :(وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)
الرد في (مختصر ابن كثير) للصابوني :
(وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) قرئ (وَلْيَحْكُمْ) أي وآتيناه الإنجيل ليحكم أهل ملته به في زمانهم وقرئ (وَلْيَحْكُمْ) بالجزم على أن اللام لام الأمر أي: بيؤمنوا بجميع ما فيه، وليقيموا ما أمرو به فيه وبما فيه من البشاره ببعثة محمد ﷺ والأمر بإتباعه وتصديقه كما قال تعالى ( قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم) وتفسير هذه الآيه أن الله يقول : قل يا محمد: ( يا أهل الكتاب لستم على شئ) أي: من الدين (حتى تقيموا التوراة والإنجيل) أي: تؤمنوا بكل ما فيها بما في ذلك الإيمان بمحمد ﷺ واتباعه والإقتداء بشريعته (وما أنزل إليكم من ربكم) يعني القران الكريم فهل يؤمن النصارى بالقرآن الكريم حتى يحتجوا بهذه الآيه؟


2_يدعون أن القرآن يطلب من النبي الاستشهاد بالكتاب المقدس مما يعني عدم تحريفه حتى ظهور الإسلام!
كما قال تعالى (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)
والرد:
أ_بقية الآيه الكريمة التي لا يأتون بها كامله عند استشهادهم (لقد جاءك الحق من ربك) وهذا رد كافٍ.
ب_ هل لو كان الرسول ﷺ قد افترى هذا القرآن، هل كان سيقول هذا في القرآن؟
ج_في اللغه يتم استخدام آلة الشرط (إن) في حالة بُعد الإحتمال كما ف الآيه ، ويتم استخدام (إذا) في حالة قرب الاحتمال.

د_في التفسير الميسر: فإن كنت أيها الرسول في ريب من حقيقة ما أخبرناك به فأسأل الذين يقرئون الكتاب من قبلك من أهل الصدق والإيمان مما عاصروك وآمنوا بك من أهل التوراة والإنجيل كعبدالله ابن سلام الذي كان يهوديا وأسلم، فإن ذلك ثابت في كتبهم، لقد جائك الحق اليقين من ربك بأنك رسول الله، وأن هؤلاء اليهود والنصارى يعلمون صحة ذلك، ويجدون صفتك في كتبهم، لكنهم ينكرون ذلك مع علمهم به، فلا تكون من الشاكين في صحة ذلك وحقيقته، وشك الرسول ﷺ هنا شرط والشرط لا يقتضي وقوعه ولذلك جاء عن الرسول ﷺ انه قال (لا أشك ولا أسأل)


وبهذا نكون قد بينا كذبهم وبهتانهم على القران الكريم وأرجو منكم نشر البوست لان هذه الشبهة مشهورة جدااا وقد تضلل كثيرا من عوام المسلمين.