ثالثا : تدليس المنصر حينما استشهد برواية ضعيفة من جمهرة خطب العرب .
استشهد المنصر برواية بلا سند من كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة فيها اعتراف اسماء رضي الله عنها لابنها عبد الله رضي الله عنه بانه ولد من نكاح المتعة و هذا الاستشهاد بحد ذاته يعتبر فضيحة علمية للمنصر اذ ان هذا الكتاب الف في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي / نهاية القرن الثالث عشر الهجري و كما قلنا فان الرواية في الكتاب مذكورة بلا سند .

و لا عجب في التجاء المنصر لهذه الرواية من هذا الكتاب المتاخر اذ انه تفادى ان ياتي بالرواية من مصدرها الاساسي خوفا من اظهار السند ، و هذا من تدليس النصراني . فاصل الرواية هو ما رواه البلاذري في كتابه انساب الاشراف الجزء الاول :
(( حدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده، وعن أبي مخنف وعوانة قالوا: قال عبد الله بن الزبير يوما وهو على منبر مكة وابن عباس حاضر: إن هاهنا رجلا أعمى الله قلبه كما أعمى بصره، يزعم أن متعة النساء حلال من الله ورسوله، يفتي في القملة والنملة وقد حمل ما في بيت مال البصرة وترك أهلها يرضخون النوى، وكيف يلام على ذلك وقد قاتل أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وقاه بيده، يعني طلحة، فقال ابن عباس لقائده - يقال انه سعيد بن جبير مولى بني أسد بن خزيمة - : استقبل بي ابن الزبير، ثم حسر عن ذراعيه فقال: يا بن الزبير:إنا إذا ما فئة نلقاها ... نرد أولاها على أخراها
حتى يصير ضرعا دعواها ... قد أنصف القارة من راماها .... ))

اقول : هذه الرواية ضعيفة و لا تصح حتى يلج الجمل في سم الخياط فاسنادها مثخن بالعلل !!!
1. عباس بن هشام الكلبي مجهول لا ترجمة له في اي من كتب الرجال .

2. هشام بن محمد الكلبي المعروف بابن الكلبي ضعيف .
نقرا من ترجمته في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزد الثامن الطبقة العاشرة :
((العَلاَّمَةُ الأَخْبَارِيُّ النَّسَّابَةُ الأَوْحَدُ أَبُو المُنْذِرِ هِشَامُ بن الأَخْبَارِيِّ البَاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ بنِ بِشْرٍ الكَلْبِيُّ الكُوْفِيُّ الشِّيْعِيُّ أَحَدُ المَتْرُوْكِيْنَ كَأَبِيْهِ.
رَوَى عَنْ أَبِيْهِ كَثِيْراً. وَعَنْ: مُجَالِدٍ وَأَبِي مِخْنَفٍ لُوْطٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ العَبَّاسُ وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَابْنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ العِجْلِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ سَمَرٍ وَنَسَبٍ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: رَافِضِيٌّ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَدِ اتُّهِمَ فِي قَوْلِهِ: حَفِظْتُ القُرْآنَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. وَكَذَا قَوْلِهُ: نَسِيْتُ مَا لَمْ يَنْسَ أَحَدٌ:
قَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي وَالمِرْآةُ بِيَدِي لأَقُصَّ ما فضل عن القبض، فَنَسِيْتُ وَقَصَّيْتُ مِنْ فَوقِ القَبْضَةِ ))

3. محمد بن السائب الكلبي الكذاب مجمع على ضعفه .
نقرا من كتاب المجروحين لابن حبان باب الميم
((خبرنا عبد الملك بن محمد ، قَالَ : حدثنا عمر بن شبه ، قَالَ : حدثنا أبو عاصم ، قَالَ لي سفيان الثوري ، قَالَ : قَالَ لي الكلبي ما سمعته مني عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، فهو كذب.
أخبرنا الثقفي ، قَالَ : سمعت عباس بن محمد ، قَالَ : سمعت يحيى بن معين ، يقول : " الكلبي ليس بشيء ".
أخبرنا عبد الملك بن محمد ، قَالَ : حدثنا علي بن المديني ، قَالَ : يحيى بن سعيد القطان ، عن سفيان ، قَالَ : قَالَ لي الكلبي : قَالَ لي أبو صالح : كل ما حدثتك فهو كذب.
قَالَ أبو حاتم : الكلبي هذا مذهبه في الدين ، ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه.
يروي عن أبي صالح ، عن ابن عباس التفسير ، وأبو صالح لم ير ابن عباس ، ولا سمع منه شيئا ، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف ، فجعل لما احتيج إليه تخرج له الأرض أفلاذ كبدها. لا يحل ذكره في الكتب ، فكيف الاحتجاج به.))

4. ابو مخنف لوط بن يحيى اخباري متروك .
نقرامن سير اعلام النلاء للامام الذهبي رحمه الله الطبقة السابعة :
((لُوْطُ بنُ يَحْيَى الكُوْفِيُّ، صَاحِبُ تَصَانِيْفٍ وَتَوَارِيْخٍ.
رَوَى عَنْ: جَابِرٍ الجُعْفِيِّ، وَمُجَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَصَقْعَبِ بنِ زُهَيْرٍ، وَطَائِفَةٍ مِنَ المجهولين.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَخْبَارِيٌّ ضَعِيْفٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ مِنْ بَابَةِ سَيْفِ بنِ عُمَرَ التَّمِيْمِيِّ، صَاحِبِ "الرِّدَّةِ"، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عياش المنتوف، وعوانة بن الحكم ))

5. عوانة بن الحكم ضعيف و متهم بالوضع .
نقرا من لسان الميزان لابن حجر رحمه الله باب العين المهملة :
(([5890 - (ز): عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض الأخباري المشهور الكوفي.]
يقال: كان أبوه عبدا خياطا , وأمه أمة وهو كثير الرواية عن التابعين قل أن روى حديثا مسندا وأكثر المدائني عنه.
وقد روى، عَن عَبد الله بن المعتز عن الحسن بن عليل العنزي - عن عوانة بن الحكم - أنه كان عثمانيا فكان يضع الأخبار لبني أمية.
مات سنة 158.))

6. الانقطاع بين عوانة و ابي مخنف و الكلبي من جهة و بين ابن عباس و ابن الزبير رضي الله عنهما .

و المضحك ثقة المنصر الزائفة في نفسه
اقتباس
لنرى مرجع هديه لكل المسلمين وكلام موجع جدا جدا تعليقا على ما سبق
لا اجد ردا بعد ان ذكرت ما ذكرت افضل من ان اقول : هذه بضاعتكم ردت اليكم !!

يتبع