بسم الله الرحمن الرحيم

نسب الى النبي صلى الله عليه وسلم وصفه للسماء بانه موج مكفوف و هذا حديث باطل لا يصح مرفوعا .

وقد روي عنه هذا بطريقين :
1. طريق ابو هريرة رضي الله عنه
2. طريق ابن عباس رضي الله عنه

اولا : طريق ابو هريرة رضي الله عنه :

روي عنه بطريقين لا يخلوان من علل :

الرواية الاولى :
نقرا من مسند الامام احمد مسند المكثرين من الصحابة مسند ابي هريرة رضي الله عنه
8828 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " الْعَنَانُ، وَرَوَايَا الْأَرْضِ، يَسُوقُهُ اللهُ إِلَى مَنْ لَا يَشْكُرُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَا يَدْعُونَهُ (1) ، أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ فَوْقَكُمْ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " الرَّقِيعُ، مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ "، ثُمَّ قَالَ ....

التحقيق : الرواية ضعيفة لعلتين :
1. الحكم بن عبد الملك ضعيف
نقرا من تهذيب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء الثاني باب الحاء :
(( 754- "بخ ت ص ق – الحكم" بن عبد الملك القرشي البصري نزل الكوفة .... قال الدوري عن بن معين ضعيف ليس بثقة وليس بشيء وقال بن الجنيد وغيره عن يحيى ضعيف الحديث وكذا قال بن خراش وقال أبو حاتم مضطرب الحديث وليس بقوي وقال أبو داود منكر الحديث وقال النسائي ليس بالقوي وقال بن عدي الأحاديث التي أمليتها للحكم عن قتادة منه ما يتابعه عليه الثقات ومنه ما لا يتابعه وله غير ما ذكرت ولا أعلمه يروي عن غير قتادة إلا اليسير قلت وقال العقيلي روى أحاديث لا يتابع عليها منها لما قرب من مكة قال إن أبا سفيان قريب منكم فاحذروه الحديث ومنها أمن الناس إلا أربعة وفي حديثه عن قتادة عن عطاء عن أبي هريرة من كتم علما ليس بمحفوظ عن قتادة وقال بن حبان ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه وقال يعقوب بن شيبة ضعيف الحديث جدا له أحاديث مناكير وقال أبو بكر البزار ليس بقوي وقال العجلي ثقة روى عن قتادة ما أدري أهو بصري أو كوفي.))

2. الانقطاع بين الحسن البصري و بين ابي هريرة رضي الله عنه .

الرواية الثانية
سنن الترمذي كتاب تفسير القران باب سورة الحديد
3298 - حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، وَالمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ الحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ وَأَصْحَابُهُ إِذْ أَتَى عَلَيْهِمْ سَحَابٌ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «§هَذَا العَنَانُ هَذِهِ رَوَايَا الأَرْضِ يَسُوقُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْكُرُونَهُ وَلَا يَدْعُونَهُ» ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَكُمْ»؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهَا الرَّقِيعُ، سَقْفٌ مَحْفُوظٌ، وَمَوْجٌ مَكْفُوفٌ»، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: .....

التحقيق : الرواية ضعيفة لعلة :
الانقطاع بين الحسن البصري و بين ابي هريرة رضي الله عنه .

وقد حكم على هذه الرواية بالضعف الشيخ احمد شاكر في تحقيقه لسنن الترمذي حيث قال في الهامش :
(( ضعيف))

و حكم عليها بالضعف الامام الالباني رحمه الله في صحيح و ضعيف سنن الترمذي الحديث رقم 3298 وقال :
((ضعيف ظلال الجنة (578) // ضعيف الجامع الصغير (6094) ، المشكاة (5735)))

وقد ضعف جمع من اهل العلم حديث ابي هريرة رضي الله عنه :
ضعف الحديث الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد و منبع الفوائد كتاب التفسير سورة المجادلة :
((رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ضَعِيفٌ. ))

وضعفه الشيخ شعيب الازنؤوط رحمه الله في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله وقال :
(((4) إسناده ضعيف، الحكم بن عبد الملك مجمع على تضعيفه، وقتادة مدلس ولم يصرح بسماعه من الحسن البصري، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. سريج: هو ابن النعمان الجوهري.وأخرجه الترمذي (3298) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 399-400 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، وابن أبي عاصم في "السنة" (578) من طريق أبي جعفر الرازي، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة، وأبو جعفر الرازي سيىء الحفظ، وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه وفي الباب عن العباس بن عبد المطلب، سلف برقم (1770) ، وسنده ضعيف جداً. وعن أبي ذر مختصراً عند البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 401، وإسناده ضعيف لانقطاعه وضعف أحد رواته. قال السندي: العَنان: هو بالفتح: السحاب، جمع عَنَانة.))

وضعفه ابن الجوزي رحمه الله في العلل المتناهية الجزء الاول كتاب التوحيد :
(( هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقِيلَ لَهُ مِنْ أَيْنَ تُحَدِّثُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ فَقَالَ مِنْ كِتَابٍ عِنْدَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَجُلٍ وَكَانَ الْحَسَنُ يَرْوِي عَنِ الضُّعَفَاءِ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ.
قَالَ أَحْمَدُ: بْنُ حَنْبَلٍ أَبُو جَعْفَرٍ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ يَرْوِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عن الأحنف ابن قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الأَرْضِ السَّابِعَةِ لَقَدِمَ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثم تلى {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ".))

وضعف الحديث الجورقاني في كتابه الاباطيل و المناكير كتاب الايمان باب في اثبات فوق :
((هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَلَهُ عِلَّةٌ تَخْفَى عَلَى مَنْ لَمْ يَتَبَحَّرْ، فَمَنْ تَأَمَّلَ هَذَا الْحَدِيثَ، وَاعْتَبَرَ أَقْوَالَ رُوَاتِهِ، يَحْكُمُ عَلَيْهِ بِالصِّحَّةِ لِأَمَانَتِهِمْ وَعَدَالَتِهِمْ، وَالْعِلَّةُ فِيهِ إِرْسَالُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا، وَلَا يَعْلَمُ بِإِرْسَالِ الْحَسَنِ إِلَّا الْمُتَبَحِّرُونَ.
قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ: سَمِعَ الْحَسَنُ مِنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَابْنِ مُغَفِّلٍ، وَعَمْرِو بْنِ تَغْلَبَ، وَلَمْ يَصِحَّ لَهُ السَّمَاعُ مِنْ جُنْدَبٍ، وَلَا مِنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وَلَا مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَلَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ أَيُّوبُ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِيُونُسَ: أَسَمِعَ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، وَلَا حَرْفًا.
وَقَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: «لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
وَقَالَ نُعَيْمٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُسَاوِرٍ الوَرَّاقِ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: عَمَّنْ تُحَدِّثُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ؟ قَالَ: عَنْ كِتَابٍ عِنْدَنَا، سَمِعْتُهُ مِنْ رَجُلٍ ))

وضعف الحديث الامام البيهقي رحمه الله نفسه بعد ان اخرج الحديث في كتابه الاسماء و الصفات باب ما جاء في العرش و الكرسي :
(( وَفِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انْقِطَاعٌ، وَلَا ثَبَتَ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آَخَرٍ مُنْقَطِعٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا ))


ثانيا: طريق ابن ابن عباس رضي الله عنه .

نقرا من تفسير بن كثير رحمه الله ، سورة الانبياء :
((وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أشعث - يعني ابن إسحاق القمي - عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال رجل : يا رسول الله ، ما هذه السماء ، قال : " موج مكفوف عنكم " إسناد غريب .))

التحقيق : الرواية ضعيفة لعلة :
جعفر بن ابي المغيرة لا تصح روايته عن سعيد بن جبير رحمه الله .

نقرا في ميزان الاعتدال حرف الجيم :
(( [1536 - جعفر بن أبي المغيرة [د، ت، س] القمى.]
صاحب سعيد بن جبير. رأى ابن عمر، وكان صدوقا. روى عنه يعقوب القمى، ومندل بن علي، وجماعة.
وذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت، قال ابن مندة: ليس هو بالقوى في سعيد بن جبير.
قلت: روى هشيم عن مطرف، عنه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: وسع كرسيه السموات والأرض - قال: علمه.
قال ابن مندة: لم يتابع عليه.
قلت: قد روى عمار الدهنى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كرسيه موضع قدمه. والعرش لا يقدر قدره.))

و نقرا في علل الحديث لابن ابي حاتم الجزء الثاني باب بيان علل اخبار رويت في الطهارة :
(( 224 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ الأشعَرِيُّ ،عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن لنبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا صلَّى المَغْرِبَ، صلَّى ركعتَيْنِ يُطِيلُهما حتَّى يَصَّدَّعَ أهلُ المَسْجِد؟
قَالَ أَبِي: حُكِيَ عَنْ يعقوبَ الأشعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : هذه الأحاديثُ التي أحدِّثُكُمْ بِهِ عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ ، كلُّها عن ابن عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ فإنْ كَانَ هَذَا الَّذِي حُكِيَ حَقًّ ، فَهُوَ صَحيحٌ، وَإِنْ لَمْ يكنْ حَقًّ ، فَهُوَ عَنْ سعيدٍ قولَهُ .وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا عِندي: عَنْ سَعِيدٍ قولَهُ؛ لأَنَّهُ مُحالٌ أنْ يَكُونَ هَذِهِ الأحاديثُ كلُّها عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ،قَرِيبٌ مِنْ أربعينَ حَديثًا أَوْ أكثَرَ.))

و هذا الحديث لا يصح مرفوعا بحال من الاحوال و انما هو موقوف على ابي الجلد الاسدي رحمه الله و هو من الاسرائيليات التي تلقفها ابن عباس رضي الله عنه عن ابي الجلد .
نقرا من كتاب العلل و معرفة الرجال للامام احمد برواية ابنه عبد الله الجزء الاول :
(( 201 - حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا سيار قَالَ حَدثنَا جَعْفَر قَالَ حَدثنَا أَبُو عمرَان الْجونِي عَن أبي الْجلد قَالَ حَدثنِي بن عَبَّاس فِي دَاره سنتَيْن يسألني وسألني عَن السَّمَاء مَا هِيَ فَقلت موج مكفوف قَالَ أبي أَبُو الْجلد اسْمه جيلان بن فَرْوَة ))

وقد رجح وقف الحديث الدكتور حكمت ياسين في تحقيقه لتفسير ابن كثير رحمه الله الجزء الخامس الصفحة 331 وقال :
(( وقفه اصح و لعل جعفر رفعه لانه يهم و لهذا استغرب سنده الحافظ بن كثير ))



هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم