ثانيا : الدعاء على الكفار و لعب دور المحب المظلوم !!!

استشهد المنصر بما ياتي من شرح النووي لصحيح مسلم
((وَحَوِّلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُ كان ساكنوا الجحفة في ذلك الْوَقْتِ يَهُودًا فَفِيهِ دَلِيلٌ لِلدُّعَاءِ عَلَى الْكُفَّارِ بِالْأَمْرَاضِ وَالْأَسْقَامِ وَالْهَلَاكِ وَفِيهِ الدُّعَاءُ لِلْمُسْلِمِينَ بِالصِّحَّةِ وَطِيبِ بِلَادِهِمْ وَالْبَرَكَةِ فِيهَا وَكَشْفِ الضُّرِّ وَالشَّدَائِدِ عَنْهُمْ وَهَذَا مَذْهَبُ الْعُلَمَاءِ كَافَّةً قَالَ الْقَاضِي وَهَذَا خِلَافُ قَوْلِ بَعْضِ الْمُتَصَوِّفَةِ إِنَّ الدُّعَاءَ قَدْحٌ فِي التَّوَكُّلِ وَالرِّضَا وَأَنَّهُ يَنْبَغِي تَرْكُهُ وَخِلَافُ قَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ إنَّهُ لَا فَائِدَةَ فِي الدُّعَاءِ مَعَ سَبْقِ الْقَدَرِ وَمَذْهَبُ الْعُلَمَاءِ كَافَّةً أَنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ وَلَا يُسْتَجَابُ مِنْهُ إِلَّا مَا سَبَقَ بِهِ الْقَدَرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ نُبُوَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ الْجُحْفَةَ مِنْ يَوْمِئِذٍ مُجْتَنَبَةٌ وَلَا يَشْرَبُ أَحَدٌ مِنْ مائها الاحم ))

اولا : فهم الجويهل من قول النووي رحمه الله " هذا مذهب العلماء كافة " انها راجعة الى الدعاء على الكفار بالشدائد بينما الحقيقة ان مذهب العلماء كافة هنا هو مشروعية الدعاء برفع البلاء وقت الشدة و ان هذا لا يخالف الايمان بالقضاء و القدر و لا يخالف التوكل
.
و لذلك نقل قول القاضي عياض رحمه الله في ان الدعاء عبادة مستقلة و لا يستجاب منه الا ما سبق القدر .

ثانيا : اراد المنصر الكذوب ان يقرر ان الدعاء على جميع الكفار مشروع دائما بينما الحق انه مخصوص بفئة معينة و في حالات خاصة .
نقرا من صحيح البخاري كتاب الجهاد و السير باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتالفهم
((2808 حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَدِمَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ ، عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ وَأَبَتْ ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا ، فَقِيلَ : هَلَكَتْ دَوْسٌ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ ))

قال بن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري :
(((قَوْلُهُ بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ بِالْهُدَى لِيَتَأَلَّفَهُمْ)
ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قُدُومِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَهُوَ ظَاهِرٌ فِيمَا تَرْجَمَ لَهُ وَقَوْلُهُ لِيَتَأَلَّفَهُمْ مِنْ تَفَقُّهِ الْمُصَنِّفَ إِشَارَةً مِنْهُ إِلَى الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَقَامَيْنِ وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ تَارَةً يَدْعُو عَلَيْهِمْ وَتَارَةً يَدْعُو لَهُمْ فَالْحَالَةُ الْأُولَى حَيْثُ تَشْتَدُّ شَوْكَتُهُمْ وَيَكْثُرُ أَذَاهُمْ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْأَحَادِيثِ الَّتِي قَبْلَ هَذَا بِبَابٍ وَالْحَالَةُ الثَّانِيَةُ حَيْثُ تُؤْمَنُ غَائِلَتُهُمْ وَيُرْجَى تَأَلُّفُهُمْ كَمَا فِي قِصَّةِ دَوْسٍ ))

و نقرا من التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن :
((كان نبينا - عليهما أفضل الصلاة والسلام - يحب دخول الناس في الإسلام فكان لا يعجل بالدعاء (عليهم) مادام يطمع في إجابتهم إلى الإسلام بل كان يدعو لمن يرجو منه الإنابة، ومن لا يرجوه ويخشى ضره وشوكته، يدعو عليه كما دعا عليهم بسنين كسني يوسف، ودعا على صناديد قريش لكثرة أذاهم وعداوتهم، فأجيبت دعوته (فيهم) فقتلوا ببدر كما أسلم كثيرٌ ممن (دعا) له بالهدى ))

نقرا الان النصوص الجميلة من الكتاب المقدس التي تتضمن الدعاء و اللعن ليس على الكفار و رجالهم بل على اطفال و الحتى الشجر

نقرا من سفر الملوك الثاني الاصحاح الثاني :
((23 ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: «اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!».
24 فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ، فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَدًا.
25 وَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَمِنْ هُنَاكَ رَجَعَ إِلَى السَّامِرَةِ. ))

و نقرا من انجيل مرقس الاصحاح 11:
((12 وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ،
13 فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.
14 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون.....
20 وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ،
21 فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي، انْظُرْ! اَلتِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!»
22 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ : «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ.
23 لأَنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ. ))

يا سلام على المحبة !!!!

لنقرا كيف كان اباء الكنيسة يبادلون اليهود طقوس المحبة !!!نقرا من The Persecution of the Jews in the Roman Empire (300-428) الصفحة 38-39 للكاتب James Everett Seaver
(( Athanasius, the orthodox Alexandrine bishop, has some hard things to say of the Jews. In his Oratio de incarnatione verbi he claims that the Jews mock the faith of the Christians and scoff at the true prophecies of the incarnation."112 St. Basil also had little use for Jews. In his Homily XXIV he says: "The Jews fight with the pagans, but both combat the Christians, just as the Assyrians and others were enemies to the ancient Israel. We Christians thus should avoid the blasphemy of the Jews who slaughtered God's Son, fearing contamination from them."113 In Basil's Commentary on Isaiah there are further anti-Jewish testimonies. The Jews tore out God's eyes when they nailed the Savior to the cross. Furthermore the Blood of the Son is upon them and upon their children forevermore."114 The Jews have been found out through their hardness of heart; they neither choose the path of life by good deeds nor alter their false ideas and believe in Christ.
.... In Chrysostom's discourses there is no sneer too mean or gibe too bitter to fling at the Jews. No text is too remote, no argument too caustic, or blasphemy too startling for him to employ. The only explanation for his bitterness is the very close fellowship between the Jews and Christians of Antioch."119 There is no suggestion that the Jews are immoral or vicious or that Christians were corrupted in morals or orthodoxy by contact with them. Only one contemporary event is related, apart from general denunciations against visiting synagogues at times of Jewish feast or fast. This is the case of the Christian woman who took an oath in the house of a Jew, because she believed a vow taken in the Jewish manner was more binding than any other. To Chrysostom's eyes the crime was not only the Jewish oath, but also the circumstance that a Christian woman had been taken into a Jewish house.120
There is no material in these sermons for a study of contemporary Jewish life, for events and beliefs of centuries earlier are quoted as if contemporary. Using Psalm XCVI, 37, he states that the Jews sacrificed their sons and daughters to devils; they outraged nature, and overthrew from their foundations the laws of relationship. They have become worse than wild beasts, and for no reason at all; with their own hands they murder their offspring to worship the avenging devils who are the foes of our life.121 The synagogues of the Jews are the homes of idolatry and devils, even though they have no images in them.122 They are worse than heathen circuses, and the very idea of going from a church to a synagogue is blasphemous; to attend the Jewish Passover is to insult Christ.123 To be with Jews on the very day when they murdered Jesus is to ensure that on the Day of Judgment He will say, "Depart from me! for you have had intercourse with my murderers."124 Some say that the synagogue is hallowed by the presence of the Bible, but one might just as well say that the temple of Dagon was hallowed by the ark. Actually the presence of the Bible makes the synagogues more detestable, for the Jews have introduced it not to honor God, but to insult and dishonor Him.125 The Jews do not worship God but devils, so that their feasts are Unclean.126 God hates them and indeed has always hated them; since their murder of Jesus He allows them no time for repentance.127 He concentrated all their worship in Jerusalem so that He might more easily destroy it."128 ......))

و لنسمع الان الكارثة و بقية كلام يوحنا ذهبي الفم و نصائح الحب التي يقدمها لاتباع الكنيسة
((
Since God hates the Jews, it is the duty of Christians to hate them, too. He who has no limits in his love of Christ must have no limits in his battle with those who hate Him. "I hate the Jews," Chrysostom exclaims, "for they have the Law and they insult it."130 ))
http://vlib.iue.it/carrie/texts/carr...aver/text.html

الله على المحبة الله عليك و على محبتك يا يوحنا ذهبي الفم اعطي هذه النصيحة لتلميذ الترمزي ليتعلم اصول المحبة !!!

ثالثا : ذكر بعض اهل العلم كالخطابي رحمه الله ان الجحفة كانت ماهولة باليهود و لكن هذا غير صحيح و لا دليل على هذا فالخطابي رحمه الله من القرن الرابع الهجري و ليس لكلامه سند يؤكد ان اليهود سكنوا الجحفة زمن النبي صلى الله عليه وسلم
.
بل الظاهر انها لم تكن ماهولة في ذلك الزمن حيث لم يذكر المؤرخون ان اليهود سكنوها

نقرا من معجم البلدان لياقوت الحموي الجزء الثاني باب الجيم و الخاء و ما يليها :
(( الجُحْفَةُ:
بالضم ثم السكون، والفاء: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمرّوا على المدينة، فإن مرّوا بالمدينة فميقاتهم ذو الحليفة، وكان اسمها مهيعة، وإنما سميت الجحفة لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام، وهي الآن خراب، وبينها وبين ساحل الجار نحو ثلاث مراحل، وبينها وبين أقرن موضع من البحر ستة أميال، وبينها وبين المدينة ست مراحل، وبينها وبين غدير خمّ ميلان، وقال السكري: الجحفة على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة، والجحفة أول الغور إلى مكة، وكذلك هي من الوجه الآخر إلى ذات عرق، وأول الثغر من طريق المدينة أيضا الجحفة، وحذف جرير الهاء وجعله من الغور فقال:
قد كنت أهوى ثرى نجد وساكنه، ... فالغور، غورا به عسفان والجحف
لما ارتحلنا ونحو الشام نيّتنا، ... قالت جعادة: هذي نيّة قذف
وقال الكلبي: إن العماليق أخرجوا بني عقيل، وهم إخوة عاد بن ربّ، فنزلوا الجحفة، وكان اسمها يومئذ مهيعة، فجاءهم سيل واجتحفهم، فسميت الجحفة، ولما قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة استوبأها وحمّ أصحابه، فقال: اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد وصحّحها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حمّاها إلى الجحفة، وروى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، نعس ليلة في بعض أسفاره إذ استيقظ فأيقظ أصحابه وقال: مرت بي الحمى في صورة امرأة ثائرة الرأس منطلقة إلى الجحفة. ))

و ذكر اسرائيل ولفنسون في كتابه تاريخ اليهود في بلاد العرب الصفحة 14 الاماكن التي نزلها اليهود في الحجاز و لم يذكر منها الجحفة :



يتبع مع المفاجات