( أضواء وأنوار )
************************************************************ ***********************************
العلم
العلم لايفيد إلا القلوب المتيقظة . أما من أعماهم الله فبضعف أفهامهم وبلادة أذهانهم وضيق أفق عقولهم لا يعقلون إلا
بما يوافق علمهم الذى اكتسبوه من زيغ الأهواء وأخطاء الآراء التى رسخت فى الصدور وجثمت على العقول وتربى فيها
الصغير وهرُم عليها الكبير . فلم يروها منكراً لما دأبوا واعتادوا عليه ..
الجهل
لا ينبغى للجاهل أن يسكت على جهله ولا للعالم أن يسكت على علمه .
ومن برِق علمه برق وجهه . فكن للعلم طالباً وإليه راغباً ولا تجعل زمانك كله كسب واكتساب بل اجعل منه فراغاً
تزداد به علماً ويكسبك فضلاً فتعظم قيمتك وتقوى حجتك ويجزل رأيك ويرق طبعك .
وإن تعلّم العلم لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لايعلمه صدقة وبذله لأهله قربة .
وأفضل الناس المؤمن العالم إن احتيج إليه نفع وإن استغنى عنه أغنى نفسه .
الحوار
إن ساغ نقاش أو حوار مع أحد فمن الحكمة والعقل والأدب ألا يدخل المرء فيما ليس فيه كفؤاً .
وإذا كان من العدل ألا يُمنع صاحب الحق عن حقه . فمن العدل ألا يُعطى هذا الحق لمن لايستحقه .
فالسيف لايعطى إلا لضاربه والرمح لايعطى إلا لراميه .
انحدار وانكسار
المسلمون يقرأون القرآن ليل نهار . ولا يعملون بما أمر الله فيه من فروض وتعاليم وأحكام .
غرِقوا فى أحضان المادية وانبهروا بالحضارة الزائفة . وشقّ عليهم طاعة الله ورسوله وما أمرهم الله به من جهاد فى سبيله .
يرون الموبقات والمنكرات وانتهاك الحرمات والمقدسات فلا يدفعونها ولا يحركون ساكناً من أجلها .
أصبحوا كما وصفهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كثرةٌ كغُثاءِ السيل .
يقول سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه :
( لايدع قوم الجهاد فى سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولاتشيع الفاحشة فى قوم إلا عمّهم الله بالبلاء )
.......
وغير المسلمين انحرفوا بفطرتهم عن مجراها والْتبست عليهم معالم الحق والْتوت بهم سبل النجاة .
لم يعوا ويدركوا أن القرآن بشيرهم ونذيرهم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبينا ونبيهم أرسله الله لنا ولهم ..
وعلماء المسلمين قد تخاذلوا عن بيان ذلك لهم .
فورِثوا ماورثوه عن آبائهم وعن أحبارهم ورهبانهم من بغض وحقد وعداوة على الإسلام وأهله .. وأورثوه لمن بعدهم ..
فكفروا بالله وكذبوا بكتاب الله وتطاولوا على رسول الله .
ضج مضاجعهم
أخبرنا الله أن هناك من الخلق الذى خلقه الله فى هذه الحياة ما يمكننا أن نراه ونشاهده . ومنها مالا نستطيع إبصاره أو رؤيته .
ولقد بين الله لنا ذلك وأقسم به فى كتابه .. فقال سبحانه : { فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ }
.
فيرس دقيق لا نراه ضج مضاجع المسلمين وغير المسلمين .. أرّق نومهم وأقلق سهادهم وأصابهم بالهلع والرعب والفزع ..
فلا تغفلوا عن أهوال وشدائد يوم القيامة .
{ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ }
الرزق
رزق مكفول . ورزق مقسوم . ورزق موعود .
الرزق المكفول : هو الرزق الذى كفِله الله لكافة عباده ولجميع مخلوقاته .. فقال تعالى فى كتابه :
{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا }
الرزق والمقسوم : هو الرزق الذى يكون حسب السعى والعمل وحسب الكد والتعب .. يقول سبحانه :
{ وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ }
الرزق الموعود : هو الرزق الذى وعد الله به عباده المؤمنين المخلصين المتقين .. فقال جل شأنه :
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
...............................
لقد كان الناس ورقاً لاشوك فيه وهم اليوم شوكاً لاورق فيه إن ناقدتهم ناقدوك وإن تركتهم لم يتركوك
فأقرضهم من عِرضك ليوم عَرضك .
..................
أراد رجل تطليق زوجته فقيل له : مايسوؤك منها .. ؟
قال : إن العاقل لا يهتك ستر زوجته .
فلما طلقها قيل له : لِـمَ طلقتها إذن .. ؟
فقال : مالى والكلام عمن صارت أجنبية عنى .
.....................
لو صُوّر العقل لأظلمت معه الشمس ولو صُوّر الجهل لأضاء معه الليل .
.....................

منزلتك عند الناس تكون بالعفو عند المقدرة واللين عند الشدة وبذل العدل والإنصاف ولو من نفسك .
وإن آنست من نفسك فضلاً فتحرّج أن تذكره أو تبديه لأن ظهوره منك يقرر فى قلوب الناس من العيب أكثر
مما يقرره لك من الفضل .
........................
من سكت عن جاهل فقد أوسعه جواباً وأوجعه عتاباً .
.....................
الحسد
الحسد طبع لئيم وخلق ذميم وإفساد للدين أمرنا الله بالإستعاذة منه ومن شره .. فقال تعالى :
{ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }
الحاسد جاحد حاقد لايقنع بعطاء الله . وناقم ساخط لايرضى بما قسمه الله من ظهور الفضل وحدوث النعم على
أكفائه ونظرائه ويتمنى زوال الفضل والنعم عنهم .
الحاسد كساقى السم فى الهم إن سرى سمه زال عنه همه .. ولذا وجب توقى مصارعه والتحرز من غوائله وعدم الأنس
بقربه والإبتعاد عنه وعن إدنائه لعِضل دائه وصعوبة دوائه .
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله .. فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
.
************************************************************ ************************************
سعيد شويل