وباء أم بلاء وابتلاء ( فيروس لايرى بالعين )
************************************************************ ************************************
.......
خيّم الخوف والسكون وخلَت الشوارع والطرقات وتوجس الناس واستشعروا الهلاك والخطر ..
فيروس لايرى بالعين أثار الهلع والرعب والفزع .. أصاب الناس بالتوتر والقلق وشغلهم الحذر وفضحهم الحرص والجزع ..
.......
( ضعف الطالب والمطلوب )


{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ
الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ }

.
الخطاب من الله إلى الناس : ( للمسلمين ولغير المسلمين ) .. فتدبروا وتفكروا .. وتوخوا وأفطنوا .. وألقوا الأذهان واعقلوا ..

ياأيها الناس : جعلتم لله أنداداً واتخذتم آلهة تعبدونها من دون الله .. اتخذتم أحباركم ورهبانكم أرباباً من دون الله ..
اتخذتم اليهود والنصارى أولياء من دون الله .. وخضعتم لعبادة الطواغيت وطاعة الحكام من الطغاة ..
هؤلاء وكل من تدعونهم لايقدرون على خلق ذبابة ولو كانوا لها مجتمعين . هؤلاء لايستطيعوا استعادة ما سلبته منهم الذبابة
وما أخذته منهم قهراً عنهم . سيقفوا أمامها عاجزين . هؤلاء عبيدٌ ضعفاءٌ أذلة لاحول لهم ولا قوة ..
...
ياأيها الناس : تنعمون بنعم الله وفضله وتجحدونها ولا تشكرون ..

ترتعون وتمرحون فى ملك الله وأرضه وبه تكفرون .. جئتم بشىءٍ إدّا وقلتم على الله شططا واتخذتم لله ولدا وأشركتم بالله ..
فقدتم يقينكم بإيمانكم وارتبتم فى دينكم وهجرتم كتاب الله وتعاليمه وأوامره ونواهيه ..

تسفكون الدماء التى حرم الله .. وتُزهقون الأرواح التى خلقها الله .. وتنتهكون الحرمات وتخرجون العباد من بيوتهم وديارهم ..
تعيثون فى الأرض فساداً وإفسادا .. قهر وبغى وانحراف وانحلال .. وقمع وظلم واضطهاد وطغيان ..
أتحسبون أن الله غافلٌ عنكم .. سوف ينبئكم الله بأقوالكم وأعمالكم وبظلمكم وطغيانكم ..
{ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

.
لولا كلمة من الله سبقت بإمهالكم وتأخير عذابكم إلى يوم القيامة لعاجلكم الله بعقابه وسَخطه وعذابه ولأَخذكم أخْذَ عزيز مقتدر ..
{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ }
...
فيروس لايرى بالعين.. تهابونه وتفرون منه .. فيروس لايرى بالعين .. صار خصماً لكم تقاتلونه وتحاربونه ..
حشدتم جهودكم وطاقاتكم وتبذلون له مساعيكم ومقدرتكم . أصبحت حياتكم التى تحيونها لاسكينة فيها ولا أمان أو طمأنينة ..
لم تدركوا أن الموت هو النهاية المحتومة .. ولم تعوا أن الله هو الذى يذيقنا الموت وهو الذى يَهب لنا الحياة ..
...
ياأيها الناس : لقد بلغكم القرآن وبلغكم دين الإسلام وذكر نبى الله عليه الصلاة والسلام وما زلتم سائمين هائمين كالأنعام ..
ياأيها الناس : لقد هداكم الله إلى الإيمان واتباع رسالة الإسلام ففرطتم فى الأمانة ولم تبلغوا الرسالة ..

أتحسبون أن تتركوا لا تؤمرون ولا تنتهون . ستحاسبون وفى النار ستصطلون . ولن ينفعكم فى يوم القيامة حسرة أو ندامة ..
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } . { أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً }
...
( بلاء وشقاء )

نِقم الله لاتقع ابتداءً وجُزافاً ولكن جزاءً وقَصاصاً .. فتكون لأهل الطاعة ثبات واستبصار . ولأهل الكفر والمعصية تحذير وإنذار ..
وستبقى الويلات والأزمات الإنسانية تعانى منها البشرية وسيظل الإنحدار والإنكسار مسيطراً عليها لن يتأتّى لها
ارتقاء أو إصلاح إلا باتباع شريعة الله فهى قوام الحق والعدل بين كل العالمين ..
...
سبحانه تصرف فى ملكه كما شاء عزاً وعدلاً وسلطانا .. ونصب من كل خلق على وحدانيته دليلاً وبرهانا ..
وهب للمتقين أمناً وإيمانا . ولم يقطع أرزاق أهل الكفر والمعصية جوداً وامتنانا . وعمّ المذنبين بتوبتهم ورحمته عفواً وغفرانا ..
.
************************************************************ ************************************
سعيد شويل