بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*لكل أقنوم تخصص* :

فتخصص الإبن مثلاً هو البنوة والظهور والتجسد وهذه التخصصات تقف على الإبن فقط لذلك عندما دعت الحاجة للتجسد هو الذي تجسد وأصبح إبناً للإنسان ليحافظ على تخصصه:

يوحنا الدمشقي: المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي، سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم، منشورات المكتبة البولسية لبنان – صـ 218. [المقالة السابعة والسبعون: لماذا صار إبن الله إنساناً وليس الآب ولا الروح؟ وماذا أصلح الأبن بتأنسه؟، إن الآب آب وليس الإبن. والإبن إبن وليس الآب. والروح روح قدس وليس الآب ولا الإبن . فإن الاختصاص ثابت لا يخضع للحركة. وإلا فكيف يبقى الإختصاص إذا كان متحركاً ومنتقلاً إلى الغير؟... لأجل ذلك فقد صار ابن الله ابن الإنسان لكي يبقى اختصاصه غير متحرّك، لأن الإبن كان ابن الله وصار إبن الإنسان بتجسده من العذراء القديسة ولم يزل اختصاصه بالبنوّة الإلهيّة قائماً.]

كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، الله في المسيحية: عوض سمعان، الكتاب الثالث، الفصل الثالث – صـ 300 [الأقنوم الذي كان يظهر للأنبياء في العهد القديم بها أن أقنوم «الابن» أو «الكلمة» هو الذي يعلن الله (أو اللاهوت) منذ الأزل الذي لا بدء له، فلا شك أنه هو الذي كان يظهر للأنبياء والأتقياء السابق ذكرهم، تارة في هيئة ملاك وتارة أخرى في هيئة إنسان، ليعلن لهم ذات الله (أو اللاهوت) مع مقاصده.]

تعليق بسيط..

النصارى تقول أن الإبن هو عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل، فهل يمكن أن نطلق هذه العبارة على الإله المتجسد الذي يجمع بين البنوة لله والبنوة لمريم أو على الناسوت التي تمثل مريم أماً حقيقية له.. هذا الأمر سيرفضه النصارى لأن الإبن إبن ليس عقل ناطق ولا نطق عاقل والكل يعلم أن نطق مريم وعقلها لا علاقة له بالمسيح ولأن التخصص واحد ولا يتغير كما قال يوحنا الدمشقي فإن ما ينطبق على الناسوت بالنسبة لمريم يجب أن ينطبق على اللاهوت بالنسبة لله أو الآب ولكن هذا لا يحدث مما يدل على خلل المنطق الداخلي عند النصارى.

******

أما تخصص الأب فهو الخلق ونعجب كيف يكون الآب هو الخالق ويحتاج إلى شخص مغاير فالخلق إنعكاس طبيعي لصفات الكمال والقدرة على القيام بالذات والهيمنة على المخلوقات، ومما يجدر الإشارة إليه أيضاً أن الآب عند الآباء هو أصل وينبوع الأقنومين الآخرين.

كتاب تجسد الكلمة- القديس أثناسيوس الرسولي - الفصل الثاني النقطة رقم (5)، (6). [5- وأما المبتدعون فيتوهمون لأنفسهم خالقا آخر لكل الأشياء. غير أبي ربنا يسوع، وهم بذلك يبرهنون على منتهى العمى. لا يرون حتى نفس الألفاظ التي يستعملونها. 6- لأنه إن كان الرب قد قال لليهود " أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا" ثم قال أيضا مشيرا إلي الخالق " فالذي جمع الله لا يفرقه إنسان{5}، فكيف يسوغ لأولئك القوم أن يدعوا بأن عملية الخلق لا تنسب إلى الآب؟ أو حسب تعبير "يوحنا" الذي يتحدث عن جميع الكائنات بلا استثناء أن كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان {6} فكيف يمكن أن يكون الخالق شخصية أخرى غير الآب؟.]

أما الروح القدس فيصدق عليه روح بسبعة أرواح، لأنه يضطلع بعدد كبير من الأمور لدرجة أنه يقوم بأعمال لا يقوم بها الله!! ربما ليثبت أنه شخص قائم بذاته بمعنى الكلمة.

الأنبا شنودة: الروح القدس وعمله فينا، الكلية الإكليريكية بالقاهرة – صـ 13، 14. [أقنومه: شهود يهوه لا يعتقدون أن الروح القدس أقنوم (شخص)، بل يرونه مجرد قوة !! وللرد على ذلك نقول إن ما ورد عن الروح القدس في الكتاب المقدس، يدل أنه شخص ..فهو يتكلم : ويقول الرب في ذلك لتلاميذه القديسين «لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم » (متى 10 : 20).
ويقول الرسول أيضاً عنه « إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم » ( عب 3 : 7 - 9). وهو الذي قال « افرزوا لى برنابا وشاول، للعمل الذي دعوتهما إليه » (أع 13 : 3). فهو هنا يتكلم، وأيضاً يدعو... وهو يعلم، ويذكر، ويرشد، ويخبر، ويبكت .
وفي ذلك يقول الرب لتلاميذه عن الروح القدس « يعلمكم كل شيء، و يذكركم
بكل ما قلته لكم » (يو 14 : 36 ). وأيضاً « متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم
إلى جميع الحق ... ويخبركم بأمور آتية » (يو 16 : 12، 13). وهو أيضاً الذي يبكت
على خطية (يو 16: 8).
وهو يقود المؤمنين جماعات وأفراداً.
يقول الرسول «لأن الذين ينقادون بروح الله ، فأولئك هم أبناء الله » (رو 8 : 14).
وهو يقيم الرعاة: وعن ذلك قال القديس بولس الرسول الأساقفة أفسس « احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس عليها أساقفة » (أع 20 : 28).
وهو الذي يحدد تحركات الخدام، فيقول القديس لوقا الإنجيلي عن القديس بولس الرسول وأصحابه « و بعد ما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية، منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا. فلما أتوا إلى ميسيا، حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية، فلم يدعهم الروح » (أع 16 : 6 - 7).
والروح القدس يعزى المؤمنين و يشفع فيهم .
يقول السيد الرب « وأنا أطلب من الآب، فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد» (يو 15 : 26). و يقول الرسول: « الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها » (رو 8 : 26). إذن، هذا الذي يتكلم ويعلم ويذكر، ويرشد ويخبر، ويبكت، ويقود المؤمنين ويقيم الرعاة ، ويحدد تحركاتهم ، و يعزي ويشفع ... أليس هو شخصاً ؟! أما القوة فهي إحدى نتائج حلوله على المؤمنين (أع 1: 8). كما نقول أيضاً إن حلوله يمنح غيرة وحرارة، ومنح حكمة ومعرفة ... إلخ .]
سامح موريس: الروح القدس وعلاقتنا به – صـ 8. [غير أن كل قارئ للكتاب المقدس يرى بوضوح أن الروح القدس شخص، ذو
صفات إلهية، ويقوم بأعمال لا يقوم بها إلا الله، وقد وهب بركات عظيمة لكل المؤمنين الذين عرفوه وسلموا نفوسهم له باعتباره الأقنوم الثالث في اللاهوت.
(وينسب له صفات الشخص: العقل والمعرفة، ومشاعر المحبة والحزن ويقف الناس منه المواقف التي يقفونها من الأشخاص (فيثورون ويكذبون ويجدفون عليه، ويزدرون به، ويحزنونه)... (كلمة «أقنوم» كلمة سريانية تدل على من يتميز عمّن سواه، بغير انفصال عنه).]