بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*الأقنوم الذي هو شخص قائم بذاته له عقل وإرادة وكينونة وكيان مستقل وحياة* :

الأنبا بيشوي: مائة سؤال وجواب في العقيدة المسيحية الأرثوذكسية، دار نوبار للطباعة – صـ13, 14. [هل يمكننا أن نقول إنَّ الكينونة في الثّالُوث القُدُّوس قاصرة علي الآب وحده ؟ والعقل قاصر على الابن وحده ؟ والحياة قاصرة علي الرُّوح القُدُس وحده ؟ الجواب: لا … لا يُمكننا أن نقول هكذا، فينبغي أن نُلاحظ أنَّه طِبقاً لتعاليم الآباء، فإنَّ الكينونة أو الجوهر ليس قاصراً علي الآب وحده. ففي قُدّاس القدِّيس غريغوريوس النِّزْيَنْزي، نُخاطب الابن ونقول: «أيها الكائن الذي كان، والدّائم إلي الأبد»، لأن الآب له كينونة حقيقية، وهو الأصل في الكينونة بالنِّسبة للابن والرُّوح القُدُس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والرُّوح القُدُس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلي، ولكن ليس الواحد منهم مُنفصلاً في كينونته أو جوهره عن الآخرين. وكذلك العقل ليس قاصراً علي الابن وحده، لأن الآب له صفة العقل، والابن له صفه العقل، والرُّوح القُدُس له صفة العقل، لأنَّ هذه الصِّفة من صفات الجوهر الإلهي. وكما قال القدِّيس أثناسيوس: «إنَّ صِفات الآب هي بعينها صفات الابن، إلا صِفة واحدة، وهي أنَّ الآب آب، والابن ابن. ثمّ لماذا تكون صِفات الآب هي بعينها صفات الابن ؟ إلا لكون الابن هو من الآب، وحاملاً لذات جوهر الآب»، ولكننا نقول إنَّ الابن هو الكلمة (اللُّوغُوس)، أو العقل المولود، أو العقل المنطوق به، أمّا مصدر العقل المولود فهو الآب. وبالنِّسبة لخاصِّيَّة الحياة، هي أيضاً ليست قاصرة علي الرُّوح القُدُس وحده، لأن الآب له صفة الحياة، والابن له صفة الحياة، والرُّوح القُدُس له صفة الحياة، لأن الحياة هي من صفات الجوهر الإلهي. والسيد المسيح قال: «كما أنَّ الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطي الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته» (يو 5 : 26). وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله: «فيه كانت الحياة» (يو 1 : 4). ولكنَّ الرُّوح القُدُس، نظراً لأنَّه هو الذي يمنح الحياة للخليقة، لذلك قيل عنه إنَّه هو: «الرَّب الُمحيي» (حسب قانون الإيمان والقُدّاس الكيرلُّسي)، وكذلك أنَّه هو «رازق الحياة» أو «مُعطي الحياة» (حسب صلاة السّاعة الثالثة). من الخُطُورة أن ننسب الكينونة إلي الآب وحده، والعقل إلي الابن وحده، والحياة إلي الرُّوح القُدُس وحده، لأنَّنا في هذه الحالة نُقسِّم الجوهر الإلهي الواحد إلي ثلاث جواهر مُختلفة، أو رُبَّما يُؤدِّي الأمر إلي أن نَنْسِب الجوهر إلي الآب وحده (طالما أنَّ له وحده الكينونة)، وبهذا ننفي الجوهر عن الابن والرُّوح القُدُس، أو نلغي كينونتيهما، ويتحوَّلان بذلك إلي صِفات لأقنوم إلهي وحيد، هو أقنوم الآب.]
مائة سؤال وجواب حول العقيدة المسيحية الأرثوزوكسية، اعداد الإكليريكى الدكتور سامح حلمى – صـ 13.14. [سؤال .. ” هل يمكننا ان نقول ان الكينونة فى الثالوث قاصرة على الأب وحده ؟ والعقل قاصر على الإبن وحده ؟ والحياة قاصرة على الروح القدس وحده ؟
الجواب: لا، لا يمكننا أن نقول هذا، فينبغي أن نلاحظ أنه طبقاً لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليست قاصرة على الأب وحده وكذلك العقل ليس قاصراً على الإبن وحده لأن الآب له صفة العقل والإبن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهى وبالنسبة لخاصية الحياة ، فهى ليست قاصرة على الروح القدس وحده لأن الآب له صفة الحياة والإبن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة لأن الحياة هى من صفات الجوهر الإلهى ومن الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده والعقل إلى الإبن وحده والحياة الى الروح القدس وحده لأنه فى هذه الحالة نقسم الجوهر الألهى الواحد الى ثلاثة جواهر مختلفة، او ربما يؤدى الأمر الى أننا ننسب الجوهر إلى الأب وحده وبهذا ننفي الجوهر عن الإبن والروح القدس أو ننفي كينونتهما ويتحولان الى صفات بأقنوم إلهى وحيد هو أقنوم الآب
… الأقانيم تشترك معاً فى جميع خواص الجوهر الإلهى … فإذا كان من خصائص الأب أن له روح وله عقل إذن الأبن والروح القدس لهم روح ولهم عقل ايضاً!.]

الأنبا بيشوي: مائة سؤال وجواب في العقيدة المسيحية الأرثوذكسية, دار نوبار للطباعة – صـ 15. [هل للأقانيم الثلاثة إرادة واحدة أم ثلاث إرادات ؟ الجواب: الأقانيم لها إرادة واحده من حيث النُّوع، وثلاث إرادات من حيث العدد، بمعني أنَّ كُلّ أقنوم له إرادة، ويُحبّ الأقنومين الآخرين بحُرِّية، لكن هذه الإرادة غير مُنفصلة في طبيعتها عن إرادة الأقنومين الآخرين، لأنَّ نوع الإرادة واحد، ويجمعهم جوهر واحد وطبيعة إلهية واحدة، فما يُقرِّره الآب، يُقرِّره الابن، ويُقرِّره الرُّوح القُدُس بالطَّبيعة.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي، مراجعة وتقديم نيافة الأنبا تواضروس الأسقف العام بإيبارشية البحيرة ومطروح وشمال افريقيا – صـ 42، 43. [س: ما رأيك في نسبة الكينونة للآب فقط، ونسبة العقل للابن فقط، ونسبة الحياة للروح القدس فقط؟
ج: يجيب على هذا التساؤل " نيافة الأنبا بيشوي" مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري وسكرتير المجمع المقدس قائلًا: "الآب هو الأصل أو الينبوع في الثالوث، هو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للأقنومين الآخرين. والابن هو مولود من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية.. والروح القدس هو ينبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية..وينبغي أن نلاحظ أنه طبقًا لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرًا على الآب وحده (غريغوريوس النزينزي) لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل في الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلي، ولكن ليس الواحد منهم منفصلًا في كينونته أو جوهره عن الآخرين.
وكذلك العقل ليس قاصرًا على الابن وحده، لأن الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهي..
بالنسبة لخاصية الحياة فهي أيضًا ليست قاصرة على الروح القدس وحده، لأن الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة، لأن الحياة هيَ من صفات الجوهر الإلهي، والسيد المسيح قال: " كما أنَّ الآب لهُ حياة في ذاتهِ، كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون لهُ حياةٌ في ذاتِهِ "(يو 5: 26) وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله: "فيه كانت الحياة" (يو 1: 4) ولكن الروح القدس نظرًا لأنه هو الذي يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه أنه هو {الرب المحيي} (قانون الإيمان والقداس الكيرلسي)، وكذلك أنه هو {رازق الحياة} أو {معطي الحياة} (صلاة الساعة الثالثة). من الخطورة أن تُنسَب الكينونة إلى الآب وحده، والعقل إلى الابن وحده، والحياة إلى الروح القدس وحده، لأننا في هذه الحالة نُقسّم الجوهر الإلهي الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة. أو ربما يؤدي الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده (طالما أن له وحده الكينونة) وبهذا ننفي الجوهر عن الابن والروح القدس أو نلغي كينونتهما، ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهي وحيد هو أقنوم الآب". (حوارات مسكونية الطبعة الثالثة عشر لنيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ص 41، 47، 48.).]

القمص ميخائيل مينا: علم اللاهوت، مكتبة المحبة – جـ 1 صـ168. [ ولنعلم أن الطبيعة والذات والجوهر بمعنى واحد ﻷنها تطلق على ماهية أي حقيقة وذات فمثلا إذا اعتبرنا وجود الابن بالفعل نقول أنه ذات. وإذا اعتبرنا هذه الذات قائمة بنفسها ﻻ بغيرها قلنا جوهر، واذا اعتبرنا هذا الجوهر مفرد مخصوص ﻻ عام قلنا أنه أقنوم.] ويقول في هامش صـ 325 [أي أن الأقنوم هو الذي يميز الأشخاص من بعضهم فيميز عيسو من اسحق واسحق من رفقة.]