بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سر التجسد، صـ 16. [يقول البابا داماسوس أسقف روما في رسالة كتبها سنة 3755م: " يلزم أن نعترف بأن الحكمة ذاته، الكلمة، ابن الله، اتخذ جسدا ونفساً وعقلاً بشريين، أعني آدم كله، وبعبارة أوضح كل إنساننا العتيق، فيما عدا الخطية.]
كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ233. [داماسوس أسقف روما: الذي عقد مجمعًا وحرم أبوليناريوس قال: «يلزم أن نعترف بأنَّ (أقنوم) الحكمة ذاته، الكلمة، ابن الله اتَّخذ جسدًا ونفسًا وعقلاً بشريين، أعني آدم كلّه، وبعبارة أوضح كلّ إنساننا العتيق ماعدا الخطية». وقال أيضًا: «فمن قال إنَّ الكلمة قد حلَّ في جسد المُخلِّص محلّ العقل الإنساني, فالكنيسة الجامعة تُحرمه». كما قال: «فإذا كان الإنسان الناقص هو الذي اتَّخذه (الكلمة) فتكون عطية الله ناقصة، وخلاصنا ناقصًا، لم يخلص الإنسان كلّه، ولا تتمّ كلمة الرَّب: إنَّ ابن الإنسان قد أتى ليُخلِّص ما قد هلك تمامًا، أعني في النَّفس، وفي الجسد، وفي العقل، وفي كل جوهر طبيعته، فنحن إذًا الذين نعلم أنَّنا قد نِلنا الخلاص كاملًا وبالتَّمام، نُقرّ حسب إقرار الكنيسة الجامعة، أنَّ الله كاملًا اتَّخذ الإنسان كاملًا».]
البابا شنودة الثالث: طبيعة المسيح, الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ7. [عقيدة كنيستنا: السيد المسيح هو الإله الكلمة المُتجسِّد، له لاهوت كامل، وناسوت كامل، لاهوته مُتَّحِد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، اتِّحاداً كاملاً أقنومياً جوهرياً، تعجز اللغة أن تُعبِّر عنه، حتى قِيل عنه إنَّه سرٌّ عظيم «عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر في الجسد» (1 تي 3 / 16). وهذا الاتِّحاد دائم لا ينفصل مُطلقاً ولا يفترق. نقول عنه في القُدّاس الإلهي «إنَّ لاهوته لم يُفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين». الطَّبيعة اللاهوتية (الله الكلمة) اتَّحدت بالطبيعة النّاسُوتية التي أخذها الكلمة (اللوجوس) من العذراء مريم بعمل الرُّوح القُدُس. الرُّوح القُدُس طهَّر وقدَّس مُستودع العذراء طهارة كاملة حتى لا يرث المولود منها شيئاً من الخطية الأصلية، وكَوَّن من دمائها جسداً اتَّحد به ابن الله الوحيد. وقد تمّ هذا الاتِّحاد مُنذ اللحظة الأولى للحبل المُقدَّس في رحم السيدة العذراء. وباتِّحاد الطَّبيعتين الإلهية والبشرية داخل رحم السيدة العذراء تكوَّنت منهما طبيعة واحدة، هي طبيعة الله الكلمة المُتجسِّد.]
كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس، سيدي بشر الإسكندرية، حتمية التجسد الإلهي! – صـ 362، 363. [س: كيف يحل الله القدوس في بطن امرأة وسط الدم والنجاسة؟‍‍
ج: هل أحشاء المرأة ودمها يعتبر نجاسة؟ ولو كان دم المرأة يعتبر نجاسة فكيف يخلقها الله بهذا التركيب النجس؟
وهل يمكن أن يخلق الله القدوس شيئًا نجسًا؟
النجاسة تأتي من الخطية، والروح القدس حلَّ على العذراء مريم وطهر وقدس ونقى مستودعها من الخطية الجديَّة، ولذلك فالجسد الذي اتخذه الرب يسوع هو جسد مقدَّس بلا خطية، ويقول القديس كيرلس الأورشليمي "لا يوجد في الهيكل البشري شيء دنس ما لم يدنسه الإنسان نفسه بالزنى والنجاسة، فالذي خلق آدم خلق حواء، ويد الله هي التي خلقت الذكر والأنثى، والأعضاء التي خُلِقت منذ البدء ليست نجسة على الإطلاق.. فلنتذكر ما قاله بولس الرسول {أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم} (1 كو 6: 19)" (مقالة 12 للموعوظين) (الكلمة صار جسداً صـ 33).]
ويقول البابا شنودة في كتاب “قانون الإيمان” فصل ” وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء”: [العذراء وحدها ما كان ممكنا أن تلد طفلا “وهي لا تعرف رجلا” (لو 1: 34). لذلك قال لها الملاك مفسرا الأمر “الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك” (لو 1: 35)…حلول الروح القدس في بطنها، كان حلولًا أقنوميًا… إنها حالة استثنائية. فالبشر لا يحل عليهم الروح القدس حلول أقنوميًا. وقد حل الروح القدس علي مريم العذراء لسببين: أولًا لكي يكون في بطنها جسد المسيح بدون زرع بشر. وثانيا لكي يقدس مستودعها، بحيث أن المولود منها لا يرث الخطية الأصلية.]
القمص عبد المسيح بسيط، إذا كان المسيح إلهاً فكيف حبل به وولد، مطبعة مدارس الأحد – صـ 65، 66. [وإذا كان آباء الكنيسة وعلماؤها قد عرفوا هذا السر، سر التجسد، إنه اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص السيد المسيح، أنه اتحاد الطبيعة الإلهية بالطبيعة الإنسانية، وأن السيد المسيح بتجسده وبحلول لاهوته في الناسوت وصيرورته بشر قد جمع في ذاته اللاهوت والناسوت، وأنه بطبيعة واحدة متحدة " طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة " من طبيعتين (اللاهوت والناسوت) تجتمع فيها جميع خواص وصفات اللاهوت وجميع خواص وصفات الناسوت بدون اختلاط وامتزاج أو تغيير أو استحالة، وبأقنوم واحد " أقنوم واحد متجسد لله الكلمة "، إلا أنهم وقفوا أمام كيفية حدوث هذا الاتحاد، هذا التجسد، هذا الظهور الإلهي، هذا الحلول الإلهي في الناسوت، هذه الصيرورة إلى بشر واتخاذ الجسد ومشاركة الإله للبشرية في كل شئ، في اللحم والدم والعظام والروح والنفس، هذه المشابهة مع البشرية في كل شئ ما عدا الخطية، هذا التنازل والتواضع والفقر، الاختياري، الذي اختاره رب المجد " أفتقر وهو غني " (2كو2: 8)، " أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان " (في 6: 2)، وقفوا مشدوهين ومبهورين أمام عظمته، وعاجزين عن وصفه أو إدراكه أو فهمه وقالوا عنه إنه: - السر الذي لا تدركه الأفهام. - السر الذي لا ينطق به. - انه سري بصفة مطلقة. - السر الذي يفوق العقل. - انه سري وفائق للعقل. - الاتحاد الذي يفوق العقل ولا يوصف.]
وبما أن قدرة الله غير محدودة فهو قادر أيضا على تطهير جميع البشر من جميع الخطايا دون أن يضطر إلى بذل ابنه الوحيد او يضطر إلى خلق مشكلة بين صفاته توجب هذا الإضطرار.