الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها .
نص الشبهة، أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج من عائشة رضي الله عنها وهي في سن التاسعة ، و يزعمون أنها طفلة .

●أولا : عائشة رضي الله عنها كانت مخطوبة قبل النبي عليه الصلاة والسلام "لجبير بن المطعم"، مما يدل على اكتمال النضج والأنوثة عندها، أو ظهور علاماتهما
ولم ينكر عليه أحد .

●ثانيا : - ألم تكن قريش أَوْلَى بالطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذا كان ما فعله بالزواج من عائشة مستهجنًا في هذا الوقت، وهم الذين يعادونه ويسعون للقضاء عليه وإبعاد الناس عن الانخراط في دعوته، وينتظرون له زلة أو سقطة ليشنِّعوا عليه.

فمن أعظم الأدلة والبراهين على أن الزواج بعائشة كان أمرًا طبيعيًّا من الناحية الاجتماعية ولا عيب فيه، إقرار كفار قريش به وعدم التعرض له، مع حرصهم على رميه بكل بهتان ليس موجود فيه أصلاً مثل قولهم: شاعر أو مجنون ووو.. ألخ.

وكان النبي صلى الله علية وسلم معروف بالصدق والأمانه منذُ صغره قبل البعثة ، وملقب بالصادق الأمين بل الذي عنده شيء من أموال أو شيء ثمين يخاف علية يضعه عند النبي صلى الله علية وسلم لأمانته وصدقه ، والذين لقبوه بالصادق الأمين ، هم نفس الذين وضعوا أماناتهم عنده وكذلك نفس الذين فجروا وقالوا عنه كذاب
و ساحر ،و نفس الذين وقفوا أمام بيته ليضربوه ضربة رجل واحد كي يتفرق دمه بين القبائل ، وهم في هذا الحال ، وهو يخلف علياً رضي الله عنه مكانه لكي يرجع الأمانات في الصباح لهؤلاء المشركين ، سبحان الله هم يجتهدون في تفريق دمه ، وهو يجتهد في رد أماناتِهم ، ولا غرابه إنه رحمةً للعالمين.

هل تخيلت معي حجم الفُجر وحجم الافتراءات ، ومع هذا كله لم يجروء ولم يخطر على بال أحدٍ منهم أن يطعن في عرضه ولم ينتقدو زواجه من عائشة رضي الله عنها ولو كان عيباً لكانوا أول الطاعنين فيه، لأنهم كانوا متربصين له أشد التربص وبإي شيء حتى يطعنوا في دعوته وهم نسبوا له ماليس فيه ، فكيف لو وجدو فرصة لكي يطعنوا فيه ، هل تفوتهم الفرصة كلا .
ورد الله عليهم وكذّبهم قال الله تعالى
( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ )
الأنعام (33)
والأمر ببساطة جداً لأنه ليس كان مستقبحاً .

●ثالثا : - من المعروف طبيًّا أن البلوغ في المناطق الحارة يكون أسرع منه في المناطق الأقل حرارة. وقد يصل سن البلوغ عند الفتيات في المناطق الحارة إلى 8 أو 9 سنوات.

كما تقول الدكتورة "دوشني" -وهي طبيبة أمريكية-: "إن الفتاة البيضاء في أمريكا قد تبدأ في البلوغ عند السابعة أو الثامنة، والفتاة ذات الأصل الإفريقي عند السادسة. ومن الثابت طبيًّا أيضًا أن أول حيضة والمعروفة باسم (المينارك menarche) تقع بين سن التاسعة والخامسة عشرة".

- وقد تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعائشة، وهي بنت ست أو سبع سنوات، ودخل بها وهي بنت تسع سنوات، ففي الصحيحين -واللفظ لمسلم-: عن الأسود عن عائشة قالت: «تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي بنت ست، وبنى بها، وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة»،

•فلماذا انتظر ثلاث سنوات كاملة ليدخل بها؟!

هذا دليل على أنه لم يدخل بها أو يجامعها أبدًا، وهي غير قادرة أو مؤهَّلة لذلك.
لكن عقول ....؟

●رابعاً- أشد ما يدعو للعجب هو رفض النصارى لزواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان عمرها 9 سنوات وعمره يربو على الخمسين، في حين لا يرون غضاضة أن تكن مريم العذراء مخطوبة ليوسف النجار، وهي ابنة 12 عامًا، وهو يزيد عن التسعين، أي أن الفارق بينهما كان أكثر من ثمان وسبعين سنة، كما ذكرت الموسوعة الكاثوليكية.

كما لا يوجد في كتابهم "المقدس" عبارة واحدة تحرِّم زواج الفتيات في سن التاسعة، أو حتى جملة واحدة تحدد فيها سن الزواج.

ألم يتزوج عندكم آحاز وهو ابن 10 سنين، وأنجب وهو ابن 11 سنة، فقد ورد في 2 ملوك 2:16: «كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك، وملك 16 سنة في أورشليم. وورد في 2ملوك 2:18: «في السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، ملَكَ حزقيا بن آحاز ملك يهوذا. كان ابن 25 سنة حين ملك، وملك 29 سنة في أورشليم». فيكون عمر آحاز 36 سنة. فإذا ملك ابنه وعمره نحو 25 سنة يكون أبوه قد رُزِقَ به وعُمره نحو 11 سنة.

وذكر قسهم منيس عبد النور في كتابه شبهات حول الكتاب المقدس: "لا مانع من أن يكون بينه وبين أبيه 11 سنة"، وأخذ يضرب الأمثلة التاريخية على ذلك، ومن المعروف أن سنّ نضوج الإناث يقل عن سن نضوج الذكور المتوطنين في نفس الإقليم، فهذا يعني أن زوجته ربما كانت في التاسعة أو العاشرة ، بل وكانت صالحة لتنجب في ذلك السن، فلماذا تنكرون الزواج من عائشة في مثل هذا السن، وكتابكم لا ينكره.

●خامساً :كيف ينكرون الزواج على الحبيب المصطفى في الوقت الذي يؤمنون فيه بأن الأنبياء ارتكبوا الموبقات والفواحش من زنا المحارم؛ كادعائهم زنا لوط -عليه السلام- بابنتيه، وزنا داود بزوجة جندي بجيشه، بل يأمر قائد الجيش بالانكشاف عنه حال الحرب ليقتله الأعداء، ولا يجدون في ذلك غضاضة .

●سادسا :العرب كانوا أشد الناس في قضية الشرف والعيب ، وكان عندهم نخوة وشهامة وغيره شديدة، يموتون عند قضية الشرف والعيب
وكان منهم الذي تولد له بنت يدفنها وهي حية من شدة الغيرة ، وسمي بِوأد البنات كما ذُكر في القرآن قال الله تعالى ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ )(8)( بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )
التكوير (9)
وأبو جهل عندما اقترحوا عليه اقتحام بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم يريدون قتله قال
(أتريدون أن تُعيرني العرب أني روّعتُ بنات محمد؟ ) لذلك
في هذا المجتمع لا تجد فيه أمراً مستقبحا يحصل من الأشخاص العاديين فكيف بمن لُقب بالصادق الأمين .
صلى الله عليه وسلم .

إضافة

● أن زواج الرجل من فتاة صغيرة ليس بدعًا في ذلك العصر، ولا في العصور التالية له، خاصة في البلاد التي تقوم على النظام القَبَلِيّ، ولا أدلّ على ذلك من زواج "عبد المطلب" الشيخ الكبير في السن من "هالة" بنت عمّ "آمنة" في اليوم الذي تزوّج فيه "عبد الله" أصغر أبنائه من صبيّة هي في سنّ هالة، وهي آمنة بنت وهب.

ومن التجني في الأحكام أن يُوزَن الحدث منفصلاً عن زمانه ومكانه وظروف بيئته، فكيف يحاكمونه بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام من ذلك الزواج، فيُهدرون فروق العصر والإقليم، ويطيلون القول فيما وصفوه بأنّه الجمع الغريب بين الكهولة والطفولة، ويقيسون بعين الهوى زواجًا عُقد في مكّة قبل الهجرة بما يحدث اليوم في بلاد الغرب؛ حيث لا تتزوّج الفتاة عادة قبل سنّ الخامسة والعشرين، في الوقت نفسه الذي تمارس فيه الجنس دون العاشرة.

##منقول##