القصر والجمع فى الصلاة

************************************************** *******************************************
.
الأصل أن تؤدى الصلوات حسب أوقاتها وبعدد ركعاتها كاملة لاينقص منها شيئاً ..
واستثناء من الأصل .. أباح الله : لكل من يضرب فى الأرض طلباً للرزق . وللغازى والمجاهد : قصر الصلاة الرباعية
( فيصليها ركعتين بدلاً من أربع ) فقال سبحانه :
{ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ . إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ }
.
والضرب فى الأرض هو السفر ابتغاء الفضل أو طلب الرزق من الله ( ومنه جاء عقد المضاربة أو عقد القراض )
والخوف هو مخافة هجوم الأعداء والكفار حال الحرب والقتال ( ومنه جاءت صلاة الخوف )
.
فإذا مازال السبب الذى من أجله شُرعت هذه الرخصة .. وقعد المرء عن سفره ابتغاء الفضل وطلب الرزق ..
وإذا ما أمِن الغزاة والمجاهدين واطمئنوا وزال عنهم الخوف : يُرد الفرض إلى أصله ..
وتؤدى الصلاة كما أمرنا الله بها وكما علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يقول سبحانه :
{ َفإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم }
{ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }
.......
والأصل أن تؤدى الصلوات خلال أوقاتها وتِبعاً لمواقيتها المحددة لها فى الصلوات الخمس ( الظهر يؤدى خلال وقته والعصر يؤدى خلال
وقته وكذلك المغرب والعشاء ) .. واستثناء من الأصل ودفعاً للمشقة ورفعاً للضيق والحرج : أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لمن كان حاجاً لبيت الله الحرام :
بأن يقصر ويجمع ما بين صلاة الظهر والعصر فى يوم عرفة .. وأن يجمع ما بين صلاة المغرب والعشاء فى ليلة مزدلفة ..
{ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ } . { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }
.
وفى عام تبوك " أو غزوة تبوك " : ( وهذه الغزوة تسمى " غزوة العسرة أو الشدة " حيث كان التأهب والإستعداد لها فى وقت لهيب الشمس وشدة حرها
وفى وقت هجيرها ولظى سعيرها . وتوجهت فيها رسل رسول الله إلى النصارى فى أرض تبوك وأيلة ودومة الجندل لدعوتهم إلى الإيمان واتباع دين الإسلام ..
فأعرضوا عما أنذروا .. فتأهب المسلمون لحربهم وقتالهم .. وحال الإستعداد لها أتى إلى رسول الله ( ضعفاء ومرضى . وفقراء . وأغنياء أشداء )
يطلبون الإذن بالقعود عن الجهاد .. فأذن صلى الله عليه وسلم للضعفاء والمرضى والفقراء . ولم يأذن للأغنياء والأشداء من أولى الطول ..
وقبل بدء القتال أتت رسل النصارى يطلبون العهد والأمان من رسول الله والتصالح على دفع الجزية .. فتم إبرام العقد ..
وعاد النبى وصحابته دون حرب أو قتال .. )
.
خلال أيام هذه الغزوة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم .. يؤدون صلاة الظهر والعصر جمعاً فى وقت الظهر ..
ويؤدون صلاة المغرب والعشاء فى وقت العشاء ..
.......
واتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أجاز الفقه الإسلامى : لمن كان مسافراً ( سفراً به ضيق أو حرج أو جهد وتعب ومشقة ) .
ولمن كان به علة أو مرض : بأن يجمع بين صلاة الظهر والعصر فى وقت الظهر . وأن يجمع بين صلاة المغرب والعشاء فى وقت العشاء ..
وهناك : من أجازوا الجمع ( تقديماً أو تأخيراً ) .. بمعنى :
أنهم أجازوا الجمع بين الظهر والعصر تقديماً فى وقت الظهر ( أو تأخيراً فى وقت العصر ) .
أو الجمع بين المغرب والعشاء تأخيراً فى وقت العشاء ( أو تقديماً فى وقت المغرب ) ..
.
************************************************** *******************************************
سعيد شويل