الصلاة ( أحكامها قبل أدائها )
************************************************** *******************************************
.
لقد جعل الله لأداء كل فرض من الصلوات الخمس ( الفجر . الظهر . العصر . المغرب . العشاء ) وقت وفترة محددة ..
وأباح الله لنا أن نؤدى هذا الفرض فى أى زمن خلال هذا
الوقت المحدد أو خلال هذه الفترة المعينة ..

وشرَع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نداء أوآذان للإعلان بحلول أوقاتها ..
ولكل قوم من الأقوام آذان فى حلول صلواتهم .. فى فجرهم وزوالهم وفى عصرهم ومغربهم
وعشائهم
حسب مواقع بلادهم وتبعاً لمختلف بلدانهم وأقطارهم .. ولذا فإنه :
ما من لحظة من اللحظات أو وقت من الأوقات على وجه هذه الأرض إلا ويرفع فيها اسم " الله أكبر " ..
...
هذه الصلوات لا يجوز تركها
فى أى حال من الأحوال . ولم يقبل الله فيها أى عذر من الأعذار .حتى ولو كان المرء طريح الفراش
أو على شفا الإحتضار والموت .. ( العذر فيها ليس إلا للنساء اللاتى يحضن أو اللاتى يلدن حال النفاس ) ..
...
فإن تركها المرء ولم يؤد فروضها .. فقد أعد الله له عذاب أليم ومأواه فى الآخرة نار جهنم وسكنى الجحيم ..
{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر َقَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ } . { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِى وَلَا تَذَرُ}
...
ترك الصلاة وعدم أدائها .. ما هو إلا جحوداً وإنكاراً لنعمة الإسلام التى أنعم الله بها علينا وعلى كافة عباده المؤمنين ..
{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}
...
تركها أو عدم المحافظة عليها أو الصد عن أدائها .. ما هو إلا من وساوس إبليس اللعين ونزغات وتسويل الشيطان الرجيم ..
فعلى من تركها ومن لم يحافظ على أداء فروضها .. ألا يقع فى شِباك هذا اللئيم وأن لا ينزلق إلى غيه وضلاله ..
فلقد أفصح لنا هذا اللعين عن عداوته وأقسم لنا بالله وعزته ليغوينّنا أجمعين إلا من كان من المخلصين المتقين ..
{ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }
...
ومن تركها لعلة أو مرض قد أحلّ به فأعياه عنها ولم يستطع أداء ما عليه من صلاة .. فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفره
وأن يؤدى مافاته منها وقت شفائه من علته أو مرضه..
ومن نام أو نسى أو سها عنها أو عن فرض من فروضها .. فعليه أن يقوم بأدائها فور ذكرها إلا مخافة فوت الفرض الذى يليه
( فعليه أن يصلى الموقوتة ثم يأتى بالفائتة ) .. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فذلك وقتها لاكفارة لها غيره ) صحيح مسلم
...
والمواقيت التى شرعها الله للصلوات الخمس .. كما يتم تحديدها بالحركة والظل .. يتم تحديدها أيضاً بالحساب والساعات ..

فالشمس والقمر حسابهما مفيدٌ للقطع لاينخرم أبدا .. يقول سبحانه وتعالى : { الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ .. لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ}

صلاة الفجر " صلاة الصبح "
أول وقتها : هو طلوع الفجر حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود .. وآخر وقتها : هو شروق الشمس ..
وعددها ركعتان يجهر فيهما بالقراءة فى حالة أدائها جماعة ..
ومن صلى ركعة بكمالها وتمامها ثم طلعت الشمس فقد أدرك الصلاة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ... ) صحيح البخارى
صلاة الظهر
أول وقتها : هو زوال الشمس عن وسط الفلك أو تقلص ظل الشمس حتى لا يكون لشىء قائم ظل .. وآخر وقتها : إذا صار ظل كل شىء مثله .
فإذا جاوز الظل مثله فقد خرج وقته .. وعددها أربع ركعات لاجهر فيهم إنفراداً أو جماعة ..
وصلاة الظهر فى يوم الجمعة .. تصلى فى جماعة " صلاة الجمعة " .. وعددها ركعتان يجهر فيهما بالقراءة .. ووجوب الجماعة فيها وجوباً لا عذر فيه
إلا لمن رفع عنه التكليف أو من رخص له على سبيل التيسير والله رقيبه وحسيبه ..
صلاة العصر
أول وقتها : إذا جاوز ظل كل شىء مثله .. ولا بد هنا من المجاوزة لأنها هى التى تعنى خروج وقت الظهر ..وآخر وقتها : غروب الشمس ..
وعددها ركعاتها أربع لا جهر فيهم إنفرادا أو جماعة
ومن صلى ركعة بكمالها قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
( .. ومن أدرك ركعة من العصر قبل غروب الشمس فقد أدرك العصر ) صحيح البخارى
صلاة المغرب
أول وقتها : هو غروب الشمس .. ونهاية وقتها : غياب الشفق الأحمر وسقوطه من الأفق ..
وعددها ثلاث ركعات يجهر بالقراءة فى الركعتين الأولتين فى حالة أدائها جماعة ..
صلاة العشاء
أول وقتها : إذا غابت الحمرة التى فى السماء ولم يُرَ منها شيئا .. وآخر وقتها : هو طلوع الفجر ..
وعددها أربع ركعات يجهر فى الركعتين الأولتين فى حالة أدائها جماعة ..
...

ولقد سنّ رسول صلى الله عليه وسلم بعض النوافل منها مايؤدى قبل الفريضة .. ومنها مايؤدى بعد الفريضة .. وهى :
ركعتان قبل صلاة الفجر ..وركعتان قبل صلاة الظهر وركعتان بعده .. وركعتان قبل صلاة الجمعة وركعتان بعدها ..
أما صلاة العصر .. فلا صلاة قبلها أو بعدها .. ( وهناك من ذهب إلى صلاة أربع ركعات قبلها ) ..
وركعتان بعد صلاة المغرب ( وهناك من ذهب إلى صلاة ركعتين قبلها ) .. وركعتان قبل صلاة العشاء وركعتان بعدها ..
وتُصلى صلاة الوتر بعد صلاة العشاء فى أى وقت من الليل وحتى طلوع الفجر ..
.......
وقد ورد النهى فى الصلاة عن : الصفن . والصفد . والسدل والكفت . والوصل . والمواصلة . وصلاة الحاقن . والإقعاء .
والصفن : هو رفع إحدى الرجلين عن الأخرى أثناء الصلاة .. أو أن إبعاد أيهما عن الأخرى بعداً كبيرا ..
والصفد : هو أن تقرن بين القدمين أو تجاورهما معا حال الوقوف فى الصلاة ..
والسدل والكفت : هو الإلتحاف بالثوب أو وضعه على الكتف أو الرقبة وطرفه مرسل من الجنب أو الأمام أو الخلف
فتركع وتسجد وتقوم وأنت على هذا الحال فتنشغل به وتبتعد عن الخشوع والخضوع فى الصلاة ..
والمواصلة : هى أن تصل تكبيرة الإحرام بقراءة القرآن مباشرة .. أو تصل تكبيرة الركوع بالقراءة دون فاصل أو برهة ..
والوصل : هو وصل التسليمة الأولى بالتسليمة الثانية دون فاصل فيما بينهما ..
وصلاة الحاقن : هى صلاة المرء وهو حاقن البول أو الغائط دون الإستبراء منه وإعادة الوضوء ..
والإقعاء : هو أن تجعل يديك بساعديك ممتدة على الأرض أثناء السجود ..
.......
وعلى المرأة أن تستتر فى صلاتها لايظهر منها إلا وجهها وكفيها حتى ولو كانت الصلاة فى خلاء أو ظلمة ..
وعلى المرء رجلاً كان أو امرأة أن يعقل ما صلى وأن يكون خاضعاً خاشعاً مستحضراً ما يقوله ويفعله ..
وإن سها فى صلاته أو تعددت حركاته أو انشغل ولم يدر أثلاثاً صلى أم أربعاً .. فالإعادة أفضل وأحب ..
فالصلاة لها وقت معين فلتؤدها
خلال أى فترة فيه تكون واعياً لها عاقلاً منتبهاً فى أدائها .. يقول سبحانه :
{ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ }
والسكر ليس من الشراب فحسب .. بل قد يكون السكر من التعب والمشقة وقد يكون من الجهد والجهد أو من

الهم والحزن وقد يكون من الفكر وانشغال البال أو غير ذلك من الأحوال ... إلخ

.......
وأى بقعة فى أرض الله تعد مسجداً يجزئ فيها الصلاة طالما كانت طاهرة وخالية من أى دنس أو رجس أو نجس ..
ولا يجوز استقبال أى قبلة غير الكعبة المشرفة إلا للغزاة والمجاهدين .. فإن أمِنوا بعد الغزو والجهاد عاد الشىء إلى أصله ..
وإن كان المرء فى مكان نائى أو فى صحراء أو فلاة ويجهل اتجاه القبلة .. فعليه أن يبلغ جهده وكل ما فى وسعه للبحث عنها حتى يؤيس من العلم بها ..
فإذا ما يئس فليصلى نحو أى جهة يتحراها بعقله وقلبه .. فإن علِمها قبل فوات وقتها فعليه أن يعيد ما صلى نحو القبلة التى أمره الله بها ..
.......
وعلى الإمام أن لايطيل فى صلاته وأن لايعتدى فى دعائه ..
فلقد كان الصحابة رضى الله عنهم لايزيدون فى الدعاء على سبع يدعون فيها بالتوبة والرحمة والمغفرة .
.
************************************************** *******************************************
سعيد شويل