س1/ قال عز وجل ?وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا?[البقرة:135] ؟
ج/ معلوم أن موسى عليه السلام جاء بالحنيفية مثل دين إبراهيم جاء بالإسلام، وعيسى عليه السلام جاء بالحنيفية عبادة الله وحده دون ما سواه.
لكن البهودية المحرفة والنصرانية المحرفة هذه إبراهيم عليه السلام بريء منها، ولهذا قال جل وعلا ?مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ?[آل عمران:67]؛ لأن كل طائفة وادعته على ضلالها.
فاليهود حرفوا دينهم وأرادوا أم ينسبوا التحريف إلى إبراهيم، وأنهم يدعون إلى الإبراهيمية، وكذلك النصارى، وكذلك المشركون ينسبون أنفسهم إلى إبراهيم الخليل وهو بريء من هؤلاء وهؤلاء عليه السلام..
س2/ هل تنصحون بإهداء كتب موسى الموسوي للرافضة؟
ج/ نعم، كتبه نافعة وتنفع القوم تقيم الحجة عليهم أو تهز ثقتهم بأصولهم.
س3/ المرأة إذا لم تجد محرما أو لم يوافق محرمها على الذهاب معها وهي مستطيعة الحج ثم ماتت، هل يلزم وليَّها أن يحج عنها؟
ج/ ..وجود المحرم بالنسبة للمرأة من الاستطاعة والله جل وعلا قال ?وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً?[آل عمران:97]، فالمرأة التي لا تجد محرما لا تعتبر مستطيعة، فلم يتوفر فيها شرط وجوب السعي إلى الحج.
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه رجل فقال له: إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزة كذا وكذا. قال «فانطلق فحج مع امرأتك» فالمرأة لا يجوز لها أن تحج إلا مع ذي محرم؛ لأن الحج سفر تنقل يحتاج إلى رعاية قد يصيب المرأة ما يصيبها فهي معرضة فيه لأشياء كثيرة تحتاج معها إلى من يعتني بها وهو ذو محرم منها.
اختلف أهل العلم هل العلة في اشتراط المحرم هو:
وجود الأمن للمرأة؛ لأن السفر مظنة عدم أمن الأمن العام أو الأمن عليها في بدنها أو في عرضها؟
أو أن المقصود منه تعبد وأنها لا تحج إلا مع المحرم لحاجتها إليه؛ ولأن الحج لا يكون إلا كذلك؟ على عدة أقوال:
وكثير من أهل العلم يبني على هذا أنه يعني على الخلاف، هل لها أن تحج مع نسوة مأمونات أو ليس لها أن تحج مع نسوة مأمونات، فصار هنا رجعت المسألة إلى قولين:
الأول أنه لا يجوز للمرأة أن تحج بدون محرم مطلقا.
والقول الثاني أن لها أن تحج بدون محرم إذا كان الطريق آمنا، وهؤلاء اختلفوا في أمن الطريق:
فمنهم من قال أمن الطريق أن يكون معها نسوة مأمونات، معها خمس عشر حريم هي معهم الكثرة هذه تمنع عدم الأمن، فيترجح أنها تأمن مع ذلك، وهذا مذهب عدد من الشافعية والمالكية، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
والثاني من هذا القول أنه إذا تحقق الأمن جاز لها السفر ولو سافرت وحدها، إذا كان ظاهر السفر أمن ويستدلون له بقوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الضعينة من صنعاء إلى مكة أو قال من الكوفة إلى مكة لا تخشى إلا الله» قالوا علقها بوجود الأمن اخرج الضعينة الواحدة لا تخشى إلا الله.
والصحيح من ذلك هو الأول، وهو أن المرأة لا يجوز لها أن تحج إلا مع ذي محرم منها، لقوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم» تلك المرأة حجت وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للرجل «فانطلق فحج من امرأتك» مع أنه أكتتب في غزوة كذا وكذا في الوجوب.
لكن لو حجت صح حجها، لو حجت بدون محرم صح حجها؛ لأنه شرط للوجوب وليس شرطا للصحة.
طبعا إذا ماتت وهي لم تحج ما تمكنت من المحرم حج عنها وليها لأنه بقيت في ذمتها هي لابد عنها أن تحج فيحج عنها حجة الإسلام من بلدها. ما يجب عليه.
س4/ ما رأيك في مقولة أحد الشباب ينتسب إلى الدعوة يقول: إن زمن القرآن ولى بسبب وجود القنوات الفضائية فلابد أن نواجه الشباب بغير القرآن أن نكون عصريين. هذه رسالة في توجيه الشباب.
ج/ ما أعظم مسلم يقول هذا، ما أظن احد من الشباب يقول زمن القرآن ولّى هكذا بهذا النص، ما أظن أحد يصلي يقول هذا الكلام.
لكن يجب على الإنسان أن يتحرى في ألفاظه، كما تعلمون الحديث «وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي بلها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا» قد يقول كلمة ويقول مقصدي زين، وليست المسألة بالمقاصد، لازم أن تتقي الله جل وعلا في ألفاظك، أن تخاف الله بما تنطق به حتى مع أهلك وحتى مع أولادك وحتى في عملك، المسلم وقور يتحرى في لفظه ويتحرى في تعامله؛ لأن اللسان يحاسب عليه، تحاسب على لسانك في كل ما تقوله.
حديث معاذ معلوم لديكم وهو قوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «كُفَّ عليك هذا» حديث معاذ طويل قال «وكف عليك هذا» قال: يا رسول الله أَوَ مؤاخذون بما نقول؟ قال «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم -أو قال على وجوههم- إلا حصائد ألسنتهم».
ألحظ أنا من بعض طلبة العلم أو بعض الشباب أو بعض أهل الخير إذا جاوا يمزحون ما يهمهم ووش يقولوا أي كلام، هذا سيئ للغاية سيء، أحيانا يطلقون كلاما قبيحا.
مثلا اضرب لكم مثال مقل يأتي ذكر القبر مثلا وأنه نور يجيء واحد ويقول والله كهرباء زين، هذا كلام حرام وقد يهوي به القائل..، أو يقول ألف شمعة أو مثل هذا الكلام؛ يعني يحصل يتناقلون مثل هذا الكلام ويقولنهم بينهم؛ لكن مثل هذا الكلام لا يجوز البتة.
الأمور الشرعية وطن نفسك على الهيبة فيها، هذا من تعظيم شعائر الله، ?وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ?[الحج:32]، تطلق لفظ لا تلقي له بالا وآخر لا تلقي له بالا، ما تدري سيعاقبك الله جل وعلا بسلب الإيمان منك وأنت لا تشعر.
ولذلك يجب على الشباب وعلى طلاب العلم أن يمزحوا بما مزح به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يأتون للأمور الشرعية ويتعرضون لها بأقوال ليست .....
س6/ ما الكتاب الذي تنصح به لمن يعاني حفظ زاد المستقنع؟ وما رأيك في الرجوع في مسائل الزاد إلى الإقناع؟
ج/ زاد المستقنع كتاب حسن جامع من مختصرات الحنابلة المتأخر واختصره من المقنع لابن قدامة، والمقنع لابن قدامة من الكتب المتوسطة جعل فيه المذهب وربما ذكر في مسألة وجهين أو روايتين أو قولين، ربما يذكر في الباب مسألة مسألتين لها وجهان فيها قولان فيها روايتان يعني عن الإمام أحمد.
ثم الزاد مختصر زاد عليه مسائل وحذف منه مسائل، واختصره واعتنى العلماء به بشروح وبحواشي كثيرة جدا عليه، من شروحه الحسنة الروض المربع للشيخ منصور رحمه الله تعالى البهوتي المصري، وأيضا ثَم حواشي على الروض حاشية الشيخ العنقري حاشية الشيخ عبد الرحمن بن قاسم وحاشية الشيخ أبا الطين عدد من الحواشي الأخرى.
الزاد نفسه عليه حواشي؛ لكن الزاد والروض يعتبر المنتهى وشروح المنتهى شرح أو شروح للروض المربع، منتهى الإيرادات هذا أكبر وأقعد في المذهب هو أقعد كتاب في مذهب الحنابلة يعني أفضل كتاب في مذهب الحنابلة في المنتهى كما هو معروف، وله شروح كثيرة منها شرح المصنف، ومنها شرح الشيخ منصور وثَم حواشي أيضا كثيرة طبع بعضها.
بعده الإقناع مع شروح الإقناع وحواشيه، كل واحدة من هذه الأكبر شرح لما قبله مع الحواشي والشروح مخدوم المذهب من كل جهاته.
فالذي يريد أن تنمو عنده حاسة الفقه على طريقة الحنابلة عنده هذا التسلسل وكل كتاب شرحه والحواشي التي معه على إثره، أعان الله طلبة العلم على التفقه في الدين.
وكتاب الزاد من الكتب النافعة جدا ولا يقول قائل فيه مسائل مرجوحة، طلب العلم يكون للتفقه لا للفتوى، تفقه تعرف المسألة الراجح للمسألة المرجوحة صورة هذه وصورة هذه حتى تنمو عندك الحاسة الفقهية وبعد ذلك يمكن أن تعلم وتعرف الراجح.
س7/ قال أحمد رحمه الله أو ما ينسب إليه الملاحم والمغازي والتفسير ثلاث ليس لها أصول. إذا صحت كيف تفهم على قصده؟
ج/ هذه كلمة صحيحة عن الإمام رحمه الله قال: ثلاثة ليس لها أصل التفسير والمغازي والملاحم.
ويعني بها تفسير بالاجتهاد وليس التفسير الأثر، والمغازي التي صنف فيها مثل الواقدي كتابه فتوح الشام وإلى آخره، هذه أسانيدها ليست كذلكـ والملاحم التي تؤثر ستكون أو كانت مما كان يستعمله أهل القصص في ذلك الوقت، وربما ركبوا له أسانيد وهذه ليس لها أصول ثابتة لأنها لم تكن عناية السلف من الصحابة بنقل هذه الأشياء، إنما نقلوا التفسير المأثور، ونقلوا سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما المغازي التفصيلية والملاحم ما كان وما يكون، هذا ما يكون من العلم النافع الذي كان يعتني به السلف رحمهم الله.
س8/ رجل تيمم ثم صلى، وفي أثناء الصلاة وجد الماء فهل يُتمّ صلاته أم يقطعها ويتوضأ ثم يصلي وما الدليل؟
ج/ هذا سؤال اختبار، وما الدليل وما التعليل.
المسألة هذه معروفة ومشهورة، والأصل فيها قول الله جل وعلا ?فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ?[النساء:43]، هنا ?فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء? هل هو في ابتداء الصلاة يعني قبل الصلاة؟ أو لم تجدوا ماء مطلقا؟
من نظر إلى عدم وجود الماء إلى أنه في الابتداء وفي الأثناء، قال: إنه إذا وجد الماء في أثناء الصلاة فإنه يعتبر واجدا للماء قبل تمام الصلاة وفي الوقت، فإنه يلزمه أن يقطع الصلاة تصبح طهارته مع وجود الماء فإنه يلزمه أن يعيد الصلاة أو أن يقطع الصلاة وأن يتوضأ ويصلي.
ومن قال ?فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء? يعني قبل بداية الصلاة فإنه إذا لم يجد الماء وتيمم صار التيمم بدلا عن طهارة الماء بحكم شرعي، ودخل في الصلاة بحكم شرعي؛ لأنه تم شروط الصلاة ودخل في الصلاة.
فإذن إبطال صلاته يحتاج إلى دليل وهو خلاف الأصل، وهذان القولان معروفان والذي رجّحه كثير من المحققين هو الثاني، وهو لا يعيد الصلاة يستمر فيها؛ لأنه دخل في الصلاة بطهارة صحيحة، والأحوط حقيقة هو الأول؛ لأنه له شبه لمن وجد الماء، والوقت باق وهذا الماء عنده فالأحوط أن يتوضأ وأن يعيد الصلاة أو يصلي.
س9/ أشكل علي قول بعض المؤلفين في كتب القرآن وغيرها أن (الـ) في قوله تعالى ?الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ?[الفاتحة:2] للاستغراق عند أهل السنة خلافا للمعتزلة بناء على خلافهم لخلق أفعال العباد فلا يقولون أنها للاستغراق ؟
ج/ تحتاج إلى نظر، معنى الاستغراق هل فعلا المعتزلة ينكرون الاستغراق هنا؟ ما أعلم.
لكن الحمد الألف واللام هنا استغراق الجنس؛ يعني جنس أو أجناس الحمد جميعا لله رب العالمين يعني مستحقة لله جل وعلا أجناس الحمد خمسة:
حمد لله في ربوبية، وحمد في الألوهية، وحمد في الأسماء والصفات، وحمد في الشرع، وحمد في الكون والقدر.
فأجناس الحمد كلها لله، إيش علاقة هذا بخلق أفعال العباد؟ ما أعلم.
وأظن -إذا ما خانتني الحافظة- أظن أن الزمخشري يقول إنها للاستغراق في فاتحة التفسير وقال أل للاستغراق أظنه يقول ذلك.
فيحتاج إلى مراجعة.
س10/ من أراد الإحرام من الميقات هل يلزم الدخول إلى المغاسل والمسجد أو يحرم من الطريق؟
ج/ إذا مر بالميقات فإنه السنة بحقه أن يدرك وقت الصلاة -صلاة مفروضة- في الميقات، أو ينتظر حتى يأتي وقت صلاة فيصلي الظهر مثلا أو يصلي العصر ثم يهل بعدها، يهل بعدها الحج أو بعمرة أو بهما معا بحسب ما يختار، ثم بعد ذلك إذا ذهب بعد الاغتسال والطهارة إلى آخر السنن المعروفة.
ثم بعد الصلاة الفرض يهل، ثم بعد ذلك يركب السيارة، فإذا ركب السيارة سبح وحمد وهلل وكبر؛ قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. ثم يلبي مرة أخرى فيقول: لبيك اللهم حجا أو لبيك اللهم عمرة، ثم يكمل التلبية.
أما من لم يختر أن يصلي صلاة فرض وهو مار فإنه يلبي إذا حاد للميقات يلبي دون الصلاة لأن الإحرام ليس له صلاة تخصه؛ يعني صلاة ركعتين لأنه لا يحرم إلا بعد ركعتين فإذا حاد الميقات كفاه.
س11/ هل يجوز أن نَصِفَ القدر بالظلم؟
ج/ لا يجوز لأن القدر فعل الله جل وعلا وتقديره فلا يوصف بالظلم ?وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا?[الكهف:49].
س12/ أعرف أناسا جلّ مجالسهم الكلام في أعراض علمائنا الكبار بأنهم لا يفقهون واقع المسلمين وفتاواهم في حيض وغيره، ما أفعل مع هؤلاء وكيف التوجيه؟
ج/ أظن حصل في السنين الماضية مزيد كفاية في وضوح هذه المسألة، وان ن استعجل فوقع في أعراض العلماء أو استنقص رأيهم بان الأمر على خلافه، لأن مصالح الناس في الحال وفي المآل هي بقول أهل العلم الكبار، ورحم الله سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فقد كان لموقفه في الأزمة من الخير العظيم على الخير العظيم في ذلك الوقت وإلى وقتنا الحاضر إلا العالمون بالشرع وأحوال ما يصلح الناس.
والواجب علينا جميعا ونحن طلاب علم وكلكم حريص على الخير أن نكون متقين في الله، الكلام والغيبة ومحرمة الكلام في الأعراض محرمة.
ومن العجب أن يأتي شاي صغير لم يأتِ من العلم شيئا فضلا أنه يدرك الواقع، ويقع في حق كبار من أهل العلم الذين عرفوا العلم وعرفوا الواقع؛ ولكن هل الواقع هو الأخبار السياسية؟ هل الواقع هو التفصيلات؟ هل الواقع هو تفصيلات الكيد؟ أم الواقع هو واقع العداء وكيف تطبق حالهم على الشرع؟ أو تطبق حالهم على ما في القرآن والسنة؛ يعني لا تنفك المسألة من وجود الأعداء من الإسلام والمسلمين هؤلاء الأعداء فصلهم الله جل وعلا في القرآن قال سبحانه ?للّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا?[النساء:45]، بيّن الله جل وعلا حال اليهود وتفاصيل عداوة اليهود لنا والنصارى ?وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ?[البقرة:120].
لكن هل من شرط العالم أن يتتبع جميع الجرائد ويقرأها والأخبار والقنوات الفضائية والتحليلات السياسية حتى يكون فقيها بواقع؟ لاشك أن هذا ليس بمقصود.
والأحكام الشرعية والأحكام الشرعية لابد أن تكون عن فهم وفقه؛ لكن ليس كل ما علمه الناس يكون مؤثرا في الفتوى أو في الحكم أو في التصرفات فهناك أشياء تعلم لا قيمة لها ولا أثر، وليس كل ما يعرض تسمعونه أو ينقل يكون صحيحا؛ لأن الناس الآن يضلون بالأخبار، الأخبار والإعلام يضل وينوم الأقوال، ويجعل الناس يتصرفون تصرفات يبنون أحكاما على ما نقل، ربما بعضكم ينظر في الأخبار التي تعرض سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية أن تفاصيل الخبر واحدة تنقل في جميع الوسائل، في الجرائد في أمريكا وفي أوربا وفي الشرق وفي المسموع في الأخبار، الصياغة متقاربة؛ بل الصورة والواحدة أحيانا المعروضة في أخبار في قنوات، تجد الصورة تتردد في الأخبار في جميع القنوات، من الذي صاغ الخبر الأساسي؟ ومن الذي صور؟ ومن الذي فعل ومن الذي ينشر هذه الأخبار في العالم والناس يدورون حول هذه الأخبار، لاشك أنه هناك تسلط إعلامي عالمي على المسلمين وعلى غيرهم؛ يعني لتكون الموقف ويكون الرغبة في الناس ولتكون الآراء في الناس على هذا نحو ما.
لهذا فالذي ينبغي لطلاب العلم أولا أن ينشغلوا بالعلم عن غيره؛ لأن الأمة بل الدّين والجهاد الآن جهاد علم الناس بحاجة إليكم بحاجة إلى طلبة علم إذا ضيعتم الوقت في قيل وقال دون فائدة، نحن مرينا قبلكم بمراحل كان بعض الناس يتتبعون المجلات يشترون المجلات الحوادث ومجلة الوطن العربي وأنا أذكر من ثلاثين سنة ومجلة كذا وجريدة وجرائد متنوعة لا فقهوا في السياسة ولا تفقهوا في العلم فضاعوا بين هذا وهذا.
الناس بحاجة إليكم في حاجة إليكم في العلم النافع في توحيد الله جل وعلا، وفي بيان السنة وبيان الأحكام الشرعية، فتعلموا العلم النافع واتركوا المسائل الكبار لأهل العلم فإن هذا أنفع لكم.
طالب ينظر إذا كان تحليلا جيدا في مجلة مأمونة أو فيه خبر يتعلم ويفهم؛ لكن أن ينقد على أهل العلم إذا لم يتتبعوا مثل تتبعه هذا ليس بنصفة ولا بعدل فضلا أن يكون مأمورا به في الشرع .
فلنق ألسنتنا من الغيبة ولنحفظ قليل أعمالنا -وإن أثابنا الله جل وعلا عليها- من الضياع والغيبة كما تعلمون الوقوع في العرض ولابد أن يؤخذ ممن اغتاب أن تؤخذ منه المظلمة يوم القيامة.
والله المستعان، يعني الواحد الذي يعرف نفسه وحريص على الآخرة وما يقربه إلى الله جل وعلا يضيع نفسه بهذا اللسان الذي يقع دون عمل.
وكثير من الأعمال النافعة -وأنتم انظروا- التي بقيت ونفعت في دينهم وفي دنياهم من أعمال أهل العلم الكبار هي التي هادية ونافعة، وما أحسن قول ابن الوردي في لاميته(225):
..................... وعن البحر اجتزاء بالوشل
البحر كثير لكنه مالح لا تشرب منه، والوشل ماء عذب قليل لكنه يطفئ الضمأ ويروي الغلة.
س/ ما هو الفرق بين المصلى والمسجد؟
ج/ يعني هذا تفريق عند بعض الفقهاء؛ لكن النصوص فيها المسجد كلفظ المسجد.
المصلى هو المكان الذي تتخذه للصلاة لم تجعل أرضه وقفا مسجدا.
والمسجد هو ما أُعدّ للصلاة وجعل مخصوصا بذلك وجعلت أرضه وقفا على المسجد وقفا على الصلاة.
يعني مثلا مكان في مستشفى في الطريق يفرشون السجادات ويصلون، هذا مصلى، عندك في بيتك خصصت بقعة غرفة أو بقعة تصلي فيها هذا صار مصلى.
أما المسجد فهو الذي خصص ويؤذن ويقام فيه وتصلى فيه الصلوات جميعا.
ما له علاقة أن المسجد يصلى فيه كل الفروض أو لا يصلى فيه لا يشترط ذلك، المسجد هو المكان الذي صارت أرضه وقفا، يعني مثلا قد يكون مكان يصلى فيه الناس الفروض الخمسة لكنه ليس مسجدا مثل طريق في مستشفى أو بقعة الناس كل من أتى صلى وقد يكون مسجدا إذا خصص هذا مسجد معروف مميز بسوره وبأذانه وإمامته إلى آخر ما هنالك.
س/ نرجو تغيير موعد درس الخميس إلى فجر يوم الجمعة حيث أن درس الخميس ستعارض مع درس سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ؟
ج/ نبحث هذا هل يغير إلى فجر الجمعة أو إلى مثلا يوم آخر بعد المغرب بعد العشاء، نشوف إن شاء الله هذا.
في هذا القدر كفاية وبارك الله فيكم وعليكم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
....
الدكة ما خصصت للصلاة، المسجد معروف؛ لكن الدكة هذه أصلا مخصوصة للجلوس لجلوس الآغوات الذين يخدمون في الماضي وبقي كذلك، أنت ما تصلي فيها صلّ في المسجد.
السائل: خلفه؟
الشيخ: ما فيه شيء.
السائل: مواجهة القبر؟
الشيخ: بينك وبين القبر أربعة جدران كأنه بين وبينه جدار وشارع وجدار وشارع؛ يعني إذا فصل بين المصلي والقبر أو المقبرة إذا فصل بينهما طريق جازت الصلاة فيه، واضح؟ والآن السور الحديدي هذا في داخله سور الطويل هذا، الذي داخله ثاني فيه ثالث وبعدين فيه...
السائل: مسألة الولاء والبراء ضابطها عند من يعذر بالجهل؟
الشيخ: كيف، ما أدري، لكن العذر بالجهل حكم، والولاء والبراء اعتقاد واضح، الولاء والبراء اعتقاد الولاء محبة للتوحيد وموالاة للتوحيد وعمل بالتوحيد، والبراء بغض للشركيات ولعبادة غير الله واضح.
??(??

الأسئلة] نجيب عن بعض الأسئلة:
س1/ هل الميت يعلم عن الأحياء أخبارَهم؟ فقد سمعتُ من بعض أهل العلم من يقول ذلك وآخر ينفيه، وآخر من يقول هذه المسألة لا أحد يسأل عنها لأنها من علم الغيب.
ج/ هذه المسألة من المسائل المهمّة جداً، وكما ذكر السائل تنوّعت أقوال العلم فيها ما بين ناف مطلقا وما بيت مثبت وما بين مفصل للمسألة بحسب ما ورد في الدليل.
والصواب في ذلك التفصيل.
( فمن نفى مطلقاً بأن الأموات لا يسمعون ولا يعلمون؛ بل انقطعت سبيلهم، استدلوا بقول الله جلّ وعلا: ?وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ?[فاطر:22]، واستدلوا أيضاً بأنّ الميت انقطع من هذه الدنيا وارتحل إلى الآخرة وهو مشغول عن هذه الدنيا بالآخرة وهو في حياة برزخ، وحياة البرزخ مختلفة عن هذه الحياة، فَصِلَتُه بهذه الحياة تحتاج إلى دليل، ولا دليل يدل على سماعه مطلقاً لذلك وجب نفيه لدلالة قوله: ?وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ?، ولم يدل أيضا الدليل على أن الملائكة تبلغ الأموات الأخبار والأحوال، فبنوا على هذا النفي العام بأنّ الميت لا يسمع شيئاً.
( والقول الثاني أن الأموات يسمعون مطلقاً ويُبَلَّغُون، يعني يسمعون ما يحدث عندهم ويبلغون ما يحصل من أهليهم وأقاربهم من خير وشر، فيأنسون للخير ويستاءون للشر، وهؤلاء بنوا كلامهم على أن في الأدلة ما يدل على جنس سماع الميت لكلام الحي:
كقوله عليه الصلاة والسلام: إذا... نسيت أوّل الحديث، المقصود اللي في آخره: «وإنه ليسمع قرع نعالهم»، واستدلوا بهذا على أنه يسمع.
ويستدلون أيضاً ببعض الأحاديث الضعيفة كحديث التلقين حديث أبي أمامة الضعيف في التلقين ونحوه بأنه يسمع بعض السماع.
ويستدلون أيضاً بما ورد من الأحاديث بأن الملائكة تبلّغ الميت بأخبار أهله، ويعرضون عليه ما فعلوا فإن وجد خيراً فرح واستبشر وإن وبلّغ غير ذلك استاء من أهله.
ويستدلون أيضا بما يحصل للأحياء من رؤية للأموات في المنام لأرواح الأموات في المنام، وأنهم ربما قالوا لهم فعلت كذا وفعلت كذا وأتانا خبرك بكذا ونحو ذلك.
وهؤلاء أيضا في مسألة خاصة استدلوا بفعل النبي ( مع صناديد قريش لما دفنهم في القليب ورماهم فأطلّ عليهم عليه الصلاة والسلام، فقال لهم: «هل وجدتُّم ما وعد ربكم حقا؟ فإنّي وجدت ما وعد ربي حقا»، قالوا له: يا رسول الله أتكلم أمواتاً؟ قال: «ما أنتم بأسمع لي منهم»، واستدلوا بهذا اللفظ: «ما أنتم بأسمع لي منهم» على أنهم يسمعون، وإذا كانوا يسمعون فإنهم لهم نوع تعلق بالدنيا فلا يمنع أن يُبَلَّغُوا ويقوي ما جاء في هذا الباب من أحاديث.
( والثالث وهو الصواب، التفصيل، وهو أن الميّت يسمع، ويسمع بعض الأشياء التي ورد الدليل بأنه يسمعها،، والأصل أن الميت لا يُسَمَّع لقوله: ?وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ?، وأنه هو أيضاً لا يسمع فما خرج عن الأصل احتاج إلى دليل وكذلك التبليغ -تبليغ الأخبار- أيضاً خلاف الأصل، ولهذا كان من خصائص النبي ( أن الله جعل له ملائكة سيّاحين في الأرض يبلغونه من أمته السلام، وهذا هو الأقرب للدليل، وهو الأظهر من حيث أصول الشريعة، وهو أن الميت لا يسمع كل شيء، لا يسمع من ناداه، لا يسمع من أتاه يُخبره بأشياء، وأنه لا دليل على أنّه يُبَلََّغ ما يحصل لأن هذا من خصائص النبي (، وأن الأحاديث الواردة في ذلك بأنه يُبَلَّغ ونحو ذلك أنها أحاديث ضعيفة لا تقوم بها الحجة.
فينحصر إذاً سماعه فيما دل الدليل عليه، وهو أنه يسمع قرع النعال وأن أهل بدر سمعوا، يعني أنّ المشركين من صناديد قريش سمعوا النبي (، لهذا في الرواية الثانية الصحيحة أيضا أنه قال لما قالوا له: أتكلم أمواتاً؟ قال: «ما أنتم بأسمع لي منهم الآن» وهذه الرواية ظاهرة الدلالة بأن إسماعهم وتكليمهم هو نوع [تذكيك] وتعذيب لهم، وزيادة «الآن» زيادة صحيحة ظاهرة وبها يجتمع قول من نفى وقول من أثبت، فيكون الإثبات بالسماع فيه تخصيص لهم بتلك الحال لازدياد [تذكيكهم] وتعذيبهم أحياء وميتين.
والعلماء ألّفوا في هذا أيضاً تواليف في الثلاث اتجاهات، يعني في القول الأول والثاني والثالث، وابن القيم رحمه الله في كتاب (الرّوح) توسّع في هذا على القول الثاني، توسّع فيه على القول الثاني، لكنه ليس هذا القول أو غيره موافقاً لقول المشركين الذين يجيزون مناداة الميت وسؤال الميت الحاجات وطلب تفريج الكربات وإغاثة اللهفات، وفي نذر والنذور ليخاطبوه وليستغيثوا به أو يستشفعوا به. هذا غير داخل في المسألة لكن هذه المسألة أساس يروّج به من دعا إلى الشرك لأنهم يعتمدون على مثل هذه الأقوال. ألّف ابن القيم كتاب الروح وبحث في هذه المسألة وتوسع فيها جداً حتى أنه رحمه الله تعالى نقل منامات وحكايات في هذا المقام، هي من قبيل الشواهد على طريقته، لكن العبرة بما دلّ عليه الدليل من الكتاب والسنة ولا متمسك في كلام ابن القيم بمن زعم أن الموتى يغيثون وأنهم يسمعون ويجيبون من سألهم إلخ. بل ابن القيم رحمه الله مع ما أورد فإنه ردّ على المشركين والخرافيين وأهل البدع والظلال الذين يصفون الأموات بأوصاف الإله جلّ الله عمّا ادّعى المدّعون.
وهناك من ذهب إلى المنع مطلقاً وعدد من أهل العلم ومذهب الحنفية بالخصوص و(التواليف) طائفة من الحنفية في هذا الباب على هذا الأساس من أن الأموات لا يسمعون أصلاً، فكيف يبلّغون وكيف يجيبون، والصواب اللي عليه الدليل هو التفصيل الذي مرّ ذكره...
السلام، سلام النبي (، ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على البكري قاعدة مهمّة في فحوى كلامه، وهو أن الميت على القول بسماعه وسماع النبي ( بخصوصه فإنّه لا يسمع بقوة هي أكبر من قوته في الدنيا، لا يسمع البعيد لأنّ إعطاءه قوة أكبر من قوته في الدنيا على السماع، هذا باطل ولم يدلَّ عليه أصل ولم يقل به أحد، ولهذا جاء في بعض الآثار، أو جاء في بعض الأحاديث وإن كان فيها مقال، طبعاً فيها تعليل لبحث معروف: «من سلّم علي عند قبري أجبته أو رددت عليه، ومن سلّم علي بعيداً بُلّغته». وهذا صواب النهي من قول بعض السلف. يعني إستظهاراً، لأنه من سلّم قريباً أجيب ومن سلّم بعيداً بُلّغ، ولا يصح الحديث في ذلك.
المقصود من هذا أن تبليغ سلام من سلّم لنبي ( يدل على أنه ليس عنده قوة تحضر في كلّ مكان، من سلّم عليه، عليه الصلاة والسلام عند قبره فله حكم من سلم عليه عند القبر، يرد عليه السلام. والآن القبر بعيد، قبر النبي ( الآن بعيد، ليس قريب وبينك وبينه أربع جدران، جدران كبيرة، فإذا تكلّم المرء خافتاً بأدب وسلّم: (السلام عليك يا رسول الله) بهدوء، فإنه لو كان عليه الصلاة والسلام حياً في مكانه أي في غرفته، في حجرته التي دفن فيها لَمَا سمع. ولهذا ليس ثَمّ فيه إلا التبليغ، فالآن من أنه يُبلَّغ، الملائكة تبلغه من سلّم عليه، لأن الذي يسلّم بعيد ولا يُسمَع.
ذكر ابن تيمية أنه لم يدلّ دليل على أنه يُعطَى قوّة غير القوة التي كانت معه في الدنيا، ولو قيل أن الميت يسمع، الميت عامةً يسمع فإنه لا يسمع من يكلمه من خلف المقبرة، أو بينه وبينه عشرين متر (20م) يتكلم بهدوء، أو نحو ذلك فإن هذا من وسائل الاعتقادات الباطلة أو من وسائل الشرك والخرافة.
أما النبي ( فحياته حياة كاملة برزخية ولا شك أكمل من حياة الشهداء.
على كل حال.
س2/ هل يجوز لليهودي والنصراني يا أخ فلان ؟ وما المراد بقوله سبحانه: ?إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ?[الشعراء:161]؟
ج/ الأخوة تختلف، فيه أخوة نسب، وثَم أخوة دين، وفيه أخوة في صناعة، والأخ يُطلَق على المصاحب أيضاً والقريب، فما يأتي في قصص القرآن مِنْ جَعْل النبي أخاً للمشركين الذين كذبوه، هذا من قبيل أخوة النسب لأنه منهم نسباً كما نصّ على ذلك أهل العلم، أما أخوة الدِّين أو أخوة الملة أو أخوة المحبة فهذه لا شك منفية وباطلة.
ولهذا من قال لليهود والنصارى إخواننا ويقصد بذلك التودّد فهذا يدخل من الموالاة المحرّمة، وإذا كان له للنصراني نسب أو صلة أو كان مشترك معه في صناعة أو في تجارة ويقصد هذا الاشتراك فهذا له باب آخر وفيه نوع موالاة ومقاربة الواجب تجنبها، أما أخوة النسب والقبيلة فهذه أمرها واسع كما في القرآن.
س3/ ما حكم الرقية على الكافر و الحيوان؟
ج/ الرقية هي دواء وعلاج فلا يختص بها مسلم أو آدمي، فإذا رقى كافراً لا بأس، إذا رقى أيضاً حيواناً فلا بأس فهي دواء وعلاج، قصة أبي سعيد الخدري، حديث أبي سعيد الخدري المعروف بأنهم مروا بقوم فاستطعموهم أو استضافوهم فلم يضيّفوهم، فلُدغ سيد أولئك القوم، فأتوا لهؤلاء نفر من الصحابة، فقالوا: أفيكم راق؟ قالوا: نعم ولكن لا نرقي إلا بجُعْلٍ. فجعلوهم على قطيع من الغنم ثم جعل يرقي بفاتحة الكتاب ويتفل ويقرأ فاتحة الكتاب ويتفل حتى برأ كأن لم يصبه شيء. فلما أتوا للنبي ( قالوا.. اقتصوا عليه القصة، فقال: «وما يدريكم أنها رقية!! اضربوا لي معكم بسهم»، فالرقية علاج وقراءة القرآن على الكافر إسماع له أيضا القرآن وليس من جنس لمس المصحف، والله جلّ وعلا قال: ?وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ?[التوبة:6]، ففيها علاج وفيها وإقامة لحجة من الحجج عليه ونحو ذلك.
س4/ الأحكام التي وردت في آية الدين، وهي الكتابة والإشهاد، هل هي على الوجوب لظاهر الآية أم لا؟
ج/ الصحيح أنها على الاستحباب، والظاهرية ذهبوا إلى الوجوب، والآية الأمر فيها للاستحباب، فيتأكّد الاستحباب إذا صار الدين أو القرض مما يُأْبه له أو مما يُخشى معه الاختلاف.
نكتفي بهذا القدر.
اقرأ...
??(??

[الأسئلة]
س1/ لو أن طالب العلم المستجد قرأ في هذه العقيدة وشرع فيها قبل الشروع في طلب العلم لأمن أجل] الاعتقاد العام.
ج/ لا بأس، الواحد يحضر ما استطاع ويُكمل، يُكمل فيما فات.
س2/ هل من صفات الله تعالى الجنب لقوله تعالى: ?عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ?[الزمر:56]؟، وهل من صفات الله التردد لحديث: «ما ترددت في شيء أنا فاعله»؟
ج/ هذه مما اختلف فيها من أهل السنة، هل يُطلق القول بإثباتها أم لا؟ والواجب هو الإيمان بظاهر الكلام، وهل الظاهر هنا في إطلاق صفة الجنب هل هو الظاهر الصفة؟ أم الظاهر غير ذلك؟ الراجح أن الظاهر غير ذلك وأنه ليس المقصود من قوله: ?عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ? أن المقصود الجنب الذي هو الجنب، لأن العرب تستعمل هذه الكلمة وتريد بها الـجَنَاب لا الجنب يعني الجهة، إنما تقصد الجناب المعنوي. ?عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ? يعني في حق الله في ما يستحق الله جلّ وعلا. فمن أهل العلم من أثبتها لكن ليس ذلك هو ظاهر الكلام.
أما صفة التردد فهي تُثبت لله جلّ وعلا على ما جاء، لكن تردده بحق، وتردده ليس تعارضاً بين علم وجهل أو بين علم بالعاقبة وعدم علم بالعاقبة، وإنما هو تردّد فيما فيه مصلحة العبد، هل يقبض نفس العبد أم لا يقبض نفسه، وهذا تردّدٌ فيه رحمة العبد، وفيه إحسان إليه ومحبة لعبده المؤمن وليس من جهة التردد المذموم الذي هو عدم الحكمة أو عدم العلم بالعواقب، يعني تردد فلان في كذا، صفة مذمومة أنه يتردّد، إذا كان تردده أنه ما يعلم، أتردد والله أفعل كذا أو أروح ولا ما أروح، لأنه إما عنده ضعف في نفسه أو أنه يجهل العاقبة، فتردد أتزوج ولا ما أتزوج، أشتري أم لا أشتري لأنه ما يدري هل فيه مصلحة، مصلحة له، أم ليس فيه مصلحة، هذا هو التردد الذي هو صفة نقص في من اتصف بها، ترددٌ ناتجٌ عن عدم العلم بالعاقبة، أما تردد الذي ورد في هذا الحديث هو تردد بين إرادتين لأجل محبة العبد: «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدٍ مؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولابد له من ذلك»، وهو تردد لا لأجل عدم العلم ولكن لأجل إكرام العبد المؤمن ومحبة الرب جلّ جلاله لعبده المؤمن.
فهو إذاً تردد بحق وصفة كمال لا صفة نقص فيُثبت على ما جاء في هذا الحديث مقيدة لا مطلقة.
س3/ يوجد من أعلام أهل السنة قديماً وحديثاً من خالف عقيدة أهل السنة طريقة السلف في بعض الأقوال وليس كلها فما موقفنا منها؟
ج/ ذكرت أنا عدة مرات الجواب يعني على مثل هذا، وهو أن مخالفة من خالف على قسمين:
الأول: مخالفة في الأصول، الأصول العامة ما هي؟ مثلاً الأصل في الغيبيات الإثبات، الأصل في صفات الله جلّ وعلا الإثبات وعدم تجاوز القرآن والحديث، الأصل في الإيمان هو أنه قول وعمل، وقول اللسان واعتقاد الجنان وعمل الجوارح والأركان وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. في مسائل القدر، إثبات القدر على المراتب التي جاءت وأن الله جلّ وعلا خلق كل شيء بقدر وأنه خالق الأفعال إلخ... هذه الأصول العامة التي يتفق عليها، هذه الأصول التي من خالفها فهو ليس من أهل السنة، اللي خالف في أصل من الأصول ليس من أهل السنة والجماعة على [السماع].
القسم الثاني: أن يتفق معهم في الأصول لكن يخالف في بعض التفصيلات، يعني يؤمن بأن الصفات لا نتجاوز القرآن والحديث لكن يظهر له فيه صفة أنها غير مثبتة، أنها منفية، فهذه ننظر في الصفة هل السلف متفقون عليها، أو هل الأئمة نصوا عليها واتفقوا وهذا خالف، أم أنه هو خالف ولم ينص عليها أحد من قبله. تختلف.
يعني مثلاً من قال في مسألة الخلو من العرش هذه معروفة في النزول، هنا هذه مسألة من قال يخلو من العرش قول، لكن هو موافق أن الله جلّ وعلا مستوٍ على العرش، كما يليق بجلاله وعظمته ومثبتة للنزول، لنزول الله جلّ وعلا، لكن جاء بقول لم يُسبق إليه وهذا يكون مما لا ينفيه من أهل السنة ولكن يُغلّط قي هذه الجهة، مثل نفي ابن خزيمة، صورة الرب جلّ جلاله، يعني أنها على صورة، صورة آدم أنها على صورة الرحمان، نفي إثبات الصورة، وتفسير الصورة بشيء آخر. مثل ابن قتيبة لما نفى النزول، يعني حقيقة النزول وفسره بنزول الأمر، أو نزول الرحمة أو...، هذه أغلاط لكنهم يوافقون في الأصل فانتبه إلى هذا، كذلك في الإيمان بالقدر، فمن وافق في الأصول فهو من أهل السنة فإذا غلط في التطبيق فيكون مخطئ فيه.
الصفات، أن لا تؤوّل الصفات، إذا قال أن والله لا شك الصفات لله جلّ وعلا تُثبت على ظاهرها بلا تأويل، ويطبّق هذه في كل الصفات، جاء في صفة أوّل مثل ما فعل الشوكاني في بعض المسائل، تجد أنه يُثيت ويجيء في صفة أو صفتين يتأول، لماذا تأولها لأنه لا يعرف حقيقةً كلام السلف فيها، أشكلت عليه، ظنّ أن تأويلها هو الموافق لقول السلف، نظر في بعض الكتب وجد كلام بعض أهل التفسير ظنه أنه موافق لأهل السلف ولقول أهل السلف وهكذا.
المقصود من هذا أن موافقة الأصول بها يكون المرء من أهل السنة، إذا أخطأ في مسألة أو في مسألتين في التطبيق لا ينفي أن يكون من أهل السنة فيقال أخطأ في هذا ولا حرج يعني لا إخراج له في ذلك، أخطأ ويُناصح ويُبَيَن له أو يُبَيَن ما في كلامه من خطأ.
س4/ يقول أنا أعمل مع مجموعة من الأجانب العمل الحكومي، وكثيراً ما أتعامل معهم وغالباً ما أُظهر الودّ لكي أكسبهم للدين أو [لإظهاره] ما رأي الشرع في هذا؟
ج/ هذا إذا كان يقصد بالأجانب يعني بأنهم كفار فالواجب على المسلم أن يكون في باطنه بُغض للكفر ولأهل الكفر والله جلّ جلاله يقول: ?لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ?[المجادلة:22] الآية، فوجود المودة في القلب، المودة التامة المطلقة هذه لا تكون مع الإيمان، فالواجب إذن أن لا يودّهم وأن لا يُحبهم وأن يكون في قلبه بغض للكفر والكافرين.
ما يُظهره المسلم في التعامل هذا فيه تفصيل، إذا كان المتعَامَل ممن لا يُظهر العداوة للمسلم ولم يُقاتل في الدين ولم يستهزئ بالدين ولم يسعى، وإنما هو في ظاهره مسالم فهذا لا بأس من أن يُحسَن إليه وأن يُقسط إليه، أي لا بأس من الإحسان إليه ومن البر به على ظاهر قوله تعالى: ?لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ?[المجادلة:22]، والنبي ( زار يهودياً وأسلم، وكان يُهدي لليهود من جيرانه لأجل الجوار من الطعام وربما ألان لهم الكلام وأحسن لأجل الدعوة ولأجل تأليف القلوب والمصلحة أو درء مفسدة، لكن هذا يختلف باختلاف الأحوال والمرادات والأشخاص.
أما أن يكون التعامل دائماً على هذا النحو فهذا ليس جائز، يعني مثل بعض الناس يكون دائماً مبتسم لسبب ولغير سبب هذه طبيعة صارت فينبغي له أن ينتبه، أما إذا كان لغرض شرعي فهذا طيب والأعمال بالنيات؛ لكن دائماً تعامله يعني مثل ما يقولون هو حبيب مع الجميع، مع المسلم ومع غير المسلم وفي عمله، هذا ليس كذلك، هذا غير مسلك شرعي، المسلك الشرعي أنه إذا ألان الجانب فيلينه لمسلم، و«تبسمك في وجه أخيك صدقة»، أما غير المسلم فيعامله بالعدل، لا يظلمه لا يكفهّر في وجهه، لا يسبب بينه...، إذا كان غير مظهر للعداوة لا يسبب بينه وبينه يعني ما فيه ظلم له أو اعتداء عليه أو عدم إقساط في حقه، لأن الله أمر الإقساط في حقه وإعطاؤه حقه، لكن لا يتبسّط أو يُهدي أو نحو ذلك أو يزور إلا ما كان في حقه مصلحة شرعية أو درء مفسدة. (227)
س4/ يقول في قوله تعالى: ?قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ?[هود:43]، قال هل هي هنا باعتبار الإضافة أم هي غير ما يُراد فيما نحن بصدده؟
ج/ يعني يقصد بحث العصمة اللي مرّ معنا. هذه العصمة مقيدة، يعني العصمة من الغرق وهي واضحة لا عاصم من الغرق هذا اليوم إلا من رحمه الله جلّ وعلا، وهي غير داخلة في العصمة العامة.
س5/ أهل المذاهب الردية كالمعتزلة والأشاعرة والجبرية والقدريّة أين يوجدون في هذا الزمان؟
ج/ في كلّ مكان يوجدون، المعتزلة والأشاعرة والجبرية والقدريّة، يوجدون في كل مكان، في كل مكان، وأيضاً كتبهم في كل مكان، ربما يدسُّون، يعني الواحد مثلا يقرأ كتاب أو تعليق ويجد أنه أدخلوا فيه بعض هذه الكلمات.
س6/ ما حال من يقول أن العلماء لا يفهمون الاقتصاد وبالتالي لا يستطيعون إيجاد واستنباط الأحكام فيه.
ج/ العلماء لا يُشترط فيهم أن يفهموا كل ما يجري في العالم من أمور حادثة حالة وجودها أو حصولها، يعني جاءت مسألة في العالم اقتصادية، تفترض أن العالم يفهمها مباشرة؟ أصلاً حتى بعض المتخصصين لا يفهم الشيء في حقيقته بسرعة، يعني مثلاً الآن عندك مسألة.. الآن البطاقات هذه، بطاقات الخصم أو بطاقات الائتمان أو أنواع البطاقات هذه الموجودة، هذه حقيقتها يجيء واحد يقول مفهومة، هو طبعاً يفهم استعماله هو لها، لكن هل يفهم حقيقة ما يجري في هذه الشركات؟ قد ما يفهم، الشركات هذه كيف تتكوّن وكيف تخصم وفعلا الشيء اللي يحصل، وهل ما يحصل في بلد ما يحصل في كل بلد، وفعل الشركات العظمى يعني مثلاً إذا أخذت فيزا، هي شركة، هي تصدر عدد أنواع من القروض إلخ... هل هي تخصم من البنك أو تخصم من البائع، وكيف تسدّد وهل تجلس الأموال عندها فترة أو ما تجلس، وصفة المشتري، صفته حين اشترى هل الشركة ضامنة أو هي حوالة؛ يعني هنا الآن تكييف المسألة، أحياناً تجيء الصورة تكون واضحة في صورة معيّنة، لكن تكييف المسألة فقهياً يُشكل، تكييف المسألة فقهياً، ومع أن العلماء يتباينون في مثل التكييف لكن شرح الصورة تفهم الصورة.
الآن النقد مثلاً، النقد، وتغطية النقد وكيف يغطى النقد وكيف تصدر العملات، كيف يكون؟ هذا لا شك أنه يختلف، يعني مثلاً بلد اقترضت فيها، لنفرض مثلاً -مع اعتذاري للإخوة السودانيين-، لنفرض السودان اقترضت من واحد عشرة آلاف دينار سوداني قبل عشر سنين، وجاء الآن بيردها، إذا يردها الآن عشرة آلاف سوداني كيف تمثل؟ لا تمثل، لا تمثل قيمة عشرة آلاف دينار سوداني اللي كانت قبل عشر سنين، ممكن ما تمثّل 10% منها، الآن هل يرد العدد أو يرد ما يساوي القوة الشرائية له؟ فيطلب أنه يعادل هذا بهذه.
هذه مسائل لها تعلق بفهم حقيقة الأمر كيف يمشي، فيه من يقول لا يرد العدد هذا قرض، والقرض إحسان والعشرة آلاف هي العشرة آلاف. طيب لما كان نفسها العشرة آلاف قبل عشر سنين، كان راتبه هو، كان راتبه خسمائة دينار والآن راتبه هو عشرين ألف دينار، كيف يعني يكون؟ يتضاعف راتبه أربعين ضعف؟ ما يكون، الآن الدينار السوداني بكم ياالأخ صلا ؟ كم الدينار السوداني؟ ( مجيب من الحاضرين: قبل عشر سنوات كان يساوي 3 دولارات)، يعني حوالي إحدى عشر ريال (والآن الدولار بمائتين) مئتين، يعني كم يطلع؟ ميتين؟ الدولار بمائتين، يعني أنا بعد مثالي كان متساهل، إذاً المسألة تحتاج إلى يعني معرفة بحركات كثيرة وأشياء.
الأسهم الآن العالمية وما يدخل فيه والبورصة و... يعني فيه قضايا كثيرة لا يُشترط العالم أن يفهمها فوراً، ويعطيك تفاصيلها فورا وإلا ما يكون عالم، ليس صحيحا، أيضاً فهمها على الدقة مشكل.
والعالم لا تشترط فيه أنه متجرئ أنه دائماً يبيّن، أحياناً يتورّع حفظاً لدينه، مو ملزم، هذا أمر الله، مو ملزم بأنه يبين للناس ما لم يصل فيه إلى اجتهاد واضح.
إذا قال أنا والله ما وصلت فيه إلى اجتهاد واضح، هل يلزمه أن يبين ما لم يصل فيه إلى حق عنده؟ ما يلزمه، ويكون فهم المسألة لكن أنا والله ما أتحمل ذمة الناس، تأتيه أشياء ديانية، يعني من جهة التدين تمنعه، فالأصل طبعاً في هذا هو حسن الظن بالعلماء وأنهم يفهمون، لكن يفهمون ما يُعرَض عليهم لكن يعترض الأمور أشياء قد تسبب التأخير.
س7/ منذ فترة عملة عملية في القلب ولم أصلِّ تسعة أيام وأريد أن أصلي ما علي، وأريد الطريق لقضاء ذلك، وهل يجوز لي أن أقصر في الصلاة حين أكون خارج الرياض؟
ج/ هو إذا كان أنه أُجري له عملية في القلب وأفاق، يعني لم يُغمَ عليه فترة طويلة، أفاق هذا يعني بعد البنج وكذا أفاق، فإنه يجب عليه أن يصلي الصلاة في وقتها وله أن يجمع الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء إذا كان أرفق به المريض. لكن أن لا يصلي عدة أيام فإنه غير معذور، يعني غير معذور بذلك ولا يؤذن له بذلك. يصلي بحسب حاله وهو نائم وهو على جنبه، بحسب وضعه ويتطهر الطهور اللي يستطيعه، إما يتيمم أو تطهر الخ...، يعني بحسب ما يستطيع: ?لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا?[البقرة:286]، أما إذا كان أغمي عليه هذه المدة، مدة تسعة أيام ثم بعد ذلك أفاق فإنه ظاهر الفتاوى، وعمل بعض الصحابة في أن ما زاد في الإغماء عن ثلاثة أيام فإنه لا يعاد أما إذا كان دون ثلاثة أيام فإنه يعاد.
هل يجوز لي أن أقصر في الصلاة حين أكون خارج الرياض؟
نعم إذا كنت تنوي قطع مسافة تبلغ ثمانين كيلو متر، على الاحتياط من أقوال أهل العلم.
(معنى قول السائل: هو الآن عليه قضاء فهل يقضيها كاملة أم قصرا؟)
وسيقضيها وهو في سفر؟ لا، إذا وجبت الصلاة في حضر فإنه يقضيها كما كانت، تغليباً لجانب الحضر لأنه هو الأصل والقضاء بحسب الأداء في هذه المسألة.
المسألة فيها خلاف طبعاً بين أهل العلم لكن هذا هو الأحوط وهو الصحيح.
س8/ متى يكون الرياء شركاً أكبر؟
ج/يكون إذا كان كرياء المنافقين يُبطن الكُفر ويُظهر الإسلام،
س9/ ما حكم قول المسلم للكافر كلمة "سيد" أو "السيد"؟
ج/ كلمة "سيد" لا يجوز أن تُطلق على كافر ولا على منافق لأنه لا سيادة لهما؛ لكن طبعاً هذه لأن دلالتها بالعربية سيادة، لكن أحياناً تكون بالإنجليزية مثلاً أو بلغة أخرى تُتَرجم بالعربية على أنها "سيد" لكن ليست ترجمتها صحيحة، يعني مثلاً كلمة إيش؟ "ميستر" (Mr)، "ميستر" تُتَرجم سيد، وهو في الواقع ليس معناها، لأن السيادة معناها التصرف والملك الخ، لكن كلمة "ميستر" بالإنجليزي لا تعني السيادة والتصرف ونحو ذلك، هي أقرب إليها كلمة "لورد" (lord) يعني اللي هو الربوبية أو السيادة وأما كلمة "ميستر" يعني مثل ما تقول إيش؟ نعم؟ يعني المحترم أو وجيه أو... يعني كلمة تقدير. لكن هم تُرجمت في بعض البلاد المجاورة على أنها كلمة مجاملة، ويضعون بدلها كلمة سيد لأنها مستعملة، بينما إطلاقها باللغة العربية سيد، لا يصلح لكن لو قيل مثلاً "ميستر" فلان هذه لا تدخل في معنى السيادة في اللغة العربية.
نكتفي بهذا القدر ونلتقي نحن وإياكم على خير وهدى، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

س/ وهذا يقول: قوله (وعامرهن غيري) قد يستدل به أهل البدع على أن الله في كل مكان، نرجو التوضيح بارك الله فيكم.
ج/ في قوله جل وعلا في الحديث القدسي (يا موسى! لو أن السماوات السبع وعامِرَهُنَّ غيري)، (السموات السبع) معروفة طباق بعضها فوق بعض, (وعامِرَهُنَّ) هي من العمارة المعنوية يعني من عمرها بالتسبيح والتهليل وذكر الله وعبادته، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي (قال « أَطّتْ السّمَاءُ وَحُقّ لَهَا أَنْ تَئِطّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاّ وَمَلَكٌ قائم أو مَلَكٌ ساجدٌ أو مَلَكٌ راكعٌ» ففيها عُمَّار كثيرون عمروها بعبادة الله جل وعلا, قد قال جل وعلا في أول سورة الأنعام?وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ?[الأنعام:3]، فالله جل وعلا هو المعبود سبحانه في السموات ومعبود سبحانه في الأرض.
فقوله هنا (لو أن السماوات السبع وعامِرَهُنَّ غيري) يعني من يعمر السموات، والله جل وعلا في هذا الاستثناء في قوله (غيري) يعني إلا أنا هذا يحتمل أن يكون الاستثناء راجع إلى الذات وراجع إلى الصفات، ومعلوم أن الأدلة دلت على أن الله جل وعلا على عرشه مستو عليه بائن من خلقه جل وعلا، والسماوات من خلقه.
فعُلم من ذلك أن قوله وعامرهن غيري راجع إلى عمارة السماء بصفات الله جل وعلا وبما يستحقه سبحانه من التعلق والعبودية، وما فيها من علم الله ورحمته وقدرته وتصريفه للأمر وتدبيره ونحو ذلك من المعاني.](10)
تم بحمدالله هذا العمل المبارك
وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل نافعاً، مباركاً، خالصاً لوجهه الكريم
وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
قام بتجميع هذا العمل المبارك وليد الماحى الدمياطى وقد ذكره اسمى لكى تخصونى بدعوه بظهر الغيب